أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الانتخابات العراقية والجهد المهدور














المزيد.....

الانتخابات العراقية والجهد المهدور


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ببساطة، جهد انتخابات تشرين أول / أكتوبر المقبل، العراقية، جهد مهدور ولا طائل من ورائه. فالبلد الذي تفوز في انتخاباته، في عام 2010 ، قائمة وبصورة رسمية ومعلنة (قائمة إياد علاوي)، ومن ثم تستولي على السلطة قائمة خاسرة (قائمة نوري المالكي)، فهذه انتخابات تلهية وضحك على الذقون.
سيقول البعض كلا والوضع اختلف الآن، لأن انتخابات تشرين هذا العام تأتي كنتيجة وتلبية لمطلب انتفاضة شعبية وتضحيات كبيرة بذلها شباب انتفاضة تشرين؛ وسنقول انظروا إلى تحركات وتحالفات وإعادة تدوير وجوه (نادي الأحزاب السياسية)، التي تسلمت السلطة، عقب الاحتلال الأمريكي للعراق، فهي تقول أن لا أمل في تغيير يطال سداة ولحمة سجادة الحكم، وإن ما يعد له مطبخ هذا النادي هو تغيير بعض ألوان خيوط السجادة لا أكثر.
يُفترض أن فترة حكم العقدين الماضيين من عمر دولة ما بعد نيسان 2003 ، قد أكسبتنا معرفة تامة بأن الوجوه التي سيطرت على السلطة، سواء كانت أحزاباً أو تكتلات سياسية أو كتل برلمانية، لا يمكن أن تتخلى عن السلطة وامتيازاتها وثرواتها، حتى لو أحرقت العراق كاملاً، فكيف نأمل من هذه الوجوه أن تترك السلطة في انتخابات تمتلك كل أدوات التحكم في مفاصلها وتغيير ألوان الثياب التي تخرج بها أمام شاشات التلفزيون، إرضاءً لمطالب مجموعة من الشباب الطائشين، كما صرح أغلب ساسة عهدنا الديمقراطي؟
يعرف الجميع، عراقيين وغير عراقيين، أن اللعبة السياسية التي تجري على أرض عراق ما بعد 2003 ، هي لعبة خارجية أكثر مما هي عراقية، وأن لكل وجه وحزب وتكتل سياسي، (سني وشيعي وكردي) مرجعيته ومحركه الخارجي، وعليه فإن هذه المرجعيات هي التي لن تسمح بإحداث تغييرات كبيرة أو جوهرية (في خارطة مواقع السلطة) وتضر بمصالحها، حتى لو أرادت بعض وجوه السلطة ذلك. ومن سيشكك في هذا فسأعود لأذكره بانقلاب انتخابات آذار عام 2010 ، الذي قاده نوري المالكي وائتلاف دولة قانونه، لأن فوز ائتلاف إياد علاوي في تلك الانتخابات، جاء بالضد من مصلحة المرجعية الخارجية التي تحرك نوري المالكي وائتلافه في خارطة السلطة العراقية.
إذاً ما صورة انتخابات تشرين أول 2021 ، في ضوء الانتخابات التي سبقتها، والتي شهدت إحداها (انتخابات 2010 ، التي أشرت لعملية تغيير جذرية تضر بمصالح أخطر وأقوى الأطراف الخارجية المتدخلة في الشأن العراقي) عملية انقلاب سافرة ووقحة وبأعتى صور التسلط والدكتاتورية والاستقواء بالقوى الخارجية، والتي لم تكتفي بسلب السلطة من القائمة الفائزة، بل أمعنت في تفكيكها وتهميش دور زعيمها، بل وحتى ملاحقته وتهديد حياته.
بم ستختلف إذاً صورة انتخابات أكتوبر / تشرين أول القادم عما سبقتها؟
نعم ستجرى تغييرات على بعض ألوان سجادة السلطة، وكلنا نشهد هذا الآن: تشكيل حزب أو تكتل انتخابي باسم شباب انتفاضة تشرين، تغيير أسماء التكتلات الانتخابية لأحزاب السلطة أو أحزاب السلطة الثابتين، تطعيم هذه التكتلات بوجوه شبابية (تحت مسمى شباب الانتفاضة)، تغيير طريقة وصيغ القوائم الانتخابية وطريقة احتساب الأصوات وفق المناطق الانتخابية... و... ولكن وفي النهاية، من هي وجوه مفوضية الانتخابات وبترشيح من وصلت لمواقعها وبيد من خيوطها؟ وما هي مساحة الاشراف الدولي والأممي (نسبة إلى منظمة الأمم المتحدة) التي سيسمح بها مطبخ نادي الأحزاب السياسية المسيطرة على السلطة؟
ما الحل أمام هذه الصورة القاتمة؟ أن يشارك الشعب في الانتخابات بكل قوة ويصوّت لقوائم أبطال انتفاضة تشرين، وباقي القوائم الوطنية والعلمانية، من أجل قلب المعادلة السياسية ومعادلة السلطة لصاله – الشعب أعني؛ ولكن مع ضمان نزاهة مفوضية الانتخابات والانتخابات التي ستنظمها وتشرف على فرز نتائجها، وهذا هو المستحيل بعينه، في ظل هيمنة أحزاب السلطة الحالية على جميع مرافق الدولة وأموالها ومفوضية الانتخابات وما يسمى بالمحكمة الاتحادية، الجهة التي يمكن أن يلجأ إليها الشعب أو أحزابه، في حال ظهور تلاعب أو تزوير في نتائج الانتخابات!
إذن لندع يوم انتخاباتهم لهم ولأحزابهم وأقاربهم، وليركن الشعب إلى المقاطعة والاعتصام في البيوت. ليمررهم الشعب بيوم احتجاج صامت، لا يرون في سمائه غير غربان النعيق والشؤم، قبل ان يكون اليوم التالي بداية للعصيان المدني، بل ويوم احتجاج الشعب وثورته، بكل الوسائل التي تبيحها القوانين الأخلاقية والإنسانية والدولية في حق أي شعب في الدفاع عن نفسه وعن وطنه وعن حقوقه، ضد قاهريه ومحتليه، الداخليين والخارجيين، على حد سواء.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة لعالم ما بعد الجائحة
- لو كنت فناناً
- وجه ألبير كامو اللئيم
- ساعة أمام المرآة يا عراقيين
- طرقة حذاء خروتشوف
- لا تختلي بجسدك... فأنت أقل من كلب
- النزول بصوت... كخدش ركبة
- النيازك تسقط لأسباب دراماتيكية
- الحب بلون أكبر
- طرف الدانتيل الأقرب للوقيعة
- الحياة لم يكن فيها جديداً
- نهرٌ ينتظر دخول الكادر
- أسباب العراق الطويلة... تتشبه بضفائر النساء
- الجانب الأيسر للقراصنة
- خرافات بحجمها الطبيعي
- مدخنة على قارعة البريد
- خارطة لتضاريس دم إمرأة
- تجريب حرب خاسرة
- علبة لحوم معلبة
- قصة سيئة التأليف


المزيد.....




- هاجمتها وجذبتها من شعرها.. كاميرا ترصد والدة طالبة تعتدي بال ...
- ضربات متبادلة بين إيران وإسرائيل.. هل انتهت المواجهات عند هذ ...
- هل الولايات المتحدة جادة في حل الدولتين؟
- العراق.. قتيل وجرحى في -انفجار- بقاعدة للجيش والحشد الشعبي
- بيسكوف يتهم القوات الأوكرانية بتعمد استهداف الصحفيين الروس
- -نيويورك تايمز-: الدبابات الغربية باهظة الثمن تبدو ضعيفة أما ...
- مستشفى بريطاني يقر بتسليم رضيع للأم الخطأ في قسم الولادة
- قتيل وجرحى في انفجار بقاعدة عسكرية في العراق وأميركا تنفي مس ...
- شهداء بقصف إسرائيلي على رفح والاحتلال يرتكب 4 مجازر في القطا ...
- لماذا يستمر -الاحتجاز القسري- لسياسيين معارضين بتونس؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الانتخابات العراقية والجهد المهدور