أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد لومي - رجالات دولة العراق: اين أنتم؟؟















المزيد.....

رجالات دولة العراق: اين أنتم؟؟


سعاد لومي

الحوار المتمدن-العدد: 1636 - 2006 / 8 / 8 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المشكلة الأساسية في العراق منذ انهيار النظام الملكي وحتى يومنا هذا هو عدم وجود تخصصات في إدارة الدولة العراقية، فالقاريء المتصفح لتاريخ العراق المعاصر يمكنه ان يصطدم بوجود رجال بناة للدولة العراقية من أمثال ياسين الهاشمي، ونوري السعيد، وجميل المدفعي، والملك فيصل الاول، وساسون حسقيل المنظم الاول لمالية الدولة العراقية, وواضع أسس الرقابة المالية البسيطة فيها. وغيرهم من رجالات العهد الملكي الذين تعلمنا ان نصنفهم ب(الرجعيين والعملاء) و آخرين ممن لا يسع المجال لذكرهم في هذه العجالة.
لكن مفهوم رجل الدولة في العراق الجمهوري أصبح كارثة بعد ان استولى العسكر على الدولة واصبحت تدار باليس يم وجنبك سلاح ويمينا تراصف! اجل هجم العسكر على الدولة وحولوها إلى مزرعة بساطيل ليس إلا.. وهاهي جحافل السراق والميليشياتية والعربنجية من مهربي النفط تقوم بالواجب القديم نفسه أيضا.
ثم جاء صدام ابن العوجة المدني الهارب من الخدمة العسكرية وأكمل المشوار بوضعه رتبة فيلد مارشال على كتفيه وحكم الدولة برؤية أبن الشارع البلطجي! وكلّ ما يقال عن استعانة صدام برجال دولة من امثال سعدون حمادي او غيره من المستشارين هي مجرد خزعبلات حيث أن كلّ ما كان يقوله حمادي كان يوضع في سلة المهملات مباشرة.
ولذلك كلّ ما تركه صدام لنا في ما يعرف برؤيته للدولة البعثية هو ذلك الكتيب الذي (دبّره) له الصحفي صباح محسن والذي عرف بعد ذلك ب(نظرية العمل البعثية) وهو لا يعدو ان يكون محض خزعبلات أخرى لا أساس لها رتبها صحفي من الدرجة الثالثة.
لم يكن ثمة رجال دولة بالمعنى العلمي لهذه الكلمة في العراق الجمهوري، ولذلك فقد انحدر العراق - ولا يزل يواصل انحداره- إلى أسفل سافلين دون ان يدرك ابناؤه الغيارى أسباب ذلك بعد. وربما سوف يؤول إلى الافول ما لم يدرك ابناؤه الخطر المحدق بهم. فقد يضطر العراقيون بعد ذلك إلى عشرات من السنين يدفعون بها دماء زكية اخرى لتوحيد بلادهم. اجل ليس ثمة رجال لدولة العراق.. اجل بالفم المليان كما يقال.. وهاهو نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي يهدد بأطلاق مشروع الاقاليم : أي أقليم الوسط والجنوب بعد شهرين.. هاهو يجهز نفسه لأطلاق صاروخ التقسيم المزمع بمبادرة ومباركة أميركية طبعا.
لم يكن في العراق رجال دولة يمكننا ان نصنفهم في هذا المجال غير مجاميع من المجربين الذين لا يحلمون إلا بالصعود على الكرسي من اجل المنافع وحدها. . إنهم يتعلمون فن إدارة الدولة وهم على كرسي الحكم، تماما كما اعترف سيدهم صدام ذات مرة بأنه كان يخشى التوقيع على كتب إدارة الدولة.. طبعا لأنه لم يحرر في حياته كتابا إداريا واحدا، وهو لا يجيد إلا استخدام الخدع التآمرية والدسائس للتخلص من الغرماء فقط.
اما بعد احتلال العراق وانهيار الدولة ومؤسساتها وإدارتها المتبقية والمهلهلة فإن رجال الدولة العراقية الجدد تحتم عليهم البدء من الصفر.. وبما أنهم صفر .. وفي جميع ما كانوا عليه قبل الاحتلال فإن الكارثة لا بدّ ان تكون طامة كبرى. فاستلموا (كيّاتكم) يا عراقيين!
ورجال دولة العراق، كارثة الكوارث، فهم لم يمارسوا أية إدارة سابقة على الإطلاق وجل معارفهم تكمن في العمل الحزبي الذي لا يتعدى التحرّزات الامنية والثرثرة الفارغة والانشقاقات المستمرة لجماعات على عدد الأصابع.. هذا ما كان يجيده رجالات العراق من معارضي الميكرفونات الصدئة التي لم تجلب لنا إلا قوات الإحتلال.
إنهم كانوا - على سبيل المثال- يعملون في مهن صغيرة فالدكتور أياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق- الله يكرّم!- على سبيل المثال كان متعهد توريد مواد صحية في منطقة الخليج، وابراهيم الجعفري كان طبيبا في مشفى بلندن ولم يتوصل إلى إدارته هناك. و ببساطة أنه كلّف نفسه دراسة الفقه والطب ولم يكلف نفسه أو يعدها لأدارة الدولة العراقية لأنه ببساطة أيضا: ما كان يخطط ولا يحلم بتسلم المهمة الكبرى لإدارة دولة العراق، لولا فبركة الاميركان في احتلاله. أما المالكي رئيس الوزراء الحالي فقد كان كاتب صادرة وواردة في تربية الحلة ولم يشغل اي منصب في دولة قط. وكلّ ما كان يشغله في حزبه هو تولي المهام الامنية فيه : يعني متابعة فلان والتحقيق عن علان وأتقاء شرّ الخروقات الأمنية. والأمثلة على ذلك اكثر من ان تحصى..
ومن خلال متابعة طريقة إدارة الدولة من السيد الجعفري تجده يحاول ان يتكلم بلغة عربية سليمة أحيانا ويطير إلى العامية اخرى، ويثني على وزير النقل سلام المالكي( الشاب الوسيم) والطالب السيء في قسم اللغة الإنكليزية الذي عمل مترجما لدى البريغادير البريطاني في الزبير أثناء الاشهر الاولى من الأحتلال، ثمّ تحول بقدرة قادر( بقدرة الخال أبو ناجي طبعا) إلى التيار الصدري، ثمّ نائبا لمحافظ البصرة, ثمّ وزيرا للنقل ورجل دولة ليثني عليه الجعفري قائلا في التلفاز: لا تنظروا إلى صغر سنه إنه رجل دولة !
كانت حكومة السيد الجعفري بتقدير خبراء متخصصين أسوأ حكومة مرّ بها العراق منذ زمن حمورابي إلى يومنا هذا .. وهاهي حكومة المالكي تحث الخطى لتلحق بسابقتها ولكنها - كما اتوقع - ستنال كأس السؤ التاريخي تماما.
هؤلاء هم رجال العراق دولة العراق الآن، والامثلة على ذلك اكثر من ان نكتب .. وماذا يمكن ان تكتب معلمة متقاعدة عاشت حياتها كلها في ظل حكومة عارف والبكرو صدام ولم تشاهد من العالم غير إيران وسوريا؟ اما لبنان فقد اصبح في خبر كان.. اجل في لبنان رجال دولة وعسى أن يمكنهم الله سبحانه من أنقاذه .. اما في العراق فلم يظهر لنا ولله الحمد اولا وآخرا أي رجال دولة حريصون حتى هذه اللحظة من حياة العراق الصعبة.
وينظر رجال دولة العراق الجديد إلى دولة العراق على أنها فرصة للنهب والأستفادة الشخصية البحتة لأنهم بكل بساطة أعدوا أنفسهم لذلك, ولذلك تجد ثمة (11) وزيرا يحال إلى القضاء، في حين، في الدول المتقدمة يكفي إحالة وزير إلى القضاء بسبب خروقات مالية إلى سقوط الوزارة بأكملها.. أما في العراق الجديد فالمسألة مختلفة حيث يتمكن وزير دفاع من سرقة مليار دولار كما حدث في قضية (حازم الشعلان) عضو الشعبة السابق ومدير بنك العقاري في الكاظمية ووزير دفاع حكومة علاوي الذي أتهم بالاختلاس في زمن صدام أيضا, ثم أصبح مناضلا معارضا بعد ذلك: ومن هالمال حمل جمال!.. أليس كذلك يا اخ علاوي مسؤول المخابرات العراقية السابقة في اوربا؟
ترى لماذا لا يفضح الدكتور احمد الجلبي علاقتهم بالمخابرات العراقية الصدامية ولديه كلّ الوثائق عن رجال الدولة العراقية الجديدة، ولماذا لا يعلن عن أرقامهم السرية؟؟! وهل يكفي التلويح لحازم الشعلان وحده؟ يمكنني أن أضيف بحس العراقية التي لا تخطيء بأن (للربع) ما يكفي من اتصالات بمعظم مخابرات العالم بما في ذلك مخابرات الدولة المدللة (الموسادية).
وهذا سرّ لن يباح به إلا غداة الانقلاب العسكري لحكومة الانقاذ الوطني المزمع قيامها في القريب العاجل - في بحر شهرين لا أكثر كما اتوقع- والتي ستطيح بحكومة المالكي والبرلمان والاحزاب الدينية التي لم تجلب إلى العراقيين غير الموت والخراب والاغتيالات، وبكل بهرجتها السيستانية اللعينة، حيث سيتنفس العراقيون الصعداء على الطريقة الأميركية نفسها، أيضا، وكما تعلن المس كوندي في مشروعها عن الشرق الاوسط الجديد .. فانتظروا السيناريو الاميركي على قناة فوكس نيوز.. أيها العراقيون المنتظرون دائما.
هل سيبقى العراقيون في حالة أنتظار حتى خروج المهدي؟ اجل هو رجل دولتهم الوحيد أليس كذلك؟!
وهاهي حكومة المالكي تثبت من جديد وكما توقعنا فشلها في إدارة الملف الامني يوميا بسبب عدم قدرة هؤلاء الناس على إدارة الدولة وارتباطهم بقوى المحتل وعدم وجود رجال دولة حقيقيين. ومن هنا فإن الخبر (شبه المؤكد) الذي يشيع بين العراقيين الآن في إقالة المالكي وتشكيل حكومة أنقاذ لأدارة الدولة العراقية هو فصل آخر من فصول المسرحية السوداء التي يدار بها العراق ودولة العراق المزعومة. مسرحية لم يفكر بها حتى جان جينيه نفسه.
ترى لماذا لم تلجأ الولايات المتحدة إلى أسلوبها السابق في احتلال المانيا واليابان في إدارتهما بعد الاحتلال؟
وهل ثمة استشارات غير دقيقة حولت العراق إلى مرجل دم؟
ومن هم هؤلاء الذين تعدهم الولايات المتحدة في صفحة حكومة الانقاذ؟
ثمة مثل عراقي دارج يقول : كنا بجزة فأصبحنا بجزة وخروف
وهذا الشق الما يتخيط!
وإذا كانت هذه مثل ذيج خوش مرقه وخوش ديج
أضرب أبن أبو المحاسن... خوش شغله مو؟؟
اذهب عندئذ للسيستاني - أعلى الله مقامه الشريف- الذي وبّخ الجعفري ليسمعك الكلمات نفسها..
كنا نظن وما نزال: بأن فاقد الشيء لا يعطيه وهو المثل العربي العظيم والقاعدة الذهبية، حيث لا يمكن لسياسي جاء من حزب طائفي 100% ان يطرح مشروعا وطنيا أبدا، حتى وإن كان هو شخصيا مؤمنا به - على افتراض بعيد- فإن من حوله من ضيقي الأفق والموتورين والأغبياء لا يمكن أن يسمحوا بذلك و يكون ثمة مشروع وطني ناجح يبزغ من بين ظهرانيهم.. قط.
أيامك - كما يظن- معدودة... يا سليل أبا المحاسن الوطني الغيور .. ياللأسف



#سعاد_لومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تفعل يا حسن نصر الله؟
- منضدة رمل لرئيس البرلمان العراقي
- هاللو معارضو الميكرفون
- محاولة لقاء بابا سيستاني
- الحزب ( السيوعي) العراقي
- دعاء الجرذان
- بعد الزرقاوي حان الوقت لتلقين الشيعة درسا
- من ذبح العجوز ام بطيط؟
- الجنس: هذا التابو الكبير.. حوار مع الشيخ القرضاوي
- من يخدم الاحتلال الاميركي؟ ملامح تشكل القوى الدينية والدكتات ...
- الداعية الخطيرة
- حكومات مثل بول البعير
- البكاء في المرافق
- تحررنا من دبش


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد لومي - رجالات دولة العراق: اين أنتم؟؟