أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - حقوق المرأة بالعمل لا بالأخلاق والعقل














المزيد.....

حقوق المرأة بالعمل لا بالأخلاق والعقل


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 18:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البعض يظن أن حقوق المرأة تؤخذ فقط بالأخلاق والعقل..

هذا غير صحيح

مصطلح حقوق المرأة ظهر رفيقا لمصطلح آخر وهو (المرأة العاملة) في القرن 19م فتنبهت النساء أن حقوقهن ارتبطت أساسا بالعمل، فالمرأة العاملة لها حقوق مساوية للذكر لخضوع الطرفين لمعادلة واحدة هي (المشاركة في متطلبات الحياة)

قديما لم يكن هذا موجودا..فالذكر وحده هو الذي يعمل ويحارب أما المرأة فوظيفتها المنزل والأطفال، وهذا جعل منها خادمة وأداة جنسية للذكر أكثر من كونها امرأة لها كيان يتساوى مع الرجال في كل شئ، ولا تستغرب إذ علمت بأن أعظم عقول وفلاسفة البشرية منذ سقراط في القرن 5 ق. م حتى القرن 19م كان موقفهم واحد من الأنثى وهو (العنصرية والاحتقار)

وهنا يسأل سائل: كيف صبرت الأنثى طيلة هذه الفترة حتى نالت حقوقها؟

والجواب: للأمر بعد سيكولوجي..فالإنسان الضعيف دائما يعيش الصورة التي يراه بها الآخر، وفور اكتشاف بواطن قوته ومواطن شدته وبأسه يتخلص فورا من تلك الصورة ويثور ويتمرد..وهذا تفسير لكيفية اندلاع الثورات، فالحاكم عندما يزدري ويحتقر شعبه ويُثقله بكل ما لا يتحمل تعيش الأمة الضعيفة هذه الصورة فعلا ولا تفارقها حتى إذا خرج من بينهم عظيما يُعطيهم الثقة والقوة يرفضون أولا تلك الصورة عنهم بداخلهم، ثم يتطور الوضع لإثبات عكسها ضد الحاكم الظالم..

هذا ما حدث للأنثى

عندما كانت لا تعمل (كانت ضعيفة) والحجة إن الذكر هو من ينفق ويبذل الجهد ، فليس من العدل أن نساوي القاعد مع العامل..أي كان اضطهاد المرأة في القرون الوسطى واحتقارها لم يكن أصلا خارقا للعدالة والأخلاق..بالعكس..فكرة تفوق الذكر كانت أخلاقية وعقلية محضة ولم يصل مستوى الإنسان لإدراك خلاف ذلك..

التحول بدأ من القرن 19 في الثورة الصناعية وحاجة الأثرياء للعمال فاضطروا لتشغيل النساء، ولأن هذا القرن كان مليئا بالحروب الكبيرة التي قتل فيها (ملايين الذكور) اشتدت الحاجة للنساء فاضطرت رؤوس الأموال لترضيتهن بأجور مرتفعة..ومن هنا كانت اللبنة الأولى لما يعرف لاحقا (بحقوق المرأة) التي ظلت تناضل لنيلها كاملة غير منقوصة، فبدأت بإسقاط ولاية الذكر، ثم حق المساواة في الأجور والتعليم والعمل والفرص..ثم الانتخاب والحُكم..

أي أن الذي جاء بحقوق المرأة ..هي المرأة نفسها، وكلما تعززت الحاجة للنساء في العمل كلما ارتفعت مطالبهن بحقوق أخرى، والدليل أن الثورة الحقوقية الكبرى للنساء بدأت فعليا بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومقتل أكثر من 100 مليون ضحية معظمهم ذكور، ثم ظهور ميثاق حقوق الإنسان العالمي وشدة الحاجة الدولية للإناث في قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والإدارة..هنا فرضت المرأة نفسها بحكم نشاطها فنجحت وصارت عشرات الدول يحكمها نساء عادي..وجميع دول العالم صارت تعين وزيرات ونائبات بعدما ظلت تلك المناصب حكرا للذكور طوال آلاف السنين..

نأتي بقى للشيوخ فهم لديهم علم جزئي بتلك الأسباب التي جعلت العالم يعترف بالمرأة، فجعلوا أولى مطالبهم تتمثل في ثلاثة مطالب:

1- ممنوع الاختلاط..ليعزلوا الأنثى مرة أخرى عن كل مظاهر المجتمع الحديث

2- ممنوع تشغيل المرأة فوظيفتها البيت والأطفال..لتعود المرأة كما كانت مجرد كائن طُفيلي يحتقروه آناء الليل وأطراف النهار..

3- ممنوع ولاية المرأة على الرجل..لتعود سيطرة الذكر مرة أخرى كما كانت منذ العصر الحجري حتى القرن 19م

قصة الحجاب والنقاب ليست هي الأساس، فالرجل بطبعه شهواني يريد للمرأة أن تتحرر، ولكن هذه الأزياء متسقة تماما مع الطلبات الثلاثة عاليه، فالحجاب والنقاب يساعدهم على منع الاختلاط وعدم تشغيل المرأة واستحالة ولايتها على الرجل..فلا يوجد ذكر سيولي عليه امرأة لا يعرفها أو أن يسمح بتشغيل أنثى يعلم تماما أن هذه الأزياء ستعيقها عن العمل، ولو أدرك أحد منكم طبيعة حياة الفلاحين في أراضيهم سيجد أن النساء العاملات الزراعيات بحكم العمل الشاق في الزراعة والحصاد (متحررين في الملبس) سوى من قطعة قماش صغيرة بالكاد تغطي رؤوسهن..

المرأة عندما عملت وارتفعت مطالبها بالحقوق والفرص ارتفع وعيها وفطنت لحقوق ضائعة مهدرة منها (حرية الملابس) فقضية الحجاب نشأت في هذا الجوّ، أنه وطالما العدالة هي المساواه بين الجنسين فالعدالة لا تتجزأ وينبغي على الذكر أن يستتر هو الآخر حفظا لحقوق الأنثى..وهنا كانت الضربة القاصمة التي أثارت المتشددين الذكور وحفزتهم على الثورة على تلك الأفكار الجديدة، ولمن يعلم فكتاب "قاسم أمين" ظهر في تلك الأجواء أنه كان تأييدا فقط من جانب حقوقي عقلاني لدعوات النساء..ليس لكونها مقبولة من الشرع ولك لأنها مقبولة من العقل والمنطق والعلم..وهنا كانت البذرة الأولى للصدام بين الشرع والعقل والعلم في مجتمعات المسلمين..

وإلى هنا تصدق رؤى الماديين الذين رأوا أن الحياة تتغير بتغير المادة، وذكاء الإنسان وأخلاقه يتطوران بتطور المواد..لا العكس، فحقوق المرأة لم توهب ولم توجد بتنظير عقلاني أو ضمير أخلاقي...أبسلوتلي..إطلاقا، فأعظم عقلاء البشر قديما كانوا يرون المراة كائن طفيلي لا حقوق له البتة، لكن الرؤية تغيرت لتقنع ذوي العقول البسيطة في القرن 21 فقط بمجرد عمل المرأة

طب ماذا يعني ذلك؟

يعني أن كل الذكوريين وأعداء المرأة لن ينجحوا وسيظلوا في مؤخرة الجدول ما دامت النساء يتصدرن الدول كحكام والشركات والمزارع كعاملات والصحف والإعلام كمفكرات لهن رأي معتبر، والأحزاب كعناصر لهن وزن اجتماعي..وسيظل أمثال سرسجي الدعوة ومن على شاكلته يصرخون دون أي تأثير على مجريات الحياة، فالثابت أن مسار الحياة الإنساني يتطور نحو العقل والعلم والمساواة والحقوق..لا العكس، صحيح أن العالم يدفع ضريبة ذلك التطور وما من أمة متخلفة إلا وتُضحي جراء الانتقال، لكنها ضريبة أشبه بوقود القطار يجب أن يحترق ليسير فوق قضبانه ، فالقطار هو الحياة المتطورة باستمرار، ومن يحاول وقف القطار يدهسه



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاعات الواجبة في أصول الفقه
- مفهوم الوحي في الإسلام
- الوسائل العشر للتلاعب والتحكم الذكوري
- البنيوية اللامركزية في النقد والتجديد
- ردا على التكفيري محمد سعيد مشتهري
- حُكم التبنّي في الإسلام
- تجديد الفقه الإسلامي وتحدياته
- كيف تنقد مقالا بطريقة علمية؟
- الشيعة فوبيا والإسلاموفوبيا..ما العلاقة؟
- صفوت الشريف كرئيس مصري بدون قَسَم
- روشتة الاستبداد الذكي
- أكذوبة لعن الزوجة الممتنعة عن الفراش
- صراع المرأة ورجل الدين
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (6)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (5)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (4)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (3)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (2)
- الأصل الأفريقي للحضارة المصرية القديمة (1)
- الحزب العلماني المصري..كفكرة سيئة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - حقوق المرأة بالعمل لا بالأخلاق والعقل