أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - حماس وقرار الحرب الفلسطيني















المزيد.....

حماس وقرار الحرب الفلسطيني


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالقطع، من حق أي فلسطيني أو عراقي التعبير عن احتجاجه على احتلال بلده. وكذلك ليس من حق أي كان أن يلوم أو يقف بالضد من أي فلسطيني أو عراقي، يطالب ويعمل على تحرير بلده من وحشية وبطش قوة الاحتلال التي تحتل بلده.
ولكن، وبالمقابل، ليس من حق أي مواطن أو مجموعة صغيرة، من هذين البلدين، اتخاذ قرار حرب، غير محسوبة النتائج وأضرارها تفوق مكاسبها، بأضعاف مضاعفة، بشكل منفرد أو لأغراض وأهداف مبطنة، على حساب المجموع العام لشعبيّ البلدين.
وبغض النظر عن مدى صلاح أو أهلية أو طرق حساب السلطة الوطنية الفلسطينية الرسمية في رام الله، أو اختلاف أو معارضة بعض الجهات لها، فإن هذه السلطة هي الممثل الرسمي الوحيد للشعب الفلسطيني، والذي يحق لها أخذ القرار باسمه، المعترف به رسمياً، من قبل دول العالم والأمم المتحدة؛ فكيف يحق لمنظمة حماس أن تتخذ قرار حرب، وهي مجرد فصيل صغير، بالنيابة عن شعب كامل وسلطته الرسمية؟
الشعب الفلسطيني يقع عليه حيف وظلم قوات الاحتلال الإسرائيلي وتجبر واستهتار المستوطنين الصهاينة كل يوم، هذا ما لا ولن يختلف عليه أحد، ولكن هذا لا يمنح الحق لمنظمة حماس، وهي مجرد فصيل صغير، حق دخول الحرب مع دولة الاحتلال، بالنيابة عن الشعب الفلسطيني وسلطته الرسمية الشرعية، وخاصة إذا ما كانت نتائج الحرب لا تعود على الفلسطينيين بغير الموت ودمار مدنهم والمزيد من إجراءات بطش وتنكيل قوات الاحتلال.
وكمراقبين خارجيين، على مستوى التحليل، من حقنا أن نتساءل: ما هو وضع منظمة حماس الرسمي، وكيف ولماذا وبأي صلاحيات أو وضع قانوني/دستوري، تجتزئ قطاع غزة، من الأراضي والسلطة الفلسطينية، لتحكمه وحدها وتتفرد باتخاذ قرار الحرب نيابة عن مواطنيه وعن سلطة دولتهم الرسمية، التي عاصمتها رام الله؟
معروف لدينا، وبوقائع الأرض، أن حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، ومنذ ما قبل خوضها حرب عام 2014 ، لم يعد قرارها فلسطينياً خالصاً وباتت تدور في حلقة من العلاقات الخارجية، عربية وغير عربية، وكل جهة تحاول استثمارها وفق أجنداتها السياسية والأيديولوجية، المتعارضة تماماً مع مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية ككل، وأيضاً مصالح الجزء المقتطع منه، في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس وتتخذ منه (دولة) لنفسها وخارج سيطرة إرادة وقرار حكومة السلطة الفلسطينية الرسمية.
ماذا جنى فلسطينيو قطاع غزة من حرب حماس عام 2014 ليجنوه من حربها في منتصف مايو/آيار 2021؟ مئات القتلى من المواطنين العزل ودمار بيوتهم على رؤوسهم وفقدان أرزاقهم، والأهم، المزيد من إجراءات قوات الاحتلال التعسفية، من الحصار والتضييق والعزل والاعتقال، بعد توقف حماس عن حربها، بهزيمة جديدة.
المشكلة الكبرى، والتي أثارت عشرات التساؤلات حول نوايا وارتباطات حماس الخارجية وأهدافها المبطنة، هي أن حربها في عام 2021 تأتي في توقيت عجيب يتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية في حي الشيخ جراح، والتي حقق أبطالها السلميين تقدماً كبيراً ضد تجبر المستوطنين الصهاينة وحكومة بنيامين نتنياهو الإرهابية، وخاصة أمام الرأي العام الدولي ومنظماته الرسمية. فلماذا اختارت حماس هذه اللحظة بالذات لإطلاق صواريخها الإيرانية ولمصلحة من؟
وفي حساب الحقل والبيدر على الأرض، البعيد عن الحسابات والأهداف السياسية التي تسكن الأدراج المقفلة: كم عسكرياً اسرائيلياً قتلت صواريخ إسماعيل هنية وخالد مشعل، مقابل ما سحقت الصواريخ الصهيونية من فلسطينيي القطاع؟ كم بناية دولة ومؤسسة عسكرية هدمت، مقابل ما هدمت الصواريخ الإسرائيلية من بيوت وبنايات ومصادر رزق سكان القطاع؟ والأهم من كل هذا، كم سيجني سكان القطاع من اعتقالات من بين أبنائهم ومن تشديد إجراءات القمع والحصار والتضييق، سواء داخل القطاع أو على منافذ العبور، منه وإليه؟
وعلى خارطة الحرب على أرض قطاع غزة: أين إسماعيل هنية وخالد مشعل؟ لم لم يقتل أي منهما؟ لم لم يقتل ابن لأي منهما من أثر الصواريخ الإسرائيلية؟ بل ولا حتى أي من أقربائهما البعيدين؟ لم لم يصب أي صاروخ لا بيت هنية ولا مشعل، (اللذان يسكنانهما فعلاً، وليس البيوت الصورية التي يستغلانها للتمويه) لتظهرهما كاميرات المراسلين أمام شاشات الفضائيات وهما مدفونين بالأتربة ويحاولان تخليص نفسيهما من تحت الأنقاض؟
إنها حرب إيرانية إسرائيلية، بأيدي ودماء فلسطينية، وليست حرب حق الشعب الفلسطيني في أرضه. حرب سياسية، تحكمها اعتبارات وأهداف توازن طاولة مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، الجارية جوالتها في فيينا حالياً ولا علاقة لها بأي حق فلسطيني في أرضه أو مشروع قيام دولة الشعب الفلسطيني على أرضه المسلوبة.
إنها حرب المليشيات الإيرانية، التي تقاتل عن المشروع الإيراني بالنيابة، من أجل أن تقول إيران أنها تملك وسائل ضغطها الفاعلة والمؤثرة، على حليفة أمريكا الأولى، وعلى أرضها، من أجل اجبار الولايات المتحدة على رفع العقوبات الاقتصادية والأفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، كخطوة أولى، قبل بحث تفاصيل الملف النووي الإيراني، كما تشتهي القيادة الإيرانية.
وقد تكشف لنا كمراقبين، ومنذ الخطوات الأولى لانفصال قيادات حماس والجهاد الإسلامي عن قرار السلطة الفلسطينية الرسمي، بل و(لاستقلالها في قطاع غزة) أنها لا تتوقف، بل ولا تهتم أي اهتمام، بآثار انشقاقها هذا على وحدة وثقل القرار الفلسطيني، الممثل للشعب الفلسطيني، أمام سلطة الاحتلال والمجتمع الدولي، والمتمثل بسلطته الرسمية والمعترف بها دولياً في رام الله، كعاصمة مؤقتة للسلطة الفلسطينية، وكل ما يهم أشخاص هذه القيادة هو تحقيق المكاسب السياسية والمادية، الشخصية والفئوية.
وطبعاً هذا لا يسقط المسؤولية عن محمود عباس وباقي قيادات فتح، التي لا تكتفي بالتشبث بالسلطة، بل وراوغت مؤخراً وتذرعت بحجة واهية من أجل تأجيل عملية الانتخابات، من أجل بقائها في السلطة واستمرار تفردها بالقرار الفلسطيني ومصير الشعب لوحدها.
حماس التي تنازع فتح على سلطة القرار الفلسطيني، تستغل السلاح لتغيير المعادلة وخطف حق التفاوض لنفسها، متناسية أن قرار السلاح الذي يصلها هو قرار سياسي، وبالتالي فإن عليها تسديد ثمنه لمانحه، بصيغة مواقف وقرارات حرب خاسرة، وربما حرب هذه الأيام لن تكون آخرها.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبقة سياسية هرمة
- الانتخابات العراقية والجهد المهدور
- صورة لعالم ما بعد الجائحة
- لو كنت فناناً
- وجه ألبير كامو اللئيم
- ساعة أمام المرآة يا عراقيين
- طرقة حذاء خروتشوف
- لا تختلي بجسدك... فأنت أقل من كلب
- النزول بصوت... كخدش ركبة
- النيازك تسقط لأسباب دراماتيكية
- الحب بلون أكبر
- طرف الدانتيل الأقرب للوقيعة
- الحياة لم يكن فيها جديداً
- نهرٌ ينتظر دخول الكادر
- أسباب العراق الطويلة... تتشبه بضفائر النساء
- الجانب الأيسر للقراصنة
- خرافات بحجمها الطبيعي
- مدخنة على قارعة البريد
- خارطة لتضاريس دم إمرأة
- تجريب حرب خاسرة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - حماس وقرار الحرب الفلسطيني