أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقية















المزيد.....

التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقية


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 14:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التصرف الايراني الاخير المتمثل بوضع لغم على سفينة عائدة لشركة سومو نهاية السنة الماضية هو مما لا يمكن وصفه إلا بالصبياني السخيف. وهو قد حصل بعد يوم واحد من التوقيع على اتفاقية بناء ميناء الفاو. يشير هذا العمل الى تهور واضح واستخفاف بقواعد حسن الجوار. هل تصور الايرانيون بان هذا العمل سيزيد من حب وتقدير العراقيين لهم يا ترى؟

لقد جرى التوقيع على اتفاقية انشاء الميناء مع الشركة الكورية المنفذة في 30 من كانون الاول الماضي. واكتشف اللغم عصر اليوم التالي حسب خلية الاعلام الامني. اي انه لم تمر 24 ساعة بعد التوقيع حتى تسلل افراد البحرية الايرانية ليلا لوضع اللغم على السفينة. وقد ثبتوه على جانبها على ارتفاع اكثر من متر فوق خط الماء حسب الصور المنشورة في الاعلام. وهو عمل متعمد لاجل ان يجري اكتشافه في اليوم التالي. واللغم لم يكن مقدرا له الانفجار، إنما ارسال رسالة تهديد فقط. يمثل هذا العمل سابقة خطيرة في العلاقات بين البلدين حيث لم نسمع اية ادانة ايرانية له والمقصد واضح.

من الواضح بان هدف هذا التصرف الصبياني هو التهديد بضرب الاقتصاد العراقي. وحيث ان للايرانيين تاريخ طويل من الاستفزازات مع العراق مما يشير الى غطرسة وتهور وغياب واضح للعقل في التعامل مع المستجدات. إذ يتذكر الجميع الاحتلال الايراني لحقل الفكة الحدودي العراقي ايام الرئيس الايراني احمدي نجاد، وكذلك الصحفي الايراني الذي قام بتحقير العراقيين في ملبسهم وثقافتهم، ثم بعده مستشار روحاني مع ادعائه حول عاصمة الامبراطورية الفارسية، غير علي اكبر ولايتي مستشار الخامنئي الذي خلال زيارة له للعراق راح وبلا ادنى حياء يملي ما يسمح به على العراقيين وما لا يسمح. وفي كل هذه الحالات لم يصدر من الايرانيين اي اعتذار.

إن هذا التصرف هو معادٍ وارهابي، وهو غاية في الصبيانية والسخافة ولا ينم إلا عن اشخاص قد فقدوا الحس السليم ومعه كل اعتبار للجوار حيث قد تملكهم بدله العمى والغطرسة. وهو عمل متهور يمكن ان يفهم منه انه تهديد باعلان الحرب. فهل يريد الايرانيون خسارة العراق ودفعه الى خانة الاعداء؟ إن هذه العملية الارهابية هي غير مقبولة وتضع من قام بها في مصاف الدول المارقة.

لن تؤدي مثل هذه التصرفات الى حصول تضامن مع الايرانيين الذين يعانون من وطأة عقوبات دولية. وكان عليهم الانتباه الى ان الاوضاع الحالية في العراق ذاهبة لا محالة نحو التغيير وان العراقيين لن ينسوا من وقف معهم ومن حاول الاستفادة من الظروف الاستثنائية التي وجدوا انفسهم فيها. وكان يتعين على الايرانيين التزام اصول الادب في تعاملهم مع الآخرين.

بعد هذا العمل المتهور بشهر حصل خرق امني ثان عندما قامت ثلة من قراصنة بمهاجمة سفينة اجنبية، في المياه الاقليمية العراقية هذه المرة. ولم يلقى القبض على اي منهم حتى الآن. كيف قيض لقراصنة في مياهنا الاقليمية ما شاء الله من الوصول الى سفينة اجنبية في نفس هذه المياه وتسليب طاقمها ثم الانسحاب هم ايضا دون ازعاج، وهذا بعد حادثة اللغم البحري اعلاه (إن صدقنا قصة حدوثها خارج المياه الاقليمية)؟ سنتجاوز التفاصيل الكثيرة التي نشرت في الاعلام حول هذا الخرق الامني من مثل ما ذكره النائب كاظم الحمامي من ان السفينة لم تكن متوجهة الى الموانيء العراقية ولا قادمة منها، وهو كلام لا ندري إن كان النائب جادا فيه ام مازحا ! لذلك نسأل اين كانت القوة البحرية التي غيرت اسمها من خفر السواحل ايام النظام البائد الى آخر فسمت نفسها بالبحرية العسكرية من هذه الخروق الخطيرة والكلام موجه ايضا الى وزارتها المسؤولة ورئيسهم؟ هل كانوا نائمين؟ هل يعقل ان تعجز هذه القوة عن ضمان الامن في مياهنا الاقليمية المعروفة بمساحتها الصغيرة والضيقة؟ وهذا قد حصل بعد الحملة الحكومية على الفساد في الموانيء. هل ننتظر حدوث خرق ثالث يا ترى اسوأ من هذان؟ هل هذا هو اقصى ما تستطيع بحريتنا القيام به بعد كل ما صرف عليها من اموال؟

لن نسأل مع هذه الخروق الخطيرة للامن العراقي عن الامن والدفاع النيابية التي يرأسها وجه صدري جديد. فقد تقاعست هذه عن متابعة جاهزية قوات الامن البحري والفوضى في الموانيء التي نكتشفها الآن. ونرى الآن بام اعيننا ثمن هذا التقاعس مع استسهال الآخرين التجاوز على مصالحنا.

مثلما رأى جميع المتابعين فإن هذه التخرصات التي قام بها الايرانيون كانت تهدف الى ضمان عدم خسارتهم لامكانية وضع موانئهم محل موانئنا بطريق الربط السككي. ولها اهدافا اخرى مثل الضغط لارجاع الاوضاع في المنافذ الى ما كانت عليه قبل الحملة عليها. ونحن نقول لهؤلاء باننا ماضون في مشاريعنا بعيدا عن اي ربط سككي. واننا لن نرضخ للتهديدات ضد امن بلدنا ولا لمحاولات الابتزاز. فإن كان يتصور الايرانيون اننا سنتراجع لنسمح بضرب مصالحنا فيكونون واهمين. انهم بتصرفهم هذا سيدفعون العراقيين جميعا بلا استثناء الى الاقتناع بانهم يمكن ان يشكلوا خطرا على مصالح بلدنا وانه لابد من وقفهم عند حدهم.

إن البنى التحتية العراقية تعود للعراقيين حصرا وهم من يقرر من يستخدمها. وانه لا ضمان بالتالي من بقاء واستمرار ما يفرض جبرا وقسرا. فلا ضمان من عدم معاملة اي تواجد مفروض على العراق بنفس الاساليب إن اصر حكام هذه الجارة المارقة على محاولات فرض الارادة بهذا الشكل العدائي المتهور. ولحكومة الكاظمي نقول باننا لا نقبل منح دول تمارس الارهاب امكانية فرض ارادتها بالابتزاز. فاصحاب البلد هم من يقرر، لا ايا كان من حكومة انتقالية مؤقتة ومعترض عليها شعبيا بشدة. نذكر الكاظمي ايضا عن ان اي استخدام لبنانا التحتية للتجارة من قبل اية دولة يستوجب توقيع اتفاقية يصوت عليها نيابيا.

لقد حرصنا دائما منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق على الوقوف ضد من يحاول تخريب العلاقات مع الايرانيين. لكننا لن نسكت ضد من يحاول التعرض لمصالحنا. وسيكون لنا قطعا موقفا آخر اشد إن تكررت مثل هذه الاستفزازات. ونذكر الجميع بان لدى ايران مصالح اقتصادية وسياسية كبيرة في العراق كان عليها التفكير بها اولا قبل اللجوء الى التصرفات الصبيانية السخيفة.

ونتمنى الا يضطرنا تكرار هذه التصرفات مستقبلا الى اللجوء الى اجراءات لحماية امننا الوطني من مثل تقديم شكوى لدى مجلس الامن الدولي.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنكيل في المذكرات القضائية
- اين الاموال التي اختلسها السوداني والقطان ؟
- ملاحظات واسئلة فيما يتعلق بموازنة 2021
- التكالب على موارد الكمارك الاتحادية
- الخصخصة في العراق واهداف من يدفع نحوها
- ديون العراق البغيضة
- التلاعب والمتاجرة بالمال العام رغم انف المصلحة العامة
- بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد
- نداء وتحذير من الخبير النفطي حمزة الجواهري
- رئيس الوزراء يختلس من المال العام ويخرق القانون
- طغمة مجلس النواب هي اساس الخراب في العراق
- تكملة مقالتنا السابقة حول التعديلات الدستورية مع معلومات جدي ...
- لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..
- ملاحظات مهمة حول التهيئة للانتخابات القادمة
- الكاظمي احسن اداة امريكية لقتل الاقتصاد العراقي
- فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...
- مهزلة التواطؤ الحكومي مع الشركات النفطية
- محاولة امريكية جديدة لوضع اليد على ثروات العراق ينبغي ايقافه ...
- حول الاحالات للاستثمار.. مصنع فوسفات القائم
- الكاظمي يصر على المضي وفقا للمصالح الاجنبية


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد السعيدي - التصرف الايراني الصبياني السخيف عند المياه الاقليمية العراقية