أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - معاناة الغجر مع النّازية














المزيد.....

معاناة الغجر مع النّازية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحياناً أتساءل : لماذا كل تلك الكراهية لليهود؟ لماذا لا نحترم الغجر؟
الكراهية لليهود في مايدعى العالم العربي و الإسلامي ليس حديثاً ، فهم أهل الّمة الذين عليهم أن يدفعوا الجزية ، ولن نستغرب وقوف الحركات القومية العربية الناشئة مع هتلر و النازية ، أما عن الغجر، أو الرومر فربما لا نعرف الكثير عن إبادتهم .
أود أن أشير هنا أنّه يشار في كلّ مرة إلى وجود المؤامرة الصهيونية اليهودية ، كما أود أن أشير إلى أن مسيحيي الشرق هم أشد كرهاً لليهود من المسلمين ، وهم لا يخفون ذلك إلا عندما يتجنسوا بالجنسية الغربية لأنّ القانون يمنع ذلك ، و ما يجري اليوم في سورية مشابه جداً لما جرى سابقاً في معسكرات النّازية ، وعندما نشبّه الرئيس بهتلر علينا أن نعي أنّ أكثرنا يحمل في عقله الباطن تلك البذرة المعادية للبشر ، لا يغرّنكم مباركة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم ، وكذلك مباركة المسيحيين . هذه سياسة فقط.
تميز النظام النازي بالقمع والاضطهاد الوحشي للشعب اليهودي والأقليات الأخرى. كان النازيون يهدفون إلى استبعاد اليهود والأقليات الأخرى تماماً من الحياة اليومية.
كان اليهود أكثر المجموعات اضطهاداً في ظل حكم النازيين. كانت الأيديولوجية النازية ، في جوهرها ، معادية للسامية للغاية. بين عامي 1933 و 1938 ، تم سن أكثر من أربعمائة قانون معاد للسامية. حدت هذه القوانين من كل مجال من مجالات الحياة اليهودية.
في عام 1938 ، كان هناك ما يقرب من 35000 من الغجر يعيشون في ألمانيا والنمسا. تم تسميتهم لأصلهم المفترض في مصر بينما في الحقيقة نشأت المجموعة العرقية بالفعل في شمال الهند، وكان معظم "الغجر" ينتمون إلى قبيلتي الغجر والسنتي.
لطالما عانى الغجر والسنتي في أوروبا من التمييز والنبذ ، الأمر الذي ساء في عهد الرايخ الثالث. مع صعود النازية جاء الهوس بالنقاء العرقي وعلم تحسين النسل.
كلف نظام هتلر الدكتور روبرت ريتر والدكتورة صوفي إيرهارت والممرضة إيفا جاستن بإجراء بحث علمي زائف مكثف في أنساب مجتمعات الغجر والسنتي. في عام 1940 ، ادعى ريتر أن 90٪ من "الغجر" في ألمانيا كانوا "من دم مختلط" و "نتاج التزاوج مع الطبقة الفرعية الإجرامية الألمانية."
وفقًا لهذا المنطق ، يُعتبر أي شخص لديه قطرة دم من الغجر أو السنتي غريباً وعرضة للإجرام وغير مناسب للمجتمع.
تم ترحيل عشرات الآلاف من الغجر والسنتي إلى معسكرات الاعتقال ، حيث تعرضوا للعمل القسري والتجارب الطبية والإبادة.
لكن هذا الجانب من الهولوكوست لم يتم الحديث عنه كثيراً ، على الرغم من هذا الاضطهاد المنهجي من قبل النازيين والمتعاونين معهم. تحت حكم النازيين ، تعرض الغجر للترحيل إلى معسكرات الاعتقال أو الغيتو ، والتجارب الطبية ، والتعقيم القسري ، والقتل الجماعي. لكن لماذا ارتكبت هذه الفظائع؟ ولماذا تم استهداف هؤلاء الناس؟
التحيز ضد مجتمعات الغجر له تاريخ طويل ، يسبق النازيين. ومع ذلك ، بمجرد أن أصبح هتلر مستشارًا لألمانيا وصعد النازيون إلى السلطة في عام 1933 ، تم زيادة إنفاذ التشريعات الموجودة مسبقًا لمكافحة الغجر.
هذه السلسلة من الأحداث التي تبدأ بالتحيز وتنتهي بالإبادة والإنكار ، توضح مراحل الإبادة الجماعية. تم ترحيل الناس من معسكر مارزان ، وغيرها من "معسكرات الغجر" إلى معسكرات الاعتقال ، والأحياء اليهودية ، ومراكز القتل عبر نظام المعسكرات النازية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ظل التحيز ضد الغجر في جميع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية. أعلنت جمهورية ألمانيا الاتحادية أن الإجراءات النازية ضد الغجر قبل عام 1943 كانت إجراءات مشروعة ضد المجرمين ، وليست نتيجة تحيز عنصري. لذلك حُرم الآلاف من الغجر الذين تم تعقيمهم أو ترحيلهم أو سجنهم بناءً على هويتهم ، من التعويض. في عام 1979 ، حدد البرلمان الفيدرالي لألمانيا الغربية أخيراًأن الاضطهاد النازي لشعب الرومر" الغجر" له دوافع عنصرية

بالإضافة إلى معاملتهم المروعة في المعسكرات ، قُتل الغجر أيضاً بالآلاف على يد وحدات القتل المتنقلة في أوروبا الشرقية. نفذت وحدات القتل المتنقلة عمليات إطلاق نار جماعية ضد أي مجموعات "غير مرغوب فيها" في الأراضي المحتلة .
هل تحسّن وضع الغجر في ظلّ الديموقراطية الغربية ؟
للأسف لا زال الغجر يعانون ، فهم يتسولون في أوروبة الغنيّة، وتستغلّهم العصابات ، ويقتلون على أيدي مراهقين أحياناً . صحيح أن أغلبهم يحمل الجنسية الغربية ، وبعضهم يشق طريقه، لكنّ الكثير منهم يعيشون في خيم خاصة بهم تفككها الحكومات لأنها غير مناسبة للعيش البشري .
هل تشبه قضية السريين قضية الغجر ؟
من وصل من السوريين إلى الغرب وحصل على الإقامة الدائمة سوف يكون وضعه مريحاً، لكن هناك أعداد متزايدة ممن ترفض إقامتهم ، يهربون من الترحيل ، ويمارسون أعمالاً بالأسود ، إضافة إلى مخيمات اللجوء الداخلية، و الدول المجاورة التي يتاجر بها رجال الدين و القومجيون فيغتنون، وينصرفون ، بينما يتم بيع الفتيات القاصرات ، وربما تعرض الفتاة نفسها للدعارة مقابل وجبة . هناك فئة من السوريين ، وفئة كبيرة جداً تعامل كما كانت النازية تعامل الغجر,



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الهاوية -4*
- عندما يموت الإله
- كزانية
- طريق الهاوية -3-
- التحرش الجنسي بالأطفال
- سقوط المرحلة
- 150 عاماً مضى على كومونة باريس
- غاندي و النساء العاريات في سريره
- البطل ، وسكين المطبخ
- لا أعرف الشّام
- عمليات التجميل بين الحقيقة و الوهم
- العلاقات العائلية الدّافئة، وخط الفقر
- نعيش على أفكار السّلطان
- طريق الهاوية -2-
- الطلاق التعسفي وفق قانون متعسف
- التثوّر، و الثورجية
- طريق الهاوية
- الرجل النسوي
- متلازمة الشتيمة عند السّوري
- فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الصاروخ -فتاح- الذي أعلنت إيران إطلاقه على إسرا ...
- ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟ ...
- أوكرانيا.. مقتل وإصابة 58 شخصاً في هجوم روسي على كييف
- لوس أنجلس تستعيد هدوءها وسط مواجهة قضائية بين كاليفورنيا وتر ...
- المستشار الألماني: إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابة عنا في إي ...
- تصعيد عسكري متواصل بين إسرائيل وإيران وترامب يطالب طهران بـ- ...
- الولايات المتحدة ترفض بيانا قويا لمجموعة السبع حول أوكرانيا ...
- ترامب يمنح -تيك توك- مهلة جديدة 90 يوما لتجنب الحظر في الولا ...
- قصف متبادل بين إيران وإسرائيل وتحذير لسكان منطقتين بطهران وت ...
- ترامب: الولايات المتحدة يجب أن تتحمل مسؤوليتها من أجل تخليص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - معاناة الغجر مع النّازية