أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل














المزيد.....

تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال تصفحي لموقع مجلس النواب وقع ناظريّ على مفاجأة : مشروع تعديل قانون البنك المركزي. ربما سيتصوره القراء للوهلة الاولى بانه من انتصارات انتفاضة تشرين المباركة. لكن هل هو كذلك ؟

لقد انجز مجلس النواب القراءة الاولى لهذا التعديل كما يلاحظ من الرابط اسفل المقالة. ولم يجر الاعلان عن المباشرة به ولا عن النية حوله في الاعلام. وهو مما ليس مستغربا كما ساوضح ادناه. لكن ما يلاحظ في هذا التعديل هو انه لم يطل المواد التي ذكرتها سابقا في مقالتي حول البنك المركزي في ايلول الماضي. أنما موادا اخرى تتعلق فقط بمحكمة الخدمات المالية.

هذه المحكمة مع صلاحياتها وعملها المذكورين في المواد من (63) حتى (70) هي محكمة خاصة بالبنك المركزي ضمنت في قانونه من قبل بريمر للبت في نزاعات وخلافات البنك مع اي طرف آخر. وهدف الامر كما يمكن استنتاجه هو عزل البنك المركزي عن النظام القضائي العراقي بحيث لا يمكن التأثير عليه باي شكل من الاشكال. وفي التعديل الجاري جرى فقط إلغاء هذه المحكمة الخاصة وتشكيل اخرى بدلها سميت بمحكمة الاعمال المصرفية. ومن خلال صلاحياتها وعملها جرت اعادة ربط كل امور البنك القضائية من خلال هذه المحكمة بالقضاء العراقي. وجُعل للاخير العلوية بدلا من محكمة الخدمات الملغاة. وهذا بحد ذاته ربما يمكن تسميته بالنصر الكبير الذي يعود الفضل فيه الى انتفاضة تشرين الحالية.

هذا التعديل وإن كان يبدو في ظاهره انتصارا إلا انه مجتزأ ومضلل وغير كاف. فوضع البنك تحت سلطة القضاء العراقي فقط لا يمكن اعتباره انتصارا كونه لا يطال المادة الاهم التي تتسبب بنزيف وهدر المال العام وهي المادة (27) منه. فالقضاء لن يتحرك من تلقاء ذاته لمنع هذا المزاد. إنما يتوجب توجيه الطلب اليه عن طريق دعوى قانونية. لهذا السبب لا يكون التعديل الذي تقوم به طغمة مجلس النواب إلا اجراء شكلي موجه لخدمة مصالح هذه الطغمة فقط مستغلة اجواء الثورة الشعبية الدائرة خارج المجلس. بينما تكون الحالة المثالية هي بتعديل كامل قانون المركزي وليس فقط هذه المواد. إذ ان هذا القانون بمعظمه مرفوض كونه لا يخدم مصلحة البلد. وبانتظار حصول هذا التعديل الامثل يمكن الاستمرار بالعمل النيابي مع تعديلات اخرى كالغاء المادة (27) تماما ، وتعديل المادة الاخرى رقم (2) المتعلقة باستقلالية البنك عن الدولة والتي تشير الى انه يعمل لصالحه هو فقط ، لاعادته الى سلطة الاخيرة. اذكّر بهذه المادة التي تقول بان (البنك لا يتلقى اية تعليمات من اي شخص او جهة بما في ذلك الجهات الحكومية ولن يقوم اي شخص او جهة بالتدخل في نشاط البنك المركزي العراقي). وايضا تعديل المادة (26) لتعيد الى خزينة الدولة ناتج الارباح لاية اعمال وصفقات تجارية يقوم بها البنك بدلا من الاحتفاظ بها في خزائنه. او بدلا من كل هذا... ان يصار الى إلغاء كامل قانون البنك هذا والعودة للعمل بقانونه السابق للعام 1976 الذي الغاه بريمر العام 2004.

على ضوء هذا يكون واضحا بان هدف الكتمان الذي احيط بعملية التعديل المجتزئة هو تجنب المطالبات الشعبية بالقيام بتعديل جاد على هذه المواد السيئة في القانون. إذ ان اعضاء طغمة مجلس النواب والحكومة هم ممن يحوزون على المصارف والمصالح التجارية او حصصا فيها او يمثلون مالكيها ممن يحققون الفوائد عبر مزاد المادة (27). بالنتيجة لا يريد اعضاء هذه الطغمة ولا غيرهم الحفاظ على البنك بمواده اعلاه المضرة للبلد إلا لاجل استمرار تدفق المال العام الى جيوب الجهات التي يمثلوها في طغمة مجلسهم. والتعديل الذي قاموا به يضع البنك باكمله تحت سلطتهم هم بطريق القضاء الفاسد. ولطالما لم يجر تعديل المواد السيئة يصبح اي تعديل آخر عداها اجتزاء وكذب وتضليل للشعب. وكل تأخير او مماطلة لاجراء هذا التعديل يثلم في مصداقية مجلس النواب.

الملاحظ من بين الصامتين على هذا الاجتزاء والتضليل تحالف سائرون الذي عاد الى مجلس النواب مع التصويت على القراءة الاولى للتعديل بعد الغائه تعليق عضويته. والصمت على هذا التعديل دون الاعتراض عليه ولا فضح امره يضع هذا التحالف جميعه شاء ام ابى في خانة المؤيد له بشكله المجتزأ والمضلل هذا. وهو ما يكشف عن حقيقة هذا التحالف في مناداته بالاصلاح ظاهرا لادامة المصالح الخاصة باطنا.

اطالب وقطعا معي الكثيرين بشمول مواد قانون البنك المركزي بارقام (2) و(26) و(27) بالتعديل والالغاء او العودة الى القانون السابق حسب ما اوضحته اعلاه في المقالة وحسب ما تقتضيه المصلحة العامة.



رابط المقالة :

قانون التعديل الثالث لقانون البنك المركزي الصادر بالأمر رقم (56) لسنة 2004 عن سلطة الائتلاف المؤقتة (المنحلة) – مجلس النواب العراقي
http://ar.parliament.iq/2019/11/13/%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%af%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab-%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%86%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85/



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقترح لمتظاهري التحرير
- يجب احالة رئيس الوزراء ووزرائه للداخلية والدفاع الى القضاء ل ...
- التعديلات الدستورية
- المحكمة العليا تعلق معركة قانونية شديدة الاهمية بين بغداد وح ...
- هل توصل مقاطعو الانتخابات الماضية الى الاهداف التي كانوا يري ...
- استحداث جهة تنظيم انتخابات جديدة
- ما البديل عن مجالس المحافظات ؟
- من له حق العمل في العراق ؟
- متى سيجري استصلاح السهل الرسوبي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من ال ...
- يجب اسناد كل ادعاء بتشريع نيابي يا حلبوسي !
- كيف جرى خلق مزاد البنك المركزي لاستنزاف المال العام
- ما مدى الجدية في اخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق ؟
- ماذا يقول قانون العقوبات العراقي حول هذه الامور ؟
- ما زال هناك من يمارس التجريم الطائفي
- هل ان ثمة تعمد بالابطاء في تنفيذ ميناء الفاو... ؟
- اوقفوا هذا التفريط بمصالح العراق ... اوقفوا مشروع الربط السك ...
- علاقة البطالة واستقدام العمالة الاجنبية مع المصالح الدولية
- تساؤلات حول الرفض الفرنسي لاستعادة دواعشهم
- شركة نفط الشمال العراقية تطلق دعوى قضائية استرجاع حقل خورمال ...
- يبدو انه ما زال ثمة من يريد الاستفادة من شحة الكهرباء في الع ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد السعيدي - تعديل قانون البنك المركزي : اجتزاء وكذب وتضليل