أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - جنون عظمة سوري














المزيد.....

جنون عظمة سوري


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد إنسان كامل ، وجميعنا لديه عقدة نقص ما لا أحد يعرفها غيره ، يغطي عليها بطريقته في تقديم نفسه ، وتضخيم ما لديه بعض الشيء ، وبحياء أيضاً . هذا ما كان ، لكن ليس هذا هو واقع الحال . في العالم الافتراضي لا يلزم أن تعود لمصادر كي تدرس سلوكية الفرد فأمامك أقواله و أفعاله، وهو علم قائم اسمه علم دراسة الخطوط حيث يحللون فيه شخصية ما من خلال كتابته، أو أقواله .
إذا افترضنا أنّ الثورة السورية التي كانت في البداية عفوية ، و التي سيطرت عليها فيما بعد الحركات الإسلامية و العقائدية حيث ترى ثائر وعلى صفحته صورة عبد الناصر ، أو صدام، أو إلا أنت يارسول الله. تسأل نفسك : لماذا أثور إن كان هؤلاء من يقود؟ لكن كلمة ثورة كبيرة ، وعلى مرّ التاريخ لم تنتصر الثورات بما فيها الثورة الفرنسية التي استغرقت مئة عام حتى انتصر العقل التنويري .
أردت أن أجري مسحاً فيسبوكياً لبعض أصدقائي ، و أنا لا أحذف أحداً إلا إذا كان سوف يتسبب لي بمشكلة في السفارات لأن الفيسبوك أصبح هو المعرّف لشخصك ، فعندما قدمت ابنتي على عمل -كطبيبة – للمرة الأولى قالت لها المسؤولة رأينا على الفيس بوك الخاص بك ، وعرفنا أنه يمكنك ممارسة المهنة . كما أن حفيدتي تحذف كل شخص قد يثيرالشبهة سواء إسلامية، أو إرهابية، أو لا تتناسب مع القيم مثل أن تكون صورته وهو يدخن سيجارة، أو شيشة، أو أمامه كأس نبيذ لأنّ بعض الأعمال من الدرجة الآولى يجب أن يكون المتقدم لها على قيم اجتماعية عالية، وهي تطمح في ذلك.
من خلال المسح الفيسبوكي اكتشفت أن أغلب من يدّعون أنّهم ضد نظام الأسد كانوا يحظون بوظائف محترمة في ظل نظام الأسد ، و أن أغلبهم هو منع على الآخر الوصول ، و اليوم أصبح الضابط السّابق ، و الممثل السابق ، والكاتب السّابق يقودون منصات ثورية تستبعدك ، ولديها طموح التمويل من الاتحاد الأوروبي ، أو جمعيات إنسانية، وتنجح في ذلك لأن لديها ضمن المؤسسات الغربية دعم من " الجماعات السّورية داخل تلك المؤسسات ".
عندما قرأت ما يتباهون به حول عظمتهم، وتفرّدهم في أيصال القضية السّورية إلى العالمية عرفت أن قضية المظلومين قد ماتت ، و أن النّضال ضد الدكتاتور كلمة عابرة إن كان كل منا دكتاتوراً ، إضافة إلى ذلك عدد الذين أنشأوا قنوات يوتيوب خصيصاً لهذا الموضوع ، ولغة جسدهم تقول عندما يظهرون على الشاشة " نحن تافهون" .
أهم ما تميزه المرحلة الحالية هو النّفاق، و التّمسح بأصحاب المال و السلطة، وهنا لا زلت أتحدّث عمن هم في الخارج من السوريين ، حيث أن بعض السوريين لم يغادره المال ولا السلطة، ولا زال السوري يتمسح به.
الكثير من السوريين ، وبخاصة النساء حولوا الفيس بوك للعمل ، وهم يربحون منه ومن حقنا أن نحترم جهودهم، كما أن البعض خصص اليوتيوب للربح ، وهذا أيضاً عمل لا غبار عليه.
أمام تلك الفوضى عند السوريين في الخارج ، وجنون العظمة الذي ملأ نفوسهم ، يوجد سوريون في الداخل يحاربون من أجل البقاء على قيد الحياة ، يسجلون الواقع على الفيسبوك ، وربما الكثير منهم أعلى " ثقافة" ، و أرقى قيماً ، يسجلون يومياتهم مع القهر ، يكافحون من أجل القيم الاجتماعية حيث قطعوا أملهم من التغيير ، وهم أيضاً يلتمون على بعضهم " افتراضياً" ، و أغلبهم يحمل قيماً عالية لم تلوّثها المناصب . في سورية الداخل لم يعد هناك معارضة وموالاة إلا في حدود ما . هناك توافق على أنّ الحياة مستحيلة إلا بوجود الخبز و الدواء ، و المدارس، وهذا غير موجود ، قد يوحّد الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة أغلب السوريين في الداخل، لكن هذا أيضاً لن يغيّر بالموضوع لأنّ السوريين فقدوا صلاحيتهم في أن يكونوا لاعبين أساسيين في القرار، تبين أنّ من " كلفوا" باللعب قد لعبوا من أجل جيوبهم ، و أغلبهم يبيض الأموال .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الهاوية -5-
- موسم أزهار الكرز
- معاناة الغجر مع النّازية
- طريق الهاوية -4*
- عندما يموت الإله
- كزانية
- طريق الهاوية -3-
- التحرش الجنسي بالأطفال
- سقوط المرحلة
- 150 عاماً مضى على كومونة باريس
- غاندي و النساء العاريات في سريره
- البطل ، وسكين المطبخ
- لا أعرف الشّام
- عمليات التجميل بين الحقيقة و الوهم
- العلاقات العائلية الدّافئة، وخط الفقر
- نعيش على أفكار السّلطان
- طريق الهاوية -2-
- الطلاق التعسفي وفق قانون متعسف
- التثوّر، و الثورجية
- طريق الهاوية


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - جنون عظمة سوري