أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!














المزيد.....

دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 22:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!
فلاح المشعل
أتسع المشهد المأساوي الذي أعقب فجيعة الكرادة في 3تموز 2016، ليكرس ذات النمط التعبيري الذي درج عليه عوام الشيعة منذ 1400سنة تقريبا ً، مشهد مغطى بالرثاء الحزين واللطم والزنجيل وقصائد تولول بيأس وتستسلم لفكرة الموت والمظلومية، كواقع لامفر منه ، كما تحاول تكريسه مراكز فكرية وسلطوية متعددة من السلفية الشيعية ..!
الإشكالية الظاهرة في مشهد الكرادة، تبين أن الانتماء لفكرة المظلومية والتسليم بمنهجية الإذلال والقدرية ، لم تزل تعلن عن استعداد الوعي الشعوري الشيعي لأنتاج مشتقات تراجيدية مستوحاة من إيقاع كربلائي ، وكأن جموع الجماهير الشيعية مابرحت تجدول الأحداث على منهج الموافقة بظلمها ،وميلها الفلكلوري للتشبث بسكونية الألم وخدر المأساة بغرائبية شاذة ، أزاء صياغة بنية سايكلوجية مغايرة تماما ً لقياسات الواقع ومنهج الطبيعة .
نقول هذا والجميع يعلم ان فاجعة الكرادة التي راح ضحيتها نحو 500 مواطن عراقي وعلى نحو جرائمي مروّع ،جاءت نتيجة فشل الحكومة بحماية مواطنيها جراء استشراء الفساد في مفاصلها التي تمسكها احزاب سياسية شيعية ، ويدرك الشيعي قبل غيره فساد هذه الأحزاب واستهتارها بحقوقه ، وفاجعة الكرادة حلقة من سلسلة فواجع عمرها ثلاثة عشر سنة تمت في ظل حكومة شيعية ، وبحسب قواعد الفكر الثوري الشيعي ومنهج الخطاب العلوي وكذلك الحسيني فأن ماكان يتوجب على الشيعة خصوصا ً،واهالي بغداد والعراقيين عموما ً، ان ينظموا مواكب الإحتجاج الثوري سواء ً في خطوة تغيير ثورية أو إدانة سياسية صريحة ومحاكمة الجناة بدلا ً من النواح واللطم والبكاء ...!
ومثلما استثمرت مأساة كربلاء تاريخيا ً من قبل حركات سياسية ، سواء بالغلو والشعبوية أو الكسب التجاري وتسلق السلطة ، فأن العديد من الأطراف السياسية الشيعية المسؤولة أو المنتجة لهذه المأساة ، جاءت لتستثمر في مشهد الكرادة عبر استعادة صورة الموكب اللاطم الرثائي الخادع والمفرّغ من أي معنى لأنتاج قواعد حياة انسانية طبيعية ، إنما هي مصادرة للسؤال عن السبب والفاعل الحقيقي ومن استأثر بدماء العراقيين وأرواحهم وكرسها لخدمة سلطته الفاسدة وشيوع هذا الخراب الوطني .
مشهد الكرادة الذي نكب العراقيين جميعا ً وهز الضمير الأنساني ، لم يحقق الثمن المكافئ له في سؤال وفعل التغيير،لأنه تعرض للسطو من قبل المشتركين بتصنيع مأساته ، أقصد احزاب وتنظيمات السلطة أولا ً، والروح البكائية للجماهير وهي ترفع الرايات البيضاء لواقع قاتل،لاتجيد فيه سوى أنشاد الرثاء الحزين وجلد الذات .
مشهد الكرادة غاب عنه أي خطاب سياسي ينمي مشروع الثورة السياسية ، أو يكرس منافع اجتماعية اضاعتها السياسة الفاسدة ، أو حركة تنظيمية تعمق وعي الناس وذوي الضحايا والشعب عموما بأسباب ماحدث ويحدث ، بل لم نلحظ حتى تغييراً للحكومة ومنهجها وعناوين فسادها...!
للأسف قد خسرنا المئات من الأبرياء دون ثمن يتكفل الخروج من مشروع الموت اليومي للعراقيين، لم نربح سوى مواكب لطم لدهاقنة الإسلام السياسي ، ومزيد من قصائد النعي وندب الزمن والتسليم للقدر .
* المقال مقدمة لدراسة أوسع .
[email protected]



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الصدر الصريحة ، عراق مابعد داعش ....!
- مؤتمر باريس ، أهو مقدمة للتغيير ...؟
- العراق مابعد داعش ؛ نظام أم انتقام ...؟
- اعتصام النواب ، خداع ديمقراطي ..!
- مشروع إسلامي، أم قتل العراق ...؟
- التكنوقراط والخلل السياسي البنيوي ....!
- لماذا تركتنا بالصحراء يازهير ....؟
- اليساري أو الاسلامي في المخاض العراقي .....!
- شعب لم يبلغ سن الرشد ...!
- استراتيجية تدمير العراق ....!
- عراق ماقبل الدولة ....!
- تجهزوا للحروب الإسلامية ....!
- الرسول محمد بيننا ....!
- الفساد العراقي ..كيف ، ولماذا ..؟
- منجزات الموت ....!
- سلّم الموت .. سلّم الرواتب ...!
- النازحون والشتاء وصالح المطلك ....!
- العراق بين الفكين ....!
- حيدر العبادي، الإغتيالات والنصف الضاحك ....!
- الإصلاحات وأزمة الحكم الشيعي ...!


المزيد.....




- مصر.. هكذا رد علاء مبارك على سؤال عن -سيدة- تدعي أنها ابنة ح ...
- ترامب يستهدف الهند برسوم جمركية نسبتها 25 %
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على الهند بسبب صفقاتها مع ...
- موحا الزياني مغربي أذاق الفرنسيين مرارة الهزيمة
- مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض وقف بيع القنابل والبنادق لإسرائيل ...
- تحطم مقاتلة أمريكية -إف- 35- في كاليفورنيا.. وهذا ما حدث للط ...
- وسط طلقات الرصاص والهروب من الموت.. إليك قصة 3 نساء يكافحن ل ...
- الفلسطينيون، بثلاثة مناصب رئاسية، وحكومة، وبلا دولة
- هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - دموع الكرادة والكامن الشيعي ...!