أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - حكاية ، A Tale














المزيد.....

حكاية ، A Tale


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6951 - 2021 / 7 / 7 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


مهداة إلى كرم ونور وجيلهم السوري المشتت على مساحة الكون.


يحكى أنه منذ زمن بعيد بعيد، كان هناك شجرة تفاح غاية في الضخامة والروعة ،وكان هناك طفل صغير يلعب تحتها يوميا ، وكان في بعض الأحيان يتسلق أغصان الشجرة ، ويكسر بعض أغصانها ويأكل ثمارها، وعندما يتعب كان يغفو قليلا في فيء ظلالها الوارفة .

كان الطفل يحب الشجرة ، وكانت الشجرة بدورها تسعد أيما سعادة بلعب الطفل وقضمه ثمارها ولعبه في ظلها.

ومرت الأيام ، وشب الطفل عن الطوق ، وصار يهمل الشجرة ، وينسى أن يجلس تحتها أو أن يسقيها بالماء....

وذات يوم ، عاد الصبي حزينا كسير الخاطر. نظرت إليه الشجرة بحنان وطلبت منه أن يلعب في ظلها.

أجابها الصبي: لم أعد صغيرا لألعب حولك. أريد بعض النقود لشراء بعض اللعب من السوق.
أجابته الشجرة : لا يوجد معي أي نقود لأعطيك إياها. ولكن يمكنك قطف بعض ثمار التفاح عن أغصاني ، خذه آلى السوق وبعه واشتر اللعب التي تريدها.

طار الصبي فرحا. كانت سعادته لا توصف.
تسلق الصبي الشجرة ، وكسر بعض الأغصان،وقطف جميع ثمار التفاح ، ونزل عن الشجرة وأخذ الثمار وباعها واشترى بثمنها الألعاب التي يشتهيها.

غاب الصبي ولم يعد للشجرة....
شعرت الشجرة بالحزن الشديد لعدم عودته إليها.

وذات يوم عاد الصبي إلى الشجرة ، لكنه هذه المرة لم يعد صبيا بل صار رجلا...

شعر ت الشجرة بمنتهى السعادة لعودته ، وقالت له : تعال العب معي وتحت ظلالي.

ولكنه إجابها قائلا :أنا لم أعد طفلا لألعب حولك وتحت ظلالك....لقد أصبحت رجلا مسؤلا عن عائلة ، وأحتاج لبيت يكون لهم مأوى. أيمكنك مساعدتي؟

أجابته الشجرة : أسفة...ليس عندي لك بيت، ولكن يمكن أن تأخذ كل أفرعي وأغصاني لتبني لك ولأطفالك فيها بيتا.

قطع الرجل أفرع الشجرة. وأغصانها عن أخرها وغادر وهو في غاية السعادة....

وسعدت الشجرة لسعادته ورؤيته فرحا حبورا...وكعادته ذهب ولم يعد إليها.
صارت الشجرة حزينة مرة أخرى....

وفي يوم شديد الحرارة ، عاد الرجل مرة أخرى ،وكانت الشجرة في منتهى السعادة...
نادته قائلا : اشتقت إليك ..تعال والعب معي..
أجابها الرجل قائلا: أنا متعب وكبرت في السن و أريد الإبحارلأي مكان أرتاح فيه.أيمنك إعطائي مركبا لأبحر فيه.

أجابته الشجرة : يمكنك قطع جزعي وأخذه لبناء مركبك الذي ستسافر فيه. وبعدها يمكنك أن تسافر حيث تريد وأنى تريد.

قطع الرجل جزع الشجرة وصنع مركبه ‘سافر مبحرا نحو الأفق البعيد ولم يعد لمدة طويلة.
وبعد غياب طويل استغرق سنوات وسنوات ، عاد الرجل إلى الشجرة مسنا متعبا ،اقترب منها كسير الخاطر ولم يقل شيئا فقد تعود الاعتماد عليها في كل المشاكل التي واجهها.

قالت الشجرة : يابني لم يعد لدي تفاح تأكله.
فقال: وأنا لم يعد لدي أسنان.

قالت : يابني لم يعد لدي جزع تتسلقه ولا فروع تجلس عليها.
رد الرجل :لقد صرت عجوزا ولا استطيع فعل شيء.

قالت الشجرة :لا يوجد لدي ما أقدمه.كل ما لدي جذور ميتة لا قيمة لها.
رد الرجل : كل ما أحتاجه مكان استريح فيه بعد كل هذه السنين.
أجابته :جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة . تعال وإجلس معي هنا في الأسفل واسترح معي.

نزل الرجل إليها ، كانت الشجرة في غاية السعادة واغر‘رقت عيناها بالدموع...لقد عاد إليها بعد كل هذا التمرد والشقاء.

هل عرفتم من تكون تلك الشجرة؟



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية ، نعومي شهاب ناي
- إلى الليل ، بيرسي بيتش شيللي
- أحلى في الهواء المتوهج
- لقاء في الليل Meeting at Night
- بيولوجيا التخاطر، The Biology of Telepathy
- الايقاع البيولوجي وتأثيره على حياتنا Biorhythm Cycles
- قانون الغابة ، كبلنغ
- تتغاوى بجمالها، اللورد بايرون
- المزار المقدس The Shrine
- من قيد حسنك فكني ، رامبراندث طاغور
- السونيت 13 ، وليم شكسبير
- أبي وشجرة التين ، نعومي شهاب ناي
- البرغوث The Flea
- إلى الخريف ،جون كيتس
- كيمياء الألم ، بودلير
- شيخوخة ، راديكا تايلور
- بغداد Baghdad
- تأقلمت مع الليل
- كلب يتحدث عن سيده
- العقل والدماغ والتطور


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - حكاية ، A Tale