محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 00:42
المحور:
المجتمع المدني
يمكن تعريف فتور المشاعر أو ضعف المشاعر وانعدامها بأنه ذلك الشعور العام بحالة اللامبالاة وعدم التأثر أو الاكتراث بما يجري في المحيط . ويمكن استخدام مصطلح فتور المشاعر في مجموعة واسعة ومتنوعة من السياقات. على سبيل المثال، يمكن أن نلحظ حالة فتور المشاعر أثناء الانتخابات العامة حين تنعدم الرغبة في المشاركة في الانتخابات العامة أو فتور المشاعر تجاه جميع المرشحين وتعد حالة فتور المشاعر من أعراض العديد من حالات الصحة العقلية .
مفهوم فتور المشاعر:
يأتي فتور المشاعر كرد فعل واستجابة تجاه موقف ما أو مواقف متكررة تجاه شيء محدد ، وهو رد فعل نفسي ضاغط يمكن أن يتولد في ظروف متعددة وينجم عن فتور المشاعر حالة من اللامبالاة تؤثر على الحالة الاجتماعية للشخص الذي يعاني من فتور المشاعر وقد تتطور إلى حالة من الإحباط .
نلاحظ حالة اللامبالاة في تصرفات المارة في الشوارع حيث لا يتوقفون ويتدخلون في حالات العنف في الشوارع وخاصة في المجتمعات الأوروبية التي تترك أمر المبالاة في مثل هذه الحالات للشرطة المعنية وفي مجتمعات أخرى مثل دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يختلف إحساس اللامبالاة لأسباب عاطفية ووجدانية ودينية ولأسباب مردها الأعراف والتقاليد والشرف . حالة فتور المشاعر أو اللامبالاة ترتبط بالأنشطة الاجتماعية المختلفة . إن فتور المشاعر الفردية مترادف مع اللامبالاة المجتمعية ويطلق لوصف حالة قلة التعاطف أو الاهتمام بالأسباب المجتمعية التي قد تسبب فتور المشاعر أو تأجيجها .
و رغم أن فتور المشاعر يُعتبر شعورًا إلا أنّه أحد الاتجاهات النفسية و يشير إلى درجة حب أو كره الفرد لموضوع معين وكيفية تصرفه عند مروره بمواقف تتمحور حول هذا الموضوع. ولكن هذا الاتجاهَ أحد أكثر الاتجاهات النفسية التي تمتاز بعدم الاهتمام وخدران المشاعر وعدم الاستجابة للمحفزات فضلًا عن الانسحاب من الواقع واللانفعاليّة. حيث يستنزف هذا الاتجاه معظم طاقة الفرد النفسية لدرجةِ أنه يشعر بالخمول وفتور الهمة والوهن الذي يشعره بأنك مُصاب بالشلل وبأنه لا يمتلك الإرادة الكافية للقيام بأي شيء. فما يميز الفرد المصاب بِلعنة فتور المشاعر هو الخمول الذي يمنعه من أن يكون فعالًا في الحياة فهُو لا يهتم بتاتًا بمواجهة تحديات الحياة. وبكل صراحةٍ وشفافيّة لا يكترث المصاب بأنه لا يهتم بأي شيء.
وقد لاحظ جانكو إيشيزاكي وماسارو ميمورا في عام 2011 في بحثٍ أَجرياه عام 2011 أنّ فتور المشاعر قد يطرأ عند إصابة المرء بإحدى الاضطرابات المرضية التالية:
• انفصام الشخصية.
• السكتة الدماغية.
• مرض باركنسون (الشلل الارتعاشي(
• الشلل.
• داء هنتنغتون.
• أمراض الخرف كَالزهايمر وخرف الأوعية الدموية والخَرف الجبهي الصدغي.
وجد باحثون آخرون وجودِ رابطٍ بين فتور المشاعر ومُدة الشعور بهذا الفتور من جِهة ونمط الحياة غير الصحي الذي يسوده الحرمان من النوم والإرهاق العام والنظام الغذائي السيئ وقلة التمارين الرياضية أو قصور في أعضاء الجسم كقُصور الغدة الدرقية. وفيما يتعلق بالتشخيص النفسي فقد تم ربط فتور المشاعر بالإصابة بالاكتئاب الجزئي والاكتئاب الحاد والاضطراب ثنائي القطب إضافةً إلى الإفراط في تعاطي بعض المواد المُخدِّرة كمُسكِّنات الألم والماريجوانا والهيروين.
متلازمة فتور المشاعر واللامبالاة :
لابد من الاعتراف بأن فتور المشاعر هو نوع من المتلازمات المرضية إلا أنها غير مدرجة على قوائم الأمراض النفسية المستعصية DSM-5 لكن الخبراء في الطب النفسي يشيرون إلى ضرورة الاعتراف بمتلازمة فتور المشاعر واللامبالاة حيث أن الشخص الذي يعاني من هذه المتلازمة تظهر عليه الأعراض التالية والتي يجب تكريس بعض الوقت للانتباه إليها ومراقبتها مثل :
• انخفاض الإنتاجية والمثابرة.
• انخفاض الدافع لتحقيق الأهداف.
• قلة النظر إلى الأهداف.
• عدم الاهتمام بالرعاية الذاتية.
• انخفاض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
• مشاعر مسطحة وحيادية .
• عاطفيا لا يستجيب للأحداث الإيجابية أو السلبية.
• قلة الإثارة أو الحزن أو الغضب.
تتميز معظم الأبحاث التي أجريت عن متلازمة فتور المشاعر و اللامبالاة أن هذه الأعراض قد تظهر كأعراض لحالة مرضية أخرى. ومع ذلك ، قد تؤدي متلازمة فتور المشاعر واللامبالاة إلى ضعف الوظيفة الإدراكية مع مرور الوقت ويمكن أن يكون لها تأثير ضار بشكل خاص على المسنين .
كيف ولماذا يحدث فتور المشاعر ؟
تعاني معظم النساء من فتور المشاعر واللامبالاة من وقت لآخر . وفي بعض الأحيان . جميعنا نشعر بالفتور تجاه مواضيع هامة في حياتنا بين الحين والآخر ، فالشخص الذي يهتم بالترجمة يشعر بالملل والفتور تجاه الترجمة وقد يغير نمط اهتمامه من الترجمة العلمية إلى الترجمة السياسية إلى الترجمة الأدبية ، وذات الشيء ينطبق على طالب المدرسة وعالم الرياضيات والمهندس والمخترع . علينا أن نفهم أن الفتور واللامبالاة جزء من حياتنا وهي ظاهرة طبيعية يمكن الاستفادة منها في تجديد المشاعر وإعادة التهيئة والضبط إلى حياتنا .
قد يعاني الإنسان من حالة من اللامبالاة المزمنة والتي قد تنجم عن حالة صحية معينة جسدية أو نفسية وبالتالي يجب النظر في هذه الحالات كل على وتشخيصها وتحديد الأسباب وطرق العلاج . قد تنجم اللامبالاة من مصادر متعددة منها :
الاكتئاب : اللامبالاة عرض من أعراض الاكتئاب الشائعة وقد يشعر الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب فجأة بعدم اهتمامهم بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها ذات يوم.
الوسواس القهري : قد يعاني الأشخاص ذوو الميول القهرية من اللامبالاة تجاه هواياتهم عندما يحدث الإكراه في حياتهم .
القلق: قد يركز الأشخاص المصابون بالقلق على مخاوفهم لدرجة أنهم يصبحون غير قادرين على الاهتمام بالهوايات والتفاعلات الاجتماعية التي استمتعوا بها سابقا.
الخرف : ترتبط الأبحاث الحالية حول اللامبالاة بالظروف التي تسبب الخرف مثل مرض الزهايمر . إن اللامبالاة تزيد مرض الزهايمر سوءا .
يمكن أن تجعل اللامبالاة الشديدة من الصعب على الناس النجاح في مكان العمل ، والحفاظ على علاقات صحية ، والحفاظ على صحة جسدية وعاطفية جيدة. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تكون اللامبالاة المفاجئة أو غير المبررة علامة على وجود مشكلة صحية عقلية أو جسدية كامنة. وفي هذه الحالة يجب التحدث إلى موفر الرعاية الصحية أو المعالج كخطوة أولى جيدة نحو التغلب على اللامبالاة والشعور بالفتور في العلاقات .
References:
1. American Psychological Association. (2009). APA concise dictionary of psychology. Washington, DC: American Psychological Association.
2. Davenport, B. (2013, April 28). 10 ways to snap out of apathy. Retrieved from http://www.barriedavenport.com/2013/04/28/10-ways-to-snap-out-of-apathy
3. Fry, T. C. (1892). Some causes of social apathy. The Economic Review, 3(2), 318-329. Retrieved from https://search.proquest.com/openview/0066f5548815fe3b/1?pq-origsite=gscholar&cbl=2316
4. Ishii, S., Weintraub, N., & Mervis, J. R. (2009). Apathy: A common psychiatric syndrome in the elderly. Journal of the American Medical --dir--ectors Association, 10, 381-393. doi: 10.1016/j.jamda.2009.03.007
5. Kring, A. M., Johnson, S. L., Davison, G. C., & Neale, J. M. (2010). Abnormal psychology. Hoboken, NJ: John Wiley & Sons.
6. Marin, R. S. (1991). The Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences, 3(3), 243-254. doi: 10.1176/jnp.3.3.243
7. Schuyler, D. (2007, October 1). Recognition of apathy as marker for dementia growing. Psychiatric Times, 3. Retrieved from https://www.psychiatrictimes.com/dementia/recognition-apathy-marker-dementia-growing
8. Societal apathy. (n.d.). Retrieved from http://publicsphereproject.org/content/societal-apathy
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
