أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حسين السنجاري - دراما شعرية بديعة في رباعية سنجارية بقلم: براءة الجودي














المزيد.....

دراما شعرية بديعة في رباعية سنجارية بقلم: براءة الجودي


مصطفى حسين السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


الأبيات:
كوني على ثقةٍ لو شئتُ أنساكِ
كما على مِقةٍ قد كنتُ أهواكِ

فحبّ قلبٍ لأورادِ مؤرّجةٍ
ككُرْهِ قلبٍ لأدغالٍ وأشواكِ

أين الحبيبُ بثوبِ الشكرِ مدّثراً
مِن الحبيبِ بثوبِ الجاحدِ الشاكي

ليستْ بك الشمسُ تلهو في مَرابِِعنا
ضُحىً، لِتَحجبَ عنا الضّوءَ لولاكِ
الوصف:
رباعية هائلة لم أستطع اقتباس بيت واحد لأنّها كلها جميلة كعقدٍ مشغول
أبيات قليلة لكنها تختزن الجمال الشعري ويتأنق فيها البوح الشفيف
أبيات جامعة جلية يكتبها فؤاد متوقد مالك لزمام المعاني حكيم رشيد .
دراما شعرية بديعة، وتصوير أبدعت نسجه
معزوفة عذبة تماوجت فيها المشاعر بقوة وكبرياء
حتى وأنت ملتفت أكثر للمباني لا تسهو عن تشكيل المعاني فلله درك شاعرا!
العرض:
أبيات بنكهة عبّاسية ، هنا رائحة العراق وضجيج الشعراء في أسواق بغداد ، الابيات الثلاثة الأولى فيها مقابلة وتضادّ زادت التصاوير الفنية حسنا ودقة في آداء المعنى ووضوحا في إيصال الرسالة ، وهذه المقابلات تُعمل الفكر وتُظهر اسلوب المنطق والإقناع عن طريق جمع الشيئ وضدّه .
( كوني على ثقة ) فيها نبرة تأديبية حازمة في الحفاظ على كبرياء المحب بعد صبر طويل
( كما على مقة) هنا وقعت المقابلة سأنساك وقادر على ذلك بإرادتي بقدر ماكنت أحبك بشدة

(فحب قلب كأوراد مؤرجة) تصوير مجمل بديع فالورد هو الطمأنينة والسكينة وارج الورود في البساتين والحدائق مناسب لتصوير الحب وبهجته وربيعه .
(ككره قلب لأدغال وأشواك) تصوير دقيق جدا فالأدغال هي الغابات لكنها اشدّ منها تشابكا في الأشجار واكثر منها عقدة ومتاهة وتبدو ضيقة لتقارب أشجارها بأحجامها العظيمةأوراقها التي تبدو بعضها غريبة كبيرة ونباتاتها وورودها وازهارها ، ورغم مافي الادغال من غرائب وعجائب في مناظرها إلا أنّ فيها استوحاش وشيئ من الرهبة والخوف وضيقها واشواك أغصانها وورودها يناسب الكره والغلّ ، لذا كانت صورة موفقة ومقابلة بديعة لمشهدين متضادّين .

( بثوب الشكر مدثرا) أعجبني استعمال لفظة مدثر ، وكأنه يلتحف ويغطّي كامل جسده بالشكر وهذا يوحي بأنّ الشكر هو أحدصور تآلف المجتمع وتماسكه حينما يُعترف لأهل الفضل بفضلهم ومن لايشكر الناس لا يشكر الله ، وهي صورة توحي ايضًا بالحياء والتواضع والأدب الجمّ والامتنان .
( بثوب الجاحد الشاكي) ثوب واضح لايناسب أن يكون مدثرا به بل هو يكشف شكواه الجاحدة لصاحب المعروف ، ولكن علينا أن نعرف ليس كل من يشكو هو جاحد فالشكوى عامة قد يلجأ إليها الكثير على اختلاف الأسباب والمواقف المتعددة ، لكن كل جاحد يشكو غالبا ليُثبت العكس .

هذا العجز فيه نبرة لإحساس جميل يتمثّل بشكل بارز في لفظة ( الشاكي) يحمل نبرة التهكم والتوبيخ لكن بلفظ رقيق وحس مرهف ، ومن هذا العجز ميزّت رائحة شعراء العصر العباسي ونغماتهم المرهفة ونسائم أشعارهم البديعة الملوّنة التي تنبض بالتحدّي والتفاعل وتبعث على الابتسام والتنافس في إظهار صور جديدة وفريدة ومعانٍ مبتكرة .

( ليست بك الشمس تلهو في مرابعنا = ضحى لتحجب عنا الضوء لولاك )
لأول وهلة قد يحسبها القارئ مدحا وهي ذمّ وصوة بلاغية ترسم معنى للتهكّم ، كأني فهمتها هكذا [ الشمس تلهو في مرابعنا ضحى فهي لا تمرح وتملأنا نورا بكِ فأنت لاتمثلين الشمس وهي ليست بك ولا تسكن داخلك وإنما ظهورك هو من يحجب عنّا أشعة الشمس ، فأنتِ كالغيم حينما يتكوّن ويتجمّع لايصحبه رعد ولابرق ولاغيث ويكون كالهمّ والكرب الذي حلّ ليحجب عنّا ضياء الحياة وجمالها وسكونها وحيويتها واستقرارها ]

قد يكون الغيم هو الأنسب والأقرب لحجب الضوء أو الضباب الكثيف خصوصا في وقت الضحى أو النهار بشكل عام ، ولن يناسب أن يكون بمعنى الظلام لأن الظلام يأتي في وقته ليلا ولا يحجب الضياء نهارا إلا في حالة واحدة وهو حال كسوف الشمس ، وكلا المعنيين يوحي بالغمّة والهمّ والكرب .

هذا حسب فهمي للبيت وتأويله كون الأبيات التي سبقته تناسب هذا المعنى خصوصا صدر المطلع ( كوني على ثقة لو شئت أنساك) وقلتُ أن فيه نبرة حازمة وتأديبية تحمل شيئ من التقريع والتهكم فكان مناسبا لهذه الثقة في نفسه وتهديد الحبيبة بالنسيان أن يورد الذم أو القدح في معرض المدح خاتمة القصيد .
إن كنت مخطئة في تحليل البيت الأخير أو في فهمي له ارجو تنبيهي استاذ مصطفى ؛ لأن خيال الشاعر يشطح في التأويل أحيانا .
وتبقى سيد الحرف المعبر الجميل باي اتجاه ارسلته
يأتي محملا بنقاء التعبير والصورة



#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَنا بِلِسَانِيْ حُزْتُ كُلَّ مَحَبَّةٍ
- إلى شعراء وأدباء الأمة العربية
- أنتِ على مقاس اشتهائي
- بَشّارُ فِعْلٌ والمُلُوْكُ كَلامُ
- مصطلحات أدبية
- أجراسُ الهزيمة
- النساء والخاص ممنوع
- الفيلُ والعاج
- ألهمتُ ليلك أن يكون مسالماً
- قراءة في قصيدة لمصطفى السنجاري.. بقلم جهاد بدران
- مَدارسُ اللَّغْوِ واللَّغَطِ
- حزنُ العراق
- أعِدّي من رِباطِ الحبِّ
- على قارعة الحب
- ثوب الفساد
- لسانك سفيرك
- غارس الآس
- أنا العراق/ تتمة
- أنا العراق
- أرفض أن أكون وغدا


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حسين السنجاري - دراما شعرية بديعة في رباعية سنجارية بقلم: براءة الجودي