أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - الإنسانية














المزيد.....

الإنسانية


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


هي مفردة مشتقة من إنسان، وإستخدامها اللغوي، يدل على الإحساس بالرأفة، العدل، التسامح، المساعدة، الترفع عن الأذى، الغرور، الطمع، الجشع والكثير جدا من الصفات الأخلاقية من قبل الإنسان تجاه إنسان آخر أو حتى الحيوان والطبيعة ككل.
هذا المفترض من إستخدام مفردة الإنسانية، ولكن .....
لنعرّف هذا الإنسان أو لندخل في محتوى الإنسان واسلوب تعامله وعلى مر العصور، ومن بداياته الأولى، وبالذات بعد القضاء على المجتمعات الأمومية الى الأبوية.
ماهو الإنسان، أو كيف يكون هذا المخلوق وبالتحديد الذكري منه؟
هو لايتسم الا بالعدوانية، بالأذى، والسعي لتدمير كل مامن شأنه أن يعيق أو يقلل من ربحه وتطوره وزيادة قوته، وللوصول لهذا الهدف فهو مستعد، للغش، الكذب، النفاق، السرقة بكل أنواعها، الإستقواء على الضعيف، لايظهر حقيقة مشاعره، لايبكي الا ماندر، لايبالي لآلام غيره( يبالي ربما للحظات)، التندر على عيوب غيره، فرض رأيه على الآخرين، ومن ليس معي فهو عدوي، وأخيراً وليس آخراً، ولكنه الأمر الوحيد الذي يتفوق فيه حتى على الحيوان، وهو القتل بكل أنواعه حتى النفسي، وإن لم تقتضيه الحاجة الفعلية للحفاظ على حياته من مخلوقات فضائية أو لحماية نفسه من الديناصورات، أو هو لا يقتل لسد جوعه (ربما فعلت بعض القبائل المعزولة ذلك أو من نجا من حادث ولم يصل له من ينقذه فيأكل رفاقه الموتى)، أو كما تفعل ذكور الأسود بقتل أشبال اللبوة بعد قتلهم لذكرها، لأنها ترفض التناسل مع ذكر جديد، طوال وجود أشبالها، وثانيا، الأسد الفائز يرفض تربية وحماية وإطعام(بالرغم من أن اللبوات من تقع عليهن مسؤولية الصيد والباشا الأسد يأكل على الحاضر) أشبال غريم له وهم لا يحملون جيناته. أي فقط في هذه الحالة يقتل حيوان بسبب ليس الجوع وإنما للحفاظ على جيناته.
أما الإنسان فقتل ويقتل وسيقتل وهو ليس مضطراً لذلك أي لسد رمقه، وهو المخلوق الذي يعتبر نفسه الأكثر تطوراً والأول في قائمة المخلوقات بسبب هذا الوعي، ويقتل !!!!!!!
إذاً مفردة الإنسانية لاتدل على تلك الأخلاق الطيبة ومايراد منها. فالإنسان هو أضر وأقبح مخلوق وأكثر أذى من غيره من المخلوقات، لوعيه! والذي من المفروض أن ينقله لمصاف كالملائكة، لكنه جلب البلاء والمصائب على الأرض ومافيها، فاللوم هنا أشد وأبلغ وقعاً عن غيره من المخلوقات، لوجود ذلك الوعي.
وأصبحت حين اسمع كلمة إنسانية، لايأتي على ذهني الا صور القتلى والمشردين وطوابير الجوعى ومراجعي دوائر الرشاوي ودور القضاء المعتلة الظالمة، الأهل المنافقين، أصدقاء المصلحة، أحباء الكذب، قاتلي الأطفال، مغتصبي النساء وهكذا هلم جرا......
ولا أستطيع نعت من يملكون القدرة على تهدئة ذاك الكلب المسعور في دواخلهم، مثلا عوضا عن مفردة إنساني- بحيواني، لأنهم يمتلكون وعياً وخصائص تفرقهم عن الحيوان، برغم ان هذا الوعي هو الذي اتاح للإنسان أن يتطور ويستمتع ببحور الأدب والفن وغيره، ولكنه لم يرقى به لمستويات أخلاقية تبعده أو تجعل الأمر طبيعيا أن يحيا بدون كل ذلك البغضاء والحقد والشراسة، وآخرين أغتنوا من خلال إستثمارات ومزايدات وتطوير أسلحة بكل أنواعها بيولوجية، جرثومية ووو والى روبوتية ووصلوا الى الملل من كثرة مايقتنوه الى الحد الذي يحارون من مللهم، أيبتاعون طوق من الماس لكلبهم أو شراء نجمة في السماء وتسجيلها بإسم مولودهم؟!
حتى العباقرة والنوابغ والمفكرين والفنانين لم يتخلوا عن طمعهم ونرجسيتهم القاتلة في الشهرة وحصد الأموال، هذا مايتبادر الى ذهني حين أسمع أو أقرأ مفردة إنسانية كشريط سينمائي لقبح الإنسان منذ الأزل.
وماتبقى من القلة من الأخيار والمتسامحين والمسالمين والمتواضعين، فعلينا وصفهم بأنهم "غير إنسانيين" أو حين يفعل أحدهم فعل خير علينا قول انه فعل "لا إنساني"، فهي المفردة الصحيحة التي تلائم مثل هذه الشخصيات، والتي لندرتها تُقتل وتُحارب، تُسجن، تُعذب، تُستغل، او تعتزل ذواتها، وبأحسن الأحوال تجن أو تنتحر بسبب إنسانية آخرين.
ورجائي اللاإنساني الأخير من مختصي اللغة سواء العربية أو غيرها، تصحيح معنى هذه المفردة في القواميس من إنساني الى لا إنساني، ووضع قوانين لا إنسانية تحاسب على خطأ إستعمالها الإنساني.



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمس يوم سيلتقيان
- غداً يوم التقيا
- من أكون ؟
- هل سيضع البابا فرانسيس يده على جرح شعب العراق ويشفيه؟
- سقوط
- مالفرق
- ضيفتي الدائمة
- رسالة من والى إمرأة
- هل يمكن تبرير القتل كغاية، لوضع نهاية للقتل كمبدأ أو كفكرة م ...
- إحدى تلك الليالي
- الليل وأشلاء الأشواق
- هَلّ هلال العيد في المانيا
- إن قرأت إمرأة، فهمت الحياة!
- ماهو الوعي؟
- وباء الإسهال العقلي !
- رسالة بلا صوت
- كم عقلي جبان
- كن الصخر
- إله....
- إعلام غير حر في بلاد تتدعي الحرية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - الإنسانية