أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - دلنا على جثتك كي نصدق موتك














المزيد.....

دلنا على جثتك كي نصدق موتك


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 17:55
المحور: الادب والفن
    


دلَّنا على جثَّتِكَ كي نصدِّقَ مَوتَكْ

ـ1ـ
لو كنتُ مأساةً لسكنتُ كتاباً لا أرضاً
لو كنتُ بلداً لأجّلتُ سكاني إلى الأبد
لو كنتُ امرأةً لأخليت المكان من قسوته
لو كنتُ بارودة لركضتُ إلى المتحف فارغةً
لو كنتُ قيثارةً لما عرفَ العالمُ الصمتَ مطلقاً
لو كنتُ ألواناً لما بقي أعمىً واحد في الأرض
لو كنتُ كوكباً لامتلأتُ هواءً وجداولَ وصنعتُ دَرَجاً للحالمين
لكني لستُ شيئاً من كل هذا
أجلسُ وحيداً أكتبُ هلوسةً كهذه
لو كنتُ غيري...
لما كنتُ وحدي

ـ2ـ
لم يربِّني أحدٌ على أن أحبَّكِ، لم تزرع أمّي فضائلَ للموتِ في حكاياتِها، لم يقل لي أبي إن الرجال عليها أن تموت كي تكون رجالاً، قالا لي: انزع كَدَرَ المدينةِ عن عينيها وستحبُّكَ إلى الأبد، وفي لحظة موتي تلكَ، وفي الوقت الطويلِ بين وقوفي وسقوطي، رأيتُها، بقلبي رأيتها، تبكي وتبتسم، فيما الأذانُ يرتفعُ كطقسٍ مجهّزٍ سلفاً.

ـ3ـ
قبلَ أن يختفي كسحابة دخان في ريح، كان خائفاً، من غزل الأصدقاء الصريح وكلامهم الثقيل وراء ظهره حين يسمعه صدفةً أو عمداً، من أولئك الذين يبررون فشلهم بأنهم ليسوا أعضاءً في شلّة ما، من تلك المجموعة التي لا تحب الموسيقى، ومن نساء يتجمّعن كلّ يومٍ ليضعن طبقةً جديدةً من القيود في أيديهنّ ليرضين الجميع، كان خائفاً لأن أمُّهُ ماتت فانقطعت دعواتها، كان خائفاً من روحه التي ضاقت كثيراً بما يرى ويسمع فلم يُرِد أن يرتكب حماقةً كان لا يحبها في الآخرين، كان خائفاً أن يؤذي دودةً قد يدوس عليها صدفةً دون أن يراها، لكنه في النهاية لملم خوفَه كلَّه في كيس من الخيش، واختفى كسحابة دخان في ريح...

ـ4ـ
وكنا هناك في ليلٍ بعيد، نرتب أقمارنا في الأدراج المرتجلة من خشبٍ قديم، نولّفُ شجرتين لتأتيانا بثمرةٍ ثالثة، نؤقّتُ صحونا بأذان الفجر ونومنا بعواء الذئب الذي صار ودوداً لشدة ما ألفناه، كنا هناكَ نخترعُ بئر ماءٍ كلما عطشنا، ونُدخلُ الخبز في الحكاية حين نجوع، اليوم فقط اكتشفنا كم فارغة أدراجنا، وكم خالية حكاياتنا من اللؤلؤ والخبز والأميرات...
ومن الرواةِ أيضاً...

ـ5ـ
حين تموت في المرة القادمة، لا تخطئ الخطأ ذاته، قل لنا لمن ستترك آلة الموسيقى، ومن سيأخذ سترتك البنية المصنوعة من جلد وأغنيات، ودلّنا على جثتك كي نصدق موتك، لا تفعل كل ما فعلته في موتك الأول، وتتركنا في لعبة "حزازير" ساذجة...

كانون أول 2014



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دع الريشةَ وتعال
- دو ري مي فا
- غزة، الولد الذي سيترك وحيداً بعد أن تنتهي الحرب...
- عندما تنتهي الحرب
- التعب/ الثعلب
- ستبكين أكثر
- في الطريق إلى هناك
- أيُّها الطائرُ الغريبْ
- لماذا تضحك وأنت ميتٌ جوعاً؟
- لا أريدُ شيئاً من هذا العالم...
- مملكة جرجيريا قصة للأطفال
- ربَّما يَحْدُثُ شيءٌ كهذا...
- كلبٌ أعمى
- أقلُّ من بلادٍ قليلةٍ وأقلّْ
- على من سأبكي أولاً؟ قصة قصيرة
- وجاء في كتابِ البلاد
- محمد عساف: أذهب بعيداً حيث يحلق البلبل
- خالد يطلق العصافير قصة للأطفال
- مثل كركزانٍ حزين
- غْزِيْزْلِة وخْنِيْنِص قصة للأطفال


المزيد.....




- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - دلنا على جثتك كي نصدق موتك