أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - مقاربة تأويلية في نص (سفينة بابل) للشاعر جبار الكواز














المزيد.....

مقاربة تأويلية في نص (سفينة بابل) للشاعر جبار الكواز


أحمد الشطري
شاعر وناقد

(Ahmed Alshtry)


الحوار المتمدن-العدد: 6859 - 2021 / 4 / 4 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


تتسم نصوص الشاعر جبار الكواز بانفتاحها على آفاق متعددة، لعل ابرزها هي عملية الاستدعاء التاريخي، سواء كان للتاريخ القديم لمدينته التي تمتلك ارثا حضاريا موغلا في القدم، متمثلا بحضارة البابليين بأطوارها المختلفة، او للتاريخ القريب المتمثل بالإرث العائلي وما يحمله من عبق الانشداد للأرض وطينتها التي ترتسم عليها تفاصيل حياة الاجداد ومهنتهم التي صاغت له لقبه الدائم.
ونحن في قراءتنا لنص من نصوصه لا نبتغي تحديد مميزات تجربة الشاعر الكواز الشعرية والتي تمتد على مساحة ما يزيد عن اربعين عاما والتي تعد من التجارب المضيئة سواء بغزارة العطاء ام بعمقه ورصانته، ولكننا نطمح ان نرسم صورة مصغرة من خلال هذا النص الذي نحاول ان نتتبع بعض مساراته لنكشف عن شيء من جمالياته المتعددة التي ربما تفتح لنا نافذة نطل من خلالها على شيء من هذه التجربة، في هذا النص المنشور على صفحته في الفيس بوك وهو احد نصوص مجموعته (فوق غابة محترقة) التي ستصدر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين والذي جاء تحت عنوان(سفينة بابل) نلاحظ أن الكواز يستخدم الرمز التاريخي كبعد دلالي يشير او يحدد من خلاله وجهة خطابه، ولأن هذا الرمز يتجسد في نفس الشاعر بصورة تحمل هيبة التقديس او الابوة فإنها تستدعي ان يكون الخطاب ذا نبرة توسلية اولاً، وتصاغرية ثانيا.
( صغارا
الى الجنائن المعلقة
صعودا
الى عين شمسنا)
ولذلك فهو يبتدأ الخطاب بمفردة (صغارا) بموقع الحال لجملة مضمرة وهذه الحال متجهة (الى الجنائن المعلقة) وما تحمله هذه الوجهة من بعد دلالي، فهي لم تكن منحصرة بذلك المكان التاريخي الضيق وانما تتسع ببعدها الزمكاني لتعكس صورة الوطن بكامل ابعاده. ولذلك تنتقل هيئة الخطاب (الحالية) من صورة التصاغر (صغارا) الى صورة العروج (صعودا) والتي تعكس سمو المخاطَب( بفتح الطاء) في نفس المخاطِب (بكسرها)، على ان الكواز لم يختصر عملية عروجه في سماوات الوطن المتعددة الابعاد والاشكال باتجاه واحد والذي يتمثل بالشكل المرتجى لهذا الوطن، وانما بقيت عملية الصعود متواترة رغم تغير اشكال واحوال وظروف الوطن. (صعودا الى عين شمسنا/ صعودا الى قيدومها المكسور، الى اشرعتها الممزقة،) اذن هو صعود مستمر لم تتغير نبرة الخطاب فيه رغم تغير احواله، بل بقيت محافظة على هيبة المخاطب وسمو مكانته في النفس.
ورغم حالة الاحباط التي تتلبس الشاعر والتي تتجسد بقوله: (ارواحنا المطفأة) الا ان تلك الارواح تبقى مرتفعة لا يتحقق الاقتراب منها الا من خلال عملية الصعود (صعودا الى ارواحنا المطفأة
وهي تغامر في كلمة غادرت
شفاهنا)
ومما يمكن ملاحظته ان الشاعر يتنقل من خلال عملية الصعود المتواصل بين حالات متنوعة لينقل لنا صور مشاهداته وهي عملية تكاد تتشابه مع واقعة (المعراج النبوي) وما تمثل فيها من تنقلات بين السماوات المتعددة. وما تخلل ذلك من نقل وصفي لصور المشاهدات التي حكى عنها النبي (ص). بتفاصيلها المختلفة سواء المحبطة او المغلفة بالأمل.
أن هذا التشابه في تنوع العوالم الموصوفة بين صعود الشاعر وعروج النبي يمكن ان يمثل لنا شكلا من اشكال التناص مع ان الخطوط الرابطة بين الحالتين
لقد شكلت عملية التكرار للفظة (صعودا الى...) مهيمنة نصية يتشكل من خلالها ايقاعا صوتيا يسير بمسارين متوازيين، الاول مسار ظاهري تراتبي من خلال تقطيع النص الى مساحات صوتية محددة البداية والنهاية، والثاني هو المسار الايقاعي المتخفي او الداخلي والذي تتفتح ابعاده داخل النفس من خلال ما تخلقه مفردة (صعودا) ببعدها المعنوي الذي ينفتح على مسافات علوية تخلق حالة من التسامي ومفردة (الى) التي ترسم الأبعاد الغائية لعملية الصعود المستمر.
لعل ما اشرنا اليه آنفا من صور جمالية سواء في الجانب الدلالي ام الجانب الايقاعي تمثل صورة مبسطة لما ينطوي عليه النص من صور جمالية متعددة يمكن لقارئ النص ان يتلمسها بيسر سواء تلك المتعلقة بالمسار العميق المتمثل بالبعد الفكري والدلالي للنص ام بالمسار الظاهري المتجسد بالبناء الشكلي والايقاعي.



#أحمد_الشطري (هاشتاغ)       Ahmed_Alshtry#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكتراث بالمصائر ........ مقاربة تأويلية في نص (براءة المو ...
- ملء الفراغ بالجمال
- ظلمات... قصة قصيرة
- القتيلة
- قراءة تحليلية لنصوص (جسدها في الحمام) لابتهال بليبل
- نبوءات السيد (ق)... قصة قصيرة
- لا خروج على النص.. قصة قصيرة
- شيلمة ... قصة قصيرة
- الحركة الأخيرة ... قصة قصيرة
- الولاة ...قصة قصيرة
- قصة قصيرة ..... الجهة الأخرى
- قصة قصيرة........ الذي مات
- الابعاد الجمالية، والسيميائية في نص (احراق الكتاب) لعبد الزه ...
- الحدث
- حركات التجديد في الشعر بين التبعية والا بتداع


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - مقاربة تأويلية في نص (سفينة بابل) للشاعر جبار الكواز