أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - النفس الاخير














المزيد.....

النفس الاخير


حنا جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 21:54
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

( جميع الحقوق محفوظة (C)
‏السبت‏، 12‏ يونيو‏،‏ ‏2021 04:43: م
ثلاثتهم علي الطريق كما اعتادوا منذ عرفتهم الدنيا لا يعرف ايا منهم متي قابل وائتلف مع الأخرين جمعتهم الحارة حيث كل شئ مباح وكل الاشياء مشتركة ما ان يلتقط الواحد من احد الباعة تفاحة صغيرة او حتي معطوبة ويخبئها في سروالة الرث الممزق الا و تلتقطة عيناهماالمرتقبتين للامر لينزوي الثلاثة جانبا لتنتقل الثمرة اي ثمرة من فم لفم في سهولة ويسر حتي تنتهي لا فضلات في الغالب الا قليل من البصقات للتنظيف هنا وهناك و كل شئ علي تعجل خشية ان تلتقطهم الاعين فينكشف الامر

يعتقد احدهم ان الامر هو هكذا منذ ان اخذتهم ارجلهم الي خارج الحجرة لأ ول مرة والتي يسكنها اسراتهم الثلاثة في بدروم احد البنايات القد يمة في الحي القديم الذي كن يوما يجاور حيا من ارقي الأحياء لكن الميزان الاجتماعي الذي جار علي الحارة الجارة يوما جار ايضا علي الحي الراقي رويدا رويدا بعد صدمات الستينات وهبوط طائرة الرقي في غير سلام وسقوط كل الاجنحة فغادر من غادر وهرب من هرب بجلدة و اتدحدر الحال بالكثيرين علي حافة الطبقة وعلا من علا وانتقل الي اطراف المدينة الكبري في احياء و كومباوندات تشبة الكيبوتز الاسرائيلي وما تحتها حتي ان احد احفاد تلك الطبقة القديمة كان رابعهم يأتي علي عجلة ليخالطهم في عقب سيجارة وهم من شبوا قليلا وغدوا في الحادية عشر و الثانية عشر و الرابعة عشر علي التوالي
كان ابن الطبقة في الحي الراقي متدحدر الحال اكبرهم سنا اقلهم حيلة فالحياة علي الضفتين حالكة و الطفل يعيش مع جدتة المسنة التي تجاوزت التسعين ولا يعرف احد ان كان ابن بنتها ام حفيدتها

لكن السؤال بقي بغير اجابة فالمسنة مقتضبة الكلام وكلامها ان تكلمت غير مفهوم وغاضب اما الباقي فرحل لا احد يهتم الي اين ولا هي تقول وفي الغالب فان الولد لا يعرف ولا يأبة ووجد في اصدقاءة الثلاثة المخرج والملاذ ووجدوا فية هم فرصة لكوب من العصير قد تنفحهم بة السيدة العجوز ان قبل ان يصطحبهم الي بيتة و فكروا ان يلتقطوا الملاعق و السكاكين الملقاة في كل مكان في هذة الشقة المترامية الاطراف و الحجرات لكنهم خشوا انقطاع زجاجات العصير و الشاليمو التي كانت تصر علي استعمالهم لة خشية تلوث الزجاجات او الاكواب من شفاههم وليكون تنظيفها للاكواب اسهل

اخرج احدهم شيئا من جيب قذرفي حذر وخيفة وهو يتطلع اين تجلس السيدة العجوز او اين تتحرك لفتت حركتة انتباههم فخرجوا كالقطيع االي الفاراندة
المطلة علي الشارع وتجمعوا خلف الشيش في ذلك الركن المخفي عن العيون حيث اخرج الاكبر بين الثلاثة من جيبة شيئا ابيض قد احاطة بعناية بالغة بين كل اصابعة وكأنة يحمي عود ثقاب قد اشعلة للتو

قال وهو يفتح اصابعة عن كفة وقد اظهر ما فية " سجارة" قال "نيازي" في احباط لا يخلوا من خوف ان تراة جدتة دة عقب مش سجارة قال الفتي الغض بتذاكي يعني عندك تشتري واحدة بتاعتك فتراجع نيازي قليلا من صدمة السؤال الذي يعرف اجابتة لا هو معه ثمنة ولا جدتة ستعطية ولا حتي ستسمح ولم يفيق حتي لاحقة الامر من اصغرهم بصوت خفيض حاد وأمر روح هاتلنا كبريت نولعها تصاعدت حاجبا فرد العصابة الاصغر واتقدت عيناة في تنمر ليس بغريب فنيازي كبير الحجم قليل الخبرة و محدود الحيلة لكنة قال بسرعة انقذت الموقف ماقدرش ياللا بينا نشربها في الشارع انزلوا انتو وانا هاجيب كبريتة وجاي وراكم

قالها وكأنة حل مشكلة الشرق الاوسط او كأنة جندي مرعوب قفز من الطائرة للتو

كانت هذة اول دخان اختبرة صدرة في عمرة القصير بعد عدة شهور تحصل الصبية علي سيجارة ملفوفة استرقوها من مسطول تبادلت الافواة ذلك العقب عندما جاء دور نيازي قال لة الاصغر اشفط واملا سدرك واكتم النفس ها تبقي كبير وتبقي في دنيا تانية
امسك بعقب السيجار المحشو ورفعة الي فمة
هتف الثلاثة اسحب ما تخرجش من منخيرك واكتم اشفط جامد علي قد ما تقدر والا ها نجرسك ونفضحك في الحتة ونقول عليك عيل
شفط كثيرا وعميقا خشية الجرسة وليثبت لهم انة كبير
انقض الاصغر بينهم علية لمنعة من اخراج الانفاس ويدة قد التصقت علي فمة وانفة كخفاش اسود
ضج ثلاثتهم في ضحك هستيري همد الجسد السمين المخدر بعد قليل
لم يرد
لم يتحرك
وحينما دفعاة للوقوف
او الحركة
انقلب علي وجهة في التراب
جسدا هامدا
فر ثلاثتهم
الي لا شئ



#حنا_جرجس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلط قصة قصيرة جدا
- هل يعاني المجتمع المصري من الاكتئاب جريمة الدولة في حق الفنو ...
- ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى
- كارت ميمورى
- الملصق مسرحية حركية من فصل واحد وعدة مشاهد شبة مايم يستخدم ف ...
- تذكار سفر والدى الى السماء
- مركزا لتطوير الحياة
- انا قلبي راجع اليكى
- ستبقين
- انى اراكى
- قصة قصيرة انا، أشعر بالحبّ..
- تعمير الصحراء الشرقية وجبال البحر الاحمر ضرورة حتمية لتغير ا ...
- انف
- اتوق اليك ( قصيدة من الشعر الحر)
- هيروشيميات
- سيدة المعبد انتِ ( قصيدة من الشعر الحر)
- التاريخ المغدور للفن المصرى القديم
- هيروشيما
- قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - النفس الاخير