أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - نبوءات السيد (ق)... قصة قصيرة














المزيد.....

نبوءات السيد (ق)... قصة قصيرة


أحمد الشطري
شاعر وناقد

(Ahmed Alshtry)


الحوار المتمدن-العدد: 6103 - 2019 / 1 / 3 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


لا احد كان يصدق ما يحدثهم به السيد (ق) في كل بداية عام جديد عن توقعاته لما سيحدث في العام القادم، رغم ان الكثير من تلك التوقعات كانت تحدث فعلا ورغم انهم ايضا كانوا يصدقون ما يقوله المنجم (ع) او المنجمة (ن) او المنجم (د)، وكلما اخبروه عن توقعات هؤلاء المنجمين، ضحك باستهزاء وقال: انهم مشعوذون ولا يفقهون شيئا بعلم الجفر وقراءة الطالع. وكان دائما ما يؤكد: انه الوحيد العارف بهذا العلم.
في العام قبل الماضي حدثهم عن حرب شعواء، فضحكوا وقالوا له: ان البلد يعيش بأمن ورخاء من اين تأتي الحرب؟ وقبل ان ينتهي العام دقت طبول الحرب وراح ضحيتها اكثر من مئتي الف شخص.
في العام الماضي قال لهم: ان مرضا غريبا سينتشر في المنطقة فيذهب ضحيته الاف الاشخاص. فلم يصدقوا ايضا، وحدث ذلك بالفعل.
اما الآن فانهم جميعا باتوا مقتنعين تماما بصدق تنبؤاته. من كان يتهمه بالجنون اخذ يردد المقولة الشهيرة:( خذوا الحكمة من افواه المجانين) ومن كان يتهمه بالكذب اخذ يردد المقولة الشهيرة ايضا: ( قد يفوتك من الكذاب صدق كثير).
اما النساء فأخذن يلطخن باب بيته بالحناء تبركا، ويصطحبن معهن شيئا من حجارة حائطه ليدهنَّ بها رؤوسهن ورؤوس اولا دهنَّ ويمزجنَ بعضا منها بالماء و يرشنّه في وسط الدار وعلى الجدران، عسى ان يدفع عن بيوتهنَّ الشر.
اصبح السيد (ق) بين ليلة وضحاها مقدسا يوقره الجميع ويتنظر منه البركات.
لكن السيد (ق) كان يضحك من تصرفات هؤلاء واخذ يتهمهم بالجهل والسذاجة دون ان يحمل في قلبه ضغينة لهم بل كان حزينا عليهم ودائما ما يصفهم بانهم مساكين.
لكنه بقي مصرا على انه العارف الوحيد بهذا العلم الذي توارثه عن اسلافه.
في ليلة بدء العام الجديد اجتمع الناس قرب بابه منتظرين ان يخرج عليهم بنبوءاته لما سيحدث، بعضهم جلب عشاءه معه ليحصل على مكان قريب وبعضهم جلب معه فرشا واغطية خوف ان يطول به الانتظار، لم يتجرأ احد ان يطرق بابه، كان الجميع منتظرا ان يبادر هو بالخروج من بيته ليكشف لهم المستقبل المجهول.
مرت دقائق تلك الليلة ثقيلة على الجميع، من احس بالتعب والنعاس افترش ما جلبه معه ونام، منبها من كان معه بإيقاظه عندما يُفتح باب السيد ( ق) وبعضهم افترش الارض ونام، واخرون بقوا شاخصين بأبصارهم نحو الباب المغلق.
بدأ الظلام شيئا فشيئا يسحب اذياله مثل فتاة خجول ليتوارى خلف انوار الصباح الزاحفة من بعيد بهدوء وثقة، استيقظ الجميع، واجمعوا على ان يطرقوا الباب؛ لينبهوا السيد (ق) بانهم ما زالوا جالسين بانتظار نبوءاته.
طرقوا الباب كثيرا لكن لم يخرج ليهم أحد، وبعد ان يأسوا عادوا الى بيوتهم وهم يشعرون بالخيبة والقلق من المستقبل الذي سيظل مجهولا.
في وسط النهر كانت هناك جثة تطفو على سطح الماء دون ان ينتبه لها احد، بينما راحت الامواج تدفع بها نحو مكان بعيد.



#أحمد_الشطري (هاشتاغ)       Ahmed_Alshtry#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا خروج على النص.. قصة قصيرة
- شيلمة ... قصة قصيرة
- الحركة الأخيرة ... قصة قصيرة
- الولاة ...قصة قصيرة
- قصة قصيرة ..... الجهة الأخرى
- قصة قصيرة........ الذي مات
- الابعاد الجمالية، والسيميائية في نص (احراق الكتاب) لعبد الزه ...
- الحدث
- حركات التجديد في الشعر بين التبعية والا بتداع


المزيد.....




- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش
- إسرائيل تحتفي بـ-إنجازات- الدفاع الجوي في وجه إيران.. وتقاري ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشطري - نبوءات السيد (ق)... قصة قصيرة