أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إستدعاء ألفريد فرج لإنقاذ نهر النيل














المزيد.....

إستدعاء ألفريد فرج لإنقاذ نهر النيل


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 6914 - 2021 / 5 / 31 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتحدث عن المسرح والسينما والمسلسلات التليفزيونية، تقفز إلى أذهان أغلبنا على الفور الصورة النمطية للدراما الفنية المصرية والتى هى عبارة عن مسخرة يتم تقديمها للمتلقين فى أجواء من العرى والإسفاف والتفاهة والعهر ، بهدف التغييب والتتويه والإبعاد عن الواقع أو تزييفه ، ولكن لمن لا يعرفون ، فإن مصر وعلى الرغم مما يتصدر مشهدها الحالى من لوحات قاتمة مشوشة، فإنها كانت لها فى السابق أعمالا فنية محترمة مثابرة ، مثلت منارا للمنطقة العربية بأسرها ، منهاأعمال سينمائية جادة، و مسلسلات تليفزيونية هادفة ، ومؤلفات وعروض مسرحية توعوية رفيعة القدر ، وكان المسرح تحديدا والذى إنهار إلى الحضيض فى الوقت الحالى، قد شهد نهضة عظيمة سواء على مستوى الكتابة والتأليف،أو على مستوى العروض الفنية التمثيلية المسرحية الجادة ، حيث ساهمت هذه النهضة فى نشر مشاعل التنوير الحقيقية التى توجه متلقيها الى آفاق إنتمائية تدفعه للتشبث بالثوابت والمقدسات والجدية،،
وقد لعبت الأعمال المسرحية المترجمة دورا هاما فى تنمية الوعى العام، وكان ذلك ناتجا عن وجود حركة ترجمة أدبية ومسرحية كبيرة جدا ،عرفتنا على رواد المسرح العالمى وعباقرته التاريخيين وإتجاهاته ومدارسه ، وذلك خلال الفترة الممتدة من العشرينيات ( سيد درويش وبديع خيرى ) وحتى السبعينيات من القرن الماضى ،

وفى تلك الأجواء التى تساعد على إزدهار الإبداع الوطنى ، برز العديد من الكتاب الوطنيين المجيدين المجتهدين ،الذين دخلوا إلى حركة التأليف المسرحى وساهموا بوضع مصر فى ريادة الحركة المسرحية العربية ، و كان على رأس هؤلاء العباقرة الجدد المؤلف المسرحى المصرى ألفريد مرقس فرج ، الذى يعتبر أحد أهم كتاب المسرح المصرى والعربي، والذى إمتازت رؤاه بالطرح الجاد لقضايا العدل والحرية والتضامن الاجتماعي والهوية الوطنية والبحث عن الحقيقة، والدعوة لخلق إرادة قوية فاعلة لدى الفرد لكي يكون قادراً على التغيير والتجديد، ورفض القمع السلطوى ، وكذلك الدفاع عن الأوطان وثوابتها ،،
كان ألفريد فرج يسارياً يحظى برضا وتقدير اليمين المحافظ، ومصرياً معتزا بمصريته وقوميا عروبيا لحد التعصب ، و كذلك كان مسيحى الديانة لكنه كان اكثر الادباء الذين استلهموا وتعلموا وأخذوا ونقلوا من التراث العربى و الاسلامى ،وكان يؤكد دائما أن المسرح فى كل العالم يستلهم ويأخذ عن التراث، فالمسرح الإغريقى استخدم الألياذة والقصص التى تنتمى إلى التراث السابق لنهضة المسرح هناك، وعصر النهضة الأوروبية استخدم أيضاً القصص التراثية وقصص التاريخ والأساطير مثل إسطورة إفيجينيا في المسرح الأوروبى ،،
، وبالتالى فلا يجب أن يغضب البعض عندنا من إستلهام الكتابة عن تراثنا وهويتنا ؟ وقد إستهدف ألفريد فرج بلجوئه إلى التراث إيقاظ وجدان المواطن العربى ليعيد له الاحساس بالبعد التاريخى بشكل يزيد من التشبث بالثوابت الوطنية والقومية والهوية التى تتعرض لعمليات هدم لحسابات غربية معادية ، وكذلك للتنبيه إلى المخاطر الوجودية التى تحيط به؟

ويعرف المتابع لإبداعات ألفريد فرج وقوعه فى هوى عالم ألف ليلة وليلة ، وإنجازه لسبعة أعمال من هذه العالم الأثير لديه ، منها "حلاق بغداد "و"رسائل قاضى إشبيليه" و"أيام وليالى السندباد" و"على جناح التبريزى" و:الطيب والشرير والجميلة" و"جواز على ورقة طلاق"، وآخرها "الأمير والصعلوك" وفى أعماله المستوحاة من التراث لا يستعير الكاتب الحكايات والشخصيات فقط ، لكنه أيضا وبقدر( ما يستطيع ) كان يستعيد الأجواء القديمة ليقدم لنا رؤية أخرى تعى المشاكل التى نواجهها فى العصر الحديث،وتنتقد وتفضح الأسباب التى تقف وراء تلك المشاكل ،،،،
كما كتب ايضا مؤلفات مسرحية متنوعة منها "سقوط فرعون" ، و"الزير سالم"
و"سليمان الحلبى" و"عسكر وحرامية" و"النار والزيتون" و"غراميات عطوة أبو مطوة "

وقد نال ألفريد فرج العديد من الجوائز الرسمية المصرية منها :-

- جائزة الدوله التشجيعيه فى التأليف المسرحى سنة 1965
- وسام العلوم والفنون من الدرجه الأولى.
-جائزة الدوله التشجيعيه للتأليف المسرحى.

مواقفه السياسية:-

كان ألفريد فرج مناصرا للفقراء والعمال والفلاحين ، ومؤيدا للحريات العامة ورافضا للقمع والقهر السلطوى ،ونظرا لمواقفه السياسية تلك وثباته على مبادئه وعدم مداهنته لكبار المسئولين عن الحركة الثقافية وانتقاداته اللاذعة ، تم اعتقاله لأكثر من 5 سنوات من عام 1959 وحتى عام 1964،
كما كان مؤيدا صلبا لحقوق الشعب الفلسطينى حيث رفض التطبيع مع الصهاينة حتى وفاته فى ديسمبر عام 2005 ، وذلك رغم الهرولة الرسمية وغير الرسمية التى شملت كتابا وادباءا كثيرين و منهم توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولطفى الخولى وعلى سالم وأنيس منصور وغيرهم!!
وهو هنا يتسق مع مواقفه التاريخية الثابتة لانه قدم عام 1970 مسرحية “النار والزيتون”التي سجلت محنة الشعب الفلسطيني والغبن الذي وقع عليه منذ وعد بلفور وحتى هزيمة عام 1967 ،وقد سجل الفريد فرج فى تلك المسرحية معاناة الشعب الفلسطيني في سبيل استرداد حقوقه وصور من خلالها مخططات الصهاينة على مر الزمن من أجل الاستيلاء على أرض فلسطين، ثم تطرق إلى وعد بلفور مع ذكر نصه، مروراً بحرب العصابات وهجرة اليهود إلى أرض فلسطين، والحديث عن مذابح اليهود للقرى الفلسطينية، وما حدث في نكبة 1948، وهزيمة يونية 1967، ثم أنهى مسرحيته بصرخة صادمة للجمهور وللقراء بإتهامهم بالنوم والإسترخاء والتفريط وانهم إما أن يستيقظوا من أجل استرداد الحق الفلسطيني أو فإنهم شركاء للعدو فى جرائمه ؟

فهل ياترى ينتظر كتابنا وفنانونا الحاليون أن يرسل لهم ألفريد فرج من العالم الآخر مسرحية من تأليفه وإخراجه وتمثيله توقظنا من غيبوبتنا، لكى ندفع أنفسنا وأبنائنا وبلادنا بعيدا عن الموت عطشا،ونوقف تمرير الكارثة المحدقة بنهر النيل ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن محفوظ وشهداء مذبحة دنشواى !!
- سلوى حجازى !!
- الكفاءات المهدرة !!
- خللى السلاح صاااحييى
- قلم ساخن على وجه معاليه !
- الدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، السيدة الأولى
- أهو ده إللى صار ياشيخ سيد !!
- سليمان خاطر ، فى الليالى الحالكة نفتقد الصقور؟
- أحمد حسن الزيات والوصفة السحرية للبقاء!
- السفير إبراهيم يسرى ، مناضل حتى التسعين!
- الدفن فى الغربة ، دكتور يوسف شوقى
- المهندس يحيى حسين، والمستشارة نهى الزينى ؟
- صنع الله إبراهيم، الروائى المصرى الذى سبق الفيلسوف الألمانى ...
- عدلى فخرى فنان مناضل
- نيفين ملك، ورفيق حبيب
- الشهيدة نعمات حسن
- خميس والبقرى مناضلين حتى الشهادة !
- الشيخ حافظ سلامة
- المتمرد، شفيع شلبى
- شجرة الدر ، العنصرية ضد المرأة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - إستدعاء ألفريد فرج لإنقاذ نهر النيل