أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - نظام فاسد ..أمن فاسد !














المزيد.....

نظام فاسد ..أمن فاسد !


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* أرجو أن يقرأ من رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع .

ظاهرة الانحطاط الاخلاقي وسلوك الابتزاز والتسليب والعدوانية تكاد تشكل ظاهرة متوارثة في المؤسسة الأمنية العراقية، لكنها تفاقمت على نحو مخيف بعد 2003 ، وللظاهرة أسبابها ؛ أغلب هذه التشكيلات أصبحت ذات طابع طائفي وليس وطني، تغلغل افراد الاحزاب والميليشيات فيها وخضوعهم لمرجعياتهم الحزبية والمليشياوية وليس قوانين الدولة واخلاقيات الواجب، والظاهرة الأشد غرابة هي جماعة (فلان) أي المحاصصة الحزبية والشخصية لوزارات ومؤسسات الأمن العراقي، بمعنى أن هذا الجهاز قوي ولا أحد يتحرش بعناصره مهما أساؤا .. لأن رئيس الجهاز الأمني قوي ويقف وراءه حزب أوميليشيا وهنا يصبح الجهاز الأمني تابعا لتوجهات الحزب أو الميليشيا التي يمثلها ومنفصلا عن السياق القانوني أو الدستوري للدولة، هذه الاسباب والظروف الذاتية التي سنأتي على تفصيل بعضها، ساهمت بمنع صناعة الأمن في العراق بعد 2003 .
الاستلاب التتابعي للمؤسسة الأمنية كرس سلوكا غابت عنه الضواط القانونية والأخلاقية، وأقصد هنا ضعف القبضة الأمنية القانونية المتمثلة بالمؤسسات الشرطوية والأمنية عموما وخضوعها بل خوفها من التكوينات الميليشياوية والحزبية والحمايات الخاصة، جعل من المؤسسة الأمنية الحكومية بكونها ضحية ضعيفة تبحث عن الضحية الأضعف وتمارس معها أبشع مضمرات العقد النفسية والاخلاقية والشهوية والتربوية، والضحية هنا المواطن الاعزل الذي لاينتمي لحزب نافذ او ميليشيا .
مشهد الصبي العاري وهو يستجوب ويعذب ويهان دون وازع من حياء او اخلاق كان ومازال يُمارس بجميع ساحات التظاهر ، ومايشبه هذا يحدث في غالبية مراكز الشرطة العراقية وبجميع المدن وخصوصا في بغداد، وترتفع وتيرة العدوانية والاستهتار السلوكي لهذا الضابط او ذاك المنتسب أو تلك المجموعة إذا كانت ترتبط بأحدى الميليشيات المعروفة أو السرية، أو حماية فلان أو علان الفاسد الذي يتحكم بشؤون مصائر الدولة والعباد .
أزمات اخلاقية مرضية يغذيها تخلف ثقافي وقانوني ونزعات عشائرية وحزبوية وطائفية، واقع حال أمني مبارك من نظام سياسي فاسد يدفع مؤسسات الدولة "المعنية بحماية المواطن وحقوقه"، باتجاهات عنفية لإضطهاد المواطن واستلابه معنويا وماديا، دون ضوابط او لوائح سلوكية محددة وانماباطلاق كوامنه الانتقامية في ممارسة السلطة، والغاية هنا ليس تحميل المواطن معاناة إضافية بسلوكيات فالته عن القيم الاخلاقية السوية، بل في استدراج المواطن لمواقع استلابية لاتجعله يفكر بفساد الطبقة السياسية وسرقتها للوطن وخوض النضال السياسي في استرداد حقوقه الوطنية، وأنما يفكر في حماية نفسه من شراذم مجاميع وتشكيلات تنتهج مبدأ الغاب دون تحريم او حدود انسانية أو اخلاقية وبعناوين مجازة ومهابة سلطويا .
هذه الظواهر بتنويعاتها الهائلة تصدم ملايين المواطنين يوميا في السيطرات والسجون ومراكز الشرطة وحتى في بعض الدوائر المدنية، ظواهر افرزها نظام سياسي فاسد لتكريس نمط استلابي اضافي للمواطن يجعله يشعر بثقل العيش في مجتمع يريد أن ينزع عنه كرامته وسياقه الانساني، ولم يبق أمامه من اختيار سوى القبول بالمذلة والتنازل عن حقه أو الدفاع عن نفسه بالتمرد في ردود افعال عدوانية وارهابية، وتلك دوافع تراكمية فعالة للثورة على النظام السياسي الفاسد الذي يكرس امتهان كرامة الفرد عبر مؤسسات قمع بلا اخلاق أو شرف مهني وقانوني .
النظام الوطني ينبغي أن يبدأ بمعالجة هذه الظواهر السيئة والمتفاقمة التي تدمر المجتمع، والشروع ببناء الأنسان وخصوصا المنتسب للدولة ومؤسساتها وفق قواعد تكرس النظام وسلطة القانون وليس النزعات الذاتية المنحرفة والفاسدة كما يحدث الآن ببالغ الأسف .



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ..اللادولة .
- مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
- الاستعراض والمظاهرات والمخاوف ...!
- دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!
- مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
- التكنوقراط والخلل السياسي البنيوي ....!
- لماذا تركتنا بالصحراء يازهير ....؟
- اليساري أو الاسلامي في المخاض العراقي .....!
- شعب لم يبلغ سن الرشد ...!
- استراتيجية تدمير العراق ....!
- عراق ماقبل الدولة ....!
- تجهزوا للحروب الإسلامية ....!
- الرسول محمد بيننا ....!
- الفساد العراقي ..كيف ، ولماذا ..؟
- منجزات الموت ....!
- سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!


المزيد.....




- لأول مرة.. ترامب يلمح لاحتمال تدخل أمريكا في الصراع الإسرائي ...
- -النتيجة صفر عبور-.. ضغوط كبيرة من الكونغرس على ترامب من أجل ...
- الشاباك يعتقل إسرائيليين اثنين قدما خدمات لطهران بتوجيه من ا ...
- الصحة الإيرانية: 128 قتيلا على الأقل في الضربات الإسرائيلية ...
- نتنياهو يزور موقع الضربة الإيرانية في بات يام ويهدد: سيدفعون ...
- مقتل وجرح أكثر من 250 إسرائيلياً في الضربات الإيرانية على تل ...
- تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا
- مراسلتنا في لبنان: سقوط مسيرة إسرائيلية عند أطراف بلدة ميس ا ...
- -رويترز-: ترامب استخدم حق النقض ضد خطة إسرائيلية للقضاء على ...
- إيران تطلق موجة ثالثة من عملية -الوعد الصادق 3- الصاروخية في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - نظام فاسد ..أمن فاسد !