أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ماذا كنت سترى يا ولد؟














المزيد.....

ماذا كنت سترى يا ولد؟


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 16:25
المحور: الادب والفن
    


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند بحيرةِ الجمال الذي يُفقِد الرائين قدرتهم على الكلام، فقدَ الولدُ إحدى عينيه، لم يكن السببُ جمالياً، كان يُسمّي المشهدَ وطنا أو شيئاً من هذا القبيل، ولم يفهم الولدُ كيفَ سيرى كل هذا الجمال بعينٍ واحدةٍ، فبكى.
***
أغمض عينه الثانية كي يرى كيف ترى العين المغمضة، لم يكن هناك شيئاً مما قاله الفلاسفة القدماء "لست أعمى كي أرى"، ولم يكن قد قرأ ذلك ليعرف، لكن العين المفقودة ــ كما عرف لاحقاً ــ تُستبدلُ بفيضٍ من الأسئلة والدمع الكثيف، ورأى في حُلمِهِ شجرةً بثمرٍ من عيونٍ زرقاء وخضراء وسوداء، لكن موسم قطافها لم يكن قد حان بعد، ولكن الحلم لا ينتظر، ولم يكن يستطيع النوم إلى الأبد كي ينتظر نضوج الثمر.
***
ماذا كنت سترى يا ولد؟
أرتالاً من الخوف تسير جوار الملصقات الكثيرة في الشوارع الباردة؟
زعران ينزعون الإشارات عن الشوارع كي تتوه المدن ويتحيّرَ السيّاح الذاهبون إلى التاريخ الجالس خلف الجبال؟
أطفالاً يلعبون بمخلفات الحروب؟
أمّهات في حالة انتظار لا تنتهي، وأولاداً صاروا رجالاً في هذا الانتظار المصمت؟
بائعاتٍ يقلقن الأرصفة؟
ماذا كنت سترى يا ولد؟
***
يتبدّل الأفق كحرباء، كلما مرّ مقاتلٌ قديمٌ جوار ساحة معركةٍ قديمةٍ، بكى الاثنان كأنهما فقدا وقتهما، وكأن الشواهد نسيت أسباب نصبها هناك، حتى الأمكنة الحديثة نسيت أسماءها، وحوّل الأولادُ لوحات أسماء الشوارع إلى معاول للثلج، ولا ثلج، فيما انتشرت السخرية في الأفق كشمسٍ صاخبة، وصارت الألوان بلا دلالاتٍ، والقطط خرجت من البيوت بكبرياءٍ برّيٍّ، وحدها الأشجار ما زالت تنصب بيوت العزاء على أغصانها، ووحدها تتذكر الشهداء.
***
الولد الذي فقد عينه، مرةً أخرى، يعبئ الأسئلة في صناديق الهدايا، ولديه ما يكفي من الوقت ليبحث عن إجاباتٍ، ولم يصدق ــ ولن يصدق إلى النهاية ــ ذلك الصوت الصوفي الذي تردد في فضاء عينه الفارغة من الضوء، بأن كل الأسئلة لها إجابة واحدة.



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة، أو بَرَدةْ، أول الآلهة
- نازلا عن أحد
- سبعة تجليات لصوفي وحيد
- فراشات بديلة
- يوم قال الناس إن اليأس سيد المكان
- يا جلالة الملك
- موجة حزينة وخجولة
- عشر نساء
- الذئب الذي عاش وحيدا
- حين رأيناك
- دلنا على جثتك كي نصدق موتك
- دع الريشةَ وتعال
- دو ري مي فا
- غزة، الولد الذي سيترك وحيداً بعد أن تنتهي الحرب...
- عندما تنتهي الحرب
- التعب/ الثعلب
- ستبكين أكثر
- في الطريق إلى هناك
- أيُّها الطائرُ الغريبْ
- لماذا تضحك وأنت ميتٌ جوعاً؟


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - ماذا كنت سترى يا ولد؟