أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - رسالة لصديقي عِبرَ الفيسبوك














المزيد.....

رسالة لصديقي عِبرَ الفيسبوك


سعد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 15:14
المحور: الادب والفن
    


افترقنا بعد ان تخرجنا من الجامعة لسنوات طويلة الى ان ظهر الفيسبوك والتقينا مجدداً أنا واحد اصدقائي الطيبين وبقينا نتبادل أطراف الحديث الى أن وصل السؤال عن أحوالي في مكاني الجديد بعد مغادرتي مدينتي ومسقط رأسي القديمة الى مدينة أخرى أكثرُ ألَماً وتعباً من الاولى التي استولى عليها حفنة من المجرمين الذين استحلّوا دماء الأبرياء، وهنا أنا الآن، بين مجموعة ممن يستحلّون قوت الفقراء والمعدمين ولم يقدّموا اية خدمة الاّ لأنفسهم وذويهم فقط..
وحين يسأل سائل -مثلاً – عن الشارع الفلاني لماذا لم يكتمل اكساؤه وتبليطه، وعن المجسّر المتكئ على عصا جحا لماذا بقيَ في منتصف الطريق وووووو.. فيأتيك الجواب الجاهز مِنَ المسؤول:
لقد هرب المقاول وأخذ الأموال الى جهة مجهولة
( طبعاً هم فقط من يعرف اين هذه الجهة ) .
بدأت أكتب لصاحبي جواباً مُختَصراً عن أحوالي وما عانيته فقلت:
مأساتنا مازالت تتكرر كلّ يوم ، والمستفيدون فقط الخونة والسّراق ..تندهش وأنت ترى بعض الحفاة الذين يضعون لفة قماش أسود أو ابيض من بضعة امتار على الرأس وكانوا يتسولون بإبكاء الناس والضحك عليهم باسم الدين ، تراهم اليوم يضحكون علينا من داخل سياراتهم الأنيقة (آخر موديل) بوجوه منتفخة من اكل ما لذَّ وطاب بعد أن كان عشاؤهم من ولائم مجالس العزاء (الفاتحة) على أرواح الناس النبلاء والشهداء والخيرين ..قلت بعضهم وليس الكل ، فمازالت الاغلبية معدمة ومسحوقة حتى من بعض هؤلاء الشرفاء الذين رفضوا غمس ايديهم بالسحت ودماء الفقراء ، فليسوا كلهم ركبوا سيارات جكسارة وباجيرو وسنتافيا بأرقام أجنبية داخل البلد ..
بعضهم ما زال يسكن اماكن التجاوز !!
أخي – ومازلت أكتب لصديقي -إنّ قلبي تعتصره حرقة ومرارة ولولا خوفي من القتل ( حيث سبق وان تعرضت لمحاولة اغتيال ، ولحد الآن لم اعرف اية جهة كانت واكتفوا لاحقاً بحرق سيارتنا وتفجير منزلي ) ..لولا خوفي هذا لخرجت أمام الملأ بأعلى صوتي وأقول:
يامن تحكمونا بافعالكم الدّنيئة لقد جعلتم الناس تترحم على أيام الدكتاتور وزبانيته وتتمنى عودتهم رغم مآسيها ودمويتها، مع أنّ الدماء التي سالت الآن اكثر جداً.. أيتها الحقارة والنذالة متى تفارقين الحاكمين؟

نعم أنا خائف لأنّي وحدي وقد تفرّقَ عني أحبّتي وذهبوا لكل محطات العالم ، فهم في كلّ مدينة وناحية وقرية من الكرة الأرضية حالياً!!
واضفت لصاحبي :
هل تعرف يا صديقي أنّ كثيرين مِن مَنْ كان يُحسب على التيار الديني سابقاً في ذلك الزمن اللعين اكتشف حقيقة هذا التيار فلم يكره نفسه فحسب ، بل كره دينه ومذهبه – والاثنان بريئان – بسبب الغرباء وأفعالهم التي لم تعرف كل معاجم الكلمات معاني اسمائها .
كان الملتحي في زمن الاغتصاب المشؤوم مطارداً من السلطة وأن لم يكن متديناً.. تتذكر ذلك ياصاحبي وتتذكّر أيضاً عندما أجمع بعضٌ من الجلاوزة على أحد أصدقائنا الرسامين ونتفوا شعر لحيته أمام المارّة في شارع السعدون ظنّاً منهم أنه من عبّاد المساجد بينما كان الرجل لا ينام الاّ والكأس بيده..
وتتذكر حين وقفت احدى سياراتهم وكلّ من يمرّ بقربها وشعره طويل يرسموا خارطة العالم برأسه الى ان وصل الامر أخيراً الى قطع رؤوس بعض الجميلات ووضعه امام دورهنّ بحجة انها من الغانيات الغاويات وان القائد الضرورة يقود حملته الايمانية، واخرها حين تركتني وهاجرت وبقيت حبيس نفسي الى يومنا هذا.
أمّا الان فأصبح صاحب اللحية مكروها مذموماً مدحوراً لأنه يُذكّر بأعمال الخديعة والدجل واستغفال الطيبين حتى وإن كان على النقيض مع المتدينين؛ وبعض الجميلات أصبحن أحسن وسيلة لتعيين العاطلين اذا نطقت بكلمة نزع الحياء امام المسؤول وأجابها بكلمة: قَبِلتْ!!

بالمناسبة أنا وصاحبي لم نحتسِ يوماً اي شراب يُذهبُ العقل، ومازلنا نصلي ولكنْ على استحياء لئلا نُتّهم بإننا مع القوم الضّالين ..
واختتمت رسالتي الفيسبوكية بقولي :
لقد أضفت آلاماً جديدة لآلامي أخي العزيز، واُذكّرك ونفسي أن نحاول من جديد ونجمع آمالنا كلماتٍ ونكتبها قصيدة فيها موعظة للوارثين..
ودمت لي..



#سعد_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-. ...
- رثاء لشاعرة العراق لميعة عباس عمارة
- قصيدة كرسي الاعتراف
- قصيدة عفو عام للشاعر أحمد مطر ترجمها سعد الساعدي
- Poem: The Blind Child(قصيدة: الطفل الأعمى)
- عبد الجبار الفياض شاعر الفلسفة وفيلسوف الشعر التجديدي (قراءة ...
- أسيادُ الرذيلة
- Lost
- ديماغوجية الحمير..!
- مِطرقةٌ خرساء
- Be Clear
- Seek
- وقفةُ تأمّلٍ مع الذات..
- نظرية التحليل والارتقاء النقدية.. ما الضرورة اليها اليوم؟
- القيم الأخلاقية والصورة الفنية في القصيدة الجاهلية.. مقاربة ...
- القيمة التجديدية الابداعية المضافة في عملية نقد النقد استناد ...
- ما هي نظرية التحليل والارتقاء النقدية التجديدية؟
- أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً
- توظيف القصيدة النثرية الأفقية كقصة قصيرة
- النّاص بين قراءة الناقد ومرتكزات التحليل وفق نظرية التحليل و ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - رسالة لصديقي عِبرَ الفيسبوك