أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - للكلمات أجنحة















المزيد.....

للكلمات أجنحة


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 02:40
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


لا تنتهي الحكايات الجميلة لأن الكلمات الجميلة تمتلك جناحين تطير بهما في آفاق الزمان والمكان ، وتعبر بهما المسافات فنلتقي بها ونحتفل بها ونسترجع ذكرياتها وكأنها حدثت البارحة . سنتحدث اليوم عن شاعرين فريدين هما الشاعر حفني بك ناصف من مصر والشاعر سليمان العيسى وسنحتفل بملاحتهما الأدبية والفكرية.
الشاعر حفني بك ناصف : هو محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف. قاض أديب، له شعر جيد. ولد ببركة الحج من القليوبية بمصر وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم، ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية. واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع. وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم (إدريس محمدين) وقام برحلات إلى سورية والآستانة واليونان ورومانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا والسويد وبلاد العرب. وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي لمدة 20 عاماً، وقام برئاسة الجامعة عام 1908 عند تكونها وكان من أوائل المدرسين فيها، كما شارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول. وله مداعبات شعرية مع الشاعر حافظ إبراهيم وغيره من الشعراء . كما أسس مع عدد من الأدباء جمعية فريدة أسموها جمعية المستحمرين وهي غنية عن التعريف.
يحكى أن الشاعر حفني ناصف عندما وصل الستين من العمر وأحيل للتقاعد كتب لرئيس الوزراء عدلي يكن باشا قصيدة قال فيها:
صاحبَ الدولة يا شيخ الوزاره
حاجتي إن شئتَ تُقضي بإشارهْ
نالها قبلي ألوفٌ لم أكن
دونهم علماً ولا أدنى إدارة
ناهز الستين عمري إنما
لم أزل جم القوى جمّ الجدارهْ
وإذا لم يشكُ مثلي علةً
هل من الحكمة أن يلزم دارهْ
إنّ تركي خدمةَ الأوطان معْ
طول ما مارستُ في الدنيا خسارهْ
وحياتي كلها قضّيتها
تارةً في العدلِ والتعليمِ تارهْ
ليس عندي ضيعةٌ تكفل لي
رزق أولادي ولا عندي تجارهْ
إنّ أولادي على كثرتهم
ليس فيهم بعدُ من يكسب بارهْ
أبقني بضعَ سنينٍ ريثما
يقدر الأكبرُ أن يؤوي صغارهْ
أو إلى أن ينتهي ما في يدي
وهو إن تمّ فخَارٌ للنظارهْ
وقد أجابه رئيس الوزراء بالإيجاب نظرا لخدماته الكثيرة للمجتمع.
وعندما عُيّنَ حفني بك ناصف قاضيًا في محكمة قنا الأهلية كتب مخاطبا المستشار القضائي بقصيدة من أبدع ما نظم في الذم بمعرض المدح وإظهار السخط بمظهر الرضا :
رقيتني حسًّا ومعنى فلصنعك الشكر المثنى
وجعلت رأس الحاسدين بمصر من قدميَّ أدنى
وجعلت سدة منزلي من أسقف الهرمين أسنى
أسكنتني في بقعة فيها غدوت أعز شأنا
أرد المشارع سابقًا والسبق عند الورد أهنا
وأزور آثار الملوك وكنت قبلُ بها معنًّى
بلد إذا حلت به قدماك قلت حللت حصنا
جبل المقطم حوله متعطف كالنون حسنا
هيهات أن يصل العدوله ويدرك ما تمنى
أرأيت يومًا مثله في القطر تحصينًا وأمنًا
النبت في غيطانه متقدم غرسًا ومجنى
والشيء يعظم حجمه في جوِّه ويزيد وزنًا
فالسدر كالرمان والــجميز كالبيض المحنى
والدوم فيه دائم يفنى الزمان وليس يفنى
فخاره لهج الأنام بمدحه يُسرى ويُمنى
يكفي لترويج الأواني أن يقال ( قنا ) فتقنى
قالوا شخصت إلى ( قنا ) يا مرحبًا بقنا وإسنا
قالوا سكنت السفح قلــت : وحبذا بالسفح سكنى
قالوا ( قنا ) حر فقلــت : وهل يرد الحر قنا
سرُّ الحياة حرارة ولاه ما طير تغنى
كلا ولا زهر تبسم لا ولا غصن تثنى
والحي بدء حياته بعد التزام البيض حضنا
تتدفق الأنهار من حر وتزجي الريح مزنا
ها قد أمنت البرد والـبرداء والقلب اطمأنا
ووقيت أمراض الرطوبة واستراق الريح وهنا
ألقى الهواء فلا أهاب لقاءه ظهرًا وبطنا
وأنام غير مدثر شيئا إذا ما الليل جنا
قد خفَّت النفقات إذ لا أشتري صوفًا وقطنا
وفَّرت من ثمن الوقود النصف أو نصفًا وثُمنا
فالشمس تكفل راحتي فكأنها أمي وأحنى
فإذا بدت لي حاجة في الغسل ألقى الماء سخنا
أو رمت طبخًا أو علاج الخبز ألقى الجو فرنا
سكنى القرى تدع السفيه موكلاً بالمال مضنى
أي الملاهي فيه يصرف ماله ومتى وأنى
كل امرئ تلقاه من بعد الظهيرة مستكنا
ويرى الغريب السعر أيســر حالة وأخف غبنا
يجد الحليب بعينه لبنًا ويلقى السمن سمنا
عش في القرى رأسًا ولا تسكن مع الأذناب مدنا
واربأ بنفسك أن ترى مستمرئًا في العيش جبنا
ودع الجزيرة والمها والجسر والظبي الأغنا
واسلُ الأغاني والغواني واسأل الرحمن عدنا
و يحكى أنه من القصص العجيبة التي ترتبط بحفني ناصف أنه كان أحد العلماء والأدباء السته، الذين وقفوا سنة 1905 على قبر الإمام محمد عبده يوم وفاته يرثونه حسب الترتيب: الشيخ أحمد أبو خطوة، حسن عاصم باشا، حسن عبد الرازق باشا الكبير، قاسم بك أمين، حفني ناصف و حافظ ابراهيم.
وقد اتفق أن توفي الأربعة الأولون بهذا الترتيب حسب وقوفهم على القبر ولاحظ حفني ناصف ذلك يوماً وكان حافظ ابراهيم قد مرض وخاف على نفسه من الموت فبعث إليه حفني يطمئنه بهذه الابيات:
أتذكـرُ إذ كُنَّا علي القبرِ ستـةً نعـدِّدُ آثـارَ الإمـامِ وننـدُبُ
وقفنا بترتيـبٍ وقـد دبَّ بيننـا مَمَـاتٌ على وفْقِ الرثـاء مُرَتَّبُ
أبو خطـوةٌ ولَّى، وقَفَّـاه عاصمٌ وجـاء لعبدِ الرازق الموتُ يطلبُ
فلبّى وغابت بعده شَمْسُ قاسـمٍ وعمّـا قليلٍ نَجْم مَحْيّاي يغرب
فلا تخشَ هلكاً ما حييتُ وإن أمت فما أنت إلا خائـف تترقَّـبُ
فخاطر، وقَعْ تحت القطار ولا تخف ونَمْ تحت بيتِ الوقْفِ وهو مُخَرَّبُ
وخُضْ لُجَـج الهيجاءِ أعزلَ آمناً فإن المنايا عنك تنـأى وتَهربُ.

أما صديقي الشاعر سليمان العيسى رحمه الله فقد عانى الكثير في سبيل القومية العربية وهو غني عن التعريف فهو العالم الأريب الفهيم الشاعر المفوه الذي تبنى أدب الأطفال بفروعه منهجا وأسلوبا فله الكثير من الملح والظرافات مذكورة في نسخة الديوان الضاحك الأولى التي كتبها بخط يده ووزعها على أصدقائه نذكر منها الطرفة التالية لظرافتها وقد جرت في الخمسينات من القرن الماضي.
يحكى أنه عندما أنشئت وزارة الثقافة والإرشاد القومي في دمشق افتتحت لها دائرة للثقافة في حلب الشهباء وكان الشاعر سليمان العيسى أول رئيس لهذه الدائرة وقد تم فرز دراجة هوائية لقضاء أشغال الدائرة ، وكانت تستخدم تحت رقابة مشددة بإشراف مباشر منه ، وفي يوم من الأيام فوجئ الشاعر سليمان العيسى بسرقة الدراجة من قبل أحد اللصوص في 20/9/1959 ، فكتب الشاعر إلى قائد الشرطة في حلب كتابا يشتكي فيه سرقة الدراجة قال فيه :
في عهدك الميمون يا مصطفى دراجتي طارت من الدائرة .
دراجة الإرشاد معروفة تنساب في الشارع كالخاطرة .
لو سرقت في الليل لم ننزعج لكن بعين الظهر في الهاجرة.
جميع أعمالي بدراجتي أنجزها في حلب العامرة .
دائرتي محدثة...عمرها بالضبط عمر الوردة الناضرة .
يؤمّها الإخوان إن يتعبوا ليهدأوا في الواحة الشاعرة .
في عهدك الميمون يا سيدي " تبهدلت " دائرتي الزاهرة .
حلب في 20/9/1959
وقد أعجب قائد الشرطة بأبيات الشاعر سليمان العيسى وأراد أن يمازحه فأحال الشكوى إلى الضابط المختص وطلب منه أن يلاطفه فقال:
إلى رئيس دائرة الثقافة والإرشاد القومي
نعيد إليكم الشكوى ، يرجى إلصاق الطابع القانوني وقدره 45 قرشا سوريا حسب الأصول والإعادة .
المقدم مروان السباعي
في 26/9/1959
فأجاب الشاعر الضابط المختص قائلا:
دائرتي رسمية يا فتى معترف بها من القاهرة .
فكيف تبغي طابعا فوقها ؟ أما ترى صيغتها ساحرة .
وكان جواب الشرطة في اليوم التالي :
نسيت الختم والرقم فلا تنسوهما أبدا.
وليس الشعر ينفعنا إذا ما الختم قد فقدا.
إذا حملتها رقما يكون الأمر قد نفدا .
وألصق طابعا فورا وأرسلها لنا سندا .
وإن أبطأت في هذا يكون اللص قد بعدا.
التوقيع ضابط الشرطة .

فأجاب الشاعر سليمان العيسى المقدم مروان قائلا:
أطعنا الأمر... فالشكوى عليها الختم والرقم .
يشعشع في جوانبها كثغرك حين تبتسم.
وما زلنا بلا دراجة بالصبر نعتصم .
ندق طريقنا مشيا ولا شكوى ولا برم.
بهمتكم سيخلع بابنا يوما ويقتسم .
وبعد مضي شهرين من الزمن استفسر الشاعر عن الدراجة وقد يئس من عودتها فقال:
مضى شهران ...لا رجلي استراحت ولا دراجتي عادت إليّا .
ويحلف لي أخي مروان أني طويت جوانب الشهباء طيا
أفتش كل زاوية وكوع وتفتل شرطتي حيا فحيا .
وأسأل كل شخص هل رأيتم على الطرقات عفريتا شقيا
أباح لنفسه أمرا فظيعا وألقى عبء فعلته عليّا
لئن أمسكته بيدي إني سأجعله حطاما في يديا
أيسرق شاعرا سرق اللآلئ أغاريدا...وقلدها الثريا .
خدعتك بالإله أبا نضال أتصدقني ، إذا وشوشت شيا ؟
أليس يجوز شرطي فقير شواه الكدح والتعتير شيا ؟
رأى دراجتي أصفى وأحلى من الياقوت مشرقة المحيا
فدق بها ...وقد يغريك شيء " فتلطشه" ..وتبقى أدميا .
وفي اليوم التالي أرسل له ضابط الشرطة صورة لص نشرتها إحدى الصحف المحلية في حلب مكتوب تحتها " ضبطت رجال المباحث الجنائية لصا سرق حوالي 12 دراجة وبعض البغال والخيول وبوشر التحقيق معه."
فعلق الشاعر سليمان العيسى على الصورة قائلا :
ضبطه في الجريدة بعد الجهود الشديدة
دراجتي في يديه تشكو الجراح شريدة
انظر إليه مليا هذا لعمري الطريدة
أبا نضال .خذوه غلوا يديه وجيده
وأدّبوه..لكي لا يأتي ذنوبا جديدة .
علامة الجرم تبدو في شاربيه أكيدة.
هذي الحواجب ليست إلا لتخفي مكيدة .
وصدره يتحدى بفتحة عربيدة .
مستهزئا بقوانا قوى التحري المجيدة.
دراجتي في يديه تدعوك فهي شهيدة .
أما البغال فرأي بها خلاف الجريدة !
أرى الحرامي أسدى إلينا يدا مفيدة .
إذا أضاعت بلادي بعض البغال العتيدة .
تنشطت واستراحت وجدد الشعب عيده .
حلب في 25/3/1960.
((المصدر : مخطوط الديوان الضاحك ، من النسخة المهداة لأصدقاء الشاعر بخط يده ، النسخة الأولى )
ألم أقل لكم أن للكلمات أجنحة؟
محبتي لكم .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجدي ...
- المرأة ألفا
- أتلقاك وطرفي مطرق
- ما أخذ من الجمل إلا أذنه
- تنفست هواء سورية، I breathed the air of Syria
- لماذا يغش الناس في علاقاتهم ؟
- التفكير البصري ومجالاته
- قوة الذكاء البصري
- التغيير، وليم بتلر ييتس
- عندما تشيخ، وليم بتلر ييتس
- قيم جميلة عند الرجل والمرأة
- إن كان بمقدوري أن أخبرك ، اودن
- رسالة حب ، أنا بيل فيرونيكا
- يدا أبي ، مايرون أولبرغ
- المخدرات الرقمية
- حقل مفتوح، ستيفن واتس
- الأعراف ، ادغار الان بو
- إعترافات ، روبرت براوننغ
- حب بين الأطلال ، روبرت برواننغ
- صدى ، كريستينا روزيتي


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد عبد الكريم يوسف - للكلمات أجنحة