أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بشأن سلامة ضم الميليشيا للمنظومة المسلحة النظامية من عدمه!؟















المزيد.....

بشأن سلامة ضم الميليشيا للمنظومة المسلحة النظامية من عدمه!؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع ظاهرة حديث أطراف حكومية وأخرى من قوى أحزاب السلطة الكليبتوفاشية عن إشكالية دمج الميليشيات بالجيش والشرطة ومنظومة القوات المسلحة النظامية يتساءل المواطن عن معنى وجود (العقد الاجتماعي) أو (الدستور والقوانين الدستورية المعمول بها، لأن مؤدى الفكرة ومخرجاتها تتمثل في أن نجمع النهج الميليشياوي المنفلت المتمرد بالعسكري المنضبط المنظم؛ فهل يحق لمثل هذا أن نتساءل مجرد التساؤل عن صوابه من الخطأ والخطل فيه!؟
وسيظل ابن الشارع العراقي يطالب جهات العمل العام يسارها ويمينها علمانيّها وإسلاميَّها عندما تتخذ موقفاً أو تُصدر بياناً بشأن هذا الحدث أو ذاك بألا يأتي منها الموقف معزولا عما يحيط به مبرراً انقطاعه بالتركيز على جزئية من حدث لأنّ ذلك لا يعني، بأحد مساراته، سوى صرف النظر عن الحلقات المركزية والقضايا الجوهرية في أولوياتها مما يحيط ذلك الحدث أو تلك الإشكالية..
على سبيل المثال يسمع أبناء الشعب نداءات تدعو إلى توحيد القيادة العسكرية ولكن، في الدعوة لوحدة القيادة عمَّ يتحدثون في نداءاتهم؟ هل عن وحدة القوات البرية والبحرية والجوية أم تلك القوات أو أي قطاع فيها مفكك الفرق والألوية أم الموضوع ودعوته لم يجرِ فيه وضع معنى لتعدد القيادة ولا تحديد أية قيادة جرى ويجري الحديث بشأن ضمها للقيادة (العامة) الموحدة بالضرورة!؟
في كل تصنيف وإحصاءاته يرتب الإنسان ما يقرأه ويعالج مادته ففي إحصائه العام يصنف ما يشمله فيه بوصفه إنسانا بمختلف صفات وجوده ولا يستوي بالإحصاء إنسان مع حيوان. وفي إحصاء ثرواته يصنفها بين طبيعية كالنفطية وصناعية وزراعية وهكذا وهو لا يجمع نوعين مختلفين في إحصاء أو معالجة؛ إذ أنه ليس من المعقول أن نوحد القصدير والزنك أو أن نضع الصوديوم في الماء، فالنتيجة معروفة من خلطة العطار السحرية سواء مادية أو بشرية أو وظيفية من أي نوع..
وبشأن الحديث عن قيادة عسكرية موحدة، سنجد أنه بعد انتهاء عمليات التشكيل واستيلاد أو تفريخ وتناسل الميليشيات أو المجموعات المسلحة وتمكينها وسطوتها على الأوضاع، يتبقى لها في مرحلتها الأخيرة الولوج في آخر صمامات الأمان للإجهاز على ما تبقى من الدولة والمجتمع والقضاء على الهوية وإلحاقها في ضوء الظروف التي اصطنعتها بمن يضع عينه على البلاد وشعبها من قوى تجتر مشروعاتها أو غايات بناء إمبراطورياتها من مجاهل التاريخ المنقرض!
وتلكم هي الكارثة في أي حديث أو معالجة تتناول فكرة وحدة بين منهجين وغايتين (متناقضتين متضادتين) ومعروف التعارض بين فلسفة وجود الميليشيا [أية ميليشيا] وفلسفة وجود الجيوش الوطنية [أي جيش] وتجاريب السودان وليبيا ماثلة حتى الآن بكل ما يعيقها ويعرقلها ومثلهما الميليشييات في اليمن وما فرضه وجودها من انقلاب ومن حرب تطيح بمجمل أوضاع اليمن واليمنيين وشبيهها ميليشيا الإرهاب في لبنان وثلثها المعطل الذي جعل البلاد مشلولة مع اختلافات الأسماء والمسميات..
وعلى سبيل المثال فإن الأمور لا تؤخذ بالنيات أيا كانت سلامتها أو طيبتها حيث يجري تمرير بعض بيانات تدين (انتهاك) أمريكي كما تسميه وتعرضه على الجمهور [وربما هناك وجه حق في جانب من ذلك] ولكنها تعرض الإدانة للانتهاك كأنه الانتهاك الوحيد للسيادة وكأنها (تتصدى له) في حين أن تلك القوات (الأمريكية) والأوروبية موجودة بقوات تحالف على وفق اتفاقية دولية وواجبات محددة رسميا فيها..
إن هذا التركيز على طرف وإغفال أطراف أخرى ترتكب انتهاكات وفظاعات أخطر على الوجود الوطني العراقي يمنح مرتكبي الانتهاك الأخطر فرصته في الوصول لغاية إنهاء وجودي للبلاد، بالإشارة إلى ميليشيات إيران المتسترة بانتساب شكلي بالاسم للعراق..
لقد خطط من أنشأ تلك الميليشيات لمآربه يوم تعددت الميليشيات التي أنشأها واختلق اختلافات بينها إذ قصد قبول (أطراف) منها ونعرف تسميتها بالحشد والانشغال بمجابهات شكلية هي الأخرى تقف عند أعتاب التصريحات والنداءات وكأنك تناشد صديقا أو أخا فيما تواصل الإيغال بالتخريب والترهيب والترويع والجرائم التصفوية التي وصلت حد جرائم ضد الإنسانية..
إن ذلكم لأمر لا يمكنه أن يكون تفكير أو منطق قائد وطني من أي طراز كان أو مسؤول رسمي سيبقى مُسَاءَلاً أمام الشعب وقوانينه الدستورية وطبعا لن يكون أمراً مسوَّغاً لأي من قادة العلمنة وفلسفة رفض أشكال التخريب مهما كان مصدره وأي قدسية أسقطها على نفسه وعلى فعله بل فعلته أي جريمته؛ إذ تدعي القوى الإرهابية المسلحة أنها تغتال وتقتل باسم التمثيل الحصري للإله أو للقدسية الدينية وعصمتها المفتعلة..
إننا ندرك الفارق بين نظامي ومنفلت وندرك هوية أو طابع تركيب وتدريب الميليشياوي والعسكري وفرق الضابط النظامي بل الجندي النظامي ومهامه عن الميليشياوي من أي رتبة إيهامية كان حتى لو كانت كما يدّعون رتبة فريق أو مشير أو لواء أو ما شابه من تسميات فهي مجرد مقياس لإجرامه واستعداده لخدمة أجندات غير وطنية...
ومن هنا لا يجتمع أن ندعو لدمج ونحن ندرك ونعرف معنى ومستوى (الدمج) وانحطاطه نوعيا دع عنك مشروعاته ولمن يأتمر ومن تكون مرجعيته..
كفى عبثا بتصريحات بلا طائل مخرجاتها بالمحصلة تخدم تكريس تلك القوى الإرهابية وتضعها على رقاب الشعب الذي ينشد بناء دولة بمؤسسات قانون دستورية غير مفبركة ولا تضم عناصر التناقض التي تعني الإصرار على تفجيرها من الداخل وأقصد هنا أن القوى الميليشياوية المنفلتة حتى إن قبلت مؤقتا دمجها فهي تنتظر اللحظة المناسبة لا كونها حصان طروادة حسب بل كونها اليد والقوة الضاربة للأعداء وبصورة مباشرة..
إن عراق الحضارة السومرية كان مهد التراث الإنساني يوم كان أول من وُلِدت فيه المدنية ودولة المدينة والتمدن وبغداد حاضرة الدنيا وشاغلتها كانت بغداد دار الحكمة والجامعة المستنصرية وعلمائها وعراق التمدن والمدنية كان على الرغم من كل الظروف هو من أنجب العلماء ومحا الأميتين كليا وهو ليس عراق اللطم والسوداوية والعويل بل عراق العقل العلمي الذي يبني ويتقدم وهذه المرة على الرغم من عشرات آلاف الاغتيالات التصفوية للعقل الوطني العلمي العراقي وعلى الرغم من تخريب صناعته وزراعته وإيقاعه بالفقر المدقع والتصحر بأشكاله..
فكفى نداءات تدعو لوحدة قيادة الجيش ولدمج القوات وهي تعني استيعاب قوات التخريب الإرهابية كما هي اليوم لكن من ينفك منها ليدخل ببرامج البناء فرديا سيعود لحضن الوطن وأهله وهو الحل الوحيد الذي يقبله العقل..
بالمختصر: لا سلامة لضم تشكيلات تخريبية تنتمي هوية وغاية ونهجاً لأجندات غير وطنية وهي بعد استفحال وجودها باتت تستهدف تنفيذ آخر مهمة لها باختراق بنية صمام أمان السيادتين الخارجية والداخلية لتخريبها بنيويا بذريعة الدمج وتوحيد القيادة لقوات من نظامين منفلت ومنضبط منظم.. فلنتنبه للعبث الإجرامي الذي يستهدف مجمل وجود الدولة العراقية وشعبها فكونوا على استعداد تجاه تلك المشاغلة القذرة بلا مجاملة لأنها ليست خدعة لأي عقل يفكر بضمير وطني وبهدف يحمي وجود الدولة لمصلحة الشعب..
سلمتم أيتها النبيلات أيها النبلاء بنات وأبناء الشعب العراقي في موقف الرفض الكلي لكل الميليشيات بكل أجنحتها وفروعها فهي ليست أكثر من إرباك وشرذمة لقوى الشعب ومنعه من الارتقاء لدولة تنتمي لعصرنا ومسيرته..
فهل نتفكر ونتدبر



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير وإشكاليات التنمية البشرية
- الدبلوماسية العراقية ترفض جعل البلاد منصة للاعتداء على دول ا ...
- الفساد يكتنف استقبال ملايين العمال الأجانب وسوء تشغيلهم في ا ...
- رؤيتان لاستعراض القوة الميليشياوي تؤكدان تناقض المنطلقات وال ...
- بين المواقف الدولية وتطلعات الشعب العراقي في الانعتاق وبناء ...
- جرائم العدوان التركية وانعكاساته في كوردستان ودول المنطقة
- منطلقات تكوين الوعي بتنوعاته البنيوية تأسيسا وتفعيلا لفرص ال ...
- ومضة في مبدأ الاختصاص القضائي العالمي ودوره بمنع إفلات مرتكب ...
- أهمية حصر الأحداث بمنطلقاتها الفردية لتجنب صبّ الزيت على نير ...
- تحية تبجيل لكل من التفت جديا ليوم الأرض ولقضية وجود الحياة، ...
- منصة التنوير المعرفي الثقافي لأكاديمية الفنون بجامعة القادسي ...
- لماذا لا يحتل العراق سوى ذيل قوائم أفضليات قطاعات الحياة في ...
- لنُطلق إنذار من تفشي وباء مخدر الكريستال ميث بين شبيبة البلا ...
- من يقف وراء تشويه علاقات العراق مع بيئته الإقليمية؟ ولماذا؟
- الحركة الحقوقية، ظروف الوطن والناس ومطالب توحيدها، تفعيلا لل ...
- اقتصاد ريعي تبتزه دولتا جوار وتنتهكه بنيويا باستغلال مخرجاته
- رسالتي السنوية من وحي مسرحنا العراقي بهياً باليوم العالمي لل ...
- الوضع العراقي في ضوء مناورات قوى الفساد وإرادة الشعب الحرة
- تحية للنساء بيومهم العالمي وعميق التضامن مع المرأة العراقية ...
- العنف الأسري نافذة مفتوحة لمزيد استغلال للمرأة وعموم المجتمع


المزيد.....




- فيديو لمطاردة جنونية بين الشرطة الأمريكية وشاحنة مسرعة على ط ...
- دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض ...
- أول تعليق من حماس على قرار تركيا بوقف التجارة مع إسرائيل.. و ...
- صحيفة أمريكية: خطط الصين لإنشاء محطات كهروذرية عائمة تثير قل ...
- بوتين ورحمون يبحثان تعاون روسيا وطاجيكستان في مكافحة الإرهاب ...
- جونسون يقع في حفرة حفرها بيديه
- نيويورك تايمز: هذه شروط التطبيع السعودي الإسرائيلي والعائق ا ...
- في -سابقة عالمية-.. رصد -إنسان الغاب- وهو يعالج نفسه من إصاب ...
- إسرائيل تترقب بحذر صفقة عسكرية فريدة من نوعها بين تركيا ومصر ...
- سحب دخان سام في سماء برلين والسلطات تصدر تنبيهات تحمل علامة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - بشأن سلامة ضم الميليشيا للمنظومة المسلحة النظامية من عدمه!؟