أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالله عطية شناوة - عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين














المزيد.....

عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6938 - 2021 / 6 / 24 - 20:23
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مرة أخرى تتأكد الحقيقة العلمية القأئلة ان لكل تطور إيجابي جوانب سلبية، فالثورة الهائلة في مجال الإتصالات التي بدأت أوائل تسعينات القرن الماضي وقربت أرجاء العالم من بعضها، كان لها انعكاسا كارثيا على عملية إندماج المهاجرين من البلدان ذات الأكثرية الإسلامية الى أوربا.

قبل ذلك كان مهاجرو هذه البلدان يعانون كثيرا من الغربة وصعوبات الإتصال بالأهل والأصحاب في الوطن الأم، لكنهم وبمرور الأيام يتأقلمون مع المحيط الإجتماعي في البلد الجديد، ويندمجون به تدريجيا، عبر فترات زمنية متباينة.

وهكذا تمكن المهاجرون من بلاد الشام في القرن التاسع عشر الى بلدان القارتين الأمريكيتين من الإندماج فيها، حتى تمكن أبناء الأجيال اللاحقة من الوصول الى أعلى المواقع السياسية والإجتماعية والأقتصادية، بما فيها رئاسة الجمهورية، كما حدث لكارلوس منعم، وعبدالله كروم وغيرهما. لم يكن ثمة من مجال أمام المهاجر وعائلته سوى الإندماج، الذي يعود بالنفع عليه وعلى المجتمع الذي احتضنه.

لكن الثورة في مجال الإتصالات التي تزامنت، وللأسف، مع ما يعرف ب "الصحوة الأسلامية" في البلدان العربية، خلقت حالة جديدة، جعلت المهاجر يعيش فيزياويا في بلد المهجرمع بقائه ذهنيا وقيميا وفكريا في البلد الأم. وصارت أوسع أوساط المهاجرين في هذه الحقبة تسعى الى فرض شروطها على المجتمع الجديد بدلا من محاولة التكيف معه. مكرسة عزلتها عنه في حال فشل المجتمع في الإستجابة لمتطلباتها.

وعوضاً عن محاولة فهم أوضاع المجتمع الجديد والتفاعل مع متطلباته، إنغمر المهاجر الجديد في قضايا الصراع في بلده الأم، تلك القضايا التي ربما كانت سببا في أضطراره الى مغادرة بلاده، والبحث عن الأمان والحياة الكريمة في بلدان أخرى. وبمتابعة بسيطة لما ينشر في وسائط التواصل الإجتماعي باللغة العربية، سنجد أن إغلبها أبعد ما يكون عن السعي الى المعرفة، وليس غايته الحوار والمقارنة والتقارب أو التفاهم، بل هو أقرب ما يكون إلى النشاط الدعوي ـ التبشيري لما يحمله الشخص من قيم وأفكار وأنحيازات دينية ـ طائفية، أو قومية ـ عشائرية أو إيديولوجية ـسياسية، أونشاط تحريضي ضد التوجهات المضادة. أما الحوارات البناءة المثمرة، فهي بالغة الندرة، وريما يصعب العثور عليها دون مجهر فائق الحساسية.

وصار المهاجر يكرس جل جهده السياسي الأجتماعي الأقتصادي الفكري للصراعات الدائرة في البلد الأم، وينشط على نحو غير مسبوق في تلك الصراعات، مستخدما وسائط التواصل المتطورة، لتغليب هذا الطرف أو ذاك، هذه الطائفة أو تلك، في الصراع ضد مواطنيه الذين وضعهم في قائمة الأعداء. ووصل الأمر في حالات غير قليلة، الى السفر الى بلدان الصراع للمشاركة الشخصية فيه، بعد ان وفرت له ذلك وسائل الإتصال الحديثة.

بدلا من الإهتمام باستجلاء سبل معرفة المجتمع الجديد عبر التعرف على تأريخه وثقافته وشفراته الاجتماعية، والسعي الى تبديد مكامن الغموض وسوء الفهم الناجم عن الفجوة الحضارية بين مجتمع المهاجر ومجتمع المهجر، أسرت وسائط التواصل الاجتماعي المهاجر الجديد، في قوقعة الصراعات التي حولت مجتمعه الأول الى جحيم، وأبقته متابعا لا يكل للمحطات التلفزيونية، والمواقع الألكترونية بلغته الأم، من بلده الأم، ووفروت له الصحف والمجلات وحتى الكتب بذات اللغة وذات الأفكار. وبهذا لم يعد الأرث التاريخي فقط، هو العائق الكبير أمام إندماجه في المجتمع الجديد، بل أصبحت وسائط الإتصال عائقاً اكبر يعزله كليا أو جزئيا عن مجتمع المهجر، وهو يشكو صبح مساء من تهميش حقيقي أو متخيل.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النرويج والسويد دولتان شرق أوسطيتان
- (( عراقيو الخارج )) ومعاناة العراقيين
- المثليون .. ملائكة أم شياطين؟
- الهامشي والحاسم في تجارب الأمم
- نزعة إنكار الشناعات في تأريخنا
- عبادة الفرد
- ذكريات على هامش الهزيمة
- حزيران ـ يونيو ... نهاية تجربة!
- كيف ولدت قوى التأسلم الحالية في مجتمعاتنا؟
- سلفية لغوية مماثلة للسلفية الدينية
- لينين .. كاوتسكي .. وكوفيد 19
- كفى إحتماءً بالنصوص المقدسة
- حل الدولتين أصبح وهما
- سلفية عرقية
- رحلة قصيرة في عقل ((مستنيرين)) عرب
- الولايات المتحدة الصهيونية
- حوار حول القضية الفلسطينية
- حنجورية المتصهينين العرب
- التكرار يعلم الجميع .. هل الصهاينة استثناء؟
- مهلهل وجساس وكمال غبريال


المزيد.....




- -الإمارات تقف بجانبكم-.. محمد بن زايد يجري أول اتصال بأمير ا ...
- الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق في شمال غزة وشرق رفح فور ...
- توسك يبحث عن بصمات روسية بيلاروسية على الحدود عقب فرار قاض ك ...
- صحيفة تركية تحذر من قرب اندلاع مواجهة نووية بين روسيا والأطل ...
- هل يساعد الذكاء الاصطناعي في منع انقطاع الكهرباء في المستقبل ...
- نيوزيلندا تتخذ إجراءات عاجلة لمواجهة العاصفة الشمسية الجيومغ ...
- رئيس بنما يتعهد بإغلاق أحد أكثر طرق الهجرة ازدحاما في العالم ...
- أكثر من 200 قتيل جراء فيضانات في شمال أفغانستان
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار قصف إسرائيلي على حي الصبرة بغزة
- استشهاد سيدة وعدد من المصابين بقصف منزل في مخيم النصيرات


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالله عطية شناوة - عواقب كارثية لثورة الإتصالات على عمليات اندماج المهاجرين