معاناة الغجر مع النّازية

نادية خلوف
nadia_khaloof@yahoo.com

2021 / 4 / 13

أحياناً أتساءل : لماذا كل تلك الكراهية لليهود؟ لماذا لا نحترم الغجر؟
الكراهية لليهود في مايدعى العالم العربي و الإسلامي ليس حديثاً ، فهم أهل الّمة الذين عليهم أن يدفعوا الجزية ، ولن نستغرب وقوف الحركات القومية العربية الناشئة مع هتلر و النازية ، أما عن الغجر، أو الرومر فربما لا نعرف الكثير عن إبادتهم .
أود أن أشير هنا أنّه يشار في كلّ مرة إلى وجود المؤامرة الصهيونية اليهودية ، كما أود أن أشير إلى أن مسيحيي الشرق هم أشد كرهاً لليهود من المسلمين ، وهم لا يخفون ذلك إلا عندما يتجنسوا بالجنسية الغربية لأنّ القانون يمنع ذلك ، و ما يجري اليوم في سورية مشابه جداً لما جرى سابقاً في معسكرات النّازية ، وعندما نشبّه الرئيس بهتلر علينا أن نعي أنّ أكثرنا يحمل في عقله الباطن تلك البذرة المعادية للبشر ، لا يغرّنكم مباركة المسلمين للمسيحيين في أعيادهم ، وكذلك مباركة المسيحيين . هذه سياسة فقط.
تميز النظام النازي بالقمع والاضطهاد الوحشي للشعب اليهودي والأقليات الأخرى. كان النازيون يهدفون إلى استبعاد اليهود والأقليات الأخرى تماماً من الحياة اليومية.
كان اليهود أكثر المجموعات اضطهاداً في ظل حكم النازيين. كانت الأيديولوجية النازية ، في جوهرها ، معادية للسامية للغاية. بين عامي 1933 و 1938 ، تم سن أكثر من أربعمائة قانون معاد للسامية. حدت هذه القوانين من كل مجال من مجالات الحياة اليهودية.
في عام 1938 ، كان هناك ما يقرب من 35000 من الغجر يعيشون في ألمانيا والنمسا. تم تسميتهم لأصلهم المفترض في مصر بينما في الحقيقة نشأت المجموعة العرقية بالفعل في شمال الهند، وكان معظم "الغجر" ينتمون إلى قبيلتي الغجر والسنتي.
لطالما عانى الغجر والسنتي في أوروبا من التمييز والنبذ ، الأمر الذي ساء في عهد الرايخ الثالث. مع صعود النازية جاء الهوس بالنقاء العرقي وعلم تحسين النسل.
كلف نظام هتلر الدكتور روبرت ريتر والدكتورة صوفي إيرهارت والممرضة إيفا جاستن بإجراء بحث علمي زائف مكثف في أنساب مجتمعات الغجر والسنتي. في عام 1940 ، ادعى ريتر أن 90٪ من "الغجر" في ألمانيا كانوا "من دم مختلط" و "نتاج التزاوج مع الطبقة الفرعية الإجرامية الألمانية."
وفقًا لهذا المنطق ، يُعتبر أي شخص لديه قطرة دم من الغجر أو السنتي غريباً وعرضة للإجرام وغير مناسب للمجتمع.
تم ترحيل عشرات الآلاف من الغجر والسنتي إلى معسكرات الاعتقال ، حيث تعرضوا للعمل القسري والتجارب الطبية والإبادة.
لكن هذا الجانب من الهولوكوست لم يتم الحديث عنه كثيراً ، على الرغم من هذا الاضطهاد المنهجي من قبل النازيين والمتعاونين معهم. تحت حكم النازيين ، تعرض الغجر للترحيل إلى معسكرات الاعتقال أو الغيتو ، والتجارب الطبية ، والتعقيم القسري ، والقتل الجماعي. لكن لماذا ارتكبت هذه الفظائع؟ ولماذا تم استهداف هؤلاء الناس؟
التحيز ضد مجتمعات الغجر له تاريخ طويل ، يسبق النازيين. ومع ذلك ، بمجرد أن أصبح هتلر مستشارًا لألمانيا وصعد النازيون إلى السلطة في عام 1933 ، تم زيادة إنفاذ التشريعات الموجودة مسبقًا لمكافحة الغجر.
هذه السلسلة من الأحداث التي تبدأ بالتحيز وتنتهي بالإبادة والإنكار ، توضح مراحل الإبادة الجماعية. تم ترحيل الناس من معسكر مارزان ، وغيرها من "معسكرات الغجر" إلى معسكرات الاعتقال ، والأحياء اليهودية ، ومراكز القتل عبر نظام المعسكرات النازية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ظل التحيز ضد الغجر في جميع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية. أعلنت جمهورية ألمانيا الاتحادية أن الإجراءات النازية ضد الغجر قبل عام 1943 كانت إجراءات مشروعة ضد المجرمين ، وليست نتيجة تحيز عنصري. لذلك حُرم الآلاف من الغجر الذين تم تعقيمهم أو ترحيلهم أو سجنهم بناءً على هويتهم ، من التعويض. في عام 1979 ، حدد البرلمان الفيدرالي لألمانيا الغربية أخيراًأن الاضطهاد النازي لشعب الرومر" الغجر" له دوافع عنصرية

بالإضافة إلى معاملتهم المروعة في المعسكرات ، قُتل الغجر أيضاً بالآلاف على يد وحدات القتل المتنقلة في أوروبا الشرقية. نفذت وحدات القتل المتنقلة عمليات إطلاق نار جماعية ضد أي مجموعات "غير مرغوب فيها" في الأراضي المحتلة .
هل تحسّن وضع الغجر في ظلّ الديموقراطية الغربية ؟
للأسف لا زال الغجر يعانون ، فهم يتسولون في أوروبة الغنيّة، وتستغلّهم العصابات ، ويقتلون على أيدي مراهقين أحياناً . صحيح أن أغلبهم يحمل الجنسية الغربية ، وبعضهم يشق طريقه، لكنّ الكثير منهم يعيشون في خيم خاصة بهم تفككها الحكومات لأنها غير مناسبة للعيش البشري .
هل تشبه قضية السريين قضية الغجر ؟
من وصل من السوريين إلى الغرب وحصل على الإقامة الدائمة سوف يكون وضعه مريحاً، لكن هناك أعداد متزايدة ممن ترفض إقامتهم ، يهربون من الترحيل ، ويمارسون أعمالاً بالأسود ، إضافة إلى مخيمات اللجوء الداخلية، و الدول المجاورة التي يتاجر بها رجال الدين و القومجيون فيغتنون، وينصرفون ، بينما يتم بيع الفتيات القاصرات ، وربما تعرض الفتاة نفسها للدعارة مقابل وجبة . هناك فئة من السوريين ، وفئة كبيرة جداً تعامل كما كانت النازية تعامل الغجر,



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن