أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أضواء على المسيحية الصهيونية















المزيد.....



أضواء على المسيحية الصهيونية


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما ترجم البطالمة كتب التوراه والعهد القديم للغة اليونانية المعروفة ب "الترجمة السبعينية" لم يكن بخلد هؤلاء أن يظهر دينا جديدا في فلسطين لاحقا يعتمد تلك الترجمة كأصل لديه في الدين وهو المسيحية، وبرغم الفوارق بين الأصل العبري للتناخ واليوناني للعهد القديم..لكنهم اشتركوا في النصوص السياسية والتنبؤات التي ملأت الأسفار اليهودية لملاحم آخر الزمان..وهو توجه فكري شبيه بالروايات الإسلامية عن تلك الملاحم المعروفة بمعارك "هر مجدون" التي تحدث عنها سفر الرؤيا ليوحنا في العهد الجديد ودخلت معظم أحداثها للتراث الإسلامي على أيدي المحدثين لاحقا.

فكل ما يقال عن أحداث المهدي المنتظر وعودة المسيح والدجال وهر مجدون في الرواية الإسلامية يشبه إلى حد كبير تلك الأحداث في العهد القديم عن نزول المسيا أو المسيح المنتظر الذي أنكره اليهود لاحقا في شخص يسوع الناصري، إضافة لسفر يوحنا بالعهد الجديد ، ومن ذلك نشأ الطابع (الديني السياسي) لهذه الأديان والمعتقدات.. فكلما تعرض أصحابها للقهر والظلم راجت بينهم تلك العقائد والتنبؤات لتساعدهم في امتصاص الهجمة عليهم والصبر اللازم لتحمل المشقات، وهي دعاية كهنوتية مقصودة لتثبيت الأنصار وحملهم على الصمود في وجه النكبات ، ومثلما تظهر المهدوية بشدة في المجتمع الإسلامي في وقت أزماته للأسباب المذكورة تظهر أيضا دعوات المخلص ونزول المسيح الثاني في المجتمع المسيحي في أزماته لنفس الأسباب.

ومن صور تلك الدعوات الدينية عقيدة "الصهيونية" التي نادت بضرورة تكوين دولة يهودية في فلسطين ليتحقق الوعد الإبراهيمي للشعب المختار، وكشرط أساسي لنزول المسيح الثاني آخر الزمان ليرفع الظلم وينشر العدل كما يعتقد المسلمين بالضبط في شأن المهدي المنتظر، وسنشرح في هذه الدراسة بعضا من جوانب هذا الاعتقاد وخلفياته الفكرية لتقريب معنى الصهيونية أكثر بعيدا عن تاريخها وجذورها التأسيسية المتصلة بتيار الألفية Millenarianism الذي نشط بين اليهود والمسيحيين الأوائل لعلمي أن الصهيونية الحالية هي حركة طائفية معاصرة غير مسبوقة في الفكر اليهودي المسيحي وأدبياتها تختلف عن الأسلاف بشكل كبير، وقبل البحث أوضح بعض الأشياء:

أولا: كل ما يقال عن الأقباط وعلاقتهم بالصهيونية محض كذب، فعلاقة أقباط مصر بالصهاينة تشكلت في عهد بطاركة وبابوات يحملون الفكر القومي المصري في الخمسينات والستينات والسبعينات، كان أشهرهم البابا شنودة الثالث، فالأقباط في معظمهم معارضين لإسرائيل، وينتقد جزءا كبيرا منهم جرائمها وينشطون مع المسلمين في ذلك، مما يعني أن هناك فارقا ما بين (الصهيومسيحية) و (المسيحية) فالأولى قامت على خلط الدين بالسياسة وإحياء نبؤات مخلص آخر الزمان في العهد القديم..وبقراءة ظاهرية محضة للنص الديني، بينما قامت الثانية على كراهية السلطة ومبدأ ما لقيصر المشهور، لكن الأولى تنشط بفعل المال للتأثير على مسيحيين الشرق بالخصوص وهو ما سنشرحه في السطور المقبلة.

علما بأن مسيحيين الشرق يفضلون التأويل والقياس عن القراءة الظاهرية للنصوص الدينية، وبرغم إيمانهم بالعهد القديم نجحوا في تأويل دولة أرض الميعاد عن معناها الظاهري فصار مسيحيو الشرق غير مؤمنين في الغالب بإسرائيل، لكن البعض منهم يقع حاليا فريسة للظاهريين الإنجيليين بأثر كراهيتهم للدواعش، بخلاف بعض مسيحيين الغرب الذين يغلب عليهم المذهب الإنجيلي الظاهري، فهم يكرهون التأويل والقياس وتورطوا في الإيمان بدولة الميعاد اليهودية وخلط الدين بالسياسة، بل ضاقت الفجوة بينهم وبين الدين اليهودي حتى صار العهد القديم لديهم مركزيا كالجديد، وتعاليمه السياسية واجبة، فكل من يؤمن بضرورة هدم الأقصى وبناء معبد سليمان مكانه، وفي ذات الوقت يؤمن بحق اليهود الآن في أرض الميعاد بفلسطين هو صهيوني متطرف حتى لو كان مسلما، فالبعض ممن رفعوا شعار التنوير ونقد الجماعات يصصح دعوة الصهيونيين في ذات الوقت، وهنا الخطورة التي تشعل معارك طائفية لم تنقطع منذ عقود.

بتوضيح أكثر فموقف الأقباط من إسرائيل هو موقف (كنسي) يختلط فيه الرفض السياسي مع الديني، فالأقباط يميلون لتأويل نصوص العهد القديم الخاصة بأرض الميعاد كما تقدم، وهو اتجاه فكري يرفض ظاهر النص الذي آمن به تيار المسيحانية الإنجيلية المؤيد غالبا لإسرائيل من منطلق ديني، فالقبطي إذن متأثر بالقومية المصرية التي لمعت واشتعلت في القرن 20 بزمن الصراع مع إسرائيل، وفي التفسير الديني يؤمن بقداسة رؤية الكهنة التي أولت أرض الميعاد عن ظاهرها..وهو اتجاه فكري مختلف عن الطابع الإنجيلي الظاهري الحرفي، ومسيحيين الشرق بالعموم (أٌقباطا وسريانا وآشوريين وكلدان ومارون.إلخ) غير مؤمنين بالصهيونية، وطريقة تفكيرهم مختلفة..علما بأن العهد الجديد لا تشغل فيه المساحة السياسية جانبا يُذكر، فالمسيحية وقتما كتب العهد الجديد لم تحكم دولا بل كانت مستضعفة على أيدي الرومان، وبالتالي نفهم لماذا أن القارئ للعهد الجديد يلحظ غياب السياسة والطمع في الحكم والثروات فيه بشكل ملحوظ..

إنما هذا لا يعني عدم وجود تأييد لإسرائيل من مسيحيين الشرق، فالإنسان بالعموم إذا تعصب في الرد على مخالفيه يفقد أولا حاسة المنطق ومن ثم يفقد النزاهة العلمية حتى يفقد كثيرا من ثوابته، وهذا كان حال بعض الحنابلة الذين تعصبوا ضد الجهمية فكتبوا ضدهم (بقلمٍ غاضب) حتى وقعوا في التجسيم، ومن هؤلاء الإمام الدارمي وابن خزيمة وابن بطة وابن تيمية، إنما الخلاف السياسي قد يحمل البعض لتبني منظورا دينيا جزئيا مخالفا، بمعنى أنه من فرط تعصب السني المؤيد لإيران قد يحمل بصمات شيعية في عقيدته، كذلك فهناك أقباط وكاثوليك ومسيحيين من فرط كراهيتهم لخصوم إسرائيل تحوّلوا (جزئيا) لدعمها من منطلق ديني..ويحدث ذلك على شكل أفراد لا تنظيمات.

مما يعني وجود أقباط وكلدان وسوريان وآشوريين ومسيحيين شرقيين بالعموم، مؤيدين لجرائم إسرائيل (دينيا) لكنهم على المستوى العددي (أقلية صغيرة) لا رابط تنظيمي بينهم ومواقفهم الفردية تنطوي على (مُحرّك سياسي) بالأساس، فتعاطفوا عمليا مع الصهيونية وتبنوا كثيرا من مبادئها، وقد اطلعت شخصيا على بعض مواقعهم وصفحاتهم بالسوشال وجدتهم متأثرين بالصراعات السياسية في صورة دينية وتنبؤات من الكتاب المقدس، وهذا الذي ساعد من قبل في ظهور وترسيخ الفكرة الصهيونية في القرن 19 على أيدي بعض القساوسة الإنجيليين كالقس "لويس واي" المتوفي سنة 1840م والقس "جون نيلسون داربي" المتوفي سنة 1882م من أثر الضغوط العلمانية على الكنيسة من جانب..ومن أثر الحروب والأوبئة التي اجتاحت العالم في القرن 19 وأدت لهلاك عشرات الملايين..

ثانيا: لمن يقول أن المذهب الإنجيلي أقل إيمانا بالعهد القديم من الأرثوذكسية والكاثوليكية، قلت أن المذهبين الأخيرين لديهم رباطا (طقسيا) بالعهد القديم، فغالب ما أحيوه من ذلك العهد هي طقوس وشعائر وصيام واحتفالات (لا سياسة ومُلك) وهنا الفارق ..أن الإنجيليين برغم عدم إيمانهم بأسرار الكنائس والكهنوت والذبائح..إلخ لكنهم مرتبطين بكافة تعاليم وتنبؤات العهد القديم (السياسية) ويؤمنون بها على ظاهرها، ونسبة السياسة في العهد القديم تتخطى نسبة 70% تقريبا، بالعلم أن أسفارا كاملة في ذلك العهد هي سياسية محضة كأسفار الملوك الأول والثاني وصموئيل الأول والثاني إضافة لأسفار التكوين والخروج والقضاة وحزقيال ودانيال..وغيرهم، فالغالب إذن على العهد القديم تشريعات سياسية وتنبؤات آخر الزمان..وهذا الذي جعلوه البروتستانت مركزا دينيا حتى صار العهد القديم مركزيا كالجديد بالضبط..

هذا يعني أن الصهيونية ليست فكرة يهودية فقط..إنها فكرة مسيحية إنجيلية (بروتستانتية) تؤمن بأن إقامة دولة "أرض الميعاد" في فلسطين من علامات آخر الزمان وظهور المسيا، وتنتشر الصهيونية ضمن هذا التيار الديني المؤمن (بمُخلّص آخر الزمان) ممن كانوا رعاة وحماة إسرائيل الأوائل في أوروبا، وفي العصر الحديث يوجد نماذج على هذا الخلط الديني بالسياسي في الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" الذي يتبع المذهب الإنجيلي الصهيوني الداعم لإسرائيل من منطلق طائفي، ومن علامات التعصب الطائفي إهمال المنافع لصالح حرفية النصوص، فتعرضت أمريكا على يديه لسلسلة أخطاء جسيمة تضررت منها سياسيا واجتماعيا بأثر تعصب الرئيس الديني، ومن أمثلة ذلك اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء خلافا لمقررات الشرعية الدولية التي جعلت هويتها بالتفاوض..وقد فعل ترامب ذلك نظير التطبيع المغربي مع إسرائيل فخسرت أمريكا مصداقيتها وأمانتها في الالتزام بالقوانين.

وللاطلاع أكثر على أدلة دعم أمريكا لإسرائيل من موقف ديني يرجى قراءة هذه الكتب (الخلفية التوراتية للموقف الأمريكي للباحث إسماعيل الكيلاني) و (ملف إسرائيل للفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي) و (البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي للدكتور يوسف الحسن) وفيها وثائق وإحالات مؤكدة وأدلة على أن دعم إسرائيل في الغرب ينطوي بالأساس على رؤية دينية لليمين البروتستانتي ..مما يفسر صمت الغرب عن جرائم إسرائيل في فلسطين وكثرة دفاعهم عنها بمصطلحات منها "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وهو مصطلح ينم عن انحياز فاضح غير عقلاني لنفيه بالمضمون حق الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، والصمت التام على سرقة الأراضي وقتل الأبرياء وتجاوزات الاحتلال.

أي أن الصهيونية فكرة مسيحية بروتستانتية بالأساس شجعت اليهود على تحويل الفكرة من مصنفات الكتب ومنابر الكنائس إلى واقع سياسي على الأرض بضغوط دولية من القوى الكبرى كانجلترا والولايات المتحدة آنذاك..ولم تظهر الفكرة بهذا الشكل قبل هذا التاريخ، والدليل في الإجابة عن تلك الأسئلة: أن الجامع الأقصى بُنيَ في العصر الأموي في القرن 7 م فأين كان اليهود من معبدهم طوال ٦٠٠ سنة بعد هدمه على يد تيتوس الروماني سنة ٧٠ م ؟ بل أين كانوا طوال ١٢٠٠ عام بعد بناء الأقصى حتى ظهور الصهيونية الطائفية بالقرن ١٩؟ وقد عرضت هذا السؤال على صفحتي بتويتر فقال أحدهم أن اليهود كانوا وقتها مشتتين فلم تسنح لهم الفرصة ببناء المعبد لغياب القوة، وهذا الرد الجاهل لم يقرأ شيئا عن ثورة "شمعون باركوخبا" سنة 135م أي بعد تدمير الهيكل ب 65 سنة فقط..وكيف أن شمعونا قاد جيشا من 600 ألف مقاتل ضد الرومان أبيد معظمهم، مما يعني أن لليهود في ذلك الوقت شأنا كبيرا..فلماذا لم يفكروا في بناء المعبد؟

هذا يعني أن ثمة قراءة متطرفة عنصرية حربية للكتاب المقدس ظهرت في القرن 19 هي السبب في نشوء الصهيومسيحية في أوروبا ثم انتقالها للشرق الأوسط على شكل دولة إسرائيل التي دعمها الغرب من منطلق ديني، وتلك القراءة شبيهة لدينا بالقراءة الوهابية للقرآن والسنة بالضبط..وهي عبارة عن إيمان بظواهر النصوص الحربية والسياسية، ثم نزع تلك النصوص من سياقاتها الزمكانية لتصبح حجة لإقامة دولة وإمبراطورية دينية محضة..وهذا الذي فعلته الوهابية في أدبياتها وتأثرت به الجماعات في السجون حتى خرجت بهذا المعتقد كاملا في السبعينات مع السادات..

فالوهابيون قامت دعوتهم على المذهب الظاهري بالأساس، حتى رفضوا التقيد بمذهب سني من الأربعة، وجعلوا ظاهريتهم حاكمة فقبلوا النصوص السياسية على ظاهرها من الروايات، وبنزع كامل من سياقها حتى صار دينهم سياسيا محضا وعقائدهم بالكامل سلطوية، وهذا الذي دفع الشيخ يوسف القرضاوي إلى تسمية الوهابية بالظاهرية الجدد في معظم أعماله، وقد سبقت الإشارة لكلام الشوكاني في اعتبار أن الظاهرية هي مذهب المسلمين الحقيقي منذ عهد الصحابة في دراستنا منذ أيام بعنوان "خطر الفكر الظاهري على قضية فلسطين" وقراءة تلك الدراسة مهمة جدا لفهم هذا المقال لاعتماده على شرح الظاهرية في الفكر الوهابي والصهيوني على حد سواء.

وأضيف هنا أن الرباط بين البروتستانتية واليهودية أقوى مما نظن لعامل مهم وهو الترجمة، فالشائع في الوسط المسيحي (الشرقي) أن البروتستانتية عندما ظهرت في القرن 16م قامت بترجمة العهد القديم من أصله العبري لا السبعيني اليوناني، فأوجدت مشتركات بين لغة الأصل للتناخ وبين المعتقد المسيحي في العهد الجديد، وكان لذلك أثراً كبيرا في الفروق بين الإنجيلية البروتستانتية وبقية مذاهب المسيحيين كالكاثوليك والأرثوذكس، فالنصوص ليست مجرد ألفاظ مجردة بل معان ضامرة وصور متخيلة، وبالطبع عندما يترجم الإنجيلي عهده القديم من العبرية يكتسب كافة صور اليهود عن النص..ويتحرر من روابط وقيود صنعها المسيحي الكاثوليكي والأرثوذكسي للنص ذاته ليوافق العهد الجديد من ناحية، وليحل الخلاف بين الأسفار القانونية الأولى والثانية من ناحية أخرى..

فالكاهن اليهودي عزرا عندما كتب التوراه في القرن 5 ق. م كتبها بالعبرية واشتهرت بالأسفار القانونية الأولى، لكن بعد موته ظهرت أسفارا للعهد القديم هي التي رصدها البطالمة اليونان في القرن 3 ق.م ليترجموا تلك الأسفار لليونانية عن طريق 72 كاهنا، وهي التي اعتمدها المسيحيون تحت مسمى "العهد القديم" السبعيني نسبة لعدد الكهان المترجمين، واشتهرت لاحقا بالأسفار القانونية الثانية التي لا يوجد لها أصل عبري وفقا لمعتقد مسيحيين الشرق في حدود معلوماتي التي أزعم أنها ليست كاملة في هذا الشأن، وبالتالي فما فعله الإنجيليون بإهمال الترجمة السبعينية للعهد القديم كان سلوكا علميا ناقصا ينطوي بالأساس على الشك في ما لدى الكاثوليك من نصوص دينية ثار على بعضها مارتن لوثر لصالح مذهبه الجديد..

ثالثا: دور (الإعلام) في نشر الصهيونية، فالذين تحوّلوا لدعم إسرائيل دينيا – من غير الإنجيليين على النحو السابق – لهم منصات إعلامية (عربية) كبيرة، وبعضهم شرع في تصدير رؤية قريبة جدا من رؤية المسيحية الإنجيلية الحرفية، فاختفت الفوارق بين المذاهب بأثر التعصب السياسي وسرعة الأحداث، علما بأن غالبية المسيحيين يؤمنون بسفر التكوين اليهودي الذي يتضمن الدعوة لأرض الميعاد من النيل إلى الفرات، لكن جزءا كبيرا من هذه الأغلبية يرفض تفسير كلمة "نهر مصر" الواردة في التوراة على أنها النيل، ودوافعه لمقاومة دعايا إسرائيل بحقها في تكوين دولة دينية كبرى من مصر للعراق...

رابعا: الذين يردون مزاعم إسرائيل في حقها بدولة كبرى من النيل إلى الفرات من داخل الوسط المسيحي (الشرقي) يفعلون ذلك من منطلق سياسي لا علمي، فالنص التوراتي واضح بشدة وتبناه الصهاينة الأوائل كهرتزل في مذكراته والحاخام فيشمان، واستنكر ذلك نعوم تشومسكي بشدة في كتابه "المثلث المحتوم" فلو كان هرتزل يفهم أن هذا النهر ليس النيل فلماذا طرحه في مذكراته كحدود لإسرائيل الكبرى؟..والذين يقولون أن النهر المذكور ليس النيل فهل قال أحد ذلك قبل عام 1948؟..والمعنى أن الذين أوّلوا نهر مصر في سفر التكوين على أنه نهرا صغيرا في سيناء فعلوا ذلك بعد قيام دولة إسرائيل وبضغوط سياسية من السلطة المصرية لحشد رأي عام مسيحي ضد إسرائيل، لكن المعنى الوارد في التوراه عن "نهر مصر" كان معروفا على أن المقصود به النيل دون نزاع.

وقد قرأت بعض الأبحاث القبطية في تحويل معنى "نهر مصر" إلى نهر صغير في سيناء وجدتهم يقولون أنه كان (نهرا صغيرا في الماضي) وأبحاثا أخرى تقول أنه (مجري للسيول) فلو كان نهرا صغيرا بالماضي لماذا لم يذكره المصريون القدماء أو مؤرخي مصر طوال التاريخ المصري القبطي والإسلامي؟..ولو كان مجرى للسيول فهل كلمة نهر تعني مجرى السيل؟..وأليست مجاري السيول تجف بعد أسابيع بعوامل البخر والحرارة؟..مما يعني أنه لو كان مجرىً للسيل كما يزعمون فهو ليس نهرا دائما بل مؤقتا، والمنطق يقول باستحالة وضع حدود لدولة سياسية كبيرة كإسرائيل على نهر مؤقت أو مجرى سيل..!

والأغرب في ذلك أن بحثاً منهم يقول بأن الدليل على أن نهر مصر ليس النيل هو ذكر التوراه له قياسا بنهر الفرات الكبير، وبما أن النيل أكبر من الفرات فهو بالطبع يقصد نهرا صغيرا ليس النيل، وهذا جهل بنهر الفرات..فذكره بالأكبر في سفر التكوين جاء قياسا على نهر دجلة الأصغر منه والمجاور، وقديما كان يميز الفرات بالفعل بضخامة حجمة قياسا على دجلة، لا قياسا على أنهار بعيدة عنه بآلاف الكيلو مترات كالنيل، فلا منطقية هنا للربط قياسا بين حجم الفرات بالنيل، والذي حدث أن الوعد الإبراهيمي بدولة إسرائيل من النيل للفرات حدث لأبناءه، لكن الإسرائيليين حصروا ذلك الوعد لأبناء يعقوب ثم داوود وسليمان، وبالتالي لم يعد للعرب أي حقوق في تلك الدولة، بينما ظهرت تفاسير أخرى للنص التوراتي تقول أن الوعد الإبراهيمي لإسرائيل من النيل للفرات تحقق بالفعل لعيش وحياة العرب واليهود في هذه المساحة الكبيرة، وذلك التفسير يتبناه قطاعا عريضا من المسيحيين واليهود المعارضين لإسرائيل أملا في إمكانية تعايش العرب واليهود في أرض فلسطين دون مشاكل.

الصهيونية بالعموم هو تيار أوروبي خالص يتسم بكل صفات المستعمرين الأوائل، وهذا مختلف عن طبيعة الإنسان الشرقي الذي يرفض الكولينيالية ويقاوم عناصرها، أي أن مسيحيين الشرق الذين أيدوا جرائم إسرائيل أخذوا هذا الموقف (بالاكتساب) لكنه يظل عرضة للتغيير في أي وقت لتسامحهم الديني، علما بأن المسيحي الذي يؤيد جرائم إسرائيل دينيا ومن منطلق طائفي بحت يفعل ذلك لأن زعمائه أقنعوه بوجود رابط بين عودة المسيح وشروط تلك العودة بتفشي المظالم والشرور، وهو شئ أقرب لعقيدة المهدوية الإسلامية في تصورهم لفتن آخر الزمان – كما تقدم - فربط تلقائيا هؤلاء بين أزمات اليهود وعودة المسيح لرفع الظلم عنهم، وتلك هي البذرة وجذور العقيدة الصهيونية التي تفشت في المجتمع البروتستانتي بالغرب من أثر الإيمان بحرفية نصوص العهد القديم وعدم إمكانية تأويلها.

وبرأيي أن دولة أرض الميعاد هي التي ألهمت الدول الدينية الخارجة من عباءة الدين الإبراهيمي لاحقا، ومن أمثال ذلك دولتيّ (الإمامة والخلافة) الإسلاميتين، فالمسلم يعتقد بأن هذه الدول هي خلاصه الأخروي في الدنيا، مثلما يعتقد اليهودي بالضبط في تصوره لأرض الميعاد، وتلك هي المشكلة التي يواجهها سكان الشرق الأوسط بصدام عنيف جدا بين الرؤيتين، فاليهود والمسيحيين الإنجيليين يريدون إنشاء دولة دينية بفلسطين..بينما المسلم يريد إنشاء الخلافة والإمامة لتقضي على هذه الدولة الصهيونية باعتبارها علامة من علامات آخر الزمان، وقد كثر الحديث عن معارك اليهود مع المسلمين في الروايات من بعد عام 1948 لهذا الغرض، حتى نجح الشيوخ ورجال الدين لحشد الجماهير لصالح الأحزاب الدينية باعتبارها وريثة حق الخلافة وقادة آخر الزمان ضد اليهود.

إن تيار الصهيونية المسيحية عموما ظهر في القرن 19 وليس في القرن 20 كما هو شائع، وبدأ أولا على شكل قراءة حرفية ظاهرية للكتاب المقدس كما قلنا، وبعدما قامت إسرائيل سنة 1948 اكتسب هذا التيار قوة نتيجة لدعايا زعمائه بتحقق نبوءات العهد القديم وبالتالي صحة قرائته الدينية الحرفية للنصوص، علما بأن أكبر وأهم قساوسة (المسيحية الصهيونية) في الولايات المتحدة الآن هم " بات روبرتسون" و " جون هاجي" ومن تحت أيديهم خرج عشرات الملايين من المسيحيين المؤمنين بقدسية إسرائيل وحقها في فلسطين دينيا، وخطاباتهم كلها عبارة عن تحريض طائفي بغيض وكراهية دينية مستعرة، وسبق القول بأن إدارة ترامب تؤمن بالمسيحية الصهيونية، وكافة من تأثر بها من مسيحيين الشرق اكتسبوا بعض عقائدها المتطرفة تجاه الفلسطينيين، ومن هؤلاء الأخ رشيد الذي تناغم تماما مع هذا التيار..

فرشيد حمامي قدم نفسه في البداية كتنويري ناقد وناقما على داعش والإخوان فحصل على ثقة مسيحيين الشرق وعلمانييه، ثم وفي حقبة ترامب بدأت علامات التوظيف السياسي تظهر عليه بعقد حلقات دفاع وتبرير لسياسات أمريكا العدوانية في الشرق الأوسط ومن بين هذه الحلقات دفاعه عن تحويل السفارة الأمريكية للقدس والسطو الإسرائيلي على هضبة الجولان.. وغيرها، ثم حلقات مكثفة جدا للدفاع عن العهد القديم وإحياء نصوصه وتنبؤاته مثلما يعتقد الصهاينة بالضبط ومثلما كان يطالب قساوسة الإنجيليين في انجلترا(أنظر فيديو له بعنوان 12 سؤال عن العهد القديم) حتى صار يقلد زعماء الإنجيليين المؤيدين لإسرائيل في أمريكا كالقس "بات روبرتسون" في إثبات أن المسجد الأقصى بني على معبد سليمان وبالتالي يجب هدمه لإقامة المعبد (أنظر فيديو حقيقة المسجد الأٌقصى وهيكل سليمان)

وفي الحرب الأخيرة على غزة عقد حلقات مكثفة لتسويق دعاية إسرائيل في ملكيتها لمنازل الشيخ جراح، وكان يستضيف متحدثين باسم رئيس الوزراء نتنياهو لتبرير جرائم إسرائيل في غزة، هنا تحول رشيد حمامي من مثقف نخبوي ناقد لداعش والإخوان..إلى (مروّج) لعقاد الصهيومسيحية الإنجيلية، بهدف التأثير في مسيحيين الشرق وإكسابهم عقائد الإنجيليين المتشددة والمؤمنة بحرفية نصوص العهد القديم السياسية وتنبؤاته آخر الزمان، نفس المعتقدات التي يؤمن بها الوهابية ومتطرفي الشيعة بأن الخلافة والإمامة آخر الزمان يلزمها نزول المسيح من السماء وبعثة المهدي المنتظر وظهور الدجال...فالرجل حرفيا أصبح صورة طبق الأصل من مخرفي وإرهابيين الخلافة والإمامة التي يفترض أنها ستحكم بالشريعة الإسلامية في القطع والجلد والرجم حرفيا دون اعتبار لظروف العصر.

رشيد أصبحت وظيفته فقط هي التأثير في مسيحيين الشرق باعتبارهم 90% من جمهوره ، وكذلك التأثير في النخبة المثقفة العلمانية ليكتسبوا كافة عقائد الصهيونية الطائفية باعتبارها (مطلبا تنويريا) بالضبط كالذي فعلته الوهابية حين خدعت المسلمين على أنها (وسطية إسلامية) تطلب شريعة الله وسنة رسوله وأنه فور تطبيق تلك الشريعة سيرضى الله عن المسلمين ويمنحهم العدل والرخاء..!!..وفي الحقيقة لا يهمني إذا كان رشيد حمامي صهيونيا أم لا..لكنه يروّج لأفكار صهيونية للتأثير في مسيحيين الشرق وحرف مبادئ العلمانيين والمستنيريين عن إقامة دولة تعددية ديمقراطية عادلة لوجهة أخرى مختلفة وهي دولة (أحادية طائفية عنصرية) وأما كافة مواده السابقة في نقد التراث الإسلامي فلم تخدعني لعلمي أنها مقتبسة حرفيا من جهود كبار الحركة التنويرية الإسلامية كالمستشار عبده ماهر ونصر أبو زيد وفرج فودة..ثم إسلام بحيري وغيرهم، فهو لم يضف شيئا في الحقيقة سوى الإخراج الجيد لهذا النقد ، لكنه على مستوى التفكير ضعيف وفقير معرفيا، ولا أتحدث ذلك من فراغ فقد تناقشنا سويا أكثر من مرة في تويتر وأعلم قدراته جيدا.

باختصار لا يوجد فارق كبير بين المسيحية الصهيونية وبين تعاليم الدين اليهودي المتشددة حرفيا، الرؤية مشتركة لحد كبير في تصورهم للعهد القديم ، وفي اعتبار أن اليهود أبناء الله وشعب الله المختار، وهذه من آفات الإيمان بحرفية نصوص العهد القديم في معتقد المسيحي، لكن مع ذلك يظل مسيحيو الشرق هم الأكثر رفضا للمسيحية الصهيونية، يعيبون عليهم إنكار (المحبة والسلام) التي هي عصب الدين المسيحي والمهيمنة عليه في الغالب، لذا فتفسير المسيحي الشرقي لكتابه المقدس مختلف بشكل كبير عن تفاسير المسيحي الغربي وبالخصوص تيار الصهيومسيحية العالمي، علما بأن المسيحيين ينقسمون حول مركزية إما العهد القديم أو العهد الجديد، فالأقباط والسريان والآشوريين وسائر مسيحيين الشرق يؤمنون بمركزية العهد الجديد، بينما هذا مختلف في المسيحية الإنجيلية الغربية التي أيدت جرائم إسرائيل طائفيا بالاعتماد على مركزية العهد القديم (سياسيا) كما تقدم.

وكلمة أخيرة: أن الحروب الدينية الطائفية هي أبشع أنواع الحروب كونها تجيز الاحتلال والقتل والسرقة لمجرد الزعم أنها أوامر الرب، وجنودك وقتها سيفعلون هذه الشرور وفي اعتقادهم أنها فضائل، وسيرتكب جيشك المجازر والإبادة جماعية دون أن يعي بطبيعة هذه الأفعال الإجرامية، وهو عمى إدراكي يصيب المتعصبين دينيا مما كان سببا في تعقد واستفحال الجرائم الدينية وخروجها عن السيطرة.

فالوهابية عندما غزت المجتمع الإسلامي في القرن 20 كان بشعار براق خادع هو (الوسطية) وقبل هذه المرحلة كانوا يقدمون أنفسهم على أنهم دعوة (محمدية) ثم (سلفية) حتى انتهوا بالوسطية، هنا حصلوا ليس فقط على دعم الجمهور..ولكن على دعم (النخبة المثقفة) أيضا، فساعدهم الفنانين والممثلين والإعلاميين..حتى السلطة السياسية وكبار الوزراء – كصفوت الشريف – كان يصرح دائما لإرضائهم، وعرضنا الأدلة على ذلك في الماضي من تاريخ الشريف نفسه، كانت النتيجة باختصار هي (داعش والإخوان) وجرائمهم في سوريا والعراق وليبيا وسيناء وغيرها، ثم أصيب العقل المتدين في مقتل وصار يبحث له عن رمز يحفظ له توازنه من أثر الصدمة، فبحثوا عن تلك الرموز لم يجدوا سوى السرسجي باعتباره وريث الشعراوي وكشك (بأبدايت أسوأ) وهذا يعني أن السرسجي هو أحدث تجل للعقل الديني المتشدد بعد صدمة داعش، فهو الذي يحتوي الآن متطرفي ومتعصبي الجماعات والمذاهب ويرضيهم ليكون قنطرة في المستقبل لتشكيل جماعات أخرى على نفس النمط..

الصهيونية سارت على نفس خطى الوهابية، وهي الآن تقدم نفسها برداء تنويري لإقناع النخبة المثقفة بنفسها مستغلين ضعف المعادل الموضوعي لها وهو (الوهابية) فالطبيعي أن يكون اليمين الديني الإسلامي هو عدوا لدودا لليمين الديني اليهودي والمسيحي، لكن بضعف الوهابية مع داعش والإخوان الذين هما أحدث سوفت وير للسلفية النصوصية الحرفية، بدأت الصهيونية (تشمّ نفسها) وتستغل جمهور التنوير المؤيد لبعض عناصرها الناقدين لداعش (في تمرير معتقدات وأيدلوجيا الصهيونية) للمثقفين والنخب من جانب علماني، ولم يجدوا أفضل من مسيحيين الشرق وعلمانييها، فهم الذين كانوا في طليعة الحرب الفكرية على الوهابية منذ عقود، وبالتالي فالبديل الصهيوني سيكون هو الأوفر حفظا ليحل مكان الوهابية في الشرق الأوسط.

وهذا يستدعي نشاطا تنويريا مكثفا لتصويب المسار الذي انحرف باتباع بعض المثقفين لتيار "الصهيومسيحية" على أنه البديل الواجب للوهابية، فالمؤكد أن العدالة والعقلانية لن تحيا في ظل الطائفية والعنصرية التي يتصف بها الصهيوني والوهابي، فكلاهما يمين ديني راديكالي يقوم في أدبياته على خلط الدين بالدولة، وهذا عمل غير تنويري ينتهك كل حقوق الإنسان من حق الحياة والكرامة والأرض والملكية والدين والشعائر والحريات..إلخ، فضلا على أنه تحريف واضح للمسيحية عن طريق إصباغه بأيدلوجيا سياسية عنصرية يخلو منها العهد الجديد بالكلية، فالنصوص الدينية تتأثر غالبا بالأحداث في فترة تكوينها الأولى على أيدي المؤسسين، فلو علمنا أن أول 300 عام من تاريخ المسيحية كان فيه المسيحيون مضطَهدون من الرومان نعلم جيدا لماذا غابت المعارك والحروب عن العهد الجديد خلافا للقديم المتسق تماما مع تاريخ اليهود الحربي وصراعهم مع ممالك الشرق الكبرى كبابل ومصر والرومان واليونان..

أعلم جيدا أن آباء الكنائس المسيحية اقتبسوا من الترجمة السبعينية اليونانية في كتابة أسفارهم ورسائلهم وأناجيلهم، مما يعني اعتراف رسمي مسيحي بالعهد القديم وهذا لا خلاف عليه تقريبا بين جمهور المسيحيين، لكنهم في ذات الوقت لا خلاف على مركزية العهد الجديد وأنه جاء ناسخا بدعوة يسوع للسلام، مما يعني أن نصوص العهد القديم السياسية لا يجب أن تكون مركزية لغياب دور المسيح السياسي، ولغلبة تعاليم الروحانية والأخلاق والقصص الاجتماعي على العهد الجديد مما كان له دورا إيجابيا في تنشئة مسيحية أخلاقية متصفة بالرهبنة والاعتزال من أجل العبادة، وهنا تكون المسيحية مصادمة تماما لأسس الصهيونية القائمة على السياسة بالأصل، وعلى خلط الدين بالدولة وتكوين ممالك طائفية تنتهك حقوق الإنسان مثلما عليه الحال لإسرائيل.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الفكر البشري القديم
- خطر الفكر الظاهري على قضية فلسطين
- خرافة قتال الملائكة بجانب المسلمين
- التراث الإسلامي وتخلف المسلمين
- عشرون سببا لفساد خبر الواحد في الحديث
- التفاضل واختلاف الأئمة
- جدلية تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية
- الثورة الثقافية الرابعة
- مركزية السلطان عبدالحميد الثاني في عقل الجماعات
- المجتمع وسلامة المنطق
- لماذا يكره رجل الدين حضارة مصر القديمة؟
- قانون الأحوال الشخصية ليس من اختصاص الفقهاء
- العظماء لا يموتون..نوال السعداوي نموذج
- قتل المرتد بين فرج فودة ورفيق تقي
- فرص الديمقراطية في اليمن
- شروط الاجتهاد المطلق
- حقوق المرأة بالعمل لا بالأخلاق والعقل
- الطاعات الواجبة في أصول الفقه
- مفهوم الوحي في الإسلام
- الوسائل العشر للتلاعب والتحكم الذكوري


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أضواء على المسيحية الصهيونية