أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كريم الوائلي - دور همفري بومان في تحديد مهام الاشراف التربوي في العراق من 1918 حتى قيام الحكم الملكي















المزيد.....

دور همفري بومان في تحديد مهام الاشراف التربوي في العراق من 1918 حتى قيام الحكم الملكي


كريم الوائلي
كاتب وناقد ادبي وتربوي .

(Karim Alwaili)


الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 17:48
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لقد ترك الكابتن همفري بومان Humphrey E. Bowman اثراً واضحاً في التعليم في العراق ، إذ بمجرد وصوله الى البصرة في أوائل آب 1918م التقى بالدكتور جون فان ايس ، وأفاد منه في التعرف على أحوال المناطق المحتلة عامة وعلى شؤون التعليم فيها خاصة ، وبعد أن استلم وظيفته في 22 آب 1918م مديراً عاماً للمعارف بدلاً من الفلسطيني حسني عبد الهادي الذي استقال وغادر العراق ، قام بالخطوات التمهيدية الآتية :
1- تنظيم أمور دائرته التي تضم عدداً قليلاً من الموظفين الإنكليز وبعض العراقيين.
2- قيامه بجولات تفتيشية استطلاعية زار فيها عدداً من المدارس الابتدائية والأولية.
3- اتصل بالحكام السياسيين ومعاونيهم الذين كانوا يضطلعون بمهام إدارة البلاد.
4- تباحث مع عدد من الشخصيات العراقية في قضايا التعليم وكيفيات التعاون معه في هذا المجال.
و شرع بومان بوضع سياسته التعليمية معتمداً على المؤشرات والمصادر الآتية :
1- خبرته الشخصية الطويلة في المعارف المصرية ، فلقد التحق بخدمة المعارف المصرية سنة 1903م حتى سنة 1911م ، واوفد للعمل في معارف السودان حتى سنة 1913م .
2- افادته من التشريعات التعليمية العثمانية.
3- تقيده بتوجيهات ارنولد ولسن وكيل الحاكم المدني ، الخاصة برسم سياسة مستقبل العراق وحاول بومان تفعيل مجلس المعارف الذي قررت سلطات الاحتلال تشكيله في عام 1917م ، الذي كانت له صفة استشارية فقط ولا يتدخل في رسم الخطط التعليمية ويتكون من :
1. الحاج علي الآلوسي.
2. مدحت بك بابان.
3. الاب انستاس الكرملي.
4. محمود شكري الآلوسي.
5. جميل صدفي الزهاوي .
و كان اختيار هؤلاء الخمسة بسبب خبرتهم التعليمية ، فضلاً عن تأييدهم للاحتلال الإنكليزي للعراق
و قد لاحظ بومان انه ليس هناك عضو شيعي في المجلس فأضاف بومان عضواً سادساً وهو الحاج محمد جعفر جلبي أبو التمن ، وقرر ان يجتمع هذا المجلس برئاسته مرتين في الشهر ، لمناقشة سياسة المعارف والمشاكل الإدارية. ولكي يطلع على آرائهم في الشؤون التربوية والدينية .
و لقد تحددت ملامح سياسته التعليمية من خلال العملية الآتية :
اولاً : عقد بومان اجتماعاً موسعاً يوم 19/9/1918م حضره عدد من كبار وجهاء بغداد وادباؤها ومديرو ومعلمو المدارس فيها ، والقى خطبة باللغة العربية حدد فيها الأسس التي ينوي القيام بها.
و قد أكد في مقدمة خطبته أن التعليم في العراق متأخر ، وانه لا يمكن ان تتقدم البلاد وترتقي إلا (( بالتعليم الصحيح )) وتتضمن الخطبة المحاور الثلاثة الآتية :
1- التعليم.
2- الاخلاق.
3- الصحة.
و يرى بومان ان أساس التعليم هو اللغة ، وان اللغة العربية مهملة الى حد كبير ، ولذلك عزم بومان على ترقية اللغة العربية في المدارس الحكومية ، كما ان ترقية التعليم الثانوي والعالي لا يتم إلا بها.
واما الأخلاق فهي تتوقف على تهذيب العقل ، وان الدين اساس الاخلاق ، ولذلك قرر بومان زيادة عدد دروس الدين في المدارس الحكومية الى ست في الصفوف الأولية ، وأربعة أو خمسة في الصفوف الأخرى ، ولذلك قرر تعيين مدرسين خصوصيين للدين ، مؤكداً ان يكونوا اكفاء في معلوماتهم واخلاقهم.
ولما كان العقل السليم في الجسم السليم كما يقول بومان فلذلك أدخل الرياضة البدنية والألعاب في المناهج الدراسية .
محددات السياسة التعليمية عند بومان :
1- الإصلاح التدريجي لإزالة اثار النظام التعليمي العثماني واستئصاله ، ليحل محله نظام متين راسخ على حد قوله .
2- البدء بالدراسة الابتدائية وفتح مدارس في الأماكن التي تكون الحاجة اليها ماسة ، وتعترض هذه الخطوة بعض المشاكل :
أ‌- نقص في الإدارة الكفوءة.
ب‌- نقص في اعداد المعلمين الذين ( ابتلعتهم الحرب ) واكثرهم من الاتراك. ويرى أن من تخرج من دار المعلمين في بغداد والبصرة على قلتهم افضل من أولئك الذين تدربوا في العهد العثماني .
ثانياً : مذكرة السياسة التعليمية ، وقد قدمها بومان في 12 آب سنة 1919م ، وصادق عليها الحاكم الملكي في الشهر نفسه .
و قد قام بومان بدراسة الواقع التربوي في العراق في العهد العثماني ورصد الآتي :
1. وجود مدارس في المدن المهمة من العراق.
2. وجود دور للمعلمين في بغداد والبصرة والموصل.
3. وجود مدرسة صناعية في مركز أو مركزين.
4. ترتبط هذه المدارس كلها بوزارة المعارف في إسطنبول.
5. متابعة هذه المدارس من مفتشين ومعلمين في ولايات العراق المختلفة.
و على الرغم من ذلك فان النظام التعليمي في العهد العثماني (( لم يكن نظاماً جيداً أو كفوءاً )) ويعود ذلك الى ان الأنظمة والتعليمات الخاصة بمنهج الدراسة والنظام والانضباط والدوام لم تكن أنظمة جيدة إلا على الورق ، وهذا يعني ان ((واجهة العمل التربوي كانت في هذا الدور واجهة جميلة الشكل ، غير ان الأسس التي قام عليها العمل كانت ضعيفة وهيكله الداخلي فارغاً اجوف )) .
ويقدم بومان أدلة على ذلك ، منها ان الشباب العراقيين قد تعلموا القراءة والكتابة والتكلم باللغة التركية ، اما اللغة العربية فانهم بشكل عام (( لم يكونوا قادرين على كتابة رسالة خالية من الأخطاء النحوية والاملائية )) ، إضافة الى معرفتهم البسيطة بالعلوم العامة والرياضيات.
أصناف المدارس البديلة بحسب السياسة التعليمية الجديدة لـ بومان :
1- المدرسة الأولية Elemantry School
ومدة الدراسة فيها 4 سنوات ، ولكن الطالب الذي يبدي كفاءة ومقدرة في المدرسة الأولية لا يوجد ما يمنع من اختصار المدة الى سنتين أو ثلاث سنين ليدخل المدرسة الابتدائية بعدها.
إنّ المدارس الأولية (( هي مدارس القرى والمدن الصغيرة ، والتي يكون منهج الدراسة فيها بسيطاً ، ولا تعلم فيها اللغة الإنكليزية وساعات الدراسة فيها اقل من ساعات المدرسة الابتدائية. ولكن المدرسة الأولية قد تتطور في بعض الحالات وتصبح مدرسة ابتدائية اذا كانت الظروف ملائمة لذلك

و شرع بومان – أيضاً – في البدء بشكل جدي بتعليم البنات وذلك باستقدام مربية إنكليزية من الهند لها خبرة طويلة في التربية والتعليم ، وقامت هذه المربية : المس كيلي ( M. W. Kelly ) بافتتاح مدرسة ابتدائية في بغداد ، ولم يتقدم للتسجيل في هذه المدرسة سوى ثماني طالبات ، وضمت مناهجها تعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم للمسلمات واللغة العربية والإنكليزية .
معوقات العمل التربوي :
و قد شخّص بومان مشكلتين مهمتين تعترضان العملية التربوية وهما :
1. النقص في عدد الأبنية الملائمة.
2. النقص في الكتب واللوازم المدرسية.
و يرجع النقص في عدد الأبنية – في أحد أسبابه – الى القوات العسكرية التي ((تشغل بنايات المدارس ... كمكاتب ومقرات إدارية )) الأمر الذي دفع المعارف الى استخدام بنايات غير ملائمة أو انها تتوقف عن فتح مدارس جديدة .
ويقترح بومان ان تكون عائدية الأبنية المدرسية كلها الى المعارف وان (( يجرد حق ملكيتها من أصحابها حلاً لهذه المشكلة )) ، أما النقص في الكتب والأثاث واللوازم المدرسية فيؤكد بومان أنها غير كافية كالسبورات والرحلات (( حتى ان كثيراً مما كان يسمى بالمدارس الحكومية لم يكن لها غير المدير السيء الحظ ، اذ ليس هناك من يساعده على تعليم الطلاب غير معلوماته الشخصية ، وهي في الغالب معلومات أولية تلقاها في العهد العثماني ! )).
ولما كان استيراد الكتب صعباً بسبب التكاليف الباهضة لوسائط النقل فان استيراد الأثاث واللوازم اصبح ممنوعاً إلا في حالات نادرة ، لذلك لا بد من اللجوء الى التصنيع المحلي للرحلات والسبورات .
وقد اشرنا – سابقاً – الى ان المعارف قد تبنت وجوب تدريس الدين في خطبة بومان سنة 1918م ، واتاحت هنا مذكرة السياسة التعليمية للتلاميذ التعليم الديني بحسب الدين والمذهب كون التلميذ (( من أي ديانة أو مذهب غير مجبر على تلقي دروس ديانة غير ديانته )) .
وحاول بومان وضع (( منهج خاص بدرس الدين للطلاب المسلمين ، وان النية متجهة لتطبيق هذا النهج على الطلاب السنة والشيعة على السواء )) .
اما فيما يخص التفتيش التربوي فلم تشتمل مذكرة بومان إلا على عبارة واحدة مفادها (( تخضع جميع المدارس غير الحكومية لتفتيش نظارة المعارف ، وان أكثرية هذه المدارس تحصل على مساعدة مالية منها )).
وقد اشارت مذكرة بومان الى الأجور الدراسية المستحصلة من التلاميذ التي تضاءلت بالقياس الى ما كانت عليه في العهد العثماني ، كما انه الغى النظام الصارم الذي يتحتم على كل طالب التقيد فيه بلبس الملابس الأوربية ، ويؤكد ان المعارف لا تجبر التلاميذ على زي موحد ، وانما تفضل الزي الوطني.
وقام بومان بتقسيم مناطق المعارف على النحو الآتي :
1- منطقة معارف بغداد ، وتشمل : بغداد والدليم وسامراء وديالى والكوت ، وعَيّن لادارتها المستر كلن.
2- المنطقة الشمالية ، وتشمل الموصل. وظل مسؤولاً عنها الكابتن بيس.
3- المنطقة الشمالية الشرقية ، وتشمل : السليمانية وكركوك وأربيل وعَيّن لادارتها الكابتن جيروم فارل.
4- المنطقة الغربية وتشمل : الحلة والشامية والديوانية وعَيّن لادارتها المستر ليونيل سمث.
5- المنطقة الجنوبية وتشمل : البصرة والناصرية والعمارة وعَيّن لادارتها الكابتن رايلي.
ونظراً للاتساع النسبي للتعليم قرر بومان تعيين عدد من المفتشين للمساعدة في تنظيم عمل المدارس وسير التدريس والنظام فيها.
وقد عَيّن :
1. المستر سمرفيل مفتشاً عاماً في المركز العام في بغداد.
2. يوسف عز الدين الناصري مفتشاً لمنطقة معارف بغداد.
3. سليم حسون مفتشاً لمنطقة المعارف الشمالية.
4. عبد الرزاق إبراهيم مفتشاً لمنطقة المعارف الجنوبية
و قرر بومان ان يضطلع المفتشون بالمهام الآتية :
1- زيارة المدارس في الفترة بين شهري نيسان وحزيران.
2- رفع تقارير عن هذه المدارس الى نظارة ( وزارة ) المعارف العمومية في بغداد ، يوضحون فيها سير التدريس ومدى تقدمه أو تراجعه مع ملاحظاتهم حول إدارة المعلمين .



#كريم_الوائلي (هاشتاغ)       Karim_Alwaili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشراف التربوي في العراق ابان الاحتلال البريطاني
- خصائص ومزايا منهج الدراسة الابتدائية في العراق عام 1919 .
- منهج الدراسة الابتدائية في العراق عام 1919 .
- دور همفري بومان في التعليم الابتدائي ومناهجه في العراق من 19 ...
- التعليم الابتدائي ومناهجه في العراق منذ احتلال بغداد 1917م ح ...
- التعليم في العراق ابان الاحتلال البريطاني للبصرة 1914م
- دور التبشير والارساليات التبشيرية في التعليم في العراق ، مدر ...
- منهج الدراسة الابتدائية في العراق أواخر الدولة العثمانية
- الموالي والتباين الطبقي حتى نهاية العصر الأموي
- الدين والفكر الديني القراءة الممكنة والقراءة المتعذرة
- الصراع الحضاري ورموز العنف
- تعارضات المثقف والسياسي
- تأملات في الاعلام العراقي
- الاختلاف الفكري وسياسة التهميش والاقصاء الجسدي الجعد بن درهم ...
- العنف
- انتخابات ثانوية قتيبة
- إبداع القصيدة بين اللغتين المعيارية والفنيةفي التراث النقدي
- العودة الى التراث
- الشعر والتصوف
- الثقافة القامعة والثقافة المقموعة وعودة ذي الوجه الكئيب


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كريم الوائلي - دور همفري بومان في تحديد مهام الاشراف التربوي في العراق من 1918 حتى قيام الحكم الملكي