80 دولة حول العالم تحتفل بالأول من أيار

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كنا نعتقد أن الاحتفال بأول أيار هو من ضمن التقاليد الشيوعية ، ولم يكن الاحتفال عند الشيوعيين السوريين يتم علانية إلا بعد تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية حيث تغض السلطة الطرف عن الاحتفال، وكنا بالأساس نرسل التحايا و التضامن في كلماتنا بعد نسخها عن نضال الشّعب ، ومع هذا فقد كان للشيوعية طعمها الخاص عندنا نحن الشباب في تلك الفترة، كنا نفسرها كسعي للعدالة الاجتماعية ، و بالنسبة لي كنت أنهمك بتأليف المسرحيات و إعداد الحفلات للمناسبات مثل يوم المرأة وقد كنت حرّة في اختياري بمعنى أن عوالمي لم تكن مفتوحة مثلها بعد الثورة التقنية ، لكنّني أكتب بما أراه حسب تفكيري حينها ، وربما كان من أفضل صديقاتي هن الشيوعيات التي عملنا معاً ، ومع أنني تركت الحزب الشيوعي منذ زمن طويل ، فقد دعيت للاحتفال مرة مع الأحزاب الكردية، ومرة مع الأحزاب الآثورية، ومما لفت نظري أن أغلب أصدقائي في الحزب قد انضموا للتنظيمات القومية وتركوا الحزب الشيوعي ، لكن الأول من أيار ليس شيوعيا حتى لو احتفل الاتحاد السوفياتي السابق به.
الاحتفال بهذه العطلة الدولية في الأول من مايو. يرتبط بشكل شائع بإحياء ذكرى إنجازات الحركة العمالية. قد تُعرف العطلة أيضًا باسم يوم العمال العالمي أو عيد العمال وتتميز بعطلة عامة في أكثر من 80 دولة في العالم.
أقيمت أول احتفالات عيد العمال التي تركز على العمال في الأول من مايو 1890 بعد إعلانها من قبل المؤتمر الدولي الأول للأحزاب الاشتراكية في أوروبا في 14 يوليو 1889 في باريس ، فرنسا ، لتخصيص الأول من مايو من كل عام "يوم العمال للوحدة الدولية. والتضامن".لكن لابد من إلقاء نظرة عن الوضع في أمريكا.
بدأت أعمال الشغب في ميدان هايماركت في شيكاغو كمظاهرات سلمية حول التأسيس القانوني لمدة ثماني ساعات في اليوم.
في مسيرة احتجاجية في 4 مايو 1890 ، ألقيت قنبلة على الشرطة أثناء محاولتها تفريق الحشود ، مما أدى إلى مقتل العديد من ضباط الشرطة وبعض المدنيين.
على الرغم من أن يوم العمل الذي يستغرق ثماني ساعات لم يتم اعتماده بالكامل في جميع أنحاء أمريكا حتى القرن العشرين ، إلا أن الأحداث في شيكاغو ألهمت احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء أوروبا ، مما جعل الأول من مايو هو يوم الاعتراف بحقوق العمال في جميع أنحاء العالم.
في القرن العشرين ، حظي العيد بالتأييد الرسمي من الاتحاد السوفيتي ، واحتفل به أيضًا باعتباره يوم التضامن العالمي للعمال ، وخاصة في بعض الدول الشيوعية. غالبًا ما كانت الاحتفالات في البلدان الشيوعية خلال حقبة الحرب الباردة تتألف من عروض عسكرية كبيرة مع عرض أحدث الأسلحة بالإضافة إلى عروض عامة الناس لدعم الحكومة.
من الغريب (نظرًا لأصل تاريخ الأول من مايو) بأن الولايات المتحدة ب تحتفل بعيد العمال في أول يوم اثنين من شهر سبتمبر (الأول من مايو هو يوم الولاء ، وهو عطلة قانونية ولكنها غير معترف بها على نطاق واسع في الولايات المتحدة). هناك بعض الاقتراحات بأن السبب في ذلك هو تجنب إحياء ذكرى أعمال الشغب التي حدثت في عام 1886. وكان اعتماد الشيوعيين والاشتراكيين عيد العمال كعطلة أساسية لهم سبباًآخر للمقاومة الرسمية لاحتفالات عيد العمال في عام 1886. أمريكا.
تحتفل كندا وأستراليا ونيوزيلندا وهولندا أيضًا بعيد العمال في تواريخ مختلفة ؛ على الرغم من أن ذلك يتعلق بكيفية نشوء العطلة في تلك البلدان.
لطالما كان عيد العمال نقطة محورية للمظاهرات من قبل مختلف الجماعات الشيوعية والاشتراكية والفوضوية.
كان الأول من مايو أيضًا عطلة وثنية في أجزاء كثيرة من أوروبا ، وتمتد جذورها كعطلة إلى بيلتان الغيلية. كان يعتبر آخر أيام الشتاء عند بداية فصل الصيف.
خلال العصر الروماني ، كان يُنظر إلى الأول من مايو على أنه فترة رئيسية للاحتفال بالخصوبة وقدوم الربيع. أقيم المهرجان الروماني لفورا ، إلهة الزهور وموسم الربيع ، بين 28 أبريل و 3 مايو..
تشمل طقوس واحتفالات عيد العمال باللغة الإنجليزية التقليدية رقص موريس ، تتويج ملكة مايو ، والرقص حول مايبول. الاحتفالات التي جعلت منه احتفالًا موسمياً شهيراً في إنجلترا في العصور الوسطى.
تحتفل الدكتاتوريات العربية بالأول من أيار بشكل رسمي كونها تعتبر نفسها المدافع عن حقوق العمال و الفلاحين. أما في سورية ، التي تحتفل به بشكل رسمي ، لكن مع الوضع الحالي فإنّ اإسلامويين يعتبرونه عيد شيوعي ، و من يدعون أنهم ليبراليون -طبعاً لا يوجد ليبرالي في سورية-يعتبرونه عيداً أكل عليه الدهر وشرب ، لكن لا زالت ثمانين دولة في العالم إضافة إلى الدول الشيوعية تحتفل به كونه يتعلق بحقوق طبقة كبيرة من المجتمع هي الطبقة العاملة .

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات