أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الطريق المعاكس ؟














المزيد.....

الطريق المعاكس ؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يفترض أن يكون إستشهاد شقيقه الملازم محيي الدين فودة - والذي كان يصغره بعام واحد - في حرب 5 يونيو 1967 على يد العدو الصهيونى بعد ثلاثة أيام فقط من تخرجه من الكلية الحربية، ودون العثور على جثمانه ، كان يفترض أن يكون ذلك الحدث المؤلم دافعا له لكى يتبين من هم الأعداء والمجرمون والقتلة، وما هى الأيديولوجية الحقيقية التى تبرر العنف و الإرهاب وتمارسه على الأرض فى الواقع ، لكن فرج فودة الذى شارك في مظاهرات الطلبة الغاضبة عام 1968 وتم اعتقاله ، خرج من تلك التجارب المؤلمة بنتيجة مدهشة ، وهى أن أهم مساوئ نكسة عام 1967 هو أنها فتحت الباب لبروز إتجاه يدعوا للعودة للتدين والإيمان ونبذ العرى والتفسخ ، إذا أرادت مصر وشعبها التغلب على آثار العدوان ؟
وعلى إثر إيمانه بكارثية تلك النتيجة، ترك فرج فودة الأرض والعرض وإستشهاد أخيه ، وتفرغ لمواجهة الخطر الرهيب الذى تمثله الدولة الدينية فى مصر ، والتى هى غير موجودة بالأساس إلا فى مخيلته وحده ؟ وقد ساعده بالطبع على التزيد والتشبث بموقفه هذا، وقوع بعض مظاهر الغلو والتطرف المجتمعى والدينى الناتج عن قراءة متخلفة للنصوص الدينية من بعض الذين تعرضوا للسحق بالسجون ، والذين رفض الرجل الليبرالى أى تعاطف معنوى معهم ، رغم معاناته هو شخصيا عندما تم اعتقاله فى مظاهرات الطلبة عام 1968 ، فأنكر شكوى بعضهم من تعرضهم للتعذيب والتنكيل بالمعتقلات، ورفض إدراج ذلك التنكيل كأحد أهم أسباب العنف الذى نشأ فى المجتمع المصرى وقتها ، حيث أفاء علينا من علمه الغزير بأن ذلك العنف ناتج فقط عن ( الأيديولوجيا) أو العقيدة، ولا علاقة له بالفقر أو الظلم والتعذيب فى السجون ؟

و من ذاوية أخرى وعند تصفح كتابات المرحوم فرج فودة فلن نجد كتابا أو حتى مقالا واحدا يتحدث فيه عن القضية الفلسطينية، أو عن التطرف الدينى الإسرائيلى الذى قتل أخيه الأصغر وغيره من آلاف المصريين والعرب ( والذى قد يكون سببا رئيسيا فى خلق تطرف مضاد فى الإتجاه، وهو أمر يختلف تمام الإختلاف عن التدين والإيمان والبعد عن العرى والمعاصى )
كما إنه و بالرغم من كل نضالات الوطنية المصرية وما تكبدته رموزها العلمانية والدينية أنذاك من أثمان، نتيجة تصديها للتطبيع وجرائم الخصخصة والتى كان فرج فودة معاصرا لوقوعها ، إلا أن أى دارس لتلك الفترة لن يجد له موقفا ( سياسيا أو حركيا جبهويا واحدا ) موجها ضد إسرائيل أو ضد الخصخصة ، لكنه سيكتشف فقط تحركاته المثابرة الدؤوبة فى الشارع من أجل عودة علم الملك فاروق الأخضر ؟
و مما سيزيد المهتم المحايد دهشة وتعجب وكآبة بل وصدمة مروعة، هو إكتشاف أن إستشهاد شقيق الدكتور فرج فوده الأصغر على يد جيش اسرائيل عام 1967 لم يمنعه من التطبيع مع صحفى صهيونى يدعى ( يوسى أحيمير ) فى أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة،وكما زعم ذلك الكاتب الإسرائيلى الذى نشر صورته مع فودة وبرفقتهما صحفى أردنى أيضا ؟( المصدر :https://www.almasryalyoum.com/news/details/2003911

ورغم كل ذلك، فإن الغباء الإستراتيجى الذى دفع بعض المجرمين القتلة لإغتياله، قد خلق الفرصة لكى نتلقى ما تقذفه و تحدفه علينا ترهات وأباطيل الأماثل الذين يحاولون جاهدين رسم صورة مثالية له كبطل وقدوة تحتزى ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال ضد الإحتلال الفرنسى لمصر ، النهاية المنطقية لمصطفى ال ...
- الشهيد الحاج مصطفى البشتيلى
- تقديس الزعامات السياسية ؟
- إيش تاخد من تفليسى يابرديسى ؟
- سيد قطب المفكر الذى أعدمته الخلافات السياسية
- تعليقا على بيان جبهة الحفاظ على نهر النيل
- عالم الآثار الدكتور أحمد قدرى ، جزاء سنمار
- حكومة إنقاذ وطنى
- منظومة البناء الجديدة !!
- إستدعاء ألفريد فرج لإنقاذ نهر النيل
- حسن محفوظ وشهداء مذبحة دنشواى !!
- سلوى حجازى !!
- الكفاءات المهدرة !!
- خللى السلاح صاااحييى
- قلم ساخن على وجه معاليه !
- الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، السيدة الأولى
- أهو ده إللى صار ياشيخ سيد !!
- سليمان خاطر ، فى الليالى الحالكة نفتقد الصقور؟
- أحمد حسن الزيات والوصفة السحرية للبقاء!
- السفير إبراهيم يسرى ، مناضل حتى التسعين!


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الطريق المعاكس ؟