أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - سفاسف شهادات التقدير والدروع والدكتوراه الفخرية














المزيد.....

سفاسف شهادات التقدير والدروع والدكتوراه الفخرية


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6981 - 2021 / 8 / 7 - 17:07
المحور: الادب والفن
    


شاعت في صفوفنا الأدبية والفنية في عراق البلايا والرزايا والانحطاط الثقافي مؤخرا ظاهرة لم أجد أكثر منها نرجسية ومراءاة وتنميقا فارغا دون قاعدة ثقافية رصينة أو اعمال أدبية تثير الانتباه ويشار اليها بالبنان ، ألا وهي انتشار شهادات التقدير وخردة الدروع المصنوعة من المعادن البخسة ( مع تحفظي على تسمية الدرع وكأننا نخوض معركة قديمة تقليدية بائسة ) ويتم توزيعها بالجملة إلى هذا وذاك دون أية اعتبارات إبداعية .
وصارت كل مؤسسة تسمي نفسها أدبية أو فنية تطبع عشرات أو مئات الأوراق وتلصق أسماء تشوبها العلاقات الشخصية والصداقات الفردية والمجاملات وحتى المنافع الذاتية، مثل هذه الشخوص الخالية من الثراء الفكري تظهر أمامنا وتكون رغماً عنا، سواء رضينا أم لم نرضَ، وتحسب في عداد المبدعين المتفردين الذين لهم باع طويل في الشعر أو القصّ أو الرسم والنحت وغيرها من الأعمال الإبداعية .
هذه الظاهرة الغريبة أخذت تتسع بشكل خطير من قبل جهات نكرة معطلة لا تنتج اية ثقافة وليس لها وزن او تأثير يذكر الاّ الضحالة والهوان الفكري ، ويقيني انها تآمر واضح وصريح لا يخلو من الدناءة والبذاءة على المثقفين والادباء والشعراء الحقيقيين ، وكأن تلك المنظمات التي يمكن تسميتها بأنها جزء من المجتمع المدني نصّبت نفسها راعية للمبدعين وأخذت تشتري من دكاكين القرطاسية قراطيس بخسة الثمن ويكتبون في متنها ما يشاؤون لهذا الصديق أو ذاك الكاتب المبتدئ عبارات تنمّ عن تقديرات للجهود الابداعية ولأشخاص يعدون في مصاف النكرات وغير المعروفة آثارهم الأدبية والفنية، وكأنهم مسكوا قصب السبق وصاروا بغمضة عين وحيدي زمانهم في نتاجهم الأدبي او الفني .
والأغرب أن تصاحب هذه الاحتفاءات كاميرات (الآي باد) وتلفونات الهاتف المحمول الذكية لمصاحبة المحتفى به وزمرته المصفقة له ليظهر أمامنا بأنه الشاعر الكبير المعلّى والفنان الذي لا يضارع والألمعي ذي الأفق الواسع ولا نظير له في الخلق والإبداع والابتكار مما يذكرنا بما كان يوزعه الدكتاتور المقبور من أنواط شجاعة وشرائط على رهطه المطيع وحاشيته وعساكره وحُماته من الضباط وغير الضباط وذيول السلطة .
المضحك ان تلك الشهادات تباع برخص التراب في أسواق القرطاسية، ويزاد عليها قلائد من النحاس أو الزجاج التي يطلق عليها قلائد الإبداع ؛ إضافة إلى دروع مصنوعة من الخشب أو المعادن المسماة " التنك " الرخيصة الثمن والقيمة ، إنها تباع بالجملة ليشتريها القائمون على ترتيب احتفاءات ولقاءات فنية أو أدبية وتوزع وفق الأمزجة والرغائب الشخصية لمن لايعرف طرق الإبداع ومسالكه الوعرة من دون أي اعتبار للقيم الفنية او مظاهر التميّز في النتاج الفني .
أما كان من الأجدر أن تقوم تلك الجهات التي توزع الشهادات والدروع بشكل اعتباطي وغير مدروس بطباعة نتاجات الكتّاب والشعراء المبدعين المعوزين ماديا لو كانت جادة فعلا في نشر الثقافة الثرية الرصينة، أو عرض لوحات الفنانين في معارض أو غاليريهات الفنّ ليراها المعنيون الباحثون على الجمال الفني والأدبي بدلا من إغراقنا بصور لاتغني فقيرا إلى الوعي والتثقيف ولاتروي ضامئا إلى المعرفة وملء العقل بالرواء الفكري ؛ فليس بهذه الظواهر الغثّة تشاع الثقافة وترمم الأذهان وعيا وعلما وأدبا أيها الخائضون في مضمار ليس مضماركم والسالكون دروباً غير دروبكم .
بتّ أعجب وأقول كيف يجرؤ هؤلاء الذين عنيتهم على توزيع شهادات الدكتوراه الفخرية على من سفّ وابتذل في الفن والأدب ولا أغالي لو قلت انها من خزعبلات وأحابيل قليلي الحياء والأدب .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراثٍ لخيبة وأحزان انتفاضة تشرين
- تعيسٌ في بلاد العجائب
- هموم المرضى في عراق الأسقام
- أولادنا وأحفادنا والإفراط في استخدام الألواح الإلكترونية
- شذرات من قصائد الشاعر طاغور القصيرة
- زيارة جميلة لصديقي سائق دراجتهِ الهوائية
- هروبٌ الى الجحيم البارد
- الطريق مغلقةٌ الى توباد الهوى
- تذكرون شارلي شابلن وتنسون رفيقه الممثل الطفل - كوجان - !!
- انتظار واستبشار
- وكما أسلفْنا
- خيبة الطالع الشؤم
- فلتكبر سعادتنا ولو بانت شيخوختنا
- الصغيرات المدللات بناتُ الأزمان
- عاشقتي العاقلة الناصحة الموقّرة
- السقوط في الوَحَل
- الشاعرُ ومَسَلّتهُ
- ما تعسّرَ من الحبّ الرجيم
- صديقتي المشكاة
- يُرسخون الطائفية ثم يلعنونها


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - سفاسف شهادات التقدير والدروع والدكتوراه الفخرية