الاشراف التربوي في العهد الملكي على ضوء لجنة العشر سنوات

كريم الوائلي
كاتب وناقد ادبي وتربوي .
(Karim Alwaili)

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 12:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

شكلت وزارة المعارف لجنة مشروع العشر سنوات للإصلاح التربوي بقرار من مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة في 30 حزيران 1946م ، وهي برئاسة نوري القاضي وزير المعارف وعضوية د. عقراوي الأستاذ في دار المعلمين العالية نائباً للرئيس ، وعبد الرزاق إبراهيم وكيل مدير المعارف العامة ، ومحي الدين يوسف الأستاذ في دار المعلمين العالية ، وحسن الجواد معاون مدير المعارف العام ، وعبد العزيز مهدي مدير المباحث الفنية سكرتيراً ، وتواصلت اجتماعات اللجنة حتى بلغت الاثنين والعشرين اجتماعاً ، وقدمت تقريرها في 25 تموز 1946م.
وأدركت اللجنة أهمية التفتيش التربوي ودوره في العملية التربوية ، ولكنها كانت متأثرة الى حد كبير بتقرير لجنة الكشف التهذيبي، ولذلك فان لجنة مشروع العشر سنوات ترى ان الغرض من التفتيش التربوي (( ليس مجرد الرقابة وتقديم التقارير عن سير التعليم وسلوك المعلمين وحسن قيامهم بواجباتهم بل هناك غرض آخر قد يكون أهم من الناحية التربوية وهو ارشاد مديري المدارس والمعلمين ومحاولة ترقية مستوى التدريس ))
وبهذا تحذو هذه اللجنة حذو لجنة بول مونرو التي زاوجت بين مهمتي الارشاد والتفتيش ، وتعد تقديم التقارير عن التعليم وسلوك المعلمين جانبا شكليا ورقابيا للعملية التربوية ، الأمر الذي يقتضي أن يضطلع المفتشون بأداء أدوار (( ترقية مستوى التدريس)).
وتكرر هذه اللجنة ما ذهبت اليه لجنة بول مونرو التي أعطت لمديري المدرسة دوراً اكثر فاعلية ، فهي ترى ان (( ارشاد المعلمين ورفع مستوى التدريس لا يكون بالدرجة الأولى بزيارة المفتش للمدرسة مرة أو مرتين ، بل الاعتماد الأهم على مديري المدارس انفسهم الذين هم باتصال دائم بالمدرسة والمعلمين والذين يستطيعون زيارة الصفوف بصورة مستمرة )) .
وهذا يعني ان تقريري لجنة مونرو ولجنة العشر سنوات يمهدان الى ان يؤدي مدير المدرسة ادواراً ارشادية واشرافية معاً ، ولذلك يوصي تقرير لجنة العشر سنوات باعداد مديري المدارس اعداداً خاصاً ، وذلك (( بانتخاب خيرة المعلمين للإدارة في المدارس على ان تكون لهم خبرة في التعليم الابتدائي لا تقل عن سنتين ، وفتح دورات خاصة لهم في دار المعلمين العالية لمدة لا تقل عن سنة لكل دورة ، يدرس فيها هؤلاء أصول التدريس الحديث ... وأصول الارشاد التربوي وتفتيش الصفوف وغير ذلك من الموضوعات التربوية التي توسع افق تفكيرهم في شؤون التعليم .... ويقدم مديرو المدارس تقارير عن مدارسهم ومعلميها في نهاية السنة الدراسية ))
ويصنف تقرير لجنة العشر سنوات المفتشين على ثلاثة أنواع :
1- المفتش .
2- المفتش الأول.
3- المفتش الاختصاص .

أولاً – المفتش :
يلتحق المفتشون بإدارة معارف الألوية ، ويوزعون بحيث يختص كل منهم بعدد معين من المدارس في جهة واحدة من اللواء ، وذلك على أساس مفتش واحد لكل (100-125 ) معلماً.
وتتحدد مهمة المفتش بما يأتي :-
1. زيارة المدارس الابتدائية على وفق برنامج معد يوضع بالاتفاق مع مدير معارف اللواء.
2. يزور المفتش المدرسة التي بعهدته بين المرتين والأربع مرات في السنة.
3. يتصل المفتش بمدير المدرسة ومعلميها ويزور صفوفهم.
4. يناقش المدير والمعلمين في أصول التدريس ، واعمال المدرسة.
5. يقترح لمدير المدرسة وللمعلمين الاقتراحات المناسبة ويطلع على مشاكلهم ويساعد على حلها.
6. متابعة هذه القضايا باستمرار حتى يضمن تطبيق الاقتراحات وتحسين حالة المدرسة.
7. لا يشترط ان يقدم المفتش تقريراً عن كل زيارة بل يقدم تقريراً واحداً في السنة عن المدرسة ومعلميها يذكر فيه ما طرأ من تحسن وتقدم وما تحتاج اليه من أمور في السنة التالية ، ويقدم التقرير من نسختين الى مدير معارف اللواء ليتخذ الإجراءات اللازمة ، ويرفق النسخة الثانية مع مطالعاته الى المفتش العام .
ويرى تقرير لجنة العشر سنوات (( ان هذه الطريقة في التفتيش يجب ان تخلق جواً من الطمأنينة بين المفتشين والمعلمين ، وتضع مركز الثقل على الارشاد اكثر من وضعه على إحصاء نقائص المعلمين )) .

ثانياً – المفتشون الاولون :
يكون مركز عملهم في وزارة المعارف ، ويعهد اليهم ما يأتي :
1- الاشراف على مفتشي المدارس الابتدائية وارشادهم فنياً وادارياً.
2- مساعدة رئيس دائرة التفتيش فيما يخص تفتيش تلك الألوية.
3- يزور المفتش الأول الألوية التي بعهدته اكثر من مرة واحدة في السنة للاطلاع المباشر على سير أمور التفتيش والتعليم.
4- يوحد تقارير المفتشين ويقدمها بشكل تقرير الى المفتش العام.


ثالثا : المفتش الاختصاص :
1. يجب ان يكون من حملة الشهادات العالية ومن المختصين بموضوع معين في دراسة تربوية كافية وخبرة في تدريس الموضوع.
2. يعهد اليه تفتيش تدريس موضوع اختصاصه في المدارس المتوسطة والثانوية ودور المعلمين.
وقد ألحق التقرير المفتشين الإداريين بمفتشي الاختصاص ، وتحدد مهمة المفتش الإداري بتفتيش ادارات المعارف والمدارس الثانوية ودور المعلمين.
دائرة التفتيش :
يرأس دائرة التفتيش المفتش العام ، ويكون المهيمن على حركة التفتيش ويقدم تقريراً سنوياً عن سير التعليم واعمال المفتشين واقتراحاته بشأن تحسين وضع المدارس وسير التعليم ، ويقدم صورة من هذا التقرير الى مدير المعارف العام.

إعداد المفتش :
يتم اعداد المفتش على إحدى الطرق الآتية :
أ‌- يفتح فرع يسمى فرع التربية في دار المعلمين العالية يقبل فيه الطلبه بعد انتهائهم من السنة الثانية من دار المعلمين العالية ، ويعطون منهج سنتين أخريين ، يكون ما يقرب من ثلثي الدراسة فيه من مواضيع التربية المختصة بالتعليم الابتدائي والثلث الآخر في الموضوع العلمي أو الأدبي ... ويعين هؤلاء بعد التخرج مدراء لبعض المدارس الابتدائية المهمة فيمارسون ادارتها والتعليم فيها مدة من الزمن فمن اظهر فيهم قدرة ينتخب للتفتيش.
ب‌- ينتخب بعض المفتشين من حملة الشهادات العلمية والأدبية العالية ممن سبق لهم خبرة بالتعليم الابتدائي بشرط ان تكون دراستهم العالية قد شملت مواضيع تربوية كاملة تؤهلهم للتفتيش.
جـ- يرسل الممتازون من المفتشين للدراسة التربوية في الخارج لغرض الاختصاص في التعليم الابتدائي ، فيصبحون مفتشين اول أو ما اشبه ذلك.
هيأة التفتيش :
ان من وظائف هيأة المفتشين وضع زبدة اختباراتهم وملاحظاتهم بشكل تعليمات أو إرشادات الى المعلمين ، وتطبع كراسات وتوزع على المعلمين والمدارس ، كما ان من واجباتهم ان يقيموا دورات صغيرة للمعلمين في مراكز الألوية أو الأقضية لمدة أسبوع أو اكثر تناقش فيها مشاكل المعلمين وتبحث أساليب تحسين أوضاع التدريس ولهم ان يستعينوا بذلك بمدرسي وأساتذة المعاهد المختلفة .

#كريم_الوائلي (هاشتاغ)       Karim_Alwaili#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات