أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - أزمة الناصرية ..أزمة العراق .














المزيد.....

أزمة الناصرية ..أزمة العراق .


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6863 - 2021 / 4 / 8 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من يعتقد بوجود أزمة بمدينة الناصرية ، بل واقع حال يؤشر تراكمات سلبية في جميع مناحي الحياة السياسية والإجتماعية والاقتصادية _ المعيشية ، ميادين تتداخل مع بعضها لتكون مماثلة لأزمة العراق بنحو عام وليس مدينة دون غيرها، ربما تنخفض نسب الأزمات اعلاه في بعض مدن العراق مثل مدن اقليم كردستان أو في الانبار وبغداد ، لكنها تكشف عن نفسها بأشكال وظواهر أخرى .
تشتعل الناصرية بالاحتجاج والرفض لأن السلطات المحلية المتعاقبة غاطسة بالفساد والفشل والأمية وضعف فاضح بشؤون الإدارة والروح الإنسانية ببعدها الاخلاقي، مايجعل الضحايا يتساقطون بأرقام أوفر من بقية المدن (عدا بغداد) لتكون وقودا إضافيا لإستمرار التظاهر وترفع درجة التحدي لدى الاهالي، فمنذ التغيير ٢٠٠٣ لم تشهد الناصرية أي تغييرات نوعية في بنيتها التحتية والفوقية، بل على العكس تماما، تراجعت كثيرا ، ولم تعود منشآتها الصناعية للعمل والانتاج كما كانت سابقا ، ولم تستحدث مشاريع انتاجية جديدة تفتح آفاقا للعمل وامتصاص البطالة المتزايدة في مدينة يربو عدد سكانها على مليوني إنسان .
هكذا حال الناصرية وأبنائها قبل البدء بانتاج النفط من حقولها أو مابعد انتاج النفط ( تنتج أكثر من 150 الف برميل يوميا عدا أنتاج الغاز .
تقاسمت الاحزاب المتحاصصة سلطويا تلك المليارات التي تخصصها الحكومة المركزية لمدينة الناصرية، نهب مبرمج وثراء فاحش منذ أول محافظ حتى يحيى الناصري الذي تركها خرابا وافلاسا وهكذا مع بقية المحافظين ومجالس المحافظة المتلاحقة، وتستمر المدينة في توليد معاناتها والفقر لدرجة تبلغ نحو ٤٠٪؜ من نفوسها، بينما هي مدينة زراعية وسياحية ونفطية ولها موقع جغرافي مميز بين بغداد والبصرة، لكن لم تفكر السلطات المحلية بأي استثمار لهذه الموارد الطبيعية أو البشرية التي تزخر بها محافظة ذي قار .
الاحزاب والتيارات الاسلامية تسيطر على الناصرية منذ 18 سنة ومجمل القيادات السياسية والادارية للمدينة لايملكون التأهيل العلمي والعملي والوظيفة المتدرجة مهنيا، مثل بقية مدن العراق،
هم يملكون الإنتساب الحزبي أو المليشياوي الذي يمنحهم القوة والنفوذ والهيمنة أزاء إنحسار وتخاذل سلطة القانون، وبروز سلطة العشيرة والكاتيوشا، واستطاعت أن تخدع الجماهير العريضة بوعود وشعارات طائفية، ونهبت كل شيءمن المال العام وحتى الأصول التابعة للدولة، وليس أمام ابن الناصرية سوى أن يتطوع بالشرطة أو بالجيش أو وظائف إدارية أو خدمية غير انتاجية بل تكدس اداري فضائي كما يطلق عليه، لقاء رشاوى يضطر لدفعها أحيانا للحصول على وظيفة، وفي عمومها تمنح للاحزاب ومنتسبيها .
المشكلة غير مرئية من قبل السلطة المركزية في بغداد في ظل غياب المراجعة والمحاسبة وشلل ديوان الرقابة المالية، وتخلف مجلس النواب بلجانه المتعددة عن الإهتمام بالمدن العراقية ومطالعة أوضاعها بأسلوب دوري ، ولأن الحكومة المركزية في بغداد تعيش ذات الأنماط السائدة بالمحافظات من هيمنة الاحزاب والمحاصصة وفساد وأمية وفشل إداري ومهني، لكن بأضعاف مضاعفة، وهي دورات تنتهي بأربع سنوات في صراعات وتنافس وصفقات على السلطة والنفوذ والمال، دون برامج ومشاريع لإدارة الدولة وبنائها ومعرفة تفاصيل العيش للعراقيين سواء في جنوب البلاد أو حتى في شمالها .
تلجأ سلطة بغداد المركزية الى اسلوب تهدئة وتخدير مرحلي مع كل اشتعال للأزمة في الناصرية أو البصرة أو الكوت وغيرها بمعنى عملية إطفاء الحرائق، ولعل الإجراء الأول المتخذ هو استبدال المحافظ ودفع قوات إضافية لقمع المتظاهرين، والوعود بدرجات تعيين أو مشاريع أو تخصيصات مالية إضافية وسرعان ماتتبخر ويبتلعها كذب الحكومة أو جيوب المسؤولين بالمحافظة !؟
استبدال المحافظ ليس حلا ياحكومة ويارئاسات !
المدن فقيرة وتشارف على الموت وهي تحتاج الى حلول عملية حقيقية تمتص منها الجوع والبطالة واليأس الذي أطبق على أفق حياتهم ماجعل الشباب يواجهون الرصاص بصدور عارية ، ويواجهون زيف السلطات السياسية والحكومية بهتافات انتقامية تسقيطية ويعمدون الى حرق مقرات الاحزاب والدوائر الحكومية ، الأزمة السياسية تشكل الجذر الأعمق في هذا الواقع المتخلف والأزمة المستدامة ،وهذا ماسنأتي على ذكره بمقالنا المقبل .



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة المستمرة .
- العراق .. حلم الديمقراطية وواقع الاستبداد .
- زيارة امريكا .. كيفية استثمارها ؟
- نظام فاسد ..أمن فاسد !
- العراق ..اللادولة .
- مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
- الاستعراض والمظاهرات والمخاوف ...!
- دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!
- مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
- التكنوقراط والخلل السياسي البنيوي ....!
- لماذا تركتنا بالصحراء يازهير ....؟
- اليساري أو الاسلامي في المخاض العراقي .....!
- شعب لم يبلغ سن الرشد ...!
- استراتيجية تدمير العراق ....!
- عراق ماقبل الدولة ....!
- تجهزوا للحروب الإسلامية ....!


المزيد.....




- ليبيا - بنغازي: ماذا وراء استقبال المشير الليبي خليفة حفتر و ...
- هل التقى الرئيس السوري فعلاً بنتنياهو؟
- موريتانيا: خطوة مفاجئة من حزب تواصل قبل الحوار الوطني المرتق ...
- الحوثيون يعلنون غرق ناقلة بضائع عقب هجومهم عليها قبالة اليمن ...
- نتنياهو يسلم ترامب رسالة ترشيحه لجائزة نوبل ويؤكد: نعمل مع و ...
- تلغراف: مركز أبحاث بلير عمل على خطة -ريفييرا ترامب- لغزة
- خبير عسكري: المقاومة تعتمد خططا محكمة وتتفوق بهندسة الواقع ا ...
- عاجل | نتنياهو: التقيت وزير الخارجية روبيو وأجريت معه محادثة ...
- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - أزمة الناصرية ..أزمة العراق .