أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟














المزيد.....

الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نيسان الفائت اعلن الامريكيون عن عزمهم اقامة حوار استراتيجي مع العراق. وقتها كان الكل منشغلا بالتراشق حول امر المرشح لرئاسة الوزراء حيث لم يعر احد الاعلان الامريكي اي اهتمام.

بيد ان غرض هذا الحوار المزعوم قد توضح بعد منح الثقة للكاظمي لرئاسة الوزراء في ايار الماضي. فهو لم يكن إلا لعبة ابتكرها الامريكيون بهدف كسب الوقت وتسويف مطالبات سوح الاحتجاج. بكلام آخر للابقاء على النظام العراقي القائم.

يعرف الامريكيون بان انتصار المتظاهرين يعني نهاية احتلالهم للعراق وتلاشي قاعدة تدخلاتهم في بلدان الشرق الاوسط. وبما انهم مصرين على استمرار احتلالهم هذا، فلا يمكن ان يستمر دون وجود عميل لهم على رأس السلطة في العراق. وبالترابط فتواجدهم الاحتلالي الدائم في المنطقة يصبح ضروري للابقاء ليس فقط على عميلهم هذا بل ايضا على كل عملائهم في المنطقة مع توفير الحماية لهم.

يلاحظ انه بمجرد مرور بعض الوقت على منح الثقة لعميلهم الحالي هذا حتى جرى فضح امر لعبة الحوار المزعوم. إذ جاء على لسان غبريال صوما مستشار الرئيس ترامب تأكيد بان لا من نية لسحب القوات الامريكية من العراق. ولم يرد المستشار التوضيح حول فائدة الحوار او ضرورته اصلا مع غياب هذه النية. إلا ان الصنائع الايرانية في مجلس النواب المستفيدة الرئيسية من بقاء قوات الاحتلال قد تلقفت هذا التصريح فحاولت بتصريحات مضادة افتعال تراشق نيابي حوله. والجميع يعرف بان هذه الصنائع التي هي آخر من له مصلحة بهذا الانسحاب تتحين الفرص في كل لحظة لتسويف اية محاولة للتوصل اليه. ويلاحظ ايضا بان آخر اعلان لاحد المجاميع المرتبطة بهذه الصنائع قد قالت فيه عن ايقافها لعمليات قصف مواقع الاحتلال بانتظار ما ستسفر عنه المفاوضات!! وهي حجة تفضح قائلها، فالمقاوم الحقيقي لا يستبدل اساليبه باخرى مخصصة لاضاعة الوقت وادامة الاحتلال. وهو ما يؤكد مرة اخرى ما قلناه سابقا بان هذه المجاميع الايرانية هي ظواهر صوتية لا اكثر.

كذلك فالاتفاقيتان الامريكيتان اللتان يراد الايهام بالتفاوض حولهما واضحتان ولستا بحاجة الى اعادة تفاوض. فما تحتاجه هاتان الاتفاقيتان هو الالغاء التام كونهما تؤسسان لاحتلال دائم لبلدنا. لذلك فبحجة التفاوض والحوار حولهما يراد كسب الوقت واطالة عمر النظام بغية انهاء التظاهرات.

يلاحظ بان جميع المستفيدين من الاحتلال قد تجاهلوا حقيقة كون حكومة الكاظمي مؤقتة محدد لها التهيئة للانتخابات القادمة، لا الانخراط بمفاوضات واسعة مع المحتلين حول شكل احتلالهم للبلد. إذ انها حكومة تصريف اعمال اتت بعد حكومة تصريف مشابهة قبلها. واستقالة الحكومة السابقة التي لم تأت اعتباطا تمثل فشل الانتخابات الاخيرة. وبالتالي فلا من مجال لاية حكومة تأتي محلها ان تعمل بصلاحيات كاملة وكأن شيئا لم يكن. ولا ندري إن كانت حكومة العمالة هذه قد حصلت على تفويض من مجلس النواب للعمل على اية ملفات استثناءاً ام انها اتفقت معه على ادعاء البلاهة. لاحقا تعمدت هذه الحكومة الفشل في اول امتحان لها. وهذا كان في التفاوض مع الشركات النفطية لتخفيض الانتاج حسب اتفاق اوبك، وهو امر يثير السخرية. فهذه الشركات تعمل وفق عقود خدمة لصالح البلد مالك الثروة. لذلك فلا من سلطة لها على هذا المالك وليس لها إلا الانصياع لطلباته. ويكذب من يقول بان ثمة بنودا في الاتفاقيات المعقودة تمنع هذا ولا تسمح بذاك خصوصا مع الابقاء على سرية تلك العقود! بيد ان الابقاء على اسعار النفط منخفضة هو مطلب امريكي. ولا من كلام طبعا عن الامور الاخرى مثل الكشف عن قتلة المحتجين ولا عن موعد الانتخابات القادمة.

في غضون ذلك يلاحظ قيام مهرجي مجلس النواب بمحاولة الهاء الرأي العام باللف والدوران حول اي موضوع من بينه طريقة سد عجز الميزانية المفتعل. وتجري محاولة الالهاء هذه بموازاة صمت كامل حول الحوار المزعوم وصمت آخر مرادف حول قرارهم السابق الذي اتخذوه في كانون الثاني الماضي المتعلق باخراج القوات الامريكية. وهم بصمتهم هذا يريدون بشكل واضح النزول عند رغبة الرئيس ترامب والتراجع عن قرارهم ذاك والتملص من تبعاته. ويعكس هذا الصمت ايضا تخادم الصنائع الايرانية مع المحتلين. فاخراج القوات هو قطعا ليس الحوار والصمت عنه. ولاعضاء هذا المجلس ايضا مصلحة بالابقاء على النظام الحالي. إذ بزواله سيزولون هم ايضا وامتيازاتهم وسرقاتهم.

ختاما فإن ما يبدو واضحا مع تظاهر الكاظمي الانشغال بالحوار الاستراتيجي المزعوم وتحقيق المصالح الامريكية هو ان لا هو ولا نظامه هم بوارد الاستماع الى مطالب المتظاهرين. وإذا كان للكاظمي او غيره من رأي مغاير لكلامنا هذا فليتفضل بتقديمه.



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون تحديد شروط العمامة
- تضاعف الاجهزة الاستخبارية في العراق وتجاوزاتها وتخادمها
- على من يضحك عبد المهدي ؟
- المحمود وزيدان يخرقان الدستور والقانون
- مرة اخرى مع مهازل الشركات الوهمية
- الفوضى والتخبط واللا ابالية في مواجهة وباء الكورونا
- صادرات النفط إلى كردستان العراق تمنح الاكراد السوريين شريان ...
- مصير الحشد غير العراقي
- ماذا نعرف عن موارد تمويل الميليشيات المسلحة ؟
- اسئلة حول اسباب استمرار العمليات ضد داعش في المحافظات المحرر ...
- الاهداف الايرانية من المطالبة باخراج قوات الاحتلال الامريكية
- ديون الاقليم... كشف الاعيب ثامر الغضبان وزير النفط
- ما كان على الحكومة قبل استقالتها ايقافه.. مشروع انبوب العقبة ...
- مآل اعضاء مجالس المحافظات الملغاة ومواردها
- هاكم ما يقوله الدستور والقانون في الحريات العامة وجرائم الخط ...
- تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل
- مقترح لمتظاهري التحرير
- يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء ل ...
- التعديلات الدستورية
- المحكمة العليا تعلق معركة قانونية شديدة الاهمية بين بغداد وح ...


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - الحوار الاستراتيجي؟ اي حوار استراتيجي؟