أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطية شناوة - الچراوية أكثر أصالة من العقال














المزيد.....

الچراوية أكثر أصالة من العقال


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 16:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ربما يفاجأ البعض عند الإشارة الى أن العقال الذي ينظر اليه كجزء أصيل من الزي الرجالي العراقي لم يكن حتى خمسينات القرن العشرين جزءا من الزي الشعبي البغدادي أو الموصلي أو البصري، ناهيك عن الكردي. وإنعاشا للذاكرة نقول أن زي البغداديين الشعبي كان حتى ذلك الحين مكون من السروال والـ ((زبون)) الذي يعادل القميص الرجالي العصري، وهما من اللون الأبيض عادة، فوقهما الـ ((صاية)) وهي رداء مفتوح من إعلى إلى أسفل حيث يصل القدمين يجمع طرفاه، عند الخصر، بحزام من قماش الصاية ولونها في الغالب، ويبطن الحزام بحشوة تجعل منه صلبا نوعا ما ليقوم بدور الحزام، ثم الجاكيت، أوالـ (( سترة)) كما تسمى باللهجة البغدادية. ويفضل أن تكون من ذات القماش وذات اللون، لكن ذلك ليس ملزما. تعلو جميع هذه القطع العباءة الرجالية، مختلفة الألوان، وبعضها مقصب بالحرير الـ ((بريسم)).

ولم يعتد البغداديون، أو ((البغاذّة)) إرتداء العقال، وكان كبار السن يحملوه كهدايا للأقارب عند عودتهم من أداء فريضة الحج في الحجاز. أما غطاء الرأس البغدادي التقليدي فهو يقتصر على ((الچراوية)) وهي مكونة من ((عرقچين)) وهي قلنسوة نصف كروية مرنة، يلف حولها الشماغ أو اليشماغ، وهو ذات الحطّه الفلسطينية، أو الكوفية الأردنية، يلف الشماغ على الـ ((عرقچين)) على شكل عمامة. ويمكن الإستعاضة عن الشماغ بالـ ((غترة)) وهي عادة من اللون الأبيض أو البيج الفاتح، ويسمى باللهجة العراقية ((شكري)) وأسم اللون مشتق من لون السكر قبل تكريره ,وأكسابه اللون الأبيض.

وفي أوقات متأخرة زحف العقال الى بغداد وباقي المدن العراقية مع موجات نزوح القبائل البدوية من باديتي الشام وشبه الجزيرة العربية الى سهول دجلة والفرات وأستيطانها وتحولها الى الزراعة. وهكدا أنتشر العقال في الأرياف أولا، ثم أخترق أسوار المدن وصار يزاحم الچراوية والسدارة والـ ((كشيدة))، والأخيرة غطاء رأس مكون من طربوش أحمر مثل الطرابيش اللبنانية والمصرية والمغربية يلف أسفله منديل، أخضر في الغالب، كان يرتدية بعض وجهاء المدن ((الچلبيون))، ومازال خدم بعض المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء يواصلون إرتداء الكشيدة. ولو راجعنا التراث الأدبي العربي برمته، لصعب علينا أن نجد ما يشير الى أن العقال كان جزءا من الزي الرجالي العربي عموما. بينما يحفل ذلك التراث بوصف أشكال العمائم، وأنواع أقمشتها والمجوهرات التي تزين بها عندما يعتمرها الموسورون. ويكفي التذكير هنا ببيت سُحَيْم بن وَثيل الذي تمثل به الحجاج في خطبة الكوفة الشهيرة:

أَنَا ابنُ جَلَا وطَلَّاعُ الثَّنَايَا
متَى أضَعِ العِمامَةَ تَعرِفُوني.

العمامة أذن هي غطاء الرأس الشعبي العربي وليس العقال. والچراوية البغدادية تمثل شكلا بسيطا من أشكالها. والعرقچين من مكوناتها، وأضيف لهما لاحقا الكشيدة والسدارة. وأشهر من أرتدى العرقچين شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، وأشهر من أرتدى الكشيدة الزعيم الوطني جعفر أبو التمن، أما أشهر من أرتدى السدارة بعد الملك فيصل الأول فهو الباحث العراقي الأبرز في علم الإجتماع علي الوردي.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وعقائدنا
- محاولة لإنصاف صدام حسين
- نحو دراسة علمية لتأثير الفكر الديني على الأنسان
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته 2
- عين واحدة لا تكفي لرؤية التأريخ على حقيقته
- هل فات الأوان؟
- مكمن الضعف في الفكر القومي العربي
- عبدالناصر والجماهير
- ((المجد لثورة 14 تموز 1958 وقادتها الأماجد))
- هل كان سلام عادل نصيرا للملكية؟
- غليان الإسفلت
- من هم حكام العراق الحقيقيون؟
- قراءة مختلفة لوجه تموز الأول
- خطر التورط بالفساد لا يستثني أحدا
- أهلا بالشباب !!!
- عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين
- المثليون .. ملائكة أم شياطين؟
- الهامشي والحاسم في تجارب الأمم


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطية شناوة - الچراوية أكثر أصالة من العقال