محمد فوزي هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 6535 - 2020 / 4 / 11 - 22:38
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
المنسق العام لحركة تحرر
لأننا نزعنا من قلوبنا الشوق والخير، وزرعنا بصدورنا الشوك والشر ، لأن الفساد بالبلاد والعباد استشرى ، لأنه لم يعد هناك مكان للعظة والعبره ، لأن الظلم استفحل في أرجاء المعموره ، لأننا تجاهلنا قيمة العلم وانسقنا نحو الاسفاف والاستخفاف ، انخرطنا في اللهو والاسراف ، انعدمت من قاموسنا الأخلاق والعفاف ، صارت أفكارنا مشوهة ومشوشة ، لأننا في لحظة تصورنا أنه لا مكان لأن نخاف ، تجاهلنا المعتقلين بالأمس فأجبرنا جميعا في بيوتنا بالحبس ، تهاوننا وتقاعسنا عن حماية القدس ، انجرفنا وانحرفنا خلف الرقص ، تجبرنا وطغينا حتى جاء الوقت الذي في بيوتنا نجلس ، حتى جاء الوقت الذي نتعظ وندرس ، جاء الوقت الذي نعود فيه إلى قيمنا رغم انفنا ، جاء الوقت الذي نجلس في بيوتنا مجبرين بعد أن كنا جبارين ، أغلقت في وجوهنا المساجد والكنائس والمعابد مرغمين بعد أن كنا بذلك مغرمين ، الآن شكراً كورونا
شكراً أيها الفايروس ، شكراً كورونا لأنك أجبرتنا بالالتزام في بيوتنا والجلوس ، لأنك زرعت الخوف في النفوس ، لأن البشرية عادت تهتم بقيمة العلم والعلماء والبحث العلمي وقيمة المعلم والقلم ، لأن أماكن التجمعات واللهو أغلقت ، لأننا أدركنا أن الصواريخ وتلك الأجهزة والجيوش لا تثمر ولاتغني من جوع ، فايروس لايرى بالعين المجرده ؛ تعجز تلك الإمكانات والقدرات أن تقف أمامه ، يحتل العالم كيفما شاء
شكراً كورونا لأنك جعلت رب الأسره يهتم ببيته ، جعلت الغني متساوي مع الفقير ، لأننا أصبحنا نهتم بالنظافة ، لأنك جعلت النهار معاشا والليل لباسا .
#محمد_فوزي_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟