مدينة الصدر المهمشة

حيدر خليل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6936 - 2021 / 6 / 22 - 23:39
المحور: المجتمع المدني
    

هي إحدى أهم مناطق شرق بغداد ، سميت بالثورة إبان ثورة عبد الكريم قاسم ، ثم حي الرافدين في عهد الرئيس عبد السلام عارف ، ثم مدينة صدام بعد سيطرة صدام حسين على حكم العراق ، وفي نهاية التسعينات في إحدى خطب الجمعة في المدينة أسمى الشيخ علي الكعبي المدينة بمدينة الصدر ، نسبة إلى المرجع الديني الشيعي ( محمد محمد صادق الصدر) وبعد سقوط نظام صدام حسين ، صار إسم مدينة الصدر الإسم الرسمي في دوائر الدولة .
وفي عهد كل رئيس أو إنقلاب أو ثورة كان لأهل هذه المدينة دور فيها .

مجتمع وسكان مدينة الصدر
يبلغ عدد سكان مدينة الصدر حوالي ثلاثة ملايين نسمة . تضم هذه المدينة جميع مكونات المجتمع العراقي ، العربي والكردي والتركماني والسني والشيعي والمسيحي والصابئي ،
لكن بعد سقوط النظام السابق ، هاجر الكثير من الإخوة المسيحيين والصابئة مدينة الصدر ، لكن بقي القليل جداً منهم إلى يومنا هذا .
واختلاف هذه القوميات والأديان والطوائف لم تمنع من إقامة علاقات أخوية وعائلية بين جميع المكونات فحصلت آلاف الزيجات بينهم ، ولم يمنعهم اختلاف اللغة أو الدين أو الطائفة .

أهم أسواق مدينة الصدر
من الأسواق المشهورة على مستوى العراق وحتى الوطن العربي هو سوق مريدي ، هذا السوق الشهير أتذكر ذكره كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة الأسبق ، أما عربيا فقد ذكره الفنان المصري الكبير عادل امام في أحد لقاءاته وايضا تم ذكره في مسلسل ( فرقة ناجي عطا الله ) .
وأيضاً سوق الحي نسبة إلى حي الأكراد .
وسوق الأولى ، وسوق الكيارة .
وهناك أيضا الكثير من الأسواق الصغيرة في قطاعات مدينة الصدر .
تتكون مدينة الصدر من ( ٧٩ ) قطاع ، لكن فيما بعد وبعد الزيادة السكانية في مدينة الصدر استحدثت قطاعين ( صفر ، و ٨٠ ) وهي غير رسمية وغير مسجلة .

والشوارع الرئيسية في مدينة الصدر هي ( شارع الداخل ، شارع الفلاح ،شارع الجوادر ، شارع الكيارة ) .
واشهر ساحات مدينة الصدر ( ساحة مظفر ، ساحة الحمزة ) .

لا نبالغ ان قلنا أن هذه المدينة فعلاً مدينة للمواهب والمثقفين والإعلاميين والأدباء والشعراء والفنانين والرياضيين والسياسيين ، وكان لكل هؤلاء بصمة واضحة على مستوى العراق كلٌ في مجاله .

لكن للأسف بعد التغيير ٢٠٠٣ ، تغيرت الكثير من ملامح مدينة الصدر الاجتماعية والعمرانية ، كثُرت التجاوزات والبناء العشوائي ، وصارت لغة السلاح هي اللغة الطاغية على أغلب سكانها للأسف الشديد .

قدمت مدينة الصدر آلاف الشهداء والمفقودين منذ عهد نظام صدام حسين وحتى عهد السياسيين الجدد ، لقد كانت مدينة الصدر إحدى أهم مناطق العراق وقفت بوجه حزب البعث ، وفيما بعد بوجه الاحتلال الامريكي وايضا وضعت حدا للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش .

عانت هذه المدينة ظلم الأنظمة الديكتاتورية وفساد الديمقراطية ، كما عانت الإهمال والتهميش طيلة فترة الحكومات المتعاقبة على العراق ، ويغلب طابع الفقر على أغلب سكان مدينة الصدر ، فأغلب سكان مدينة الصدر هم من ( الشغيلة والكسبة) ويعتاشون على قوت يومهم .
لذلك شارك شباب مدينة الصدر ثورة تشرين ٢٠١٩ ، بقوة ، بل كان أغلب المتظاهرين هم من شباب مدينة الصدر .

للأسف مدينة كبيرة كمدينة الصدر بحجمها الجغرافي والسكاني لا يوجد فيه مرافق ترفيهية أو متنزهات بل حتى مطاعم عائلية ! .
لمدينة الصدر عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي ، لكن للأسف نسوا المدينة أو تناسوها ، ولم يغيروا بل لم يسعوا لتغيير وجه المدينة لا من الناحية الاقتصادية ولا الأمنية ولا العمرانية .

#حيدر_خليل_محمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل