أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية















المزيد.....

طريق الهاوية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 24 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


رواية

1
كلّما اقتربت من البشر أخاف .
نصبوا أنفسهم حراساً .
أنزوي وحيدة أفكر في العيش
دعني أعيش، لا ترهبني لا يمكن أن أقضي عمري هباء،
لا أحد يستطيع اصطياد روحي، أو
يخلّدها بعد الممات .
لا تهدّد ، لا تتوعد ، فما أنت بعارف صفاتي.
أنا لحن الحياة ،
ناي من قصب ،
فرح ، غمام، شتاء ، ربيع ،
كلّ الحكايات
لماذا تكبّلني بالخوف ؟
من أنت في تاريخي ؟
لا أبحث عن إلهك ياهذا
فإلهي نور يشّع منّي
يطفئ عتمتك
كي تستمرّ الحياة.
. . .
أهرب من عيون من يراقبني، من حضرة من يهدّدني، ومن يرشدني إلى تعاليم الدّين. هم لا يعرفون ، فقط يخيفونك كي تقع في أسرهم.
أنا فاطمة ، عمري خمسة عشر عاماً . أبي يعمل عالم دين ، يربينا على الخوف من الله، ويعدّنا لدخول الجنّة . أصبحت أخاف النّار، وكلما أنّام أرى أنّني أحترق مع أنّني لا أخالف أبي .
عندما أراه يقبّل زوجته الجديدة ينتابني شعور بالكره له، و لها ، لكنّني لست راضية عن أمّي أيضاً فهي تطلب رضاه وكأنّه معبودها بينما لا يعيرها اهتماماً، بل يقول لها: " قلبي مليئ بالرحمة ، ولولا ذلك لطلّقتك، فقد أصبحت في الأربعين ولا تصلحين كزوجة ، لكنّني تركتك تكملين حياتك مع أولادك ، و أنا أنفق عليك فاحمدي الله"
تجيبه أمّي: " أرغب برضاك يا حاج!"
رأيت البارحة في حلمي الله . قال لي: والدك كاذب ، فهو ليس بعالم. هل يحتاج الإله إلى عالم ليقنع الناس بوجوده ؟ ثم قولي لي : ماذا قدّم للبشرية؟ هل اخترع دواء للكورونا مثلاً؟
قلت له: أين أجدك يا أبت عندما أحتاجك ؟
أشار إلى صدري ..
قال لي : "أنا أسكن فيك فلا تعرفينني منك."
أصبحت أستشيره في كل أمر فيجيبني ، قال:
خلقت كي تعيشي.
إذا كان الإله يدلني على طريق الحياة ، فلماذا الأوصياء ؟
قال أنّه يسكنني ، فماذا يسكنك أنت؟
خلقت كي أعيش كما كل البشر، وكما كل مخلوقات الأرض ، فلا أجمل من غزال يداعب الحياة في الصباح ، و لا أجمل من الطيور تمارس الحبّ . ما أجمل البشر عندما يتركون عمل الإله مستقلاً عنهم. الإله الذي يسكنني قال لي أن العلامة دعبول لا يعلم شيئاً . هو صاغ تعاليم قال أنها تعاليم الله . هو علامة بجسد النساء ، فلا مرّة سمعته يتحدّث سوى عن جسد المرأة، كنت أخجل من حديثه، و أمتعض من شكله ، فالله جميل ليس له ذقن ، ولا قفطان. هكذا قال لي، وحذرني من أن أرشد الناس إلى الإيمان . قال لي: " عندما خلق أوّل إنسان على الأرض عرف طريق الله دون علماء دين . هؤلاء الذين ترينهم أمامك هم من ساعد على تأجيج الحروب ، و أرغم الناس في الخضوع للسلطان تحت حجة الإيمان.
. ,. .
إهداء :
إلى نور بعيد يجعل من الحياة أملاً ومرتجى .
إلى كلّ النّساء اللواتي رجمن بالحجارة أو اغتصبن ، أو قتلن غسلاً للعار .
إلى قلبي الذي يرتجف خوفاً، حبّاً ، و أملاً .
العمر ثوان ، و الحبّ أزلي .
سوف يحين الرّحيل يوماً ، وسوف تكون أيدينا عالقة بالأمل ، وذلك النّور البعيد ، ونعتقد أننا لن نغادر .
نحتاج إلى من يقدّم لنا الحياة، وليس من يخيفنا منها.
ما دمنا على قيد الحياة لن تتوقف قلوبنا عن الخفقان بالحبّ.
. . .


1
طلب يدي صديق أبي العلاّمة رجب . لديه ثلاث زوجات ، سوف يكون مهري نصف كيلو من الذهب ، وسوف يأخذ أبي نصفهم .
يقول رجب بأنّ زوجاته لم يعدن يصلحن لقضاء حاجاته، يحتاج إلى فتاة يافعة كي لا يمارس الحرام . سألت نفسي: لماذا يمارس الحرام إن لم يتزوج بطفلة مثلي؟ لا زلت أحبّ اللعب بالحبل و الكرة .
ليس جميع الناس مثلنا هنا. أغلب الناس ليسوا علماء دين، ولا يتزوجون إلا بواحدة مع أن أبي ورجب يحضونهم على الزواج بأكثر من واحدة. قال له جارنا: كفاك يا شيخ ! تكفيني زوجتي، و أنا غير قادر على إعالة أولادي !
تعلمت في المدرسة حتى الصف السّادس الابتدائي . كم كنت أحبّها! توسلت لزوجة أبي الجديدة أن تقنعه كي يرسلني إلى المدرسة الإعدادية ، قالت لي أنه يريد حمايتي من الحبّ كي لا أدنس شرف العائلة ، لم أفهم ماقالته . أنا أصلاً أخاف الشباب ولا أحادثهم، و أعتقد أنّني لن أحب، لكنهما لم يقتنعا بكلامي، ولا حتى أمي لم تقتنع بل وافقت على ما قالا، وقالت لي أن على الفتاة أن تكون مطيعة، ولا تخرّب سمعة أهلها. أتت لي بأمثلة عن فتيات خاطئات قتلن ، وهي لا ترغب أن يكوني مصيري مثلهن. سألتها يومها: هل تحبينني ؟ ابتسمت ابتسامة صفراء فسرتها أنها ربما كانت لا ترغب بإنجاب فتاة .
. . .
أين أمّي من تلك الحكايات ؟
لا زالت أمّي مشغولة بإرضاء أبي مع أنّه لا يتحدّث معها إلا نادراً. عندما يأتي الشيخ رجب تحتفي به ، في بعض الأحيان أشعر أنها تحبّه .
هو أكبر من أمي بكثير، لكنها تريد تزويجي منه أكثر حتى من أبي .
لا أعرف معنى كلمة زواج ، كل ما أعرفه أنّني أرى أبي مع زوجته فأصاب بالغثيان.
أحلم أن أصبح قاض ،
أن أصبح معلّمة،
أن أصبح راقصة.
أحلم أن أغادر هذا الوكر.
إنّه وكر دعارة خاص لأبي ،
أمي مساهمة في السكوت عن الحق.
لو تساندني أمّي، نهرب معاً أنا وهي و إخوتي لدولة غربية ، فالكثير من أبناء بلدتنا ذهبوا . في مرّة قلت لها أن نذهب جميعاً ، قالت لي: " لا نستطيع العيش مع الكفرة"
سألت الله : هل هم كفرة يا أبتِ ؟
أجابني: لا يوجد كفرة على الأرض سوى من يعبث بالحياة .
لن أتزوج رجب ، ولا غير رجب .
سوف أهرب من هذا البيت ، لكنّني لا أعرف إلى أين يمكنني أن أهرب .
لست راضية عن حياتي .
أعتقد أنني عملت عملاً خاطئاً أدفع ثمنه .
حتى لو أخطأت لن أقبل بالزواج من رجب . لتتزوجه أمّي إن أرادت ، فهي أصلاً مطلّقة ، تتمسك أن تكون على ذمة أبي . الأمر لا يحتاج الكثير يمكنها الزواج به ، فهي لا تقدم لنا شيئاً كأمّ. نحن جميعاً معها، أو من دونها نعيش في حظيرة أبي، لن يتغيّر الأمر علينا .
آسفة أنني أتحدث عن أمي بهذا الحديث ، فقد قال أبي أنّ " الجنّة تحت أقدام الأمهات " عندما ذهب إلى جدتي كي تعطيه بعض المال.
آسفة أمي!
لقد ساورني الشّكّ حولك أنّك تحبين رجب. ليس لديّ مانع أن تحبيه طالما أنّك مهجورة لكن أرجوك أبعديني عنه ، فلسوف أرغب أن يكون زوج أمي أكثر من يكون زوجي.
أحياناً أفكّر أن أقبل بالزواج من رجب ليس لأنّني مقتنعة بل خوفاً أن يغضب مني أبي ، أو أن ألوث شرف العائلة !
لو هربت من المنزل سوف أشتاق لأمّي و إخوتي .
لو لم أستطع النجاة لقتلني أخي بتهمة الشرف
أيهما أسهل : أن أهرب أو أتزوج رجب، وتكون أمي عشيقته، و أنا زوجته .
كل هذه وساوس قد يكون الشيطان يوسوس لي بها . عليّ أن أتعلم الطّاعة.
لا. لا أستطيع أن أرى رجب، اخاف من ذقنه، ومن نظراته. أشعر أنه يستطيع التهام فتاة مثلي .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل النسوي
- متلازمة الشتيمة عند السّوري
- فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل
- يوم الجوع السّوري
- انتصار رجل
- العنف ضدّ النّساء
- عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية
- يغتنون على بساطتنا
- أعتذر عن غفلتي
- عالمك الدّاخلي يخلق عالمك الخارجي
- درس في الوحدة
- وردة لي ، و أخرى لرجل محب
- وردة لي، و أخرى لرجل محبّ
- جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي
- لعبة الخاشقجي السّياسيّة
- الهيكيكوموري
- بلا كرامة منذ أكثر من ألف عام
- عزيزتي المرأة النّذلة
- الزوجات القويات اقتصاديّاً
- من تجارب النّساء -2-


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - طريق الهاوية