أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ساعة أمام المرآة يا عراقيين














المزيد.....

ساعة أمام المرآة يا عراقيين


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى، ها هي ذكرى احتلال بلدكم يا عراقيين في التاسع من نيسان/ابريل 2003، وآن لكم أن تقفوا أمام المرآة. ماذا حدث على أرضكم وما الذي أصابكم؟ هل يحتاج بعضكم لتذكيره بما حدث في ذلك اليوم، وعقب إعلان جورج دبليو بوش الابن، عن إتمام قواته احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين؟ لا أظن.
ما الذي حدث في ذلك اليوم المشؤوم؟ دخلت القوات الأمريكية محتلة لبلدكم وماحقة لشخصيته ووجوده، ككيان حضاري وكيان سياسي، قبل اسقاطها لتمثال صدام حسين وإعلانها لنهاية حكمه لبلدكم وليس لبلده، كما كانت تشيع وسائل إعلامه والمطبلين له.. ومن كان أولئك المطبلون؟ من بينكم وليس من خارج حدود العراق.
وبعد ثمانية عشر سنة من الاحتلال، هل آن لكم أن تتوقفوا لتحسبوا محصولكم من معادلة حقل وبيدر الاحتلال؟ نُسف بلدكم. مُسح من خارطة التحضر والحضارة الإنسانية ومُحق كيانه وعاد إلى عهد ما قبل الدولة؛ وكل هذا تم بتشريع قانون كونكرس دولة غير دولتكم وبضغط، كما تدعي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، من معارضتكم التي تحكمك اليوم. فهل محصول بيدر معارضتكم أفضل من محصول الحقل الذي كان بين أيديكم، أو يساويه على الأقل؟
صدام حسين كان دكتاتوراً وطاغية ومصاب بجنون العظمة، لا خلاف على هذا، ولكن هل وحده الذي تفرد بهذه الصفات من بين حكام عهدكم الجمهوري يا عراقيين، ومنذ حكم عبدالكريم قاسم، الذي استولى على السلطة في 14 /تموز/1958 ، والذي نصب نفسه رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع، وتفرد بصناعة كل قرارات الدولة، من دون النظر أو مجرد الالتفات لوجود مجلس السيادة ورئيسه حينها؟
ألم يكن عبدالكريم قاسم دكتاتوراً موتوراً ومصاباً بجنون العظمة؟ ألم يصل إلى السلطة بانقلاب عسكري؟ لمن أشرك معه في اتخاذ قرارات الدولة؟ ألم يطبع صوره على أباريق الشاي وصحون الطعام وبطانيات القوات المسلحة وبالونات لعب الأطفال؟
ومن بعده، كيف كان خلفه عبدالسلام عارف... ووصولاً إلى صدام؛ هل كان بينهم من نستطيع أن نستثنيه من غباء وتجبر ونرجسية وجنون عظمة قادة عهدنا الجمهوري؟
كم سيغضب من العراقيين إذا ما قلت أن كل هؤلاء وبكل جنونهم، بما فيهم حكام عهد الاحتلال الأمريكي، هم نتاج البيئة الاجتماعية والثقافية العراقيتين؟ إنهم يمثلونكم يا عراقيين، وخاصة في لحظة جنونكم التي تبعت إسقاط تمثال صدام حسين، عندما خرجتم في تلك الساعة بالذات لتكسيير أبواب مؤسسات دولتكم وتهديم مبانيها من أجل نهب محتوياتها من الآثاث والأموال.. ألم يحدث هذا؟
أتعرفون أي صورة أعطيتم للعالم عن أنفسكم في ذلك اليوم؟ إذا كان الاحتلال الأمريكي قد محا هيكلية وشكل وكيان الدولة العراقية باحتلاله، فأنتم محوتم تاريخكم وحضارتكم وثقافتكم بصيغة نهبكم وتدميركم لمؤسسات دولتكم. أين كانت عقولكم لحظتها؟
لماذا رضيتم أن تظهروا لمحتلكم وللعالم كله أنكم شعباً سيئاً ومتخلفاً إلى حد أن تساعدوا المحتل في تفليش دولتكم وإحالة مؤسساتها إلى خراب؟ هل فكرتم كيف ستديرون أمر بلدكم بعد كل ذلك الخراب؟
ما يحيرني ويحير جميع المراقبين وعقلاء العالم: أين كان ينام كل هذا الشر فيكم؟ سيقول البعض أنت تخلط الأمور، أولئك ليسوا سوى نفر ضال وقلة من العوام الذين نال منهم الجوع.. كلا، ليسوا قلة، بل هم ذات المجموع الذي قام بـ (فرهود) عام 1941 والكاميرات وثقت ضخامة أعداد (الفرهودين).
أين تقوم المشكلة؟ هل هي نفسية/تركيبية أم ثقافية؟ في الحالين لا تدلل إلا على الجنون ولا يقبل لها عذر، لأن وجهها الثاني كان استقبالكم، وبالأحضان، لمن جاء على ظهر دبابات المحتل ليحكمكم، وبالتالي ليثبت لكم، ولتثبت لكم ثمانية عشر عاماً من حكمهم أنهم لا يقلون سوءاً عن صدام... بل فاقوه.
هل آن لنا أن نقف أمام المرآة ونسأل أنفسنا: ما الذي حصل لنا وكيف حصل؟ كيف تماهينا مع جرائم المحتل، ومن جاء بهم على ظهر دباباته ليحكمنا، وذبنا فيها حتى صارت صيغة حياة لنا؟ هل أبشع وأكثر سوءاً من أن تقبلوا أن يحكمكم أذناب المحتل وأدواته يا عراقيين؟
هل عاد فيكم وفي وطنكم ما يمكن اعتباره متماسكاً ويدلل على إرادة تسعى للنهوض من جديد؟ إن أخطر ما تصدع فيكم هو ثقتكم ببعضكم البعض.. لقد نال منكم الاحتلال وأدواته في وحدة نسيجكم وأحالكم إلى فرق وطوائف وشيعاً وأحزاب وتكتلات، والكل لا هم له غير الوصول إلى السلطة من أجل الانتقام من البقية... أليست هذه هي الحقيقة؟
من خان من يا عراقيين؟ هل خنتم أنفسكم؟
ما أعرفه هو أن الوطن، الأرض، التراب، الماء، أبنية المؤسسات، المال العام، سلاح وأجهزة مؤسسات الجيش والشرطة، لا تخون أحداً لأنها جمادات! هل غُرر بكم وأسقطتم في فخ الخيانة؟!
لعمري، إن قالها أحد، فهي عذر أقبح من ذنب!



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرقة حذاء خروتشوف
- لا تختلي بجسدك... فأنت أقل من كلب
- النزول بصوت... كخدش ركبة
- النيازك تسقط لأسباب دراماتيكية
- الحب بلون أكبر
- طرف الدانتيل الأقرب للوقيعة
- الحياة لم يكن فيها جديداً
- نهرٌ ينتظر دخول الكادر
- أسباب العراق الطويلة... تتشبه بضفائر النساء
- الجانب الأيسر للقراصنة
- خرافات بحجمها الطبيعي
- مدخنة على قارعة البريد
- خارطة لتضاريس دم إمرأة
- تجريب حرب خاسرة
- علبة لحوم معلبة
- قصة سيئة التأليف
- مبنى بلدية... وحب
- فنان رصيف متخيل
- تقشير إضطراري
- بستاني يطابق الادعاء


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - ساعة أمام المرآة يا عراقيين