أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1














المزيد.....

نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6984 - 2021 / 8 / 10 - 01:12
المحور: الادب والفن
    


- 1 -

يعتقد أو يدعي البعض من المسرحيين العراقيين الجدد أنهم هم الذين بدأوا التجديد في النص أو في العرض المسرحي وخصوصاً أولئك الذين تركوا الوطن وعادوا إليه بعد أن شاهدوا عروضاً مسرحية تختلف عما كانوا يشاهدونه في بلدهم ، بيد أن الحق والانصاف يقتضي أن نُذكّر بعدد من النماذج التجديدية أو التجريبية التي ظهرت منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
لم يكن المسرح في العراق يعرف المونودراما ولكن المخرج الراحل إبراهيم جلال أخرج عام 1956 مونودراما الروسي (أنطون جيكوف) المعنونة (أغنية التم) عن ممثل شيخ هجره جمهوره فراح يتذكر أيام مجده. ولأول مرة في العراق يصمم الفنان (إسماعيل الشيخلي) منظراً رمزياً للمسرحية متمثلاً بثلاث مفردات هي تمثال ليد كبيرة تحمل شمعة رمزاً للممثل بوصفه شمعة تضيء، وعجلة عربة رمز لحركة الحياة واستمرارها، وسلم لا تظهر نهايته رمزاً لصعود الفنان الى أعالي المجد، وكان الرائد (يوسف العاني) قد سبق ذلك حين مثل مونودراما من تأليفه.
في أواسط الستينيات من القرن الماضي لم يكن المسرحيون العراقيون يعرفون الكثير عن مسرح اللا معقول الذي ساد المسرح في أوروبا ذلك الوقت ، بيد أن (طه سالم) كتب أكثر من مسرحية تنتمي الى ذلك النوع، وكانت (طنطل) التي أخرجها (محسن العزاوي) أبرزها، وقد علّق الناقد الراحل (حميد رشيد) على شخصية (طنطل) بطل المسرحية على أنه هاملت العراقي الذي يحاول أن يروض بيتاً قديماً متآكلاً ويمنع الريح من أن تهب الى على وجهة واحدة . وفي إخراجه للمسرحية كان (محسن العزاوي) متجاوباً مع طبيعة النص مؤكداً على عبثية الإنسان في هذا الزمان وذلك بتجريده المكان المسرحي وشخوص المسرحية في زمانها ومكانها وكانت مسرحية طه سالم (ما معقولة) التي أخرجتها لطلبة أكاديمية الفنون الجميلة في تلك المرحلة ، النموذج الأقرب الى مسرح اللامعقول عندما يتحول البشر يمثلهم موظفو الحكومة الى مجرد آلات متحركة بلا إحساس، وقمت بتحويل الموظفين الى ما يشبه السجلات التي تُنقل من رفٍ الى آخر، ومن درج الى آخر.
وفي ذلك الوقت لم يكن أحد من المسرحيين العراقيين يعرف من هو (جان جينيه) ومسرحياته الطليعية التي تكشف عن غربة الإنسان في المجتمع الرأسمالي المعاصر، وأنا كذلك لم أكن أعرف عنه وعنها شيئاً إلا بعد أن شاركت بتمثيل أحد شخصيات مسرحيته المشهورة (رقابة عليا) والتي قمت بترجمتها الى العربية وبعنوان (في انتظار الموت) وهي مسرحية خلاصية يتنافس أبطالها المجرمون وهم في زنزانتهم من أجل الوصول الى المجرم الأعلى في زنزانة أخرى . قدّمتُ المسرحية في مسرح غرفة في الجمعية البغدادية في الصليخ وبعدها قدّمتُ مسرحية بيكت اللا معقولة (في انتظار غودو) وبأسلوب السهل الممتنع. وقدمت بعدها ومع طلبة قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون مسرحيته الأشهر (احتفال نهريجي للسود) وفي مسرح دائري.
في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي ظهر نموذجان متقدمان للمسرح العراقي الجديد ، الأول يتمثل في مسرحية (المفتاح) التي كتبها يوسف العاني وأخرجها سامي عبد الحميد وصمم مناظرها أزياءها كاظم حيدر وشأكتفي بما قاله النقاد بوقتها عنها . قال (رشيد الرماحي : "(المفتاح) إذ تشق للمسرح العراقي طريقاً نحو الأصالة .. نؤكد شمول مشكلة الانسان في كل زمان ومكان وواقع.." وقال (احمد جاسم العلي) عنها: "إن مؤلفها تعدى المحلية في الموضوع وانطلق الى الآفاق العالمية ليعود ثانية ويسلط الضوء على القضية المحلية... "

ويقول (يوسف العاني) إن العالم يتقدم رغم الآلام والعذاب.." ويقول ناقد آخر "فلأول مرة في مسرحنا العراقي تصبح الموسيقى والغناء عنصراً رئيساً وأساسياً في مسرحية المفتاح" .



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 3
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !! 2
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !!
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 4
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 2
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 3
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟! 4
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي
- إحياء الفرق المسرحية الخاصة ضرورة
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟! 3
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟!
- متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا ؟! 2
- مسرحيات هذه الأيام ؟!
- غابت المسرحية الواقعية فأنحسر الجمهور
- مسرحيات هذه الأيام؟!
- عن (مسرحيات السيرة) أيضاً 3


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1