هذا العالم مكان خطير للعيش فيه

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 6919 - 2021 / 6 / 5 - 09:35
المحور: كتابات ساخرة
    

بقلم محمد عبد الكريم يوسف بالانكليزية
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
هناك دائما الخطة (ب) عندما تفشل الخطة (أ) لكن هل هناك كوكب (ب) بعد تدمير كوكبنا؟
***
لا يفكر معظم الناس في هذا الأمر ، وأنا في العادة لم أفكر في هذا أيضا . ثم استيقظت على صوت انفجار ، ورايت غمامات سوداء ترتفع في الجو، في تلك اللحظة أدركت أن حياتي سوف تتغير للأبد. آنئذ ، وخلال تلك السنوات الثلاث التي خلت ، أقفلت الأبواب خارج نفسي ، وانفتحت أبواب أخرى قادتني نحو داخل أكثر عمقا .
***
خلال هذه الفترة ، رايت بلدي يتحول إلى بقعة ساخنة ، وبعدها إلى عنوان عريض في جميع الصحف الدولية ، ثم إلى اهتمام رئيسي للجمعيات الإنسانية ، ومن يعرف ربما خلال وقت قصير سأراه في أفلام رعب هوليوود.
***
سوريا.....
بلد لا يمتلك الكثير من السجلات التي يفخر بها ، إلا أول أبجدية في التاريخ ، وأقدم مدينة مسكونة ، وأكثر الكنائس قدما، وإحدى أقدم القوانين المكتوبة ، لا شيء جديد يمكن أن تفخر به إلا كونه بلد صغير رائع مسالم .
***
في الحقيقة ، كنت فخور بمدينتي القديمة ، وكنت فخور لكوني " مسلم " تحتفل بعيد الميلاد ، وأشك بكل شيء يفترض الإيمان به ، كنت فخور بأنني تربيت على روح حرة ، فخور بأنني أستطيع أن أرسم وأغني وبأنني استطيع أن أحب.
***
أحيانا نحتاج للفخر ، للانتماء ، لكن اليوم كنت أقرأ مقالة واكتشفت أن سوريا الآن لديها سجل جديد
هي أخطر مكان في العالم
***
أمممم! حسنا ..لا شيء تفخر به
***
ها ...انتظر ..أنا أعيش في أخطر مكان في العالم ..وهذا النوع من الإحساس يجعلني أفضل فشعوري بالإحباط آنئذ صار طبيعيا. أنا لست مريض ، وأخمن لماذا أنا رجل قوي
***
كوني قادر على الكتابة وأنا استمع إلى الموسيقى وأصوات القذائف برقة ، وأنا محظوظ لكوني رجل قوي وأعيش في أخطر مكان في العالم . أن تقضي أفضل سنوات حياتك في أخطر مكان في العالم فرصة لا يمتلكها معظم شباب العالم
***
وأنا محظوظ لأني عرفت بما تحس عندما تعيش في مكان طبيعي حيث الخروج مع الأصدقاء شيء لا تثمنه في العادة ، وأن تعيش في بيت أمن شيء لا تلاحظه......
***
أنا محظوظ ...أجل محظوظ
***
محظوظ لأنني أدركت أن سوريا عندما تدمر لن يكون هناك سورية (ب) غير مخيمات اللاجئين
فهل هناك إذن تسمع وعين تقرأ؟!
***
كتبت المقالة في مجلة هاربر الأمريكية عام 2013

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات