أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى















المزيد.....



ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى


حنا جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 21:20
المحور: الادب والفن
    


المكان
معيشة او مكتب او هى كل ذلك معا غرفة
يفتح الستار على بأس على كرسى
واضح انة غير متوازن الأرجل
الرجل الامامية اليسرى قصيرة للحد الذى يجعل الجلوس غير مريح
الكرسى فى منتصف يسار الخشبة يمين الجمهور
فى العمق الى اليمين خلفة
مكتب متوسط الحجم الى كبير موضوع علية لوح خشبي من الخشب الحبيبي المتهالك و مسنود طرفة الى المكتب بزاوية منفرجة مضادة للجمهور بحيث لا نرى افعال باس وراءة الا جزئيا
و الطرف البعيد يرتكن الى خشبة عمودية او عمود معدنى الى خشبة المسرح ( سنادة) بغرض توسيع مساحة سطح المكتب
المكتب (مدلوق فى اتجاة الجمهور اى ان القوائم المواجهة للجمهور اقل من الخلفية لكن اليسرى اكثر ميلا ايضا و بذا يرى معظم الجمهور معظم ما هو على سطح المكتب و" لغرض الجاذبية و الاثارة يمكن تثبيت بعض العناصر ( خشية- قلق- السقوط -المطلوب الاحساس بة طول الوقت) او توقعة))
وهو ما يبرر تواجد عناصر سطح المكتب على ارضية الخشبة "خشبة المسرح" و فى اتجاة نقطة ذهبية نحو مركز امام منتصف المسرح فى اتجاة الكمبوشة
النقطة الذهبية للمونولوج
المكتب علية كمبيوتر وشاشة و ماسح ضوئى وطابعة وغارق فى فوضى منظمة من الكتب و الاوراق التى وجدت طريقها الى ارضية الغرفة بكثافة
ومعظم الكتب مفتوحة و مثنى غلافها واوراقها كما الحال فى وضع القراءة من كتاب وهو مفتوح و ممسك بة بيد واحدة ومثنى او مطوى الجزء السابق او المقروء باليد والاصابع فهى فى حالة قراءة شبة مفتوحة ... ودائمة.
بينما
فى شاشة الهاتف الجوال الذى بيدة اليسرى

" بأ س "
فى حالة اغراق كتمثال المفكر
باس: - وهو يتحرك من حالة الجمود جالسا للنهوض البطئ وهو شبة منحنى فى اتجاة النقطة الذهبية-
- لا لا هذا مستحيل يلتفت حولة ثم ينتصب ويندفع الى باب للغرفة فى العمق الايسر للمتفرج واضعا راحتى يدة بعرض الباب ثم يعود كانة لم يرى شيئا لانة لم ينظر الى شىء
الكارت لا يعمل,مصيبة ان يكون قد تعطل لا انة لا ينبغى يستدير-.لا يجوز
نحن فى القرن الحادى و العشرين و عار ان تتعطل الكارت هكذا
اما وان تكون قد تعطلت لكانت الكارثة
من اين بى وكل المعلومات هذة مرة اخرى
هل الزمن يعود؟
ااستطيع الى الماضى ان اقفز او حتى بنظرة الية انفذ
يخاطب الهاتف الذى بيدة فى غضب كأنة سيستجيب
حتى الناقصة من الملفات او غير المكتملة منها " دلتها "- بتشديد اللام و التاء بنفسى- لغتها كدة فى لحظة؟ لم اعمل حساب هذة اللحظة ابدا لم تخطر لي ببال
هذا جنون
ان كل شىء هنا يضرب بيدة بقوة على وجة الشاشة
- يطرق الى شاشة الهاتف
- بهلع-
- كل شىء هنا كل شىء بتساؤل داخلى وبحسرة
- أ كل شىء ضاع؟
- يمسك براسة وكأنة يمنعة ان ينفجر للجمهور وكأنة يبرر
اذكر اننى منذ مدة اعكف على نقل كل هذا يشير الى ما فوق المكتب هنا
-يشير بيدة اليمنى الى الشاشة فى يدة اليسرى
بتوتر
ساعات من الجهد و العرق و الصبر- ساعات من العمل
يا الهى
-يمسك برأسة-
على الماسح الضوئى لا تنتهى ( يمكن للمرثرات الضوئية هنا ان تظهر ضور الماسح الالكترونى كأنة يمسح خشبة المسرح كلها وبنفس الصوت للدلالة على الجهد الذى كان يعنية بأس
كيف؟
هذا جنون
-ينتصب من كرسية غير المريح ثانية و يتجة الى منتصف الخشبة قبالة الجمهور
-
ظننت ان هذا
– يطرق بيدة على الجوال
- سيجعل الامر افضل – بتردد- هو افضل ان شئت
- ولكنة كارثة
ال ك ارث ة ...
للجمهور اتعرفون ما هى
مشاعري الآن
ان يتلف منك كارت ميمورى بهذا الحجم -
ان يضيع منك كم العمل الذى قمت بة و المحمل بة هذا الكارت فجأة وفى غفلة زمن
باطالة قلقة
مقررة بالخسارة
وكأنها الهزيمة
اتعرفون انا لا اعرف الى اين التجئ فى مثل تلك الكارثة
ضياع كارت ذاكرة او تلفة
صدقوني وكأنها الضياع
ان هدم مدينة فى حرب اهون
يتراجع
لآ
الضياع اهون من التلف عندما يضيع شئ يبقى لك الامل ان تراة ثانية ان تجدة ان تلقاة يوما
فى الضياع قد يعثر علية شخص آخر ويستفيد او ينتفع دون علمك
التلف هو ضياع كامل
كل شئ التلف كالهدم
ذلك الوقت و العمل
كل ذلك الجهد و الفكر
يتلف
ينهار جالسا
فى مقدمة منتصف الخشبة
امام الجمهور


اظلام

...
المشهد الثانى


باس فى اقصى يسار امسرح مقابلة الجمهور ثم
يتحول الى جزء آخر من الجمهور وكأنة يراجع نفسة
يرجع الى الوراء ويخلع معطفة الثقيل القديم ببطء ويسقطة على الارض كمن يسقط ورقة من روزنامة او حمل ثقيل
فتكشف عن ملابس الستينات
و يمكن ان يرتدى باروكة بتسريحة هذا العقد من القرن الماضىي يمكن ان توضع لة ( ل بأس) على المكتب بعض من الادوات المساعدة و الاكسسوارات
و يمكن بالتأثيرات البصرية للديكور و الاكسسوار ان تتغير العناصر ايضا على الجدران خدمة للفترات الزمنية المقترحة

بأس - بصوت اكثر صغرا و طفولة وحيوية وكأنة صغر نصف قرن-
يمكن ان تظهر صورة بأس الطفل على شاشة خلفية او تسقط بمعلّقة من اعلى ثم تنسحب

بأس يجهش كانة طفل يانع وقد استرجع ذاكرة مفعمة بالفرحة فى فلاش باك او استرجاع قهرى
- ان ما كينة الذاكرة تعمل..
يشير الى راسة و الى كومة الكتب و الاوراق على ظهر المكتب و الارض ايضا
كان كل شئ مازال على الورق
اتذكرون ؟ هنا
كأن للورق و الاقلام فرحة كبيرة

اتعرفون ..كانت لهم رائحة
الورق والاقلام و البناء كانوا ذاكرة الانسان ذاكرة الشعوب بدأ التاريخ بالورق و الاقلام و البناء
قبلهما كانت الاحداث تظل حية جيل او جيلين او حتى بضعة سنين ثم لاشىء لا شىء ملايين الخبرات البشرية ضاعت .. انمحت
لانها لم تدون ..
لم تكتب
باصطناع او تصنع للذكاء
او بتذاكى - طفولى- على الجمهور

اتعرفون ما هو اول حرف كتب فى التاريخ
يضحك ويشير الى كفة
الكف
كان هو الحرف الاول
وكان هو الكلمة
وكان هو الفعل
يد
و يفعل
و يدفع
ويدعم
وكف
وكفى
وكفيف
وكفء
وكفاية
وكلها اشتقاقات
من يد
وكف
حينما اصطاد الانسان اول ضحاياة من الحيوانات طبعا و ذبحها مقلدا حيوانات مفترسة كثيرة وحاول ان يمسح يدة الملطخة بدم حمل برىءاو حينما قتل قايين اخاة هابيل
على جدار الكهف طبعت الدماء كفة و خطت حركة اصبعة وكل بشر جاء بعدة
فاكتشف اول حرف واول خط و اول طباعة
رسم حيوانات كثيرة حولة بعدها
المخيف منها و المرعب - يشير الى الجمهور-
مثل الآخر ليرعب الآخر
ليوهم الآخر انة روض حيوانا مفترسا يعمل لصالحة وها هو يقظ على الجدار
ابو الهول ايضا كان كذلك حينما نحتة الكيميتى العبقري كان ليرهب كل قادم جاسراو غازي كان يواجة سيناء و القادمين من الشرق لا يلوون الا على الدمار و التخريب رغم ان ادعاؤهم هو الهرب من الجوع و الخراب و القتل فى اراضيهم من المارقين
و كان الكيميتى الشهم دائما يلتمس لهم العذر ويستقبلهم رحيما بهم الة الكيميتيين ى رحيم سخى امنهم من كل شر حتي الفيضان حولة لهم خيرا يفيض
و الضعيف مثلي -يشير الى نفسة بسخرية- مثلى انا – انا لا يخشى الآخر
الآخر وانا
لكن الأخر كانت له اجندة مختلفة دائما

يتجة نازلا للصالة
كتب الكيميتيين اول كتاباتهم على الحجر
ومتون الاهرام تشهد
قبل ان يعرف الانسان فى العالم كلة
ويدرك انة مختلف عن الحيوانات
وان لة عقل وقدرة
الف الفان عدة آلاف من السنين
الى ان عرف الانسان الكيميتى
ذلك الذى اسموة البردى
الورق
غدت مصــر "كيمى"
دوما هى الفصل الأول فى كتب التاريخ
والكلمة الأولى
فى مدونة الحضارة الانسانية
ساعتها تحرر
تحررالبشرمعة
كثيراما بدا كل شىء سهلا
بل اكثر سهولة
فما يكتب على البازلت و الجرانيت فى يوم يكتب اكثر منة ألاف المرات على الورق
و بالاحبار
فى نفس اليوم
لكنة ابقي في اثرة المعنوى
اذ انة امتلك معجزة الانتقال
علي الحجر كان للمعلومة مكان. محكوم عليها ان تبقى مكانها لا تذهب بعيدا وحينما تتلف لا تتلف وحدها بل ياتى غازي و يتلفها هي تتلف مكانها ايضا و تتساقط اجزاءها حولها ليس ببعيد عنها
لكنها عند الكيميتيين ذهبت وذهبت بعيدا ابعد مما نتخيل الي ارجاء الارض البعيدة
اما الورق
ذلك االبردى المعجزة
فقد نقل المعرفة لارجاء
المعمورة
كلها

اظلام




المشهد الثالث



بأس وكأنة قد نضح قليلا
و يتحرك وكأنة هو نفسة كارت ميمورى

ااقول لكم سرا
انا كنت
لا لا انا مازلت – يتحسس انفة وكأنة يتشمم رائحة عطر اخاذ-
احب رائحة الورق
للورق رائحة - يتنغم بالقول وكأنة يقول "اللة"
- كنت احبها وانا طفل
- يتجة الى حرف الخشبة
ويجلس على حافة الخشبة و يسقط قدمية
فى حميمية مع الجمهور وكأنة يرجع الى الوراء اكثر غاصا فى الذاكرة
كل شئ كل شئ يبدأ بالورقة و القلم
الكتاب يبدأ بالورقة و القلم
الدرس
المنزل و التصميم
الابداع و الابتكار
الرسم
حتى المنحوتات وتصميم الملابس
كل شئ كل شئ يبدأ بالورقة و القلم
يستدير
انها ليست فقط رائحة الورق تلك التى احببت
فانا احببت ايضا رائحة النشارة
من منكم يعرف النشارة
نشارة الخشب
فكما كان الورق بداية ترتيب الفكر كانت
"النجارة" بداية النظام
بداية العصور
خزانة لحفظ الورق واللفافات
و كرسى
و سرير
وحافظة للملابس
ولكل ما هو نفيس
النجارة بدأت الحياة
و الورق انعش الفكر الانسانى
بل انا انا
ما زلت -وكأنة يغوص اكثر فى داخلة فى الذاكرة-
انا
احب ايضا
لوح الاردواز

اتذكرون لوح الاردواز
من منكم يذكرة

يستدرك
اعرف اعرف كل النساء لا يذكرونة فهن دائما تحت العشرين اما الرجال فهم ايضا مراهقين لا يذكرون

يبقى انا وربما المخرج
لألأ
اعتذر للمخرج فهو لم يزل فى الحضانة
يهمس

لوح الاردواز
كم احببت هذا الاختراع الجميل
الذى تعلمت علية اول حروف الكتابة
اى واللة
اول حروف الكتابة
ومازلت اتذكر اول الحروف التى تعلمت انا
كتابتها

ينزل الى الصالة
ويستطرد
كان ذلك فى مدرسة الفرير الفرنسية الجميلة
اذكر انة كان معلم اللغة الفرنسية

انا لا اذكر احد من التلاميذ لا ولا واحد
ولا اتذكر معلما بعينة
كل ما اذكرة اننى كنت ارتدى شورت قصير من الصوف الانجليزى ماركة هلد
ومريلة حالكة السواد
كان جزءا من حلة كاملة بصفين من الازرار
اشتراها لى ابى قماشا من محل المانيفاتورة
كان البائع- صديق والدى الحميم
كأنة احد اقرباءنا تماما عمى عبد الجواد
كانت صداقتهما تتعدى المال و الاجر او حتى العقيدة
كانا كا لاشقاء
يومها اخرج لى اتوابا كثيرة و دعانى لاختار اللون و النقشة التى احب و نزل ابى عن رغبتى وقتها وكأننى شخص كبير يسألة الراى و النصيحة
وفرحت كثيرا لهذا
صنع لى ابي هذا
واكثر
لكنة استدار وقال لة انت ها تدلعهولى وتخلية يتمرع وما حدش يعرف يكلمة
و غرقا معا فى الضحك برئ
قالت جدتى لة يوما
اننى اشبهة فى طفولتة
فاراد لي ان اكون فى احسن ابهة واجمل شكل
يومها اخذنى الى الخياط و جلست على مقعد الكبار وطلب منى ان اقف واخذ مقاساتى و ارانى الكتالوج واخترت كيف تبدوا بدلة انيقة
وها هى بدلتى الثانية
بشورت من الصوف الانجليزى
يتحرك الى منتصف الخشبة فى شبة انكسار ويتنهد
لم اكن اعلم وقتها انهم كانوا قد اجهزوا على احلام طلعت حرب في كل شئ و اولها انتاج انسجة صوفية مصرية اجمل بكثير
لقد حجموة ودمروة كى ما تروج بضاعتهم هم و يتحسن حال عمالهم
و يموت عمالنا بطالة وجوعا
وينعمون هم وعمالهم بالرفاهة
فى تلك البدلة الانيقة دقيقة الصنع من يد خياط مصرى رفيع الصنعة
كنت ابدوا جميل الطلعة كالدمى
التى فى نوافذ المحال الكبيرة و التى كان يصنعها آنذاك فنانين كبارا
لكن صدقونى لو كنت اعلم او حتى ادرك
لكنت ترجيت ابى ان تكون اول حلة ارتديها من صوف بلادى
لكنى كنت على اية حال ارتدى فوقها مريلة سوداء قاتمة
كانت تخنقنى

لم افهم حتى تلك اللحظة لماذا يلبسون طفلا فى اول سنوات تحصيلة العلمى و انفتاحة على الدنيا
مريلة سوداء كئيبة
ولم افهم حتى تلك اللحظة هة وانا امامكم لماذا؟

لكن كل ما اذكرة انها كانت دائما نظيفة لا تتكسر مكواتها
وكل ما اذكرة ان كل الاشياء كانت نظيفة دائما
حتى البلاط
فى البيت كان كل شئ ايضا نظيفا مرتبا دائما
انها امى على ما اعتقد كانت هى ايضا تهتم بى على طريقتها
اذكر يوما انها البستنى المريلة اولا واهتمت الا اغادر دون افطاري وكوب اللبن
و نسيت يومها ان تلبسنى الشورت لكنها استدركت السهو و ارسلتة لى مع احد اقاربى للمدرسة
لكن احدا لم يلحظ يومها غياب الشورت وكان الفضل لتلك المريلة السوداء اللعينة
يهمس للجمهور
و مدرسة رقيقة البستنى اياة بعيدا عن الانظار
يستدرك
ربما الامر كلة كان مؤامرة انجليزية فاضحة ضد الفرنسيين فالمدرسة فرنسية على اية حال
لكن انتظروا ليس هذا هو المهم
يتنهد طويلا
وكأنه يحاول الوصول باطراف اصابعة لقاع بئر عميق

اول حرف
تعلمتة هو المهم
وهو حرف ال اة ال اءية الفرنسية انظروا اننى ما زلت اذكرالطريقة التى علمنى بها الاستاذ عطية
اول حروف الكتابة
بل هى رقصة الكتابة
(يمكن ان توضع فى الخلفية فيديو للخط بالريشة البلوم)
يقترب من احد المشاهدين وكانة صديق قديم
مسيو عطية
متسائلا
اتعرفة
لا اعرف كيف يكون مسيو واسمة عطية معا
لكن هذا الرجل بحق
كان معلما امينا
– يتوجة للناس بنصف وجة واستدارة
– احبنى واحببتة من الحصة الاولى
– لكى تحيي شعبا اعطة معلما كمسيو عطية
هل تعلمون كيف علمنى مسيو عطية

انا اقول لكم
يقف فى مدخل ممر الدخول بصالة المسرح خلف الجمهور وكأنة معلم الفصل يضرب بالعصا الشبيهة بعصا المايسترو على قمم المقاعد
انها حكاية لا أمل من ذكرها
بل ان خلايا يدى
ما زالت تتذكرها جيدا معى

يعود بالذاكرة بعيدا كأنة سقط فى البحر ( وقد تساعد الموسيقى و الاضاءة فى ذلك الرجوع للوراء)
يتنهد بعمق و ينخرط هابطا فى اتجاة خشبة المسرح وسط الجمهور

-هذا الرجل جعلنى اعشق الحروف الفرنسية
كل شعب يعشق الرقص و هذة الحروف هى تشكيل راقص
كان يعلمنى بعشق
وكأننى الطفل الوحيد فى هذا الفصل
او ربما فى الكون

كان يمسك بيدى الصغيرة ويدى تحتضن اصبع الطباشير لاول مرة
لنكتب معا
انا وهو و الطباشير
انتظروا كدت انسى السبورة السوداء
وكأن يدة اصيص زرع امين يحتضن تربة رخوة حانية تمسك باحتضان بغصن غض
كنت امسك باصبع الطباشير او جزءا منها يناسب كفى واصابعى الصغيرة وهو يمسك بيدى وكفة تلتف حانية كحنو وكرقة العصفور على افراخة
يعلمنى كتابة حر ف ال "لو" ثم "الدية" ثم ال آة
آة
( يتذكر وكأنة يرى ما يقول فى قاع ذاكرة راسة)

وكلها تبدأ من اليسار ترتفع وتنخفض وتنحنى وتستدير ( يرتفع ايقاعة كانة يلهث وهو يتراقص))
كانها راقصة فى بالية لو فيجارو) ( يتراقص بنشوة))
يستدرك- لا لست انا الذى يتراقص بل مسيو جو مسيوعطية اتذكرون
كان ا لرجل يرقص الفالس والتانجو وهو يرسم لنا الحرف باتساع السبورة كانة تلك الراقصة المفتتنة بالقصة الأن
اعرف ان هذة الراقصة كانت تسكن راسة المسكون بالخيال
المدهش ان مسيو عطية علمنى الحروف العربية ايضا بنفس الطريقة ونفس طريقة الكتابةو بنفس العشق
كان خطة كسلاسل الذهب وكان راقصا فى خطوطة كاروع الخطاطين موسيقى وعزفا و كانت قراءتة عذبة الصوت رخيمة الايقاع
يستدير" بأس"
عائدا تدريجيا الى الخشبة-و ظهرة للجمهور-
ادركت وقتها اننى اعشق الكتابة
يستدير وقد وصل الى اسفل خشبة المسرح ويستعد للصعود يستدير للجمهور بثقة العاشق
لاننى عشقت مسيو عطية و انا لم ابلغ الخامسة
مسيو جو كما كانت تسمية كل المدرسات الحسناوات
وكلهن كن حسناوات ..
انا اشهد
لأنى لا اخفيكم سرا عشقتهن جميعا
انا ايضا معه
فقد كن جميلان وبيضاوات و الكثيرات منهن كن شقراوات او شعرهن كسواد الليل الحالك جمالا وانسدالا
عشقن فية التانجو
و عشقت انا ايضا الموسيقى التى لم اسمعها
و الحركات الراقصة
وعشقت الرسم الذى كان موهوبا فية ايضا
وادركت ذلك مبكرا جدا
مع مسيو عطية

ياخذ مكانة وسط خشبة المسرح معطيا مساحة لذكرى جديدة
سوف احكى لكم شيئا فقط هب الى راسى الآن
لا اعرف لماذا
فهو يلح فى راسى المتعبة ان ارضخ واذكرة لكم
الأن الآن

يشرد
( و(كانة يخرج الذكريات من بئر عميق
كان مسيو عطية بشوشا بطبعة
لكنة كان فرحا ذلك اليوم كأنة العاشق يتوق لتقديم محبوبتة لنا نحن الصغار وقتها

قال انظروا سوف نكتب اليوم بالحبر الشينى

( يستطرد للجمهور)
و لمن منكم لا يعرف الحبر الشينى ( يسخر هامسا بصوت خفيض وكأنة يعلن الامر للجمهور فقط)
فكلكم تحت العشرين جيل الآى باد و التليفون المحمول الذى يحمل لك كل الدنيا وحتى التاريخ و المكتبة والاذاعة والتليفزيون كل شىء كل شىء عند اطراف اناملكم
(يعود كأنة يعود من الحاضر للتاريخ)
كانت تختة الدرس تحتوى على ثقب صغير-الى اليمين-
فتحة دائرية يثقبها النجار بعناية و ينعمها بالسنفرة و المبرد لألا يجرح اصابعنا الرقيقة أنذاك سلاعة منها
كانت التختة قطعة موبيليا فريدة
مستطردا
يعنى كان الثقب على مرمى اليد وفى ذلك الثقب توضع المحبرة او الدواية التى كانت وقتها تملأ بالحبر الاسود الكاحل البديع اللزوجة كانوا يسمونة الحبر الشينى
كل يوم تملأ الدواية وتفرغ آخر النهار لألا يهدر الحبر ويجف بلا فائدة او جدوى
كانت المحبرة المخروطية المصنوعة أنذاك من الالومنيوم ذلك المعدن الجديد حديث الاكتشا ف ايامها
بحيث تنساب فى ذلك الثقب تماما الا حافة لها ترتكز بحنو فوق الدائرة الخشبية بسطح التختة
كانت المحبرة تتسع قليلا لتتكئ على هذة الفتحة فى منضدة كل تلميذ منا
ويضيق سطحها حتى المنتصف ليحتوى الحبر داخلها ويمنع جفافة بسرعة وليسمح بولوج سن الريشة التى كان يسميها الاستاذ عطية " البلوم " الى الحبر و الارتشاف منة
اتعرفون متى كانت اجمل لحظة فى الكتابة بهذة الطريقة لا لا انكم لا تعرفون بالتأكيد
لكنى ساقول لكم السر
يستطرد
وهو سر لا يعشقة الا الفنانون
السر يقع فى طرف " البلوم " هذة
( يمكن ان يظهر فى الخلف جزء جديد من فيديو للكتابة بالريشة)
فانحناءها يرفع الحبر ويحتضنة الى الريشة اما طرف السن فمفلوج فان حنوت علية و مررتة فوق الورق اعطاك من رقة الخط اعذبة وارقة
هكذا علمنى مسيو عطية او مسيو جو كما كانت حسناوات المدرسات ينادونة فى لهفة العذارى
فان ضغطت علية قليلا قليلا فهو كصدر الام يعطى المزيد و المزيد
يتمايل بأس كانة راقص ببالية بحيرة البجع
-فيعرض الخط اكثر فاكثر ويتسع ويدكن الحبر اكثر و يبرز فى سينفونية من الرقة والعذوبة يعرفها الخطاطون فقط اما الفنانون فذلك يسعدهم فى ايام ضنكهم وشقاوتهم
ما علينا هذا زمن ولى ولا نبكى على اللبن المسكوب
لكن اسمعوا هل قصصت عليكم قصة القلم الباركر لا لا اعتقد القلم الباركر و القلم الشيفر هى حكايات ما قبل العام السبعة والستون كانت الحياة مغايرة أ شد المغايرة كانت المعايش ضيقة لكنها اكثر بساطة وسعادة
قل هى الضيق السعيد او السعادة الضيقة السعادة بالقليل كما كانت تقول امى وجاراتها غير ان الشعب كان يعتقد ان لدية رسالة كان يبذل اموالة و ابناءة لتحرير الشعوب و تخليصها من المحتل حتى فرغت خزائنة
وقتها كان احد اقاربنا المقربون عائدا من زيارة للقدس و الاراضى المقدسة وكانت - السكة- ماتزال مفتوحة الى غزة وحتى العراق وسوريا وحتى الاستانة والصين بل واوروبا بالقطارو لم تكن اسرائيل قد توغلت و تجبرت
كانت الهدايا وقتها جد قليلة وكانت البلد حزينة فأولادهم فى حرب بعيدة
فى ارض بعيدة يسمونها اليمن يذهبون ولا يعودون
هكذا يذهبون احياءا ولكنهم لا يعودون
يتلفت حولة الا ليلا
طرق خفيض على الابواب
ثم همس
و كبح للبكاء و العويل
كان الحزن ولبس الاسود ممنوعين كذلك
حرصا على ثبات الجبهة الداخلية
اما مواراة الثرى او الدفنة فكانت تقتصر على الاب فقط او الاب و الام فى الظلام الحالك و البرد الشديد
وكانت القاعدة لا احد يسمع لا احد يرى لا احد يتكلم
للهدية
اي هدية وقع جد قيم فى ذلك الجو القاتم كان

قال الرجل القصير ذى الوجة المبتسم دائما وقد وضع اربعة علب على مائدة قريبة فى صالون بيتنا
ثم اشار هذة لك واشار الى علبتين اخريين وتلك لاخيك
كانت علبتىّ تحتويان على قلم باركر حديث التصميم وكان فى العلبة الاخرى قلم شيفر- يهوس- بسن ذهبى
كلاسيكى المظهر والطراز وعلبتين من الحبر الكوينك بلو بلاك السلس الكتابة لكلانا

صدقونى لقد عشقت الكتابة منذ ذلك اليوم
لقد اجتمع الحد ثين معا ..
بلوم مسيوجو الذى تحول الى قلم الحبر ال باركر
ولانة كان يتلف بالحبر الشينى - الذى عشقتة –
كان على ان احتفظ بريشة مسيو عطية ايضا
حتى الآن
يستدير بأس و يتجة الى عمق الخشبة الى حيث المكتب و يستدير ورائة ويجلس ولا يظهر منة الا الجانب الايمن من جسدة اى نصف جزعة وراسة
بأس يستطرد
علمنى هذا القلم القراءة ايضا
كانت الكرة ذات البريق فى طرف السن تمتلئ بقدر محكوم بالحبر تنزلق ناعمة فوق سطح كل الورق وتحت اناملى طيعة سلسة تجرى تحت السطور المهمة كانها تسبقنى لتحديد المهم والاهم وتصنع هى الدوائر والهوامش الدقيقة بظهر السن الذى كان دقيقا للغاية ارفع واحدّ من اقلام الرينولد الفائقة الدقة والرفع اكسترا فاين التى ظهرت فيما بعد واحتلت عروش الكتابة وممالكها
لكنى احتفظت بالقلم الباركر
ومازلت اعشق الريشة و سنونها المختلفة
و احتفظ بها
- يشير الى المكتب وهذة الفوضى –
- هى هنا تحت اى شىء من الاشياء لكنها هنا
اعرف انهما هناك القلم الباركر
و البلوم
يغرق فى البحث فى فترة صمت وتأمل يقصد بها تهيئة الجمهور لنفس التأمل الداخلى و ربما نقل الملل و التململ اليهم
يرفع راسة من بين قمم الكتب
اتعرفون ما ذا نسيت
انا لا اغفر لنفسى هذا ابدا فمن لا خير لة فى كبارة لا خير لة فى فى نفسة ولا في صغارة
لقد نسيت ابى
هذة الكتب كلها نصفها لابى آة
واخى الاكبر ايضا كانا يمفقان كثيرا على الكتب وكنت انا اقراها مجانا – يقولها وكأنة كان يسرقها- سفلقة يعنى
كان والدى يقرأها بعدة لغات الانجليزية والفرنسية و الايطالية و كانت عربيتة تفوق شيوخ الازهر ادبا واعرابا لكنة لم يكمل تعليمة
ينظر للجمهور مقاطعا نفسة
لا لا ليس كما تظنون لقد خانتنى الكلمات
فوالدى كان بالجامعة و فُصل قبل اعلان المجانية بعامين و.. – يستدرك- لا لا انتم سيئى الظنمرة اخري
لقد كان والدى فى معضلة ظللتها عوامل كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر سوء الحظ و سوء النية معا
كان والدى بكلية التجارة قسم المحاسبة وادارة الاعمال منتسبا لانة كان عصاميا يعمل ميكانيكيا باليومية وقتها
و ساقة القدر الى حملة فلسطين و الفالوجا ولانة كان ميكانيكيا هاويا قد كان موهوباوعبقريا كانت الميكانيكا ذلك العلم الحديثيضاهى الأن علةم الحاسب و البرمجيات فى جدتها و لانة كان مطلعا على امهات كتب الصيانةالاصلية للمعدات من شركاتها فحاز على ثقة رؤسائة من العاملين بالحملة الميكانيكية المرافقة للحرب فى فلسطين وخبراء الامم المتحدة المرافقين ولأنة كان يتكلم الانجليزية بطلاقة و اعتقد البعض انة بشعرة السياب ووجهة الاحمر لما تلوحة الشمس وعيناة الزرقاوان انة انجليزىا او اوروبي من قوات حفظ السلام و الامم المتحدة
فجلب لة الامر هيبة واسموة الخواجة لكنها جلبت لة كل المتاعب ايضا فيما تلا من اوقات وسنين غدت فيها معرفة اللغات مرادفة للخيانة و التعامل مع العدو
كان على والدى وهو فى عامة الثالث بالكلية وقدعاد من فلسطين ونضب معين المال القادم من اجور الحرب وبدلاتها ان يفاضل بين نفسة وبين مستقبلنا انا واخى
فقد رسم لكلانا مستقبلا باهرا يبدا بمدارس اجنبية للغات
فى تلك السنة سدد لنا مصاريفنا ولم يستطع تسديد مصاريف كورسات جامعتة ولا امتحاناتة
وتكررت التيرماتو المفاضلة والرسوب و فصل ابي من الجامعة لتوالى مرات الرسوب
و اخفى والداى الامر عنا لكننا رايناهم لاول مرة يتشاجران" خناقة – لرب السما-"
و تعالت الاصوات
ثم هدأت
و انتهى الامر
لكن احوالنا تدهورت ماليا بعدها كثيرا
لكن والدى ظل يقرأ فى كل العلوم و كأن ذهنة كان رافضا للهزيمة التى دفع اليها دفعا فاضحى بالقراءة و الاطلاع خبيرا زراعيا صناعيا اقتصاديا بالاكثر
كان والدى عصاميا
فاذا كان للكلمة من تعريف ..فهو ابي
وذاكرة من فولاذ
-وبانهزام –
وانا ارتكن الى كارت ميمورى
فى كل شىء
لأ اعرف هل هو العصر ام اننا تراخينا ولجأنا الى الدعة
كان ابى يعرف كل ما كتب و مكانة ومشاريعة كتب عن استصلاح الصحراءالغربية والشرقية قبل ان تفيق الدولة بنصف قرن و حفر نهرين موازيين للنيل فيهما بدلا من حجز المياة وكان يقول ان السدود تجعل للنهر العظيم "عنة" وتجعلة عقيما يصل الى الهرم بسرعة وكان يرى انة طالما النهر يجرى فلا خوف اما ان حجز النهر فهو يجف تباعا كثدى الام
مع السدود يحل الخراب و الجفاف هكذا قال ابي
فكرهة اناس من الجهلاء كثيرون
كتب كثيرا
دراسات وترجمات ولم يلقى فى حياتة ردا واحدا ولا حتى رسالة شكر ولا رسالة تقول وصلتنا رسالتكم ولا نشكركم و بطل هبل احنا مش فاضيين للاصلاح والكلام الفارغ دة احنا عندنا كلام افضل من الحياة والتطور والنمو
ووجد نفسة وقد انطبق علية " بلد بتاعة شهادات صحيح"
تمنى لو ان احد المسئولين ارسل لة رسالة صريحة مريحة مفادها
“نحن ننموا على الورق و فى السجلات وهذا مبتغانا ومنانا ويكفى " لكن مثل تلك الرسالة لم تصل ابدا بالبريد
لكن كل الصحف كانت تقول هذا بالضبط
كان حزن والدى يتراكم كانت احلامة تضيع فى مثاليتها بين الاهمال والسخرية
السخرية من كل شىء
سخروا من الباشاوات و الباهاوات وماذا فعلوا اخذوا الاراضى والمصانع و القصور و الفلل و اعطوها لمن لا تعنية تلك كلها ومن لا يفهم حتى قيمتها
وكأنك اعطيت ذهب الملك توت للبلهاء
وكأنك حمّلت فازة ثمينة من كاللية على ظهر ارعن
يتنهد
ساقص عليكم قصة علكم تدركون ما اعنى
فقد دفعت هذة الثقافة من اعلى جبل الى القاع
كنا فى زيارة لاحد القصور الفخمة التى تحولت الى مدرسة
فى الظاهر ان يتربى التلاميذ فى قصر ويتعلمون فهذا شئ رائع لكن انتظروا
كان القصر مكون من بدروم وطابقين
بينهما سلم من اروع ما خرط وابدع صانع من الرخام الابيض النقى كلة انحناءات وكأن الرخام طيع طوع قطع الجبن النقى
وفى واجهة هذا كلة نوافذ من الزجاج المعشق النادر الباهظ الثمن و المصنوع فى معامل الزجاج المعشق الأيطالى و المقدر ثمنة بالألاف وقتها اى وقت صناعتها
لكن فى تلك اللحظة كانت كل وجوة الشخوص مسروقة بعد نزعها بعنف وهى شخوص ادبيات اوروبية شهيرة كالملك لير مثلا وروميو وجولييت و غيرها
لكنى اشتممت رائحة حريق فتوترت وصعدت بسرعة ناحية مصدر الدخان كان الوقت مبكرا يماثل تماما مواعيد الماس الكهربائى وفأر السبتية المشهور وقتها
لكنى لم اجد لا فأر ولا ماس بل برادا للشاي موضوع فى ركن للصالة الخماسية الاضلاعو المرسوم سقفها الرائع و ابوابها ذات الحنايا المبهرة الابداع بزجاجها البلجيكي البللورى و الملون معا و التى تشرف اى الخمسة ابواب لخمسة حجرات او فصول دراسية
كان تحت براد الشايفى ركن الصالة البعيد خمس بقايا من اخشاب نفس باركية الصالة التى تحت اقدامنا باركية خشب القصر
هل تشعرون بالكارثة
هكذا كانت شهادة افتقارنا وخراب حضارتنا الحديثة تكتب بيد خبيثة
اعتقد اننى كتبت هذا هنا وهناك فى كارت الميمورى يشير الى الموبايل والى الكمبيوتر
باغراق فى حزنة
لقد سجلت كل شىء فانا بدأت افقد حكايات كثيرة
سجلت صور قصور كثيرة هدمت وعممارات ومصانع و شوارع بكاملها واحياء كانت عظيمة الآن تسكنها قاذفات القمامة من النوافذ الشاهقة المبنية على ركام قصور رائعة
وكأنها حجارة ذاكرتى تتهاوى تسقط مع كل معول يهوى على حجر
تسقط تتهاوى تتلاشى تضمحل وتنتهى اركان هويتى وهوية ابنائى الذين ليسوا بموجودين
كان كل قصر يهدم حكاية
كان حجرا يهدم من تلك الذاكرة
كان كل حجرا يهدم من تلك الحضارة حكاية
كل مبنى يهدم حكاية
كل مسرح
كل فيلا
كل اوبراحرقت
كل دار للسينما هدمت
كل شاطئ ازيل
واستراحة ملك تمت تسويتها بالارض
كل حديقة وجامعة ومدرسة
كل فصل
كل طفل
كل طريق رصف خطأ
كل كتاب منع
كل فكر حجب
كل مبدأ هزم
كل قيمةاهدرت
كل ضمير مات
كل امانة غدرت
كل رحيق حضارة
كل سجادة او لوحة سرقت من متحف
كانت هناك محفوظة فى هذا الكارت
بامل حفظها للاجيال
لكنها ضاعت
كان كارت الميمورى هذا
الامل الاخير

يجلس على الخشبة كأنة ينهار


ستار

الاسكندرية
‏09‏/11‏/2020‏ 06:54:19 م



#حنا_جرجس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارت ميمورى
- الملصق مسرحية حركية من فصل واحد وعدة مشاهد شبة مايم يستخدم ف ...
- تذكار سفر والدى الى السماء
- مركزا لتطوير الحياة
- انا قلبي راجع اليكى
- ستبقين
- انى اراكى
- قصة قصيرة انا، أشعر بالحبّ..
- تعمير الصحراء الشرقية وجبال البحر الاحمر ضرورة حتمية لتغير ا ...
- انف
- اتوق اليك ( قصيدة من الشعر الحر)
- هيروشيميات
- سيدة المعبد انتِ ( قصيدة من الشعر الحر)
- التاريخ المغدور للفن المصرى القديم
- هيروشيما
- قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى