أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الخصخصة في العراق واهداف من يدفع نحوها














المزيد.....

الخصخصة في العراق واهداف من يدفع نحوها


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 30 - 15:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثبت التجربة يوميا بان المعرفة والوعي بما يجري حولنا هما اكثر ما يرعب القوى المسيطرة خصوصا في العراق.

يدور كل موضوع ما يسمى بالخصخصة في العراق حول الجهة التي الى يدها يراد تحويل الاموال العامة، والسلطة والنفوذ بالتالي. وهذا التحويل يكون دائما لصالح حفنة من الاشخاص على حساب الجهة او الجهات التي كان يجب ان توجه اليها هذه الاموال. ويجري تحصيل الاموال من مصادرها بطرق شتى شرعية كانت ام غير شرعية. النتيجة المراد التوصل اليها هو تحول الحفنة الى اشخاص ذوي تأثير وقدرة كبيرين على حساب المجتمع. ويكون هؤلاء مرتبطين بجهات اجنبية في الغالب. بالمقابل يكون القطاع العام هو وسيلة تركيز الاموال والنفوذ بيد الدولة، وبيد الشعب حسب الظروف، وليس بيد اية حفنة.

يحاول الكاظمي إفقار الدولة بداية لتجبر لاحقا على التخلي عن قطاعها العام بحجة تكلفته. وهو وإن افلح وبالتواطؤ مع مجلس النواب بعرض بضعة معامل واصول لهذا القطاع حتى الآن للبيع، فإن العملية ما زالت تواجه العراقيل. وهو يقوم بإفقار الدولة عن طريق غض النظر عن اي فساد يمكن ان يؤدي الى اضاعة اية اموال من العوائد العامة مما يجب ان تذهب الى الدولة. وكذلك بابعاد الاخيرة عن اي نشاط او وظيفة يمكن ان يؤدي الى تحسين الاداء فزيادة الموارد. وقد استغل الكاظمي امر الموازنة مؤخرا لترتيب اي انفاق بولغ بمقاديره لاثقال كاهلها به. وتدور المحصلة دائما حول حجم اية موارد يمكن له هو ووزير ماليته من تجريد الدولة منها. وبالتخلي عن القطاع العام تتخلى الدولة فعليا عن احد مقومات قوتها لتصبح مكشوفة وضعيفة وعاجزة عن تأمين حاجات البلد والشعب. اقرب مثال الى هذا هو شركات الهاتف النقال. فهذه هي نموذج لما يراد للامور ان تؤول اليه في البلد. اي شركات خاصة تحميها السلطة ومتحالفة معها تتصرف كما تشاء دون ادنى اعتبار للناس ومصالحها وما تريده.

بهذا يكون الكاظمي هو ابن الجهات الدولية التي تريد القضاء على العراق. إذ لا يمكن فصل امور الخصخصة عن هذه. ويكون الاستنتاج هو ان الخصخصة هي ليست إلا عمل ذو اهداف سياسية واستراتيجية. ومع القضاء على العراق وقدراته وتعطيل دوره تأتي بالتوازي مسألة امن اسرائيل وتأمين مصالح الدول الغربية واستمرار تسيدها عالميا.

في ظل هذه الاهداف والنتائج المتوخاة يتوجب توضيح صراع السيطرة على العراق بين ايران وامريكا. إذ ان الامر يتعدى العراق الى اقليم الشرق الاوسط كله. فعدا عن كونه احد مصادر الطاقة فالشرق الاوسط هو اولا واخيرا منطقة اتصال بين القارات. تحكم ايران طغمة صغيرة تريد السيطرة على العراق لتتمكن بالتالي من بسط سيطرتها على كامل الشرق الاوسط. ونظرا لعجز هذه الطغمة عن ابتلاع العراق بقوتها العسكرية فقط، استبدلت الاحتلال المباشر بالمجاميع المسلحة او الميليشيات التي خلقتها ودعمتها. وهي قد استفادت من إخلاء الساحة في العراق بفعل الاحتلال الامريكي. وتكون ايران بهذا مجرد دولة توسعية تحاول بالميليشيات تحقيق مصالحها في العراق. وتحاول ايران من ادخال قطاعها الخاص في العراق بحجة الاستثمار الحصول على حصة من موارده النفطية وتأمين وجودها الثقافي والسياسي فيه. وهي لم تكن تستطيع القيام بهذا لولا ادعاءات جذب المستثمرين بالتوازي مع محاولات تغييب قطاع الدولة. ولا من شك لدينا من انها حتى كانت تراودها احلام فصل البصرة عن العراق بتشجيع قيام اقليمها. إذ ان قيام هذا الاقليم سيحول العراق الى دولة مغلقة بحريا يسهل ابتزازه. لهذا الهدف ركزت ميليشياتها على هذه المحافظة مع تأمين حكومة موالية لضمانها لنفسها. وقطعا لضمها لاحقا في حال قيام هذا الاقليم. وايران كما هو واضح هنا تحاول تجيير الافكار الامريكية لتقسيم العراق لصالحها هي.

إن توافر الدولة العراقية على قطاع عائد لها يؤدي الى تحصينها وتقويتها. بينما يؤدي تجريدها من هذا القطاع الى العكس تماما ومن ثم اجبارها على فتح الباب امام من يسمون بالمستثمرين لاختراق السوق العراقي بدعم من دولهم. وبسبب من اهمية العراق موقعا وتأثيرا لا يمكن النظر الى هذا الاستثمار بعين محايدة كما يريد ان يوهمنا به مؤيدوه. ولمن يريد الاطلاع على القطاع العام العراقي في سابق عهده مراجعة مقالات الكاتب سلام كبة حول البارادوكس الصناعي.

ونرى من المهم التنويه الى ان المستثمرين خصوصا الاجانب لن يعيدوا إحياء التصنيع في العراق بالشكل الذي كان قائما في السابق مع القطاع العام. وهذا إن صدقنا بان احد اجزاء الخطة الغربية هي جذب هؤلاء. إذ يمكن دائما الاعتماد على الامريكيين وحلفائهم الايرانيين لايجاد الطرق لتنفير المستثمرين من القدوم الى العراق.

ونعيد التذكير بان اجبار الدولة على بيع قطاعها الذي كان يضيف الكثير من الموارد الى الدخل الوطني والاعتماد فقط على سلعة واحدة اسعارها تحدد في الخارج يهدف في النهاية الى حشر الدولة في خانة الازمة فالمديونية تمهيدا للسطو على ثروته النفطية. ويهدف تجريد العراق من موارده الى تصفيته كقوة صاعدة متطورة اقتصاديا واجتماعيا وتحويله الى تابع مستهلك غير منتج لصالح مراكز القوى العالمية. وهو ما يشير في المحصلة الى ان الهدف النهائي هو سياسي لضمان عدم افادة العراق من اي شيء مقابل تخليه عن صناعاته وقطاعه العام.

إن من يريد الاستحواذ على الاموال والارباح في البلد كل لصالح جهته الداعمة هو كما هو واضح ومعروف طغمة مجلس النواب ومن تمثله. وكل هؤلاء يمثلون الحفنة التي اشرنا اليها آنفا. ومن هذه الطغمة قد خرجت كل زمر حكومات 2003 التي كانت السباقة لما يقوم به الكاظمي حاليا. ونتائج مصادرة وسرقة موارد الدولة المالية مثل ضرب المصلحة العامة ودور الدولة في ضمانها ليست غير متوقعة او غير محسوبة. إذ تريد القوى الدولية اعادة العراق الى الاوضاع التي كانت قائمة فترة العهد الملكي البائد حيث كان المورد النفطي بيد الشركات الاجنبية انتاجا وتسويقا والقطاع الخاص في غالبيته اجنبيا. وحيث انه لم تتغير الاحوال إلا في العهد الجمهوري بعد ثورة تموز.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديون العراق البغيضة
- التلاعب والمتاجرة بالمال العام رغم انف المصلحة العامة
- بضعة اسئلة الى امين العاصمة الجديد
- نداء وتحذير من الخبير النفطي حمزة الجواهري
- رئيس الوزراء يختلس من المال العام ويخرق القانون
- طغمة مجلس النواب هي اساس الخراب في العراق
- تكملة مقالتنا السابقة حول التعديلات الدستورية مع معلومات جدي ...
- لعبة تشغيل نصف العمالة العراقية..
- ملاحظات مهمة حول التهيئة للانتخابات القادمة
- الكاظمي احسن اداة امريكية لقتل الاقتصاد العراقي
- فوائد التهديدات الامريكية بالهروب واغلاق السفارة...
- مهزلة التواطؤ الحكومي مع الشركات النفطية
- محاولة امريكية جديدة لوضع اليد على ثروات العراق ينبغي ايقافه ...
- حول الاحالات للاستثمار.. مصنع فوسفات القائم
- الكاظمي يصر على المضي وفقا للمصالح الاجنبية
- الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990
- الحوار المزعوم في خدمة الخداع والاحتلال والارهاب
- ضربة اعلامية قوية
- الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي
- الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الخصخصة في العراق واهداف من يدفع نحوها