أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - كارت ميمورى















المزيد.....



كارت ميمورى


حنا جرجس

الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 22:49
المحور: الادب والفن
    


الشخصيات:
شخص ما بين العشرين والستين مشوش بأس
المكان
معيشة او مكتب او هى كل ذلك معا غرفة
يفتح الستار على بأس على كرسى
واضح انة غير متوازن الأرجل
الرجل الامامية اليسرى قصيرة للحد الذى يجعل الجلوس غير مريح
الكرسى فى منتصف يسار الخشبة يمين الجمهور
فى العمق الى اليمين خلفة
مكتب متوسط الحجم الى كبير موضوع علية لوح خشبي من الخشب الحبيبي المتهالك و مسنود طرفة الى المكتب بزاوية منفرجة مضادة للجمهور بحيث لا نرى افعال باس وراءة الا جزئيا
و الطرف البعيد يرتكن الى خشبة عمودية او عمود معدنى الى خشبة المسرح ( سنادة) بغرض توسيع مساحة سطح المكتب
المكتب (مدلوق فى اتجاة الجمهور اى ان القوائم المواجهة للجمهور اقل من الخلفية لكن اليسرى اكثر ميلا ايضا و بذا يرى معظم الجمهور معظم ما هو على سطح المكتب و" لغرض الجاذبية و الاثارة يمكن تثبيت بعض العناصر( خشية- قلق- السقوط -المطلوب الاحساس بة طول الوقت او توقعة)
وهو ما يبرر تواجد عناصر سطح المكتب على ارضية الخشبة "خشبة المسرح" و فى اتجاة نقطة ذهبية نحو مركز امام منتصف المسرح فى اتجاة الكمبوشة
النقطة الذهبية للمونولوج
المكتب علية كمبيوتر وشاشة و ماسح ضوئى وطابعة وغارق فى فوضى منظمة من الكتب و الاوراق التى وجدت طريقها الى ارضية الغرفة بكثافة
ومعظم الكتب مفتوحة و مثنى غلافها واوراقها كما الحال فى وضع القراءة من كتاب وهو مفتوح و ممسك بة بيد واحدة ومثنى او مطوى الجزء السابق او المقروء باليد والاصابع فهى فى حالة قراءة شبة مفتوحة ... ودائمة.
بينما
فى شاشة الهاتف الجوال الذى بيدة اليسرى" بأ س "فى حالة اغراق كتمثال المفكر

باس: - وهو يتحرك من حالة الجمود جالسا للنهوض البطئ وهو شبة منحنى فى اتجاة النقطة الذهبية-
- لا لا هذا مستحيل يلتفت حولة ثم ينتصب ويندفع الى باب للغرفة فى العمق الايسر للمتفرج واضعا راحتى يدة بعرض الباب ثم يعود كانة لم يرى شيئا لانة لم ينظر الى شىء
: الكارت لا يعمل , مصيبة ان يكون قد تعطل لا انة لا ينبغى ..- يستدير-.لا يجوز !
نحن فى القرن الحادى و العشرين و عار ان تتعطل الكارت هكذا!!
اما وان تكون قد تعطلت لكانت الكارثة
من اين بى وكل المعلومات هذة مرة اخرى هل يعود الزمن هل استطيع ان اقفز الى الماضى او حتى انفذ الية بنظرة حتى الملفات الناقصة او غير المكتملة " دلتها "- بتشديد اللام و التاء- لغتها كدة فى لحظة هذا جنون
ان كل شىء هنا يضرب بيدة بقوة على وجة الشاشة
- يطرق الى شاشة الهاتف بهلع-
- كل شىء هنا كل شىء بتساؤل داخلى وبحسرة
- أ كل شىء ضاع؟ يمسك براسة وكأنة يمنعة ان ينفجر للجمهور وكأنة يبرر
اذكر اننى منذ مدة اعكف على نقل كل هذا يشير الى ما فوق المكتب هنا
-يشير بيدة اليمنى الى الشاشة فى يدة اليسرى
بتوتر
- ساعات من العمل
يا الهى
-يمسك برأسة-
على الماسح الضوئى لا تنتهى
كيف؟
هذا جنون
-ينتصب من كرسية غير المريح ثانية و يتجة الى منتصف الخشبة قبالة الجمهور-
ظننت ان هذا
– يطرق بيدة على الجوال
- سيجعل الامر افضل – بتردد- هو افضل ان شئت- ولكنة كارثة ال ك ارث ة ... باطالة قلقة مقررة وكأنها الهزيمة
اظلام...

المشهد الثانى
باس فى اقصى يسار امسرح مقابلة الجمهور ثم
يتحول الى جزء آخر من الجمهور وكأنة يراجع نفسة
يرجع الى الوراء ويخلع معطفة الثقيل القديم ببطء ويسقطة على الارض كمن يسقط ورقة من روزنامة او حمل ثقيل
فتكشف عن ملابس الستينات
"و يمكن ان يرتدى باروكة بتسريحة هذا العقد من القرن الماضىي يمكن ان توضع لة ( ل بأس) على المكتب بعض الادوات المساعدة و الاكسسوارات"
و يمكن بالتأثيرات البصرية للديكور و الاكسسوار ان تتغير العناصر ايضا على الجدران خدمة للفترات الزمنية المقترحة

بأس - بصوت اكثر صغرا و طفولة وحيوية وكأنة صغر نصف قرن-
يمكن ان تظهر صورة بأس الطفل على شاشة خلفية او تسقط بمعلقة من اعلى ثم تنسحب

بأس يجهش كانة طفل يانع وقد استرجع ذاكرة مفعمة بالفرحة فى فلاش باك او استرجاع قهرى
- ان ما كينة الذاكرة تعمل يشير الى راسة .. هنا !
اتذكرون ؟ كان للورق و الاقلام فرحة كبيرة كانت لهم رائحة
الورق والاقلام كانا ذاكرة الانسان ذاكرة الشعوب بدأ التاريخ بالورق و الاقلام
قبلهما كانت الاحداث تظل حية جيل او جيلين او حتى بضعة سنين ثم لاشىء لا شىء ملايين الخبرات البشرية ضاعت .. انمحت لانها لم تدون .. لم تكتب
باصطناع او تصنع للذكاء او بتذاكى - طفولى- على الجمهور
اتعرفون ما هو اول حرف كتب فى التاريخ يضحك ويشير الى كفة الكف
حينما اصطاد الانسان اول ضحاياة من الحيوانات طبعا و ذبحها مقلدا حيوانات مفترسة كثيرة وحاول ان يمسح يدة الملطخة بدم حمل برىء
على جدار الكهف طبعت الدماء كفة و خطت حركة اصبعة فاكتشف اول حرف واول خط و اول طباعة
رسم حيوانات كثيرة حولة بعدها
المخيف و المرعب - يشير الى الجمهور- مثل الآخر
و الضعيف مثلة -يشير الى نفسة بسخرية- مثلى انا – انا و الآخر الآخر وانا
كتب الكيميتيين اول كتاباتهم على الحجر ومتون الاهرام تشهد قبل ان يعرف الانسان فى العالم كلة ويدرك انة مختلف عن الحيوانات
وان لة عقل وقدرة
الف الفان عدة آلاف من السنين
الى ان عرف الانسان الكيميتى
الورق

غدت مصــر "كيمى" دوما هى الفصل الأول فى كتب التاريخ
,والكلمة الأولى
فى مدونة الحضارة الانسانية .

ساعتها تحرر
تحرر كثيرا بدا كل شىء سهلا بل اكثر سهولة
فما يكتب على البازلت و الجرانيت فى يوم يكتب اكثر منة ألاف المرات على الورق و بالاحبار
فى نفس اليوم
لكنة ابقي
اظلام

المشهد الثالث

ااقول لكم سرا

انا كنت
لا لا انا مازلت – يتحسس انفة وكأنة يتشمم رائحة عطر اخاذ-
احب رائحة الورق

للورق رائحة - يتنغم بالقول وكأنة يقول "اللة"
- كنت احبها وانا طفل
- يتجة الى حرف الخشبة
ويجلس على حافة الخشبة و يسقط قدمية
فى حميمية مع الجمهور وكأنة يرجع الى الوراء اكثر غاصا فى الذاكرة
انها ليست فقط رائحة الورق تلك التى احببت فانا احببت ايضا رائحة النشارة
من منكم يعرف النشارة
نشارة الخشب
فكما كان الورق بداية ترتيب الفكر كانت
"النجارة" بدايةالنظام بداية العصور خزانة لحفظ الورق واللفافات و كرسى و سرير وحافظة ملابس
النجارة بدأت الحياة و الورق انعش الفكر الانسانى
بل انا انا
ما زلت -وكأنة يغوص اكثر فى داخلة فى الذاكرة-
انا
احب ايضا
لوح الاردواز
اتذكرون لوح الاردواز
من منكم يذكرة

اعرف اعرف كل النساء لا يذكرونة فهن دائما تحت العشرين اما الرجال فهم ايضا مراهقين لا يذكرون
يبقى انا وربما المخرج
يهمس
لوح الاردواز
الذى تعلمت علية اول حروف الكتابة
اى واللة
اول حروف الكتابة
ومازلت اتذكر اول الحروف التى تعلمت انا
كتابتها

ينزل الى الصالة ويستطرد
كان ذلك فى مدرسة الفرير الفرنسية
اذكر انة كان معلم اللغة الفرنسية
انا لا اذكر احد من التلاميذ لا ولا واحد ولا اتذكر معلما بعينة
كل ما اذكرة اننى كنت ارتدى شورت قصير من الصوف الانجليزى ماركة هلد
ومريلة حالكة السواد
كان جزءا من حلة كاملة بصفين من الازرار اشتراها لى ابى قماشا من محل المانى فاتورة اخرج لى البائع- صديق والدى الحميم- يومها اتوابا كثيرة و دعانى لاختار اللون و النقشة التى احب و نزل ابى عن رغبتى وقتها وكأننى شخص كبير يسألة الراى و النصيحة وفرحت كثيرا لهذا
صنع لى ابي هذا واكثر لكنة استدار وقال لة انت ها تدلعهولى وتخلية يتمرع وما حدش يعرف يكلمة و غرقا معا فى الضحك
قالت جدتى لة يوما اننى اشبهة فى طفولتة فاراد ان اكون فى احسن ابهة يومها اخذنى الى الخياط و جلست على مقعد الكبار وطلب منى ان اقف واخذ مقاساتى و ارانى الكتالوج واخترت كيف تبدوا بدلة انيقة
بشورت من الصوف الانجليزى
لم اكن اعلم انهم وقتها كانوا قد اجهزوا على احلام طلعت حرب فى انتاج انسجة صوفية مصرية اجمل بكثير لكى ما تروج بضاعتهم و يموت عمالنا جوعا و بطالة وينعمون هم وعمالهم
كنت ابدوا فيها جميل الطلعة كالدمى التى فى نوافذ المحال الكبيرة و التى كان يصنعها آنذاك فنانين كبارا
لكن صدقونى لو كنت اعلم او حتى ادرك لكنت ترجيت ابى ان تكون اول حلة ارتديها من صوف بلادى
لكنى كنت على اية حال ارتدى فوقها مريلة سوداء قاتمة كانت تخنقنى
لم افهم حتى تلك اللحظة لماذا يلبسون طفلا فى اول سنوات تحصيلة العلمى
مريلة سوداء كئيبة
لكن كل ما اذكرة انها كانت دائما نظيفة لا تتكسر مكواتها وكل ما اذكرة ان كل الاشياء كانت نظيفة دائما حتى البلاط حتى فى البيت كان كل شئ نظيفا مرتبا دائما
انها امى على ما اعتقد كانت هى ايضا تهتم بى على طريقتها
اذكر يوما انها البستنى المريلة اولا و نسيت يومها ان تلبسنى الشورت لكنها استدركت السهو و ارسلتة لى مع احد اقاربى للمدرسة
لكن احدا لم يلحظ يومها غياب الشورت وكان الفضل لتلك المريلة السوداء اللعينة
ربما الامر كلة كان مؤامرة انجليزية فاضحة ضد الفرنسيين فالمدرسة فرنسية على اية حال
لكن انتظروا ليس هذا هو المهم
يتنهد طويلا وكأنه يحاول الوصول باطراف اصابعة لقاع بئر عميق
اول حرف
تعلمتة هو المهم
وهو حرف ال اة ال اءية الفرنسية انظروا اننى ما زلت اذكرالطريقة التى علمنى بها الاستاذ
اول حروف الكتابة
بل هى رقصة الكتابة
(يمكن ان توضع فى الخلفية فيديو للخط بالريشة البلوم)
يقترب من احد المشاهدين وكانة صديق قديم
مسيو عطية
لا اعرف كيف يكون مسيو واسمة عطية معا
لكن هذا الرجل بحق
كان معلما امينا
– يتوجة للناس بنصف وجة واستدارة
– احبنى واحببتة من الحصة الاولى
– لكى تحيي شعبا اعطة معلما كمسيو عطية

– هل تعلمون كيف علمنى مسيو عطية
انا اقول لكم
يقف فى مدخل ممر الدخول بصالة المسرح خلف الجمهور وكأنة معلم الفصل
انها حكاية لا أمل من ذكرها
بل ان خلايا يدى
ما زالت تتذكرها جيدا
يعود بالذاكرة بعيدا كأنة سقط فى البحر ( وقد تساعد الموسيقى و الاضاءة فى ذلك الرجوع للوراء)
يتنهد بعمق و ينخرط هابطا فى انجاة خشبة المسرح وسط الجمهور
-هذا الرجل جعلنى اعشق الحروف الفرنسية
قال شعب يعشق الرقص و هذة الحروف هى تشكيل راقص
كان يعلمنى بعشق
وكأننى الطفل الوحيد فى هذا الفصل
كان يمسك بيدى الصغيرة ويدى تحتضن اصبع الطباشير لاول مرة
لنكتب معا
انا وهو و الطباشير
انتظروا كدت انسى السبورة السوداء
وكأن يدة اصيص زرع امين يحتضن تربة رخوة حانية تمسك باحتضان بغصن غض
كنت امسك باصبع الطباشير او جزءا منها يناسب كفى واصابعى الصغيرة وهو يمسك بيدى وكفة تلتف حانية كحنو وكرقة العصفور على افراخة
يعلمنى كتابة حر ف ال "لو" ثم "الدية" ثم ال آة
آة
( يتذكر وكأنة يرى ما يقول فى قاع ذاكرة راسة)
وكلها تبدأ من اليسار ترتفع وتنخفض وتنحنى وتستدير ( يرتفع ايقاعة كانة يلهث وهو يتراقص)
كانها راقصة فى بالية لو فيجارو ( يتراقص بنشوة)
يستدرك- لا لست انا الذى يتراقص بل مسيو جو مسيوعطية اتذكرون
كان ا لرجل يرقص الفالس والتانجو وهو يرسم لنا الحرف باتساع السبورة كانة تلك الراقصة المفتتنة بالقصة الأن
اعرف ان هذة الراقصة كانت تسكن راسة المسكون بالخيال
يستدير" بأس" عائدا تدريجيا الى الخشبة-و ظهرة للجمهور-

ادركت وقتها اننى اعشق الكتابة
يستدير وقد وصل الى اسفل خشبة المسرح ويستعد للصعود يستدير للجمهور بثقة العاشق
لاننى عشقت مسيو عطية
مسيو جو كما كانت تسمية كل المدرسات الحسناوات وكلهن كن حسناوات .. انا اشهد
لأنى لا اخفيكم سرا عشقتهن جميعا ايضا معه فقد كن جميلات وبيضاوات و الكثيرات منهن كن شقراوات او شعرهن كسواد الليل الحالك جمالا و انسدالا
عشقن فية التانجو و عشقت انا ايضا الموسيقى التى لم اسمعها و الحركات الراقصة
وعشقت الرسم الذى كان موهوبا فية ايضا
وادركت ذلك مبكرا جدا مع مسيو عطية


ياخذ مكانة وسط خشبة المسرح معطيا مساحة لذكرى جديدة
سوف احكى لكم شيئا فقط هب الى راسى الآن لا اعرف لماذا فهو يلح فى راسى المتعبة ان ارضخ واذكرة لكم
الأن الآن
يال لعنة الافكار حين تلح بلا رحمة ولا هوادة اكتبنى اكتبنى
( يشرد) وكانة يخرج الذكريات من بئر عميق

كان مسيو عطية بشوشا بطبعة
لكنة كان فرحا ذلك اليوم كأنة العاشق يتوق لتقديم محبوبتة لنا نحن الصغار وقتها
قال انظروا سوف نكتب اليوم بالحبر الشينى ( يستطرد للجمهور)
و لمن منكم لا يعرف الحبر الشينى ( يسخر هامسا بصوت خفيض وكأنة يعلن الامر للجمهور فقط)
فكلكم تحت العشرين جيل الآى باد و التليفون المحمول الذى يحمل لك كل الدنيا وحتى التاريخ و المكتبة والاذاعة والتليفزيون كل شىء كل شىء عند اطراف اناملك
(يعود كأنة يعود من الحاضر للتاريخ)


"""ها يكتب الكتاب يا خاي"""شوف تتحط فين
وقتها كانت تختة الدرس تحتوى على ثقب صغير الى اليمين
فتحة دائرية يثقبها النجار بعناية و ينعمها بالسنفرة و المبرد لألا يجرح اصابعنا الرقيقة أنذاك سلاعة منها
كانت التختة قطعة موبيليا رقيقة فريدة
مستطردا منتفخا تليق بي وبامثالى ممن تتفتح الدنيا فى عيونهم
يعنى كان الثقب على مرمى اليد وفى ذلك الثقب توضع المحبرة او الدواية التى كانت وقتها تملأ بالحبر الاسود الكاحل البديع اللزوجة كانوا يسمونة الحبر الشينى
كل يوم تملأ الدواية وتفرغ آخر النهار لألا يهدر الحبر ويجف بلا فائدة او جدوى
فى سخرية اسموة الحبر الشينى لانة من الصين و الفرنسيين يسمونها شنواو الحرب ان الهنود يسمونها الحبر الهندى لان جبالا من فحم الجرافيت فى الهند و هتاك تحت الارض ايضا
لكن الاحقيقة- يهمس للجمهور فى ضحك مستور- الحقيقة ان اوا من صنع واستخدم هذا الحبر و التركيبة هم أبائى انا
لا تستغربوا ليس ابي عم سعيد ولا جدى ولكنة جدى الاكبر جدى الكيميتى الذى اسماة اليونانيين اجبتو اوالقبطى واسماة الآسيويين المصرىوتجدوا خطوطة بهذا الحبر على جدران المعابد و المقابر وكان يستخدمة العمال او الفنانين الاصاغر بينما يستخدم الكهنة و الفنانين العظام حبرا احمركان يصنع من الزعفران و الكحول و الاصماغ الغالية الثمن و كانت محبرتهم آنذاك خشبية
كانت المحبرة على ايام طفولتى - وكأنة عاد من سباحة فى امواج عاتية- المصنوعة أنذاك مخروطية من الالومنيوم ذلك المعدن الجديد حديث الاكتشا ف ايامها و الذى ازاح قليلا النحاس و البرونز بحيث تنساب فى ذلك الثقب تماما الا حافة لها ترتكز بحنو فوق الدائرة الخشبية بسطح التختة
كانت المحبرة تتسع قليلا لتتكئ على هذة الفتحة فى منضدة كل تلميذ منا ويضيق سطحها حتى المنتصف ليحتوى الحبر داخلها ويمنع جفافة بسرعة وليسمح بولوج سن الريشة التى كان يسميها الاستاذ عطية " البلوم " الى الحبر و الارتشاف منة

اتعرفون متى كانت اجمل لحظة فى الكتابة بهذة الطريقة لا لا انكم لا تعرفون بالتأكيد
لكنى ساقول لكم السر
يستطرد
وهو سر لا يعشقة الا الفنانون السر يقع فى طرف " البلوم " هذة
( يمكن ان يظهر فى الخلف جزء جديد من فيديو للكتابة بالريشة)
فانحناءها يرفع الحبر ويحتضنة الى الريشة اما طرف السن فمفلوج فان حنوت علية و مررتة فوق الورق اعطاك من رقة الخط اعذبة وارقة
هكذا علمنى مسيو عطية او مسيو جو كما كانت حسناوات المدرسات ينادونة فى لهفة العذارى
فان ضغطت علية قليلا قليلا فهو كصدر الام يعطى المزيد و المزيد
يتمايل بأس كانة راقص ببالية بحيرة البجع
-فيعرض الخط اكثر فاكثر ويتسع ويدكن الحبر اكثر و يبرز فى سينفونية من الرقة والعذوبة يعرفها الخطاطون فقط اما الفنانون فذلك يسعدهم فى ايام ضنكهم وشقاوتهم
اتعرفون اجمل موسيقى تسمعونها هى احتكاك شفرة سن البلوم هذة مع الورق وسطحة الجاف حيمكا يقل الحبر تدريجيا من نصلى السن خشولة فيها فحيح و احتكاك ولغة لا تنسى لا ينساها لا الفنان ولا الخطاط ولا انا ايضا

ما علينا هذا زمن ولى ولا نبكى على اللبن المسكوب
لكن اسمعوا هل قصصت عليكم قصة القلم الباركر لا لا اعتقد القلم الباركر و القلم الشيفر هى حكايات ما قبل العام السبعة والستون كانت الحياة مغايرة أ شد المغايرة كانت المعايش ضيقة لكنها اكثر بساطة وسعادة
قل هى الضيق السعيد او السعادة الضيقة السعادة بالقليل كما كانت تقول امى وجاراتها غير ان الشعب كان يعتقد ان لدية رسالة
وقتها كان احد اقاربنا المقربون عائدا من زيارة للقدس و الاراضى المقدسة
كانت - السكة- مفتوحة
او لازالت مفتوحة
الى غزة وحتى العراق وسوريا وحتى الاستانة والصين بل واوروبا بالقطار
كانت الهدايا وقتها جد قليلة وكانت البلد حزينة فاولادهم فى حرب بعيدة فى ارض بعيدة يسمونها اليمن يذهبون ولا يعودون
يذهبون احياءا ولكنهم لا يعودون الا ليلا فى انصاص الليالىيطرق الباب الاب و الام فقط يوقظون
لايسمح لهم بالعويل ولا حتى بالبكاء او لبس الاسود- البلد فى حالة حرب ومش مسموح بالشوشرة
الامر كلة يتم تحت ستر الظلام و الظلام ستار
يستدير ويتنهد ما علينا جاء قريبي هذا
كانت
الهدية جد قيمة
قال الرجل القصير ذى الوجة المبتسم دائماو انف كبير مرن يعلو على شفاة عليا طويلة ولحمية حليقة وقد وضع اربعة علب على مائدة قريبة ثم اشار هذة لك واشار الى علبتين اخريين وتلك لاخيك
كانت علبتى تحتويان على قلم باركر حديث التصميم وكان فى العلبة الاخرى قلم شيفر- يهوس- بسن ذهبى
كلاسيكى المظهر والطراز وعلبتين من الحبر الكوينك بلو بلاك السلس الكتابة لكلانا
صدقونى لقد عشقت الكتابة منذ ذلك اليوم
لقد اجتمع الحد ثين معا ..
بلوم مسيوجو الذى تحول فى يدى الى قلم الحبر ال باركر بعد سنوات
ولانة كان يتلف بالحبر الشينى - الذى عشقتة –
كان على ان احتفظ بريشة مسيو عطية ايضا
حتى الآن
يستدير بأس و يتجة الى عمق الخشبة الى حيث المكتب و يستدير ورائة ويجلس ولا يظهر منة الا الجانب الايمن من جسدة اى نصف جزعة وراسة

بأس يستطرد
علمنى هذا القلم القراءة ايضا
كانت الكرة ذات البريق فى طرف السن تمتلئ بقدر محكوم بالحبر تنزلق ناعمة قوق سطح كل الورق وتحت اناملى طيعة سلسة تجرى تحت السطور المهمة كانها تسبقنى لتحديد المهم والاهم وتصنع هى الدوائر والهوامش الدقيقة بظهر السن الذى كان دقيقا للغاية ارفع من واحد من اقلام الرينولد الفائقة الدقة والرفع اكسترا فاين التى ظهرت فيما بعد واحتلت عروش الكتابة وممالكها
لكنى احتفظت بالقلم الباركر
ومازلت اعشق الريشة و سنونها المختلفة
و احتفظ بها
- يشير الى المكتب وهذة الفوضى –
- هى هنا تحت اى شىء من الاشياء لكنها هنا

يغرق فى البحث فى فترة صمت وتأمل يقصد بها تهيئة الجمهور لنفس التأمل الداخلى و ربما نقل الملل و التململ اليهم
يرفع راسة من بين قمم الكتب
اتعرفون ما ذا نسيت
انا لا اغفر لنفسى هذا ابدا فمن لا خير لة فى كبارة لا خير لة فى صغارة


لقد نسيت ابى


هذة الكتب كلها نصفها لابى آة واخى الاكبر ايضا كانا يصرفان كثيرا على الكتب
وكنت انا اقراها مجانا – يقولها وكأنة كان يسرقها- سفلقة
كان والدى يقرأها بعدة لغات الانجليزية والفرنسية و الايطالية و كانت عربيتة اقصد لغتة العربية تفوق فى رفعتها لغة شيوخ الازهر خطا و ادبا واعرابا
لكنة لم يكمل تعليمة - ينظر للجمهور مقاطعا نفسة- لا لا ليس كما تظنون
لقد خانتنى الكلمات فوالدى كان بالصف الثالث بالجامعة و فصل قبل اعلان المجانية بعامين اثنين
لا لا انتم سيئى الظن ثانية بابي لقد كان والدى فى معضلة ظللتها عوامل كثيرة
على سبيل المثال لا احصر سوء الحظ
و سوء النية معا
كان والدى بكلية التجارة قسم محاسبة وادارة الاعمال منتسبا لانة كان يعمل ميكانيكيا باليومية و ساقة القدر الى حملة فلسطين و الفالوجا و برع هناك مع الجيش المصرى
ولانة كان ميكانيكيا هاويا قد كان موهوبا لانة كان مطلعا على امهات كتب الصيانة للمعدات بالانجليزية و الفرنسية فحاز على ثقة رؤسائة من العاملين بالحملة الميكانيكية المرافقة للحرب وكان يتكلم الانجليزية و الفرنسية بطلاقة و اعتقد البعض انة بشعرة السياب ووجهة الاحمر لما تلوحة الشمس وعيناة الزرقاوان انة انجليزى فجلب لة الامر هيبة واسموة الخواجة
لكنها جلبت لة كل المتاعب ايضا
كان والدى فى عامة الثالث بالكلية وقدعاد من فلسطين للتو ونضب معين المال القادم من اجور الحرب وبدلانها و قد اضاعها جدى عن آخرها فى بناء من عدة طوابق اسماة والدى البيت الابيض
عندها كان على والدىان بفاضل بين نفسة وبين مستقبلنا انا واخى وكلانا بمدارس اجنبية للغات ليضا فى تلك السنة سدد لنا مصاريفنا ولم يستطع تسديد مصاريف الجامعة وتكررت التيرمات و الرسوب و فصل و اخفى والداى الامر عناو عن امى و ابية
لكننا رايناهم لاول مرة فى– خناقة لرب السما-بالمخدات و الشلت و انتهى الامر
لكن احوالنا تدهورت ماليا بعدها
اعنى كثيرا
لكن والدى ظل يقرأ فى كل العلوم و كأن ذهنة كان زراعيا صناعيا اقتصاديا بالاكثر
كان والدى عصاميا
فاذا كان للكلمة من تعريف ..فهو ابي
وذاكرة من فولاذ
-وبانهزام –
وانا ارتكن الى كارت ميمورى
فى كل شىء
لأ اعرف هل هو العصر ام اننا تراخينا ولجأنا الى الدعة
كان ابى يعرف كل ما كتب و مكانة ومشاريعة
كتب عن استصلاح الصحراءالغربية والشرقية قبل ان تفيق الدولة بنصف قرن و حفر نهرين موازيين للنيل فيهما بدلا من حجز المياة وكان يقول ان السدود تجعل للنهر العظيم "عنة" اي تجعل النهر عنينا ويتوقف ويجف
وكان يرى انة طالما النهر يجرى فلا خوف اما ان حجز النهر فهو يجف تباعا كثدى الام
مع السدود يحل الخراب و الجفاف فكرهة اناس كثيرون
كتب كثيرا دراسات وترجمات ولم يلقى فى حياتة ردا واحدا ولا حتى رسالة شكر ولا رسالة تقول وصلتنا رسالتكم ولا نشكركم و بطل هبل احنا مش فاضيين للاصلاح والكلام الفارغ دة احنا عندنا كلام افضل من الحياة والتطور والنمو
تمنى لو ان احد المسئولين ارسل لة رسالة صريحة مريحة مفادها " نحن ننموا على الورق و فى السجلات وهذا مبتغانا ومنانا ويكفى " لكن مثل تلك الرسالة لم تصل ابدا بالبريد لكنها كانت فى الاثير طيلة الوقت
لكن كل الصحف كانت تقول هذا بالضبط
كان حزن والدى يتراكم كانت احلامة تضيع فى مثاليتها بين الاهمال والسخرية
السخرية منة ومن احلامة ومن كل شىء
سخروا من الباشاوات و الباهاوات وماذا فعلوا اخذوا الاراضى والمصانع و القصور و الفلل و اعطوها لمن لا تعنية تلك كلها ومن لا يفهم حتى قيمتها وكأنك اعطيت ذهب الملك توت للبلهاء وكأنك حملت فازة ثمينة من كاللية على ظهر ارعن
ساقص عليكم قصة علكم تدركون ما اعنى
كنا فى زيارة لاحد القصور الفخمة التى تحولت الى مدرسة
فى الظاهر ان يتربى التلاميذ فى قصر ويتعلمون هذا رائع لكن انتظروا
كان القصر مكون من بادروم وطابقين بينهما سلم من اروع ما خرط وابدع صانع من الرخام الابيض النقى كلة انحناءات وكأن الرخام طيع طوع قطع الجبن النقى او الصلصال
وفى واجهة هذا كلة نوافذ من الزجاج المعشق النادر الباهظ الكلفة و الصنعة و المصنوع فى معامل الزجاج المعشق الأيطالى و المقدر ثمنة بالألاف وقتها اى وقت صناعتها كانت كل وجوة الشخوص مسروقة بعد نزعها وهى شخوص ادبيات اوروبية شهيرة كالملك لير مثلا وروميو وجولييت و الألهة اليونانية و الرومانية
ساعتها كان انفى النقى لم يتخلى عن هواء البحر النقى و رائحة اليود المنعشة اشتممت رائحة حريق فتوترت وصعدت بسرعة ناحية مصدر الدخان كان الوقت مبكرا يماثل تماما مواعيد الماس الكهربائى وفأر السبتية المشهور وقتها
لكنى لم اجد لا فأر ولا ماس بل برادا للشاي موضوع فى ركن للصالة الخماسية الاضلاع و التى تشرف على خمسة ابواب لخمسة حجرات او فصول دراسية كان تحت براد الشاي خمس بقايا من اخشاب نفس باركية الصالة التى تحت اقدامنا باركية خشب القصر هل تشعرون بالكارثة هكذا كانت شهادة افتقارنا تكتب بيد خبيثة
اعتقد اننى كتبت هذا هنا وهناك فى كارت الميمورى يشير الى الموبايل والى الكمبيوتر
باغراق فى حزنة
لقد سجلت كل شىء فانا بدأت افقد حكايات كثيرة- يتوتر اكثر-
وكأنها حجارة ذاكرتى تتهاوى تسقط مع كل معول يهوى على حجرمن تلك القصور التى اعطيت لبلهاء لحراستها
و معها تسقط تتهاوى تتلاشى تضمحل وتنتهى اركان هويتى وهوية ابنائى الذين ليسوا بموجودين
كان كل قصر يهدم حكاية
كان حجرا يهدم من تلك الذاكرة
كان كل حجرا يهدم من حضارة حكاية
كل مبنى يهدم حكاية
كل مسرح حكاية
كل فيلا حكاية
كل اوبرا حكاية
كل دار للسينما حكاية
كل شاطئ حكاية
واستراحة ملك حكاية
كل حديقة وجامعة ومدرسة هدمت او طمست معالمها وجمالياتها حكاية
كل فصل حكاية
اتعرفون كل هذا ضاع
خزنتة فى كارت الميمورى هذا
كل طفل
كل طريق رصف خطأ
كل كتاب منع
كل فكر حجب
كل تاريخ زور
كل عظيم قدم بلادة على نفسة و انقذها فى محنتها و قوبل بالجحود
كل مبدأ هزم
كل قيمة ضاعت
كل ضمير مات
كل امانة غدرت
كانت هناك
فى هذا الكارت
‏‏ 05‏نوفمبر تشرين الثاني‏، 2020



#حنا_جرجس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملصق مسرحية حركية من فصل واحد وعدة مشاهد شبة مايم يستخدم ف ...
- تذكار سفر والدى الى السماء
- مركزا لتطوير الحياة
- انا قلبي راجع اليكى
- ستبقين
- انى اراكى
- قصة قصيرة انا، أشعر بالحبّ..
- تعمير الصحراء الشرقية وجبال البحر الاحمر ضرورة حتمية لتغير ا ...
- انف
- اتوق اليك ( قصيدة من الشعر الحر)
- هيروشيميات
- سيدة المعبد انتِ ( قصيدة من الشعر الحر)
- التاريخ المغدور للفن المصرى القديم
- هيروشيما
- قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنا جرجس - كارت ميمورى