أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - السعيد عبدالغني - الأبوكاليبس والشعر في وردة التخييل الذاتي ل أشرف يوسف















المزيد.....

الأبوكاليبس والشعر في وردة التخييل الذاتي ل أشرف يوسف


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 13:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فترة الحظر بين الجدران الأربعة بسبب الكوفيد كانت لها دلالات مختلفة في الشعراء الحقيقيين كونهم وحدويين بطبعهم ومحاطين بهذه الهالات من الأشباح والشخوص والمتخيلات.
ولكنها أثرت بشكل جذري على جميع الناس بمن فيهم الشعراء. فهذه الوحدة الجبرية ليست الاختيارية والانعزال القسري هو عُمق التأثر للخالقين.هذا القسري الذي يمنعهم من خلق صدف واستيحاء العوالم من الخارج.
كأنها انفجارات في بيضة قوية للغاية،هي الرأس المزعومة بإدارة حسهم للحياة على جانب منوطها بالفرن المعنائي والتخييلي.
وشيوع الموت السهل بالفيروس،الموت القريب بوضوح، فالموت قريب دوما لكن من وراء حجب الأقدار والصدف.
حالة الحصر تلك تؤثر بشدة حيث لا مفر ،ولا أقصد مفر يوتوبي بل أقل شيء وهو التمشي في الشوارع والجلوس على النيل أو السهر مع الأصدقاء كل مدة كبيرة.
وحالة الحصر تلك تفرِد أفقا لمعرفة أبعادا أخرى في الذات قد لا يكون يعرف أنها موجودة.فالمبدع يراقب كل شيء حوله ويحلل ويخلِق فيه وحالة الحصر الكوفيدي تلك تشبه حالة السجن،السجن الشامل للجميع.والسجان فيروس كئيب والمسجون فريسة كئيبة.
من هنا نبعت نصوص أشرف يوسف من الوحدة الإضافية تلك. من آثام البيولوجيا التي تتكرر ولكن بالكوفيد كان الإثم مكثفا مريعا.
المتتالية مليئة بالمعاني الشعرية الكبرى في تاريخ الشعر عموما،الوحدة،التعاسة،الغربة،الاغتراب،الانسلاخ،الجنون،الإيروتيكيا الحزينة،التعدد الصوتي للذات..إلخ
بعد خمسين سنة ،في هذا الآن الذي يبعث صنارته اللغوية ذات الخطافين للماضي والمستقبل،الماضي للتذكر والمستقبل للتصور، ليركب ويرى ويخلق.
الوحدة الجبرية والأسئلة
إن الوحدة القائمة جبرا على جميع الناس في بيوتهم هي عكس الوحدة الشخصية التي يختارها الشاعر،إنها تفتح سؤال الهوية فالوحدة أيا كان جنسها فاتحة الأسئلة الماهوية كلها.
يقول في ص45
"من أنا في ليالي حظر التجوال..
من أنا؟هل من مجيب:"
في ص55
"لماذا صرت مجنونا ومريضا هكذا يا أختاه؟"
ولأن الجبر عاقبته على رقة الشعراء الثورة أو الجنون أو الانتحار أو الرقص يشك أشرف في ذهنيته فثنائية الصحة والمرض وثنائية العقل والمرض من الثنائيات الشهيرة الذاتية بالخلل أو حدوث عطبا ما.

التعاسة الملونة بالألوان جميعها
إن تعاسة أشرف يوسف هي من إثر الشعور الكثيف بسلطوية العالم،بسلطوية الرداءة والتفاهة،بهذه الحجوم الضخمة الفقاعية للأشياء.
يقول في ص 63
"ثمة إحساس خفيف بالتعاسة؛
ليس لدي شيء لأقوله
لكل تلك الأصوات المستعارة
التي تقيم بداخلي.
لماذا لا أسكتها صوتا صوتا ،
وأبحث عن صوتي؟"
فالتعاسة شعور ممكن يُوِصل إليه الكثير من الأمور وكون الشاعر بطبيعته كونيا فهو مهتم لاإراديا بصحة العالم المعرفية والقيمية،والأصوات التي تنتجها التعاسة تضيع صوته النابت الأصلي ولكنه يحاججهم بالصمت أو بالتأمل والمراقبة ويريد البحث في تلك الأصوات عن نغمه.
ويقول في 103
"لقد مللت من دوائر الكلام بيني وبين تهيؤاتي،
يا رجل ..تحدث إليّ"
إنه يستخدم حسه الممثل في صوته لاستنطاق روحه المتعددة،ونبر الصوت الخيالي يستنفر فيه هويته،يتشعب في هذه الكينونة الشعرية
الجنون كفعل شعري مختار
يقول في ص 67
"لماذا لا أجن وأنزل الآن"
الجنون كمفهوم شعري مفهوم مُختار،والبُعد الشعري الذي ينحته الشعراء في كل المفاهيم مختلف جذريا عن أي بعد آخر،كون الشاعر مربوط متنه بالتحسس العميق والرقيق والعنيف لكل شيء حوله.وشخصية المجنون هي الشخصية الفعّالة فيها الشاعرية بشكل كبير فالمجنون للشاعر حد ذاتي للنشوة المطلقة.
والمنزلة الأقل من الجنون هو الحمق في الدلالات الحديثة،والنعت الذاتي على لسان الشعراء ربما حجة على الهوية المزعومة لهم من المجتمع والعالم، أو لتأكيد وصف ينخر في جنسهم.
يا تُرى ما هي وردة التخييل الذاتي؟أهي العالم؟أهي الذات؟أهي طرح كل شيء فيه؟..لا شرح للشعر،إنه مثل السماوات الملونة،مثل موروثات السيموطيقيا،كل أحد يراها ويتذوقها كما يحب.
الجمالية هي التي تحمي الشاعر من العدمية،الجمالية بأنواعها على حسب التركيب الشخصي للشاعر،إنها مُعِينه وشيطانه المبثوث في كل شيء.
"أنا مجرد رجل أحمق
خارج من العزلة
للقاء وردة التخييل الذاتي وسيموطيقاي العجيبة
التي مدت لي يد العون
وساندتني عمرا بأكمله
بين أربعة جدران لكهف مظلم.
الصرخة المعبئة في أرجاء المتتالية بلا ولست
ص127
"لست صخرة
لست ذلك الدينامت الذي يفتتها
لست ذلك الفتيل المشتعل لحدوث النفجار"
النفي هنا نفي حزين،نفي جميع المرهفين عن ذواتهم رغم أحقيتهم بالإثبات .نفي كونه حجرا أو مفجِرا أو علة للانفجار،نفي يائس بدمار العالم الإنساني المجرد لا اليوتوبيا ولكن العالم الإنساني المجرد ذاك أبعدته سطات كثيرة مرئية ولامرئية،معروفة ولامعروفة،ذاتية وكونية.
ولكنه يتراوح ويأمل وييأس،إنها عالمه المضطرب الحدوث ،الرفيع القيم.
ص 75
"في هذا الشرق الحزين،
بلا موسيقى تنادينا من الضفة الأخرى:
اطمئنوا،حتما سننجو،
وبلا فعل سوى للرعا
الذين يلقون الفتات فوق موائدنا السماوية..
في مقاومة الورود للتشيؤ ولصورها البلاستيكية
يقول في ص111
"جئت إلى هنا مهانا
ويوما ما سأخرج إلى دوائر العمل والحب والكراهية
ومنح التفرغ،
حرا طليقا
سأعود إلى ما اعتدت عليه بنفس الإهانة
ولن يلاحظ أحدا من معارفي المقربين
أني قد تحولت إلى مريض خائف وحيوان مفلس،
يفضل التأمل والصمت المرير"
إنها مأساة الشاعر في هذا العصر،الإهانة المضنية من تشيؤ كل شيء حوله ومحاولة تشييئه هو بالخصوص فهو مُصدِر الروحانيات سواء كانت ماورائية أو وجودية ومصِدر الجماليات الصافية والقيم والغوامض التي يعيش عليها معنى العالم وتصوره ووضعه على الأرفف مثل علب التونة. وهو ما يقاسي منه جميع الشعراء الحقيقيين،فالذي يهتم بمصير العالم دوما هم الشعراء وبدءه والأسئلة الفلسفية الأولى وفي حالتنا تلك بالصحة الجمالية للعالم وردود الفعل المهينة منه لأنه يراه جميلا.
لينك الديوان:
https://www.mediafire.com/file/y59pjiplyfcmify/%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586_%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25AF%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25AE%25D9%258A%25D9%258A%25D9%2584_-_%25D8%25A3%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2581_%25D9%258A%25D9%2588%25D8%25B3%25D9%2581_-_%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25AA_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25B5.pdf/file?fbclid=IwAR28VyML7Qz1zm5Y7ap8NHqLgTaG-xUviL5QjyC9o9bWr712FKQ2R4NUbno



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السورية
- قصة من الميثولوجيا الاسيوية -قيس وليلى-
- ريفيو لفيلم -معلمة البيانو-عن الجنس المتطرف والحب للمخرج ماي ...
- تحليل مشهد الكنيسة من فيلم -الختم السابع-للمخرج إنجمار بيرجم ...
- أنا طريد المجتمعات جميعها
- الخالق
- مراجعة للسيرة الذاتية -رحيل- للكاتبة جيني حسين علي
- الانتحار والأدب (سارة كين)
- المتطرف والمقدس والدلالة التائهة
- أقسم بوحدتي على سبحانه
- وحدانية القلب الوحيد أشرك بها المعنى والعالم
- شذرات رفضت كتابتها
- الآخرهوية للذات؟ أم الذت المصنوعة من الآخرين هوية لنفسها؟ أم ...
- كيف بدأت الكتابة ؟ قصة كتابتي
- الشخص المختلف الحر والسلطة المجتمعية العربية
- تحليل رواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي
- حوار مع الفنانة والنحاتة نهاد حلبي
- قصة قصيرة شعرية _ظلي_
- فصة قصيرة شعرية _شعرائيل
- تحليل لوحة إدوارد هوبر _صقور الليل_


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - السعيد عبدالغني - الأبوكاليبس والشعر في وردة التخييل الذاتي ل أشرف يوسف