حازم العظمة
الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:33
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
الحروب كلها مآس و مصائب لأن الحروب موضوعها الموت و هيئتها الموت و لونها الموت ..
إلا أنها ليست بدون فوائد ، بعض هذه الفوائد أنها تكشف ما كان خبيئاً و ما كان مُضمراً و ما اختبأ و تخفى بهيئات و أزياء و أقنعة
بعض الذين يكتبون عن الحرب الدائرة في لبنان لا تستطيع إلا تفكر أنهم لا بد أن يكونوا إما جنوداً إسرائيليين أو من "المتطوعين" و " المستعربين" ...
فكرت أنه ربما أن هؤلاء ، و عادة ما يتخفون بأسماء مستعارة ، ربما يكونوا جنودأ إسرائيليين فعلاً ، أو جنوداً أمريكان في بغداد ، ممن يعرفون العربية ، و يشعرون أن من واجبهم ( بعد أداء كل واجباتهم النبيلة في النهار ) أن يكملوا معروفهم بأن يساهموا في تنوير الرأي العام – كونهم مبعوثي الديموقراطية و الليبرالية إلى الشرق ...
أو أن بعضهم ،ممن يكتبون سموماً تتفوق حقداً و لؤماً على الإسرائيليين أنفسهم لا بد أن لهم مشكلة ما مع أنفسهم
و أنهم هؤلاء ، ربما ، من كثرة ما هُزموا و من كثرة ما اخترقت الهزائم أرواحهم صاروا – ليتخلصوا من عبىء المذلة في أرواحهم – يتشبهون بمن أذلهم ، يقلدونه و يمتدحونه ، مدائح العبد لسيده
مستوحين ، ربما المثل البدوي : " كلب الشيخ شيخ مثله " ...
أليس من صفات المجلودين أن يتحولوا بسهولة إلى جلادين ، عند أول سانحة ...
أوليس من صفات المهزومين أن ينقلبوا إلى من هزمهم ، آملين إن تمسحوا به أن يصيروا منه ، معه ، يشبهونه ، راجين أن يقبلهم في خنادقه و لو بصفة " حامل الإبريق " الذي يتبع سيده أينما ذهب ، أو حامل المنشفة الذي كلما احتاجها سيده و جده هناك في انتظاره ، ليتمسح بها و به
هكذا حمى الخنادق تصير ظاهرة للعيان ، حين تطفح البثور و تفوح الرائحة النتنة
#حازم_العظمة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟