أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً














المزيد.....

أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً


سعد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


قد يتفق رأي الباعث والناقد على أمور عامة في البناء الصوري، والتشكيل اللوني، وتخييل الحدث بواقعيته، أو مثاليته، أو أي شكلٍ تشكيليّ آخر، لكنه من الصعوبة بمكان الإقرار بأنها هي الحقيقة بأجمعها التي أرادها الباعث، وجلّاها الناقد ببصيرة ثاقبة. ففي تشكيل النص هناك لغة تتحكم به، بينما في تشكيل اللوحة الفنية يلعب اللون الدور الأساس في ذلك، وهذا ليس بالشيء الجديد أو المستغرب لأن استمرارية الابتكار اللغوي الانساني واشتغالية التنسيق اللوني المتجدد سيؤديان حتماً الى توسعة نقل الالفاظ والمعاني في جو عام تتضمنه الرسالة الاتصالية في التواصل البشري الفني الابداعي، واكتشاف امكانية سهلة في تناقل التراث الانساني بكل يسر وسلام لاسيما ونحن نعيش في زمن يحاول فيه الجميع عولمة كل شيء من حيث يدري أو لا يدري. وكمحاولة جديدة في نقد الفن التشكيلي على ضوء نظرية التحليل والارتقاء مدرسة النقد التجديدية؛ ندرس بشكل موجز بعض الأعمال لفنانة تشكيلية عراقية ونقف عند ما نراه لوحات فنية تجديدية أضافت للفن العراقي التشكيلي صوراً ابداعية متنوعة.
إنَّ المتابع لأعمال التشكيلية شفاء هادي يجد مجموعة قيم موزعة على لوحاتها كل على انفراد؛ هي ما تضفي فلسفة الجمال الواقعي ضمن التداخل اللوني بما توحيه هنا لغة اللوحة، وليس اللغة المنطوقة أو المكتوبة، وما تضفيه هذه اللغة من المعاني بتناسق الشكل والمضمون الذي هو بحاجة لتحليل خاص لمعرفة ماهية اللغة الفنية التشكيلة بشكل أكثر تفصيل لا يتسع له المجال الآن. هذا الاتساق والفلسفة الفنية باتحادهما يتولد منه الجمال المشتغلة عليه الفنانة، أو الذي يمكن تسميته (الاستطيقيا اللونية) لتنطلق الى فضاء لا حدود له واضعة بذلك بصمتها الخاصة كفنانة تجديدية، وليست جديدة على ساحة الفن بما صنعت وتصنع لاحقاً استناداً لخبرة موروثة نفسياً وفطرياً، ومكتسبة مما تعلمته كمحاكاة للسابقين ضمن المسيرة الفنية المحلية والكونية معاً، وهذا أحد أسباب وأسرار نجاح المبدع سواء شفاء هادي أو غيرها.
جسدت الفنانة الواقع بشكل متنوع عبر صوره التراثية لخلق تصورات ادراكية يتسع لها المكان بدلالات ليست صعبة على لمتلقي بمجموعة ألوانها الباردة والحارة كما يعبر عنها المتخصصون بالفن التشكيلي؛ تتراوح غالباً بين الأصفر والبني الفاتح والازرق، بما توحيه تلك الألوان من دلالات اختارتها كرمز مميز لها، وربما محببة لديها، كي يتمازج الجمال وفلسفته من منظور منطق التخييل الفني، وصناعة منهجية انطباعية، تحاول فيها الفنانة تجميع ما درجت عليه المدارس الفنية بصورة واحدة؛ هي النتاج العام كخصوصية تسعى للتفرد بها منحت اعمالها للأنثى ما وجدته يليق بمكانتها. وبذا ينبغي على الناقد كمُشتغِل نقدي، وكصانع ابداعي؛ الالتفات الى كل ما يجري حوله مما جاءت به شفاء أو غيرها، متجرداً بعيداً عن كل انتماء غير انتمائه الحقيقي لمذهب الثقافة وروح الانسانية؛ بوعي تام شعوري محسوس؛ تتشكل به العلاقات المعرفية، والدلالات العقلية الناصعة، كإضاءة صريحة، وليست مضمرة؛ تساهم في دعم الأبداع وهو يمضي بمسيرته اللامتناهية.
إنّ التطور الزمني الحضاري والتقني في ظلِّ التواصل العالمي عبر شبكات الأنترنت – الذي وظفته الفنانة بإيصال رسالتها- غيّر الكثير من الأشياء والطبائع والسلوكيات الاجتماعية، والفنية الثقافية؛ الذي ساهم بشكل فاعل بنشر وعي انساني تارة، وثورة غاضبة ضد المعاناة الواضحة التي تعانيها الانسانية، لذا لم تتجمد اللغات الحية بمفاهيمها التواصلية كتعبير كوني مستمر وتقف موقف المتفرج بما تملكه من امكانيات بيانية لا حدود لها، فساهم أهلها بصنع تاريخ جديد لهم عبر الشعر، القصة القصيرة، الرواية، اللوحة الفنية، الموسيقا، وغيرها مما يبعث في النفس الطاقة الايجابية لتخفف على أقل تقدير شيئاً من قلق الحياة المعاصرة فكان ما نهجته شفاء أحد وسائل شفاء الروح المتعبة وهي تحيل قطعة القماش الخرساء الى بهجة ناطقة، وسوائل الألوان الى عبق يفوح سعادة بريشة فنانة مقتدرة تعرف ما تريد.



#سعد_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توظيف القصيدة النثرية الأفقية كقصة قصيرة
- النّاص بين قراءة الناقد ومرتكزات التحليل وفق نظرية التحليل و ...
- التآلف اللغوي في بناء النص حسب نظرية التحليل والارتقاء
- رواية حب عتيق تحصد المركز الثاني
- توظيف التساؤلات في تشكيل القصيدة التجديدية.. قراءة نقدية في ...
- حياة البائسين بين السوط، والجلاّد.. قراءة نقدية
- النص بين التهويل والتهميش، ودور الناقد
- شخصنة النقد الجدلي بين التجديدية والكلاسيكية موتٌ للإبداع أم ...
- اثر الفيسبوك في تنشيط الحركة الادبية
- هشيمٌ برذاذِ المرآيا..
- أهزوجةُ أوراقٍ قديمة
- قراءة في قصة شاعرة بعنوان ( بيان ) للدكتورة أحلام الحسن من ا ...
- مازالتِ الطرقاتُ تبحثُ عن حزن ..


المزيد.....




- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً