أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - العراق ..اللادولة .














المزيد.....

العراق ..اللادولة .


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6541 - 2020 / 4 / 19 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في الراهن العراقي .

يذهب بعض الباحثين بالفكر السياسي الى الإعتقاد بأن ماحدث بعد عام 2003 يمثل نشوءا للدولة الثالثة، باعتبار أن العهد الملكي 1921_ 1958الدولة الأولى، والعهد الجمهوري 1958 _2003 انطلاق الدولة الثانية، لكن القراءة المتأنية للبعد السياسي والإجتماعي والاقتصادي أيضا، تشير لتحولات في العقلية المجتمعية خلال العهد الملكي اختلفت عن ماكان قبلها، كما انقلبت أنماط التفكير والعيش بالعهد الجمهوري الذي استثمر التغيير الجذري بالقطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (باختلاف مراحله) بهدف إدامة سلطاته بالترافق مع أنماط الإستبداد التي عاشها المواطن العراقي بثنائية التكيف والمقاومة .
لكن مع ماحدث بعد 2003 لايمكن التعبير عنه بالدولة الثالثة بسبب أن لاتغييرات جوهرية طرأت على العقلية المجتمعية في التفاعل مع بنية النظام السياسي المستحدث بشروط المحتل وعنوانه الديمقراطي، وهاهي النتائج تتوالى بعد 17 عاما حيث يظهر فاقدا للمحتوى الديمقراطي سياسيا وعمليا، وكذا الحال مع البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي فقدت صفاتها الحركية والحياتية وانطبعت بالإنكماش والسكونية، إن لم نقل بالموت الانتاجي، وأصبح النظام الاقتصادي بطابع ريعي يعتمد على مدخولات الثروة النفطية وبقية الموارد الأولية، كما استبد به الفساد لدرجة أنه لم ينتهج الاستثمار والتطوير حتى في قطاع النفط المصدر الأول لموارد الدولة ومعيشة المواطن، بخلاف الدول النفطية بالعالم والتي تغطي احتياجات الطاقة والصناعات النفطية من منتجات النفط بمصافي ومنشئات بتروكيماوية وطنية وغيرها .
عانى المواطن العراقي من عسف وحروب النظام السابق وقمع الحريات السياسية وكان يقاوم بالسر أو يلجأ للهروب، والآن تدور ذات الدوائر مع فوضى أمنية وتنوع مصادر التهديد والقتل، وللشعب كل الحق بالتظاهر والحرية في التعبير عن الرأي، لكنه لايأمن على حياته من القتل أو الاختطاف والتغييب القسري، مع اجتهاد نوعي من السلطة السياسية لي التبرأ مما يحدث بمحو صورة أو آثار القاتل .
لعل مصطلح الدولة الفاشلة هو الأقرب للإنطباق على العراق في سنوات مابعد 2003، حين تلتقي اهداف اصحاب المال من تجار واصحاب مصارف ومقاولين مع احزاب نفعية وميليشات مسلحة بتشكيل نسقية السلطة ونفوذها تنتفي مع صفات الدولة الثالثة المزعومة وتتحول الى اللادولة .
ولعل بعضهم يحسب أن هذه الدولة الثالثة الهجينة تشكل تمهيدا لنشوء الدولة الرابعة ذات الخصائص الديمقراطية والحضارية، لكني أرى بيانات الواقع المترشحة عن سبعة عشر سنة ضياع وتمزق وفصل مجتمعي مكوناتي والتفاوت الطبقي مابين طبقة سياسية تملك السلطة التنفيذية والمال ووسائل القمع والقضاء، وبين شعب يكاد يكون أعزلا _ إذا ماحسبنا انتماء البرلمان لأحزاب السلطة، فأن ضعف المعارضة الشعبية والسياسية غير قادرة على خلق توازن بصراع القوى يؤدي الى تطور بطبيعة النظام لكي يتحول، وفق منطق الديالكتيك، من هنا أجد توصيف مايحدث بالتحول للدولة الرابعة استناج سياسب يفرط بالتفاؤل .
تدفع أنساق الصراع في النظام الديمقراطي لتطوير بنيته وآلياته ذاتيا، يحدث هذا في ظل قواعد الضبط الذاتي لتلك الأنساق والحث الدائم لتحسين مستويات إدائها بحسب توفر قواعد الحياة الديمقراطية، وأهمها الحياة المدنية والتداول السلمي للسلطة، استقلال السلطة القضائية ، حرية التعبير والاعلام والنشر ، انتخابات حرة نزيهة، سيادة العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والتوزيع العادل للثروة بين ابناء الشعب، وثقافة المواطنة .. وجميع هذه الركائز او القواعد .
لايمكن إنطباق وصف (الدولة ) على مايحدث بالعراق من مظاهر التحلل في ظل غياب سيادة القانون وتغول الفساد وإنهيار قواعد ضبط السلوك السياسي بموجب الدستور الذي يقسمون عليه وحين يتقاطع مع مصالحهم الذاتية والحزبية يلقونه في سلّة المهملات ، واقع تتحكم به مافيات المال والاحزاب وتمظهرات السلاح وقوته تحت سلطة الميليشيات مقابل تهرئ المؤسسة الأمنية، وهذا يستدعي أن يجتهد الباحث في علم الإجتماع السياسي بابتكار تسمية تليق بالحالة العراقية من 2003- 2020 .!
ربما يكون وصف اللادولة هو الأقرب بحسب رأيي .



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس نواب أم مجلس نهّاب ...؟
- الاستعراض والمظاهرات والمخاوف ...!
- دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!
- مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
- التكنوقراط والخلل السياسي البنيوي ....!
- لماذا تركتنا بالصحراء يازهير ....؟
- اليساري أو الاسلامي في المخاض العراقي .....!
- شعب لم يبلغ سن الرشد ...!
- استراتيجية تدمير العراق ....!
- عراق ماقبل الدولة ....!
- تجهزوا للحروب الإسلامية ....!
- الرسول محمد بيننا ....!
- الفساد العراقي ..كيف ، ولماذا ..؟
- منجزات الموت ....!
- سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!
- النازحون والشتاء وصالح المطلك ....!


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - العراق ..اللادولة .