أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد لومي - الداعية الخطيرة















المزيد.....

الداعية الخطيرة


سعاد لومي

الحوار المتمدن-العدد: 1567 - 2006 / 5 / 31 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


ش

تعرفت بي احداهن، ممن كنت قد علمتها أيام زمان في زمن البؤس والقحط والموت في الصف الخامس والسادس الابتدائيين، وفي مدرسة هي أقرب إلى الزريبة. وممن كنّ اغبى الطالبات في اللغة الإنكليزية على الإطلاق حتى انها نجحت بالشافعات.. والواسطات.. والهدايا التافهة.
فوجئت بها اخيرا وقد أصبحت (داعية شيعية) خطيرة ومتمرسة، وهي تدخل البيوت بلا استئذان أحيانا. ثمّ تحولت في وهدة من الزمن الغريب هذا إلى عنصر (امن جديد) يعمل لصالح حزب سياسي معروف من احزاب الزرق ورق الطائفية التي ظهرت في الآونة الأخيرة على السطح، في حين لم يكن أعضاؤه الأصليون القادمون من خارج العراق إلا بضعة منتفعين تربوا في دهاليز المخابرات الأجنبية طبعا فذاع صيتهم كحزب بين المساكين من العراقيين الباحثين عن الامن ولقمة العيش.. بلا جدوى، على أنه (حزب إسلامي) على الرغم من إنه لم يكن غير حزب طائفة واحدة بعينها.. هكذا هي الأحزاب الدينية دائما تعمل على إشاعة الفرقة والتجزئة بين ابناء الشعب الواحد ولا تقود المجتمع إلا إلى التناحر والتقاتل والتهجير والعنف. لكن العارفين ببواطن الامور يعلمون بأن قرار تأسيس هذا الحزب وغيره من الاحزاب قد اتخذ في النقطة الرابعة: لجنة مكافحة الشيوعية الهدامة! التي تديرها المخابرات المركزية الاميركية مباشرة.
دعونا من الحزب الذي تنتمي إليه تلك الداعية التافهة فاسمه لا يعني شيئا.. لكن المهم .. الآن .. هذه الروح الغبية التي حلت بيننا، وفاحت منها روائح عطنة جديدة لم نشمّها من قبل. تعلمت داعيتنا (المصون) العمل على جناح السرعة في تنظيم النساء دينيا على طريقة طائفية بعد عام 2003 علما بأنها كانت عضوة متدربة في حزب البعث السابق.. وأذكر انها كانت تعمل بالقوة نفسها حينما كانت داخل صفوف ذلك الحزب الفاشي ايضا. فالتحقت بأحد مراكز النساء المتلفعات بالعباءات السود( النمل الكبير) في المدة الاخيرة باعتباره واجهة لمجتمع مدني - تخيلوا المهازل!- وهو في الواقع مركز لأحد الاحزاب الطائفية التي تعيث في الأرض فسادا، وتمتد جذوره إلى منجم سرقات المال العام وقتل المواطنين والنفط المهرب بطبيعة الحال. ومعظم أعضاء ذلك الحزب الذي لم تكن لديه أية قواعد اجتماعية سابقة هم من فدائيي صدام القدامى ومن قتلة ابو غريب طبعا الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى فدائيي الإسلام.. وشعارات ياحسين ادركني ويا ثأر الله وابن ثاره.. والحسين بريء كل البراة من هؤلاء القتلة المجرمين العاديين.. لكنهم من اجل ان ينهلوا من القتل مالا حراما مغمسا بالدم المعصوم لابد من بعض البهارات طبعا.. ولم لا مادام القتل هو القتل والمال المشبع بالدم هو المال الذي يملأ الجيوب، علما بانه - كما بلغني- أنه ليس بالمال الكثير بالنسبة لهؤلاء الأغبياء الاجلاف غلظ القلوب وغلظ الجلود.
بدأت داعيتنا العمل وسط هؤلاء القتلة المتمرسين بوحي من (أحدهم) ممن جوز لها (زواج المتعة) بعد ان جازت الثلاثين ولم تحصل على زوج بسبب الحروب والمجاعات والحصارات والعذابات التي مرّت بالعراق. وكنت أعلم جيدا لو انها (سترت) بزوج ما اصبحت(داعية) من هذا الطراز وما لبست الكفوف السود المقيتة قط.
قالت لي :
- لماذا لا تكملين حجابك بكفين اسودين؟
فضحكت قائلة:
- ولم وقد منحني الله كفين طبيعيين؟
- لكنهما مثيران للشهوة.. لدى الرجال.
- كفي هذين !!
- أجل!!
كانت تلك الداعية المحمومة والمهمومة بكفوف النساء تجهل المعلومات التي أمتلكها عنها، فقد أسرّت لي بها صديقة قديمة من المعلمات اللاتي كنّ معي.. ولذلك فقد تركتها تسترسل في دعوتها الجديدة القديمة الصدئة. ولم لا فهو زمن بائس يتحكم فيه كلّ ما هو تافه ولا يمت إلى الإنسانية بصلة في الشاكرية: مدينة الثورة التي تحولت بقرار ثوري إلى مدينة صدام ثم تحولت بقدرة قادر إلى مدينة الصدر ولا أعرف إلام ستتحول في مرحلة قادمة - ربما إلى مدينة بوش!
وأردفت:
- هل قرأت الكراسات التي أهديتها لك؟
- كراسات ألف باء الشيعة!؟
- لا يا معودة!
- إنها تشبه كراسات ألف باء البعث.. مال ايام الطنطل.
- لا يمعودة.. هاي وين وهاي وين؟
- صدقيني..
- أنت سلبية دائما ست سعاد
- لا يابه بس الشمولية واحدة وإن تغير شكلها..
- يقولون عنك كنت شيوعية .. سابقة.
- يقولون ما يشاؤن..
- لكني لم أصدق .. أبدا.
- لماذا ؟
- لأنك تصلين وتصومين وتعرفين الله مو مثل بعض ناس.
- بس ؟
- بس.
- كم هو ساذج هذا الزمان إذا.
- ماذا تقصدين؟
- لا يابه مو يمك!
كانت الداعية تعول كثيرا على تمسكي بالصلاة والصوم والمثل الدينية التي اعتدناها منذ الصغر، كما انها تعرف جيدا موقفي من السياسة والسياسيين والناس اجمعين.. لكنها داعية لا تكل ولا تمل.. تريد دائما ان يكون الناس طوع بنانها.. وكم رغبت ان اذكرها بالسجل التافه الذي كانت تسجل فيه احاديث صدام وهي تجتمع بمؤيدات المدرسة لكني لم أشأ أن اجرح مشاعرها على الرغم من جميع التفاهات التي تمارسها الآن.
ومن المفيد الذكر بان التقارير التي كنّ يكتبنها النساء الحزبيات عن الفقراء ما زالت تكتب عنهم أيضا وهي موجهة الآن إلى الاحزاب الدينية التي تحتوي ما يكفي من القتلة الذين يفوقون البعثيين بدرجات كبيرة. ولذلك كنت أخشى هذه الداعية عاى نحو واضح، كما إني لم اخبرها واوصيت كل من في المنزل باخفاء جهاز الكومبيوتر الذي كلفني دم قلبي واشهرا طويلة من السيد تقاعدي المبجل..
ومن أجل ان اوضح لكم هذه الداعية الطرطورية اجريت معها الحوار التالي:
- ربما أجد لك عريسا.. هل توافقين؟
- والله!
- بس .. يعني .. ربما .. مو على المرام..
- شلون..
- عريس علماني..
- يعني .. مو إسلامي..
- إي على المودة..
- هل أعرفه؟
- لا. حدثته عنك.. فقال افكر..
- يمعودة علماني .. شيوعي.. ملحد.. الرجال بالبيت رحمة حتى لو كان فحمة!
- أسود مثلنا..
- حتى إذا أسود.. شبيه الاسود .. حلو بالليل..
- زين وهاي (الداعية) مالتك؟
- يا داعية يا بطيخ مو مليت من (المتعة) عيني سعاد .. دخيلك!
- تتركيها؟
- أترك جدها .. دخيلك!!
وخرجت على أمل زائف في وقت استقبلت تنكة الزبالة كراساتها المطبوعة على نفقة الحكومة الإيرانية وهي مزدانة بصور اهل العمائم الذين تستعد شعوب إيران لركلهم إلى المكان نفسه الذي ركلت به كراساتهم المصدرة الينا. .



#سعاد_لومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات مثل بول البعير
- البكاء في المرافق
- تحررنا من دبش


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعاد لومي - الداعية الخطيرة