محمد فوزي يكتب : لبنان على شفا الإنفجار

محمد فوزي هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 23:22
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

شموخها في تاريخها ، تشهد عليه جبال بعلبك وشجر الأرز الشامخ تراث أجدادها ، لبنان الدولة العربية ذات الملامح الأوروبية ، إنه أجمل نموذج للدولة المثالية هكذا قال عنها الرئيس الأميركي جون كينيدي ، هذا الشموخ الذي يواجه الآن أعاصير الفساد وتضخم العملة وتفاقم البطالة والعجز في ميزان المدفوعات وتراجع النمو الإقتصادي حيث وصل قيمة الدين العام إلى أكثر من 150 % من الناتج الإجمالي حيث سجل سعر صرف الدولار اليوم الجمعه 28 مايو 2021 في مقابل الليرة 13000 ليرة للشراء و13050 للبيع وهو يزيد عن سعر أمس الخميس بنحو 50 ليرة ، لبنان التي يسير اقتصادها اليوم نحو الهاوية بسبب تفشي الفساد داخل مؤسساتها ، لبنان التي كان تصنيفها في التمدن والتطور الرابع عالمياً يسبقها كل من أميركا وألمانيا و سويسرا في عهد الرئيس الراحل كميل شمعون، كان المطار الدولي تصنيفه السادس عالمياً ، كانت تحتل مصارف لبنان الأول على قارة آسيا، لم يكن هذا فحسب بل كانت تقرض بالليرة اللبنانية دولاً كالهند
عوامل الإنهيار :
- العزلة عن الجيران
لاشك أن أحد العوامل الرئيسية التي تدفع لبنان أن يكون على شفا الإنفجار هي العزلة عن الجيران والتي تفاقمت بوجود ميشيل عون وسيطرة حزب الله الذي أخذ لبنان بعيداً عن الأشقاء العرب والخليج الذي تربطه صراعات بهم ، في حين أن لبنان كانت منذ اعلان دولة لبنان الكبير قبل مائة عام ظلت خلال تلك الحقبة مرتعا للسياحة ، وكان يطلق عليها سويسرا الشرق فقد استطاعت أن تجلب الكثير من الاستثمارات العربية والخليجية ؛ حيث كانت مقراً إقليميا للتجارة والسياحة بين الشرق والغرب وكانت تسيطر على الأسواق العربية بمنتجاتها وكانت ملاذا للسياح الخليجيين
- الإدارة السياسية الفاشلة
يمكن القول بأنه منذ اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ولبنان داخل نفق مظلم ؛ بسبب قيادة غير واعية دفعت حزب الله للسيطرة بشكل غير مباشر كان ذلك أحد العوامل الرئيسيه للتراجع الاقتصادي والعجز في ميزان المدفوعات وتراجع نسب النمو وارتفاع نسب المديونية وتفشي الفوضى وجشع التجار حتى بلغ الدولار 15000 ليرة والتي تسبب انهيار الليره إلى تدهور القيمة الشرائية للمواطن اللبناني حتى وصل الأمر اليوم في لبنان بعد انعقاد اجتماعات بين كل من الدكتور شربل قرداحي المستشار المالي لرئيس الجمهورية مع رياض سلامة حاكم مصرف لبنان وخرجت الاجتماعات بالحل الذي لا يقبله العقل وهو انشاء منصة الكترونيه لتحديد سعر صرف الدولار هل هؤلاء لديهم عقل ليديرون بلد أي منصة تلك ستعمل على تثبيت سعر الدولار وتخفيضه
- الصراع السوري
نجم عن الصراع السوري والثورة السورية لجوء مليونا ونصف سوري إلى لبنان كان لهذا الحدث تأثيراً على تراجع اقتصاد لبنان في مواجهة استضافة اللاجئين السوريين ، بل وصل الأمر إلى دعم حزب الله للنظام السوري من خلال القطاع المصرفي اللبناني بحوالي 8 مليار دولار تقريبا ، حيث أصبحت أموال لبنان ليست للبنانيين ولكن لحزب الله ولنظام بشار أو بالمعنى الأصح والأدق " أموال لبنان تنهبها إيران "
- الكورونا والمستلزمات الطبية
لا شك أن أزمة كورونا أثرت على العالم كله لاسيما لبنان التي أصبحت منغلقة أكثر وأغلقت السياحة والمؤسسات وبالتالي تراجعت التجارة والاقتصاد بها وخسارة عشرات الآلاف من اللبنانيين لوظائفهم ومصادر دخلهم إلى جانب المؤسسات الصحية التي عانت من نقص الموارد والعلاج خلال تلك الفترة والتي تسببت في مزيد من العجز الإقتصادي نتيجة استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية من خلال الإحتياطات الالزامية للمصارف الأمر الذي يشكل عبئا على مستقبل لبنان
الحل :
- حكومة مستقلة متخصصة بعيداً عن الأحزاب
لست إقتصادياً لم يسبقني مثيل وليست لبنان خالية من الإقتصاديين وليست حلول خارج الصندوق بل توجد حلول لكن تكمن إشكالية تنفيذ تلك هي تلك الإدارة السياسية القائمة بلبنان لهذا فإن قبل تنفيذ الحلول الإقتصادية لابد في المقام الأول التخلص من تلك الحكومة القائمة وتكون هناك حكومة وطنية تكنوقراطية متخصصة بعيدة تماما عن الأحزاب السياسية حتى السياسيين الذين يرفضون التدخل الايراني كالوزير السابق نهاد المشنوق فمن تحليلاتي للمشهد اللبناني ان ادارة متخصصة بعيداً عن الأحزاب والتمويل الخارجي سواء كان ايراني أو سعودي سيعمل على تعافي الاقتصاد اللبناني يلي ذلك تطبيق وتنفيذ الحلول الإقتصادية بطبيبعة الحال فإن تولي حكومة وطنية متخصصة بعيدة عن الأحزاب وعن حزب الله سيعيد لبنان لوضعها كإقليم دولي ومن ثم تفتح أبوابها للخليج و للدول العربية والأجنبية
- التفاوض مع صندوق النقد الدولي
نتيجة لتلك الأزمات السابقة لايمكن للبنان أن يعود إقتصادها إلا بتسوية حقيقية و القيام بمشروع إصلاحي والتقدم به لصندوق النقد الدولي لتمويله وبالتالي سيتم توحيد سعر صرف الدولار ولن يكون هناك سوق سوداء

#محمد_فوزي_هاشم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات