أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-..














المزيد.....

الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-..


سعد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


باختزال ناصع اخترقت الناقدة والشاعرة السورية فوزية أوزدمير بواطن مخفية يغطيها الحزن لقصيدة تتضور بآهات شتى أسمايتها "السبابة".
مع انها وسيلتنا للإشارة؛ لكنها معي تنفث ضباباً كثيفاً كلما مرت بي روعة من ألم واقعنا المتهالك، لأجدني أقف أمامهما ومعها طويلاً؛ اليوم تسللت الناقدة اوزدمير ووقفت معي ومعها تزيح للعلن ما رأته من أغشية تغلفها بقراءة نقدية تستحق عليها كل تقدير وثناء.
النص أولاً، بعد ذلك التحليل:
السبابة..
سعد الساعدي
.......

أخرُجُ مـن سبـابـتِي

ألثـمُ روحـي

لعلي أغفو فوقَ متـاهاتِ الأرض

تمسكني رغبـةُ ظـلٍّ مـا عـاد يَسمع.

بين اثنتين مـن ورقِ الرّمـان

تموجُ مـن جديـد تلـكَ السبـابةُ الخـائفة

مــاذا أصنعُ والأطفـالُ جيـاع؟

عـن كسرةِ ألـمٍ مثـلي يبحثون

نتسلّى بهـا جميـعاً

تذكّرتُ أخيـراً أنـي لـم أتزوج غيرَ ترابٍ أخـرسٍ

أنّـى لـي أطفـالٌ رضعوا الوهـمَ؟

في أحـلامِ النهرِ، هـذا جزء مـن حكايةٍ،

خلفَ طاولةٍ نادتني ذاتَ مـرّةٍ معـاتبةٍ

لكـنَّ الأجراسَ هـي السبب

أنّـتْ ومزّقـتِ السّكـونَ:

إبحثوا أكثـرَ عـن الألـواحِ

لـم يبقَ للجسدِ غيـرُ الرّيحِ غطـاء

أمسكنا نسائمَ مقطّعةَ الأوصـالِ

عندما فشلَـتْ سبـابتِي بعـدَ حيـنٍ

هناكَ انزلقتْ كـلُّ الدفـاترِ

إلاّ جسر الـوهمِ؛

هـو مَـن انتصـر.

أيقنتُ أنّ الخـاسرَ سبـّابتِي

مثلما خسرتْ تخـاريفُ العجـائزِ

في صراعٍ اسمه جـدل مبتـور

كَـتبتْ قوانينَـهُ روايـاتُ ( اجاثا كريستي)

صحَّحهـا لُغَويٌّ مدمـنٌ

نشرتها صحفٌ خـاليةٌ مـن عنـوانٍ

تُقـرأُ لأدغالٍ بـالمقلـوب لا تـعرفُ القراءةَ

فقط، سبـّابتُها بكمـاء

خيـوطُهـا مـن ضبـابٍ.
........
التحليل بقلم الناقدة فوزية أوزدمير
بين ذهول الجوع وكسرة الألم والخروج من السبابة تتماهى الكثافة الرمزية سمات وجودية بارزة على وقع داخلي هامس بين ورقتي الرمان ، داخل المتن عند لحظة الإنصات والحقيقة ، المكتظ بأصوات داخلية هادرة ، بلغة اليومي البسيط ، وأخرى فلسفية...
إنها حالة من الضجيج الواقعي تحاصر الذات الواعية والقلقة والمتعطشة لفكرة الوجود الوجودي، وهي ترى الهوة تتسع، ولا شيء سوى بدء الخليقة ونهايتها عالمان.. يتباعدان / يتجاوزان
يتساءل الشاعر وكأنه يستمطر غيوما من أجوبة الحاضر ، إنه التيه مجدداً يحاصر المعنى المتسرب من بين الأصابع ، وقد أيقن أن الخاسر الأكبر ما هي إلا سبابته، وهي تشير وهي تتأمل في لحظة من لحظات تلك الهشاشة ، فلا وجهة تقود إلى اليقين والطمأنينة، هناك جهة ما في الكلام تمرّدت على الكلام.
كم هو موغل الوصف في الرمز والضباب على قارعة يقظة الأفكار ، إنه الوعي اللامتناهي بالوجود والعذاب الفكري المسلط على تلك الذات الشاعرة وسط صخب السؤال وحيرة الأجوبة.
لغة شعرية عميقة غاصت في سماوات المجازات والاستعارات، وانطلقت من الداخل إلى الخارج بكل البهاء الشعري الممتد في فضاءات التخييل الشعري ومتعرجاته التي لا تحد.
دمت بكل الود والاحترام
د . الساعدي



#سعد_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء لشاعرة العراق لميعة عباس عمارة
- قصيدة كرسي الاعتراف
- قصيدة عفو عام للشاعر أحمد مطر ترجمها سعد الساعدي
- Poem: The Blind Child(قصيدة: الطفل الأعمى)
- عبد الجبار الفياض شاعر الفلسفة وفيلسوف الشعر التجديدي (قراءة ...
- أسيادُ الرذيلة
- Lost
- ديماغوجية الحمير..!
- مِطرقةٌ خرساء
- Be Clear
- Seek
- وقفةُ تأمّلٍ مع الذات..
- نظرية التحليل والارتقاء النقدية.. ما الضرورة اليها اليوم؟
- القيم الأخلاقية والصورة الفنية في القصيدة الجاهلية.. مقاربة ...
- القيمة التجديدية الابداعية المضافة في عملية نقد النقد استناد ...
- ما هي نظرية التحليل والارتقاء النقدية التجديدية؟
- أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً
- توظيف القصيدة النثرية الأفقية كقصة قصيرة
- النّاص بين قراءة الناقد ومرتكزات التحليل وفق نظرية التحليل و ...
- التآلف اللغوي في بناء النص حسب نظرية التحليل والارتقاء


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-..